في بدايات عصر الصواريخ، تركز اهتمام مطوريها على كيفية دفعها نحو أعلى مسافة ممكنة بعد توجيه مقدمتها بطريقة بدائية نحو الهدف المنشود، لتتولى الجاذبية باقي المهمة بإسقاطها ضمن أقرب نقطة ممكنة من الهدف. وثمة عبارة شهيرة تلخص هذه الاهتمامات نُقلت على لسان “فيرنر فون براون”، أبو الصواريخ الألماني، إذ قال “ما أن ترتفع الصواريخ إلى أعلى، لا يهمني أين ستسقط.. فتلك مهمة شخص آخر”. وقد ظلت قدرات توجيه الرؤوس الصاروخية المتفجرة على حالها دون تغيير جذري حتى ثمانينيات القرن الماضي. وحتى ذلك الوقت كانت الصواريخ تتمتع بقدرات محدودة على تعديل مساراتها عقب إطلاقها، ما جعل من السهولة بمكان التنبؤ بالمنطقة التي تستهدفها وبالتالي اعتراضها.
لكن ثمة جيل جديد من الأسلحة تدعى “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” بدأ يطل برأسه في السنوات القليلة الماضية؛ وهي صواريخ قادرة على عبور القارات بسرعات كبيرة جداً ولا يمكن التنبؤ بأهدافها إلا ثوان قبل ارتطامها، جراء قدرتها العالية على المناورة وتغيير مسار رحلتها. ومع تطوير هذه الصواريخ باتت استراتيجيات الدول العظمى مركزة حاليا على تطوير عقيدة ما تُدعى “الضربة العالمية الفورية التقليدية”، والتي تهدف إلى ضمان القدرة على ضرب أي هدف في أي وقت في أي مكان في العالم في أقل من ساعة، باستخدام قوة نارية تقليدية غير نووية، عن طريق استخدام “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” التي باتت اليوم أكثر الأسلحة رعباً وإثارة للجدل.
تعزيز الانزلاق
يمكن لـ”الصواريخ فرط الصوتية” التحرك بسرعة تزيد عن سرعة الصوت بخمسة أضعاف (5 ماخ)، أي قطع ما يصل إلى 1.6 كيلومتر في الثانية. وهناك نوعان لهذه الصواريخ؛ الأول صواريخ “كروز” فائقة السرعة التي تحملها صواريخ أو طائرات أخرى خلال رحلتها، أي إنها ببساطة نسخة أسرع من صواريخ كروز الحالية. أما النوع الثاني فهو الأسلحة فائقة السرعة المعتمدة على تقنية “تعزيز الانزلاق”، وهذه تختلف عن الأولى؛ إذ تُطلق هذه الأسلحة إلى الغلاف الجوي العلوي بنفس الطريقة التي تُطلق بها الصواريخ الأخرى، لكن بعد ذلك تنفصل منها مركبة انزلاقية فائقة السرعة، تُحلق على ارتفاع أقل وبسرعة أكبر باتجاه الهدف، ما يجعل من الصعب رصدها. وهذا يعني أن ثمة متغيرين قادرين على تحويل قدرات الصواريخ التقليدية إلى هذه الفئة الجديدة من الأسلحة: السرعة والقدرة على المناورة.
وتمتلك “الصواريخ فرط الصوتية” مزايا فريدة تتعلق بزيادة درجة عدم اليقين لدى الخصم حال استخدامها في نزاع عسكري ما. إذ إن السرعة التي يمكن أن تصل بها هذه الصواريخ إلى أهدافها تُقلل من قدرة الخصم على تفادي الضربة أو حتى الرد قبل وقوعها. وفي الوقت نفسه، فإن قدرة هذه الصواريخ على المناورة تسمح لها بالانطلاق في مسارات لا يمكن التنبؤ بها، ما يجعل من الصعب تعقبها وتدميرها قبل أن تخترق الدفاعات الصاروخية الجوية للخصم. كما أن قدرة هذه الأسلحة على الطيران على ارتفاعات منخفضة تُصعِّب من مهمة الرادارات والدفاعات الجوية في العثور عليها أو اعتراضها. وتضيف قدرة “الصواريخ فرط الصوتية” على حمل الرؤوس الحربية النووية، إلى جانب نظيرتها التقليدية، عنصرا آخر من عدم اليقين إلى تهديد لا يمكن التنبؤ به بالنسبة للخصم، ما يؤثر على قدرة قيادات الخصم العسكرية على اتخاذ القرارات المناسبة بسرعة وفاعلية. وبذلك تعمل “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” على تغيير قواعد اللعبة بأكملها.
