أحدث مقال عضو الأسرة الحاكمة في قطر، فهد بن عبد الله آل ثاني، في موقع صحيفة” الشرق الأوسط” تحت عنوان “قطر التي أعرف.. والأخرى التي أجهل” جدلا كبيرا، وأدى لمنع صدور الصحيفة في دولة الكويت.
مُطلعًا على التطورات والتغيرات
واستهل الأمير القطري بالقول: “لم أكن مهتمًا بالسياسة أو عاملًا فيها، لكنني بحكم الصلة العائلية مع القيادات كنت مُطلعًا على التطورات والتغيرات، وجميعها كانت ذات طبيعة سلمية وخيّرة. أما العلاقات بين الأسر الحاكمة في دول الخليج فكانت تقوم على قواعد أسرية رفيعة، فللكبير احترامُه مهما كانت طبيعة عمله، والثقة والتعاون بين حكامِنا كانا أساس كل عمل، حتى أن الشيخ حمد بن خليفة في بدايات ولايات العهد لم يكن يختلف عن هذا النهج، باستثناء نوبات من التصرفات المفاجئة التي كانت تمضي بعفو الكبار وتفهمهم لأحوال الشباب وحماسهم واستعجالهم، كما كانوا يظنون”.
انقلاب الشيخ حمد على أبيه
وانتقل في مقاله إلى انقلاب الشيخ حمد على أبيه الشيخ خليفة عام 1995، قائلًا إنه “لم يكن عملًا مُتوقعًا، وأحدث صدمة كبيرة في أوساط أسرة آل ثاني، إلا أن احدًا لم يتحرك ترقبًا للمُصالحة وأملًا في التصحيح”، وعزا ذلك الأمر إلى ما وصفه بـ”الخطوات الاستفزازية التي سبق للشيخ حمد أن قام بها لكن عولجت في حينها”.
عيالنا وإن أخطأوا
وأردف: “إلا أن الأحداث اللاحقة بيَّنت أن لسياسة قطر خطأ يختلف عن شقيقاتها في دول الخليج؛ بل يعاديها في أوقات كثيرة. ورغم الاستنكار الخليجي المتزايد لسلوك قطر، سواء في الإعلام أو السياسة، فإنَّ قاعدة الكبار من شيوخ الخليج ظلَّت: عيالنا وإن أخطأوا”.
مكالمة القذافي مع حمد بن خليفة
وأشار إلى أنه “حينما انتشر تسجيل مكالمة القذافي مع حمد بن خليفة (عام 2017) التي قال فيها حمد إنه يعمل على إسقاط السعودية، ظننتها من أعمال الكارهين الذين لا يريدون للخليج خيرًا، إذ يستحيل أن يطعن الخليجي أخاه، أو يتآمر عليه؛ خصوصًا إن كان الأخ مثل المملكة العربية السعودية الحاضن الأكبر لكل الخليج، ولو أن السعودية مسَّها ضرر لكان أول الفانين قطر، مع العلم أن السعودية هي الدولة الصلبة الواثقة في كل المنطقة”.
مخطط عدواني
وقال الأمير القطري: “لم أصدق هذا التسجيل لبشاعته وخبثه، ولأن السعودية لم تتخذ أي إجراء، مع أن بعض الأصدقاء والمقربين يؤكدون صحته، ويقولون إن ما ظهر من التسجيل هو مجرد جزء بسيط من المخطط العدواني من نظام قطر ضد المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، ثم لباقي إخوتها في الخليج؛ لأن طريقة تفكير الحاكم القطري هي أن دول الخليج مثل قطع الدومينو المتراصة، إن سقطت السعودية تبعتها الأخريات تلقائيًا..”.
تحول قطر
وأضاف: “للأسف تحولت قطر الوديعة القائمة على التنمية ورفاهية مواطنيها ومحبة أهلها وجيرانها، إلى شيء غريب لا نعرفه ولا ينتمي إلينا. وتحوَّلت أرضنا التي كنا نعرف أهلها ويعرفوننا إلى ساحة تمتلئ بأناس ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكراهية، وكأنهم يتنفسون فضاءً واحدًا لا ينتمي إلى سمائنا ولا يخالط هواءنا”.
فرقاً متناحرة ومتعادية
ومضى الأمير القطري يوضح أوجه التحوّل والتغيّر القطري، مُشيرًا في ذلك إلى “(كارثة قبيلة الغفران) الذين انتُزعوا من أرضهم وبيوتهم، فتفرقوا بين السجون والشتات. ثم اللعب بصورتنا الاجتماعية، فتغيرت القبائل والأسر وفسد طبعها، فلم يعد هناك احترام لتقاليد أو عادات أو روابط… ولم يسلم آل ثاني من هذه الهجمة، فأصبحت هذه الأسرة – وهي من أكبر الأسر الحاكمة في الخليج عددًا – فرقاً متناحرة ومتعادية، بعد أن كانت على قلب رجل واحد؛ لأن الحاكم يسوط بالأذى والتهجم وحتى الإهانة، كل فرد فيها لا يتبع دربه من دون اعتراض”.
