العالم يتآمر لجعل أسعار الغاز الطبيعى أرخص.. بقلم ديفيد فيكلينج

(Hossam)

عضو
إنضم
25 أغسطس 2014
المشاركات
1,306
التفاعل
4,286 4 0
العالم يتآمر لجعل أسعار الغاز الطبيعى أرخص.. بقلم ديفيد فيكلينج
الإثنين 17 فبراير 2020 البورصة خاص التعليقاتعلى العالم يتآمر لجعل أسعار الغاز الطبيعى أرخص.. بقلم ديفيد فيكلينج مغلقة
1582193669676.png

1557213450_769_28483_untitled1.jpg


إلى أى مدى تريد الغاز الطبيعى رخيصاً اليوم؟
هل يعد “صفر” سعراً منخفضاً كافياً بالنسبة لك؟
إذن.. ما رأيك فى أن ندفع لك مقابل أن تأخذ الغاز منا؟

حسناً.. هذا ما يحدث فى قلب رقعة الغاز الصخرى الأمريكى فى الوقت الحالى، وهى أعراض تخمة ستشكل أسواق الطاقة عبر العالم فى السنوات المقبلة.
وتراجعت أسعار الغاز فى مركز واها فى حوض البرميان فى تكساس إلى سالب 26.8 سنت لكل مليون وحدة حرارية بريطانية الأسبوع الحالى، وتتجه بحدة أكثر نحو المنطقة السلبية، وفقاً لشركة تداول السلع “إو تى سى جلوبال هوليدينجز”.
ويتسبب نقص سعة خطوط الأنابيب، إلى تزاحم المنتجين على مكان فى الصف، وبيع سلعة بسعر سلبى ليس أمراً مجنوناً، كما يبدو، بل إنه يحدث بشكل شائع نسبياً فعلى سبيل المثال، نادراً ما يحقق زيت الوقود – أحد منتجات تقطير البترول الخام والذى يستخدم فى غلايات السفن والمبانى ومحطات الطاقة – أى هوامش أرباح للمصافى، وإنما يستهدفون جنى الأرباح من الجازولين والديزل، ويتعاملون مع زيت الوقود كمنتج غير مفيد يمكن كسب القليل من الدولارات منه.
وهذا هو الحال مع الغاز الطبيعى فى الولايات المتحدة، فجزء كبير من الإنتاج لا ينتج رغبة فيه، وإنما كمنتج ثانوى من حقول البترول الصخرية، إذ لا يهتم المشغلون هناك بسعر الغاز طالما أنه لا يمنعهم من تحقيق هوامش إيجابية من إنتاج الخام.
وتضاعف إنتاج ما يعرف بالغاز المصاحب 4 أضعاف تقريباً من 4.3 مليار قدم مكعبة يومياً فى 2006 إلى 15 مليار دولار فى 2018، وفقاً لوزارة معلومات الطاقة الأمريكية، وهو ما يشكل 37% من إنتاج الغاز الصخرى و12% من إجمالى ناتج الغاز الأمريكى.
ومع بدء الطلب على هذا الغاز شديد الرخص، فإن السعر فى سوق الغاز الأوسع سيتراجع، وبفضل الطقس المعتدل بشكل استثنائى الشتاء الحالى، تراجع غاز مركز هنرى الأمريكى القياسى بأكثر من الثلث منذ ذروته المعتادة فى بداية نوفمبر، ووصل إلى أدنى مستوى له منذ 2016، الأسبوع الحالى.
وكان هذا الأمر، سيصبح شأناً داخلياً تماماً منذ سنوات قليلة، ولكن مع نمو صناعة الغاز الطبيعى المسال، فإن الأمور تتغير أيضاً، وعادة كانت أسعار الغاز فى المناطق المختلفة لا تتعلق ببعضها البعض، ولكن الوضع الحالى يمهد الطريق لوضع تحدد فيه بشكل متزايد تكلفة الصادرات الأمريكية – بجانب هامش النقل والتحول إلى ومن الغاز الطبيعى المسال – سعراً عالمياً موحداً، وهذا على الأرجح، سيغير الافتراضات القائمة منذ وقت طويل بشأن السوق.
ولم تتبن آسيا على نطاق واسع، التحول من توليد الكهرباء القائم على الفحم إلى الغاز الذى تسبب فى الإغلاق السريع لأساطيل الفحم فى الولايات المتحدة وأوروبا، بجانب أيضاً النمو القوى فى مصادر الطاقة النظيفة، ولم تكن أسعار الغاز الطبيعى الأمريكى فى آسيا تنافسية دائماً بما يكفى، باستثناء فترات قصيرة فى الصيف عندما يتراجع الطلب على الغاز.
وثمة أسباب جيدة للاعتقاد بأن هذه التخمة لن تذهب بعيدا، خصوصاً فى ظل التباطؤ فى الصين، التى كانت محرك رئيسى للطلب على الغاز فى آسيا خلال السنوات الماضية، وكتب محللو “مورجان ستانلى”، الشهر الماضى، أن تراجع الطلب الصناعى والتحول إلى الكهرباء وليس الغاز لاستبدال الفحم فى أنظمة التسخين المركزية، سيقلل الطلب، وتوقعوا أن تهبط الأسعار فى أوروبا وآسيا دون 3 دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية، مقتربة من أسعار أمريكا الشمالية.
وأضف إلى ذلك تأثير فيروس “كورونا”، وتقدر شركة “وود ماكينزى” أن الطلب العام الحالى سيتراوح بين 316 و324 مليار قدم مكعبة، أى أقل بنسبة 19% عن تقديرات إدارة الطاقة الوطنية الصينية عند 350 إلى 390 مليار قدم مكعبة.
وسيأخذ الغاز الطبيعى المسال، حصة أقل من هذه الكعكة المتقلصة بفضل ارتفاع إنتاج الغاز محلياً والواردات من خط “باور أوف سيبيريا” الروسى البالغة 38 مليار قدم مكعبة، ومن المفترض أن تحث تلك الأحوال المنتجين على تقليص الإنتاج.
ولكن على الأرجح سيسير المنتجون فى الاتجاه المعاكس، وارتفعت القدرة التصديرية للغاز الطبيعى المسال الأمريكى بمعدل قياسى فى 2019 عند 71 مليون طن سنوياً، وهو ما أضاف حوالى 97 مليار قدم مكعبة إلى السوق العالمى، وفقاً لـ”مورجان ستانلى”.
وستتباطأ تلك الوتيرة بالتأكيد، فى ظل ازدياد احتمالات عدم تطوير بعض المشروعات منها “أكسون موبيل كورب”، ومع ذلك إذا رأينا مزيداً من النجاح فى حملات منع حرق الغاز المصاحب، فسيكون لدينا 140 مليار قدم مكعبة من معروض الغاز الذى يتم تنفيسه حالياً فى الغلاف الجوى.
واكتسحت الأسعار شديدة الانخفاض للغاز والرياح والطاقة الشمسية، قطاع الطاقة فى النصف الغربى من الكرة الأرضية على مدار العقد الماضى، وحتى الآن لم يحدث تأثير فى آسيا سوى من مصادر الطاقة المتجددة، وفى ظل اقتراب فيضان المعروض الجديد من الغاز، فقد ينهار سد المصادر المتجددة.
بقلم: ديفيد فيكلينج، كاتب أعمدة رأى ويغطى السلع والشركات الصناعية والاستهلاكية
إعداد: رحمة عبدالعزيز
المصدر: وكالة أنباء “بلومبرج”

 
عودة
أعلى