صراع أممي ثلاثي
ومع تصاعد الإمكانات الروسية والصينية في ما يتعلق بـ”الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية”، باتت الولايات المتحدة تواجه تحديا كبيرا. فمن الناحية الفنية، يمكن لأنظمة الدفاع الجوي الأميركية الحالية مثل “باتريوت” و”ثاد” أن تعترض الصواريخ البالستية فائقة السرعة، لكن فاعلية هذه الأنظمة تغطي مساحة جغرافية محدودة. لذلك إذا أرادت الولايات المتحدة تحصين نفسها ضد “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية”، فإنه ينبغي لها نشر أنظمة تغطي كامل مساحتها القارية، وهو أمر مستحيل مالياً وفنياً. ومع اعتراف وزارة الدفاع الأميركية بخطورة الموقف، يخطط البنتاغون لإنفاق 10 مليارات دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة لتطوير قدراته الصاروخية الهجومية والدفاعية على حد سواء. وفي ميزانية عام 2019 على سبيل المثال، تمت زيادة مخصصات صناديق أبحاث “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” بنسبة 136 بالمئة مقارنة بالعام السابق. كما طلب الكونغرس من وزارة الدفاع نشر أجهزة استشعار في الفضاء يمكنها اكتشاف وتتبع “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” بعد إطلاقها.
ويجمع الخبراء العسكريون على احتكار روسيا اليوم صناعة “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية”، ومن المتوقع أن يستمر هذه الاحتكار حتى السنوات الثلاث المقبلة على الأقل إذا لم تُحرز الولايات المتحدة خطوات متقدمة في هذا الصدد. فتاريخ البرامج العسكرية الروسية لإنتاج “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” قديم ويعود إلى أكثر من 18 عاما. وفي خطابه الذي ألقاه أمام مجلس الدوما في فبراير 2019، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن صاروخ “زيركون” الانزلاقي فرط الصوتي، مُلمحا إلى أنه قد يُستخدم لشن ضربات مباغتة ضد مقرات القيادة الأميركية. ورغم حالة التعتيم التي غالبا ما تُحيط ببرامج “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” الروسية، إلا أن الإعلان عن منظومة “أفانغارد” الجديدة عام 2018 كان لافتاً. ويقول العسكريون الروس إن “أفانغارد” قادرة على هزيمة أي نظام دفاع جوي، وأن مهمتها الأساس تتركز في توجيه ضربة نووية أولى مفاجئة ضد الأهداف الحيوية في الولايات المتحدة في ما لو نشبت حرب، بعد تقليل زمن وصولها إلى أهدافها بنسبة 50 بالمئة.
وتقول روسيا إن صاروخ “أفانغارد” لا يتخذ المسار المتعارف عليه للصواريخ المعتادة، فهو لا يتخذ سبيله منحنيا ليعود إلى الأرض مرة أخرى، بل ينفصل منه جزء وينطلق بسرعة كبيرة نحو هدفه على بعد آلاف الكيلومترات. وقد تباهى وقتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقدرات “أفانغارد” ووصفه بالصاروخ “الذي لا يقهر” بسرعته البالغة 20 ضعف سرعة الصوت، مشيدا بالقدرات العلمية الرفيعة لعلماء بلاده، واصفاً أهميته بأنها تماثل إطلاق أول قمر صناعي عام 1957. ومن المرجح أن يحفز إدخال روسيا “أفانغارد” الخدمة، حدة التنافس مع الدول العظمى الأخرى. ذلك أن الصين تختبر نماذج أولية للصواريخ فرط الصوتية منذ سنوات، فيما تعمل كل من فرنسا والهند وأستراليا واليابان على تطوير تقنيات مماثلة خاصة بها.
وفي الواقع فإن الصواريخ التي تنتقل بسرعات أكبر من “5 ماخ” موجودة في الخدمة لدى بعض الجيوش؛ فالصواريخ البالستية العابرة للقارات تدخل الغلاف الجوي بسرعة 8 كيلومترات في الثانية. لكن ما يميز الصواريخ فرط الصوتية الجديدة عنها هو أن الأخيرة مصممة لتحافظ على سرعاتها الهائلة لمسافات طويلة، وأن بإمكانها المناورة بشكل كبير خلال مسارها، ناهيك عن أنها تضرب أهدافها بدقة بالغة. وفي مواجهة هذه القدرات، يحذر هيكو ماس وزير الخارجية الألماني من أن “الصواريخ فرط الصوتية الجديدة القادرة على المناورة، تترك بالكاد وقتاً لردود الفعل البشرية المضادة”.