تغير وجه قطر
وتابع: “لقد تغير وجه قطر، ليس في سياستها التخريبية فقط؛ بل حتى شوارعها التي أبعدت أهلها، وجلبت مكانهم كل مرتزق هو في الأصل عدو لنا. أنا شخصيًا أشعر بغصَّة كلما سمعت شيئًا عن قصر الوجبة؛ لأنه كان علامة مجدنا وراية انتصارنا، قبل أن يعود الترك إليه بكل عنفوان، فيحكمونه سلمًا واستصغارًا، بعد أن عجزوا عنه حربًا”.
وأكمل: “الصورة اليوم شديدة السواد، وانحرافات النظام تزداد وتتوسع، فلم تعد له بالعروبة صلة، ولم يعد الشقيق لمن ينطق بلسانه ويشاركه الدين القويم؛ بل استجلب إلينا كل عاهة ومصيبة، وطمس كل ملامح خيرة في بلادنا”.
لوضع الشاذ لن يدوم
واستطرد: “أنا على يقين بأن هذا الوضع الشاذ لن يدوم، وسيذهب مع صاحبه؛ لكنني أخشى أن يكون الأثر هو خراب أنفسنا، وفقداننا الثقة بمستقبلنا، والشك بيننا، وسوء الظن في بعضنا، وهو مرض قد نقضي عقودًا في علاجه، وإن كانت الثقة بأهلي وأسرتي أقوى وأمتن”.
وأشار الأمير فهد إلى أن ما كتبه في ذلك المُقال ليس “أمرًا شخصيًا أو مُحاباة للدول المُقاطعة لنظام قطر (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، أو كراهية للشيخ حمد رغم انقلابه على أبيه”، وإنما “خوفًا على قطر نفسها، وخوفًا على الأرض التي يرقد في بطنها أجدادنا، وعليها ولدنا وأبناؤنا، ونحمل اسمها وطموحها ومستقبلها”.
ختام وتساؤلات
واختتم مقاله بالقول: “أعرف الشيخ حمد، ويعرفه كثير من أهلي، وأن لا أمل في عودته أو صلاحه، فلا قطر تعنيه، ولا أهلها سوى أدوات له ليمضي في طريقه المخرب. لكن هل من الممكن التفاؤل في صحوة من الشيخ تميم وبعض أهله الأقربين؟….الشيخ تميم هو أمير البلاد وحاكمها، فهل سيكون كذلك فعلاً؟ وهل سيعيد ديرتنا إلى مسارها وينفض عنها كل البلاوي التي توالت عليها؟”.
الجدير بالذكر أن الكويت منعت صحيفة الشرق الأوسط من التوزيع على خلفية هذا المقال.
مُطلعًا على التطورات والتغيرات
واستهل الأمير القطري بالقول: “لم أكن مهتمًا بالسياسة أو عاملًا فيها، لكنني بحكم الصلة العائلية مع القيادات كنت مُطلعًا على التطورات والتغيرات، وجميعها كانت ذات طبيعة سلمية وخيّرة. أما العلاقات بين الأسر الحاكمة في دول الخليج فكانت تقوم على قواعد أسرية رفيعة، فللكبير احترامُه مهما كانت طبيعة عمله، والثقة والتعاون بين حكامِنا كانا أساس كل عمل، حتى أن الشيخ حمد بن خليفة في بدايات ولايات العهد لم يكن يختلف عن هذا النهج، باستثناء نوبات من التصرفات المفاجئة التي كانت تمضي بعفو الكبار وتفهمهم لأحوال الشباب وحماسهم واستعجالهم، كما كانوا يظنون”.
انقلاب الشيخ حمد على أبيه
وانتقل في مقاله إلى انقلاب الشيخ حمد على أبيه الشيخ خليفة عام 1995، قائلًا إنه “لم يكن عملًا مُتوقعًا، وأحدث صدمة كبيرة في أوساط أسرة آل ثاني، إلا أن احدًا لم يتحرك ترقبًا للمُصالحة وأملًا في التصحيح”، وعزا ذلك الأمر إلى ما وصفه بـ”الخطوات الاستفزازية التي سبق للشيخ حمد أن قام بها لكن عولجت في حينها”.
عيالنا وإن أخطأوا
وأردف: “إلا أن الأحداث اللاحقة بيَّنت أن لسياسة قطر خطأ يختلف عن شقيقاتها في دول الخليج؛ بل يعاديها في أوقات كثيرة. ورغم الاستنكار الخليجي المتزايد لسلوك قطر، سواء في الإعلام أو السياسة، فإنَّ قاعدة الكبار من شيوخ الخليج ظلَّت: عيالنا وإن أخطأوا”.
مكالمة القذافي مع حمد بن خليفة
وأشار إلى أنه “حينما انتشر تسجيل مكالمة القذافي مع حمد بن خليفة (عام 2017) التي قال فيها حمد إنه يعمل على إسقاط السعودية، ظننتها من أعمال الكارهين الذين لا يريدون للخليج خيرًا، إذ يستحيل أن يطعن الخليجي أخاه، أو يتآمر عليه؛ خصوصًا إن كان الأخ مثل المملكة العربية السعودية الحاضن الأكبر لكل الخليج، ولو أن السعودية مسَّها ضرر لكان أول الفانين قطر، مع العلم أن السعودية هي الدولة الصلبة الواثقة في كل المنطقة”.