دقيقة ومرنة
وتمتلك “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” العديد من المزايا؛ فالصواريخ البالستية أقل مرونة ولا تميل إلى أن تكون دقيقة للغاية. وعلى سبيل المثال يتمتع صاروخ “مينيوتمان 3” العابر للقارات، الذي يعد العمود الفقري للترسانة الصاروخية النووية الأميركية، بنسبة “خطأ دائري محتمل” يبلغ قرابة 120 مترا، ما يعني أن نصف الصواريخ التي يتم إطلاقها فقط (بسبب اعتراض النصف الآخر) يتوقع لها أن تسقط على بعد 120 مترا من هدفها. وهذا أمر جيد للصواريخ المزودة برؤوس نووية، لكنه عديم الفاعلية لدى مهاجمة سفينة أو مقر قيادة أو سيارة يقودها إرهابي. بالمقابل فإن صواريخ كروز الحالية دقيقة للغاية، إذ يمكنها الدخول من خلال نافذة مبنى، ولكنها أبطأ بكثير. على ذلك، تجمع “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” بين سرعة الصواريخ البالستية ودقة صواريخ كروز مع القدرة على المناورة. ويقول ويل روبر، المسؤول عن تخطيط عمليات اقتناء الأسلحة لدى سلاح الجو الأميركي: “بإمكان هذه الصواريخ الطيران، وتعديل مسارها، بل وحتى الدوران”.
وتكمن أهمية “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” في المسار الذي تتبعه أثناء توجهها نحو هدفها. إذ تقضي رؤوس الصواريخ العابرة للقارات غير المزودة بالمحركات معظم وقتها في الفضاء قبل إعادة دخولها الأرض، حيث لا تستطيع تغيير مسارها أو تعديله. لكن “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” تقضي 80 بالمئة من وقتها ضمن ارتفاع أقل من 100 كيلومتر، ما يسمح لها بالمناورة وتغيير مسارها معظم المسافة التي تستغرقها إلى هدفها. كما يمكنها كذلك تفادي الرادارات الأرضية لفترة أطول عن طريق الاختباء خلف أفق الأرض المنحني. وفي حين قد يتعين على الصواريخ العابرة للقارات الأميركية عبور الأجواء الروسية خلال توجهها لضرب الصين مثلاً – وهو أمر قد يؤدي إلى سوء تفاهم خطير – يمكن للصواريخ الانزلاقية سلوك طرق ملتوية أكثر، وتجنب الدفاعات الجوية وترك الأعداء في حيرة بخصوص الهدف المراد قصفه.
لماذا الآن؟
تعود بدايات فكرة استخدام “الصواريخ فرط الصوتية” إلى قرن من الزمان. إذ حلق أول نموذج منها معزز بالصواريخ في ألمانيا عام 1928. وخلال الحرب العالمية الثانية، حاول المهندسون الألمان إطالة أمد صواريخ “في-2” من خلال جعلها انزلاقية. وفي أعقاب الحرب، استولت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي على مشروع الصواريخ الألمانية، ما قاد إلى سلسلة من القفزات التكنولوجية. وفي خمسينيات القرن الماضي تم اختبار “ألفا دراكو”، وهي مركبة صاروخية انزلاقية أميركية تفوق سرعتها سرعة الصوت. ثم أضيفت تحسينات هائلة على “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” خلال مراحل سباق الفضاء الروسي-الأميركي، ما أدى في إحدى المراحل إلى ظهور مكوك الفضاء.
وهنا يتساءل المرء، لماذا إذن أخذت “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” وقتا طويلاً للظهور؟ الجواب ببساطة هو أن أي رحلة طيران تفوق سرعة الصوت تستلزم تحديات علمية وهندسية. ويلاحظ جيمس أكتون، من مؤسسة كارنيغي، أن نسبة الرفع إلى الجر، اللازمة لدفع مكوك فضاء بسرعات تفوق سرعة الصوت، تقارب واحد. لكن “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” المتقدمة تتطلب أكثر من ضعف تلك النسبة. وكلما ارتفعت معدلات الرفع إلى الجو، تولدت درجات حرارة سطحية تصل إلى 2000 درجة مئوية لدى السرعات القصوى. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تآكل الطلاء الواقي للصواريخ الانزلاقية، وشوي إلكترونياتها وإذابة هيكلها. وقد فشل اختبار أميركي لنموذج أولي في عام 2011 عندما انقشر جلد صاروخ انزلاقي فرط صوتي ليتمزق تماماً. ويقول خبير يعمل في شركة تقوم بتطوير “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” إن تبديد الحرارة بالسرعة التي تراكمت بها “عملية شاقة” و”ربما مستحيلة” عندما تتجاوز سرعة الجسم 10 ماخ. كما تعمل السرعات الكبيرة أيضا على تفتيت الجزيئات في الجو، ما يخلق مجالًا من الجزيئات المشحونة (أو البلازما) حول الصواريخ الانزلاقية، ما يعطل نظام تحديد المواقع العالمي والإشارات الأخرى اللازمة لتوجيه الصاروخ نحو هدفه. وتقول إيفيت ليفا، باحثة في مكتب البحوث العلمية التابع لسلاح الجو الأميركي، إننا “لا نزال غير قادرين تماما على فهم فيزياء الرحلات فرط الصوتية”.
وقد حققت الدول العظمى تقدمات محدودة للتغلب على هذه التحديات. ويقول توماس بوسينغ، الذي يرأس قسم تطوير الصواريخ لدى شركة “رايثيون” إحدى أكبر شركات تصنيع السلاح، إنه حدث “تغيير بسيط” خلال العقد الماضي، بفضل التقدم الذي حصل في “ديناميكا السوائل الحاسوبية” والمواد الجديدة والأنظمة الإلكترونية والتوجيهية. ويبدو أن الولايات المتحدة التي خصصت 2.6 مليار دولار من ميزانية البنتاغون لعام 2020 للأسلحة فرط الصوتية، تتصدر على الأرجح المقدمة. فلقد اختبرت صاروخاً انزلاقياً على شكل وتد عامي 2010 و2011، ثم تصميماً أكثر نجاحا ذو شكل مخروطي في الأعوام 2011 و2014 و2017 يمكن استخدامه على أنظمة تكتيكية تستخدم صواريخ أصغر حجماً وأرخص تكلفة ويمكن إطلاقها من السفن والطائرات.
تفوق بحثي صيني
أما الصين فقد اختبرت صاروخها الانزلاقي طراز “دي إف-زد إف” تسع مرات على الأقل منذ عام 2014. ولا يُعرف شيء تقريبا عن سرعته أو دقته. كما تمتلك كل من أستراليا والهند وفرنسا واليابان برامج خاصة بها. وقد حذر الجنرال بول سيلفا، أعلى ضباط سلاح الجو الأميركي رتبة في يناير 2018، من أن بلاده تفقد تفوقها التقني في مجال “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية”. إذ قامت الصين ببناء ما يتراوح بين ضعفين وثلاثة أضعاف المنشآت ذات الصلة بهذه الصواريخ مقارنة بأميركا، بما في ذلك أسرع نفق اختباري للرياح في العالم، كما ضخت أكبر عدد من الأبحاث العامة حول تكنولوجيا “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” (716 بحثاً منشورا عام 2017، مقارنة بـ207 من الولايات المتحدة و 76 بحثاً من روسيا).
مع ذلك ، يشير الخبراء إلى أن البرنامج الصيني ربما يكون أقل تقدماً من نظيره الأميركي، لسبب واحد؛ أن الولايات المتحدة تجري اختبارات على صواريخ انزلاقية ذات مديات أطول بكثير من نظيرتها الصينية، كما أنها تمكنت من حل مشاكل مختلفة وأكثر صعوبة. وتعمل الولايات المتحدة بشكل حثيث لامتلاك القدرة على إيصال رؤوس حربية تقليدية عبر مسافات قارية، ذلك لأن الصواريخ العابرة للقارات ليست دقيقة بما فيه الكفاية مثل “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية”. أما روسيا والصين فتحرصان على تزويد صواريخهما الانزلاقية فرط الصوتية بالأسلحة النووية، لأنهما تخشيان فقدان قدراتهما الردعية النووية يوماً ما، جراء تحسن قدرات الدفاع الجوي الأميركي. لذا فإن الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية الخاصة بهما لا تحتاج إلى أن تكون شديدة الدقة.
ويتوقع الخبراء الاستراتيجيون أن تدخل “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” الخدمة خلال السنوات القليلة المقبلة، وأن تتغير ساحة المعركة معها بشكل كبير؛ ذلك أنه من الصعب للغاية مواجهة هذه الصواريخ التي تمنح الدول التي تحوزها ميزة تفوق هائلة مقارنة بالدول التي لا تمتلكها. كما تمثل الحمولة غير المؤكدة لـ”الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” مشكلة أخرى، خصوصا لو لم تستطع أجهزة الرصد تحديد نوعية الحمولة بين تقليدية أو نووية.
ويقترح دبلوماسيون دوليون إجراء حوار دولي بشأن “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” لمناقشة تحدياتها قبل فوات الأوان، وأن يقوم المتنافسون بتبادل المعلومات حولها واتخاذ تدابير أخرى لبناء الثقة. وثمة اقتراح بتحديد عدد “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” عن طريق توقيع معاهدة للحد من انتشارها. لكن الصورة تبدو غير وردية على الإطلاق؛ فواشنطن وموسكو تخوضان نزاعات متفاقمة بشأن الأسلحة النووية، فيما لا ترغب الصين بأي اتفاق يكبل يديها. وحتى ذلك الحين، من المرجح أن تتمتع “الصواريخ الانزلاقية فرط الصوتية” بحرية السباحة في أجواء العالم، وقد تمتد شهرتها لتكون مصدراً جديداً لسباق تسلح يأكل الأخضر واليابس.