مخطط عدواني
وقال الأمير القطري: “لم أصدق هذا التسجيل لبشاعته وخبثه، ولأن السعودية لم تتخذ أي إجراء، مع أن بعض الأصدقاء والمقربين يؤكدون صحته، ويقولون إن ما ظهر من التسجيل هو مجرد جزء بسيط من المخطط العدواني من نظام قطر ضد المملكة العربية السعودية بشكل أساسي، ثم لباقي إخوتها في الخليج؛ لأن طريقة تفكير الحاكم القطري هي أن دول الخليج مثل قطع الدومينو المتراصة، إن سقطت السعودية تبعتها الأخريات تلقائيًا..”.
تحول قطر
وأضاف: “للأسف تحولت قطر الوديعة القائمة على التنمية ورفاهية مواطنيها ومحبة أهلها وجيرانها، إلى شيء غريب لا نعرفه ولا ينتمي إلينا. وتحوَّلت أرضنا التي كنا نعرف أهلها ويعرفوننا إلى ساحة تمتلئ بأناس ظاهرهم الإسلام وباطنهم الكراهية، وكأنهم يتنفسون فضاءً واحدًا لا ينتمي إلى سمائنا ولا يخالط هواءنا”.
فرقاً متناحرة ومتعادية
ومضى الأمير القطري يوضح أوجه التحوّل والتغيّر القطري، مُشيرًا في ذلك إلى “(كارثة قبيلة الغفران) الذين انتُزعوا من أرضهم وبيوتهم، فتفرقوا بين السجون والشتات. ثم اللعب بصورتنا الاجتماعية، فتغيرت القبائل والأسر وفسد طبعها، فلم يعد هناك احترام لتقاليد أو عادات أو روابط… ولم يسلم آل ثاني من هذه الهجمة، فأصبحت هذه الأسرة – وهي من أكبر الأسر الحاكمة في الخليج عددًا – فرقاً متناحرة ومتعادية، بعد أن كانت على قلب رجل واحد؛ لأن الحاكم يسوط بالأذى والتهجم وحتى الإهانة، كل فرد فيها لا يتبع دربه من دون اعتراض”.
تغير وجه قطر
وتابع: “لقد تغير وجه قطر، ليس في سياستها التخريبية فقط؛ بل حتى شوارعها التي أبعدت أهلها، وجلبت مكانهم كل مرتزق هو في الأصل عدو لنا. أنا شخصيًا أشعر بغصَّة كلما سمعت شيئًا عن قصر الوجبة؛ لأنه كان علامة مجدنا وراية انتصارنا، قبل أن يعود الترك إليه بكل عنفوان، فيحكمونه سلمًا واستصغارًا، بعد أن عجزوا عنه حربًا”.
وأكمل: “الصورة اليوم شديدة السواد، وانحرافات النظام تزداد وتتوسع، فلم تعد له بالعروبة صلة، ولم يعد الشقيق لمن ينطق بلسانه ويشاركه الدين القويم؛ بل استجلب إلينا كل عاهة ومصيبة، وطمس كل ملامح خيرة في بلادنا”.
لوضع الشاذ لن يدوم
واستطرد: “أنا على يقين بأن هذا الوضع الشاذ لن يدوم، وسيذهب مع صاحبه؛ لكنني أخشى أن يكون الأثر هو خراب أنفسنا، وفقداننا الثقة بمستقبلنا، والشك بيننا، وسوء الظن في بعضنا، وهو مرض قد نقضي عقودًا في علاجه، وإن كانت الثقة بأهلي وأسرتي أقوى وأمتن”.
وأشار الأمير فهد إلى أن ما كتبه في ذلك المُقال ليس “أمرًا شخصيًا أو مُحاباة للدول المُقاطعة لنظام قطر (مصر والسعودية والإمارات والبحرين)، أو كراهية للشيخ حمد رغم انقلابه على أبيه”، وإنما “خوفًا على قطر نفسها، وخوفًا على الأرض التي يرقد في بطنها أجدادنا، وعليها ولدنا وأبناؤنا، ونحمل اسمها وطموحها ومستقبلها”.
ختام وتساؤلات
واختتم مقاله بالقول: “أعرف الشيخ حمد، ويعرفه كثير من أهلي، وأن لا أمل في عودته أو صلاحه، فلا قطر تعنيه، ولا أهلها سوى أدوات له ليمضي في طريقه المخرب. لكن هل من الممكن التفاؤل في صحوة من الشيخ تميم وبعض أهله الأقربين؟….الشيخ تميم هو أمير البلاد وحاكمها، فهل سيكون كذلك فعلاً؟ وهل سيعيد ديرتنا إلى مسارها وينفض عنها كل البلاوي التي توالت عليها؟”.
الجدير بالذكر أن الكويت منعت صحيفة الشرق الأوسط من التوزيع على خلفية هذا المقال.