كتاب .. لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه
مؤلف هذا الكتاب هو الصحفي الفرنسي “جان كلود موريس” .. الذي كان يعمل مراسلا حربيا لصحيفة “لو جورنال دو ديماش” من 1999 إلى 2003 .. ويتناول في كتابه هذا اخطر أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي “جورج بوش الابن” والرئيس الفرنسي السابق “جاك شيراك” .. والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق عام 2003 بذريعة القضاء على يأجوج ومأجوج الذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط …
يقول المؤلف جان كلود موريس في مستهل كتابه “إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدا .. وان اعتقادك ليس في محله .. فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل .. بل هي خارج حدود الخيال .. وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية .. ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبدا .. فقد كان الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش الابن” من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية .. وهو مهووسا بالتنجيم والغيبيات وتحضير الأرواح والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة .. وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة وفي مقدمتها التوراة .. ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب في فضاءات التنبؤات المستقبلية المستمدة من المعابد اليهودية المتطرفة .. ويميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة وتكرارها في خطاباته من مثل .. (القضاء على محور الأشرار .. وبؤر الكراهية .. وقوى الظلام .. وظهور المسيح الدجال .. وشعب الله المختار .. والهرمجدون .. وفرسان المعبد) .. ويدعي انه يتلقى رسائل مشفرة يبعثها إليه الرب عن طريق الإيحاءات الروحية والأحلام الليلية” …
وكشف الرئيس الفرنسي السابق “جاك شيراك” في حديث مسجل له مع مؤلف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي قائلا .. “تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003 .. فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار يأجوج ومأجوج .. مدعيا إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط قرب مدينة بابل القديمة .. وأصر على الاشتراك معه في حملته الحربية التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة .. ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل” …
ويقول شيراك “هذه ليست مزحة .. فقد كنت متحيرا جدا بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم .. ولم اصدق في حينها إن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة .. ويحمل هذه العقلية المتخلفة .. ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة التي سيحرق بها الشرق الأوسط .. ويدمر مهد الحضارات الإنسانية .. ويجري هذا كله في الوقت الذي صارت فيه العقلانية سيدة المواقف السياسية .. وليس هناك مكان للتعامل بالتنبؤات والخرافات والخزعبلات والتنجيم وقراءة الطالع حتى في غابات الشعوب البدائية” .. ولم يصدق جاك شيراك أن أمريكا وحلفائها سيشنون حربا عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من مزابل الخرافات المتطرفة .. وينبعث من كهوف الكنيسة الانجليكانية التي مازالت تقول .. “كانت الصهيونية أنشودة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية” …
ويرى المؤلف إن الموقف الفرنسي الرسمي والشعبي كان واضحا في معارضته لتلك الحرب .. ومنزعجا من محاولات بوش الغبية لتبرير حربه على العراق وربطها بالنبوءات الكهنوتية المتعصبة .. ويردف المؤلف قائلا .. “لم يصدق شيراك أذنه عندما اتصل به بوش قبيل الحرب على العراق بأسابيع .. ليقنعه بالتراجع عن معارضته الشرسة مؤكداً له مرة أخرى أن هذه الحرب تستهدف القضاء على يأجوج ومأجوج الذين يعملان على تشكيل جيش إسلامي من المتطرفين في الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب .. وكم كانت دهشة شيراك عظيمة عندما سمع بوش يخبره في مناسبة أخرى عبر الهاتف ويقول له حرفيا .. (أنه تلقى وحيا من السماء لإعلان الحرب على العراق .. لأن يأجوج ومأجوج انبعثا من جديد في العراق .. وهو في طريقه إلى مطاردتهما .. لأنهما ينويان تدمير الغرب المسيحي) .. وشعر شيراك حينها بالخجل والفزع من هذا التبرير السخيف .. ومن هذه السذاجة والصفاقة .. لكنه لم يكن يتصور أبدا إن تطرف بوش وميوله الدينية نحو تحقيق نبوءات التوراة على ارض الواقع .. يقودانه إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات التاريخية الكارثية .. وازدادت مخاوف شيراك عندما صار بوش يعيد تكرار الإشارة إلى يأجوج ومأجوج في مؤتمراته الصحفية والسياسية” …
يذكر المؤلف أن جاك شيراك وجد نفسه بحاجة إلى التزود بالمعارف المتوفرة بكل ما تحدثت به التوراة عن يأجوج ومأجوج .. وطالب المستشارين بمعلومات أكثر دقة من متخصصين في التوراة .. على أن لا يكونوا من الفرنسيين .. لتفادي حدوث أي خرق أو تسريب في المعلومات .. فوجد ضالته في البروفسور توماس رومر .. وهو من علماء الفقه اليهودي في جامعة لوزان السويسرية .. وأوضح البروفسور .. “إن يأجوج ومأجوج ورد ذكرهما في سفر التكوين في الفصلين الأكثر غموضا .. وفيهما إشارات غيبية تذكر أن يأجوج ومأجوج سيقودان جيوش جرارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود .. وعندئذ ستهب قوة عظمى لحماية اليهود في حرب يريدها الرب .. وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة” .. ثم يتابع المؤلف .. “إن الطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش هي الطائفة الأكثر تطرفا في تفسير العهد القديم التوراة .. وتتمحور معتقداتها حول ما يسمى بالمنازلة الخرافية الكبرى .. ويطلقون عليها اصطلاح الهرمجدون .. وهي المعركة المنتظرة التي خططت لها المذاهب اليهودية المتعصبة .. واستعدوا لخوضها في الشرق الأوسط .. ويعتبرونها من المعارك الحتمية الفاصلة .. وكان سفهاء البنتاغون الذين امتلأت قلوبهم بالحقد والكراهية ضد الإسلام والمسلمين وشحنت صدورهم بروح الانتقام يجهدون أنفسهم بمراجعة الكتب السماوية المحرفة .. ويستمعون إلى هذيان الحاخامات والقساوسة والمنجمين .. فتراهم منكبين على تفسير النصوص الإنجيلية والتوراتية المزيفة .. يساندهم في هذه المهمة الغبية فريق متكامل من السحرة والمشعوذين .. ويستنبطون سيناريوهات حروبهم الاستعلائية والاستباحية من شخبطات سفر التكوين وسفر حزقيال والتلمود والزوهار والطاروط .. ويستشهدون بها في خطاباتهم وحملاتهم الإعلامية .. ويعتمدون عليها في صياغة بيانات معركة (الهرمجدون Armageddon) قبل وقوعها .. والهرمجدون كلمة عبرية مكوّنة من مقطعين .. (هر) أو (هار) بمعنى جبل .. و(مجدون) اسم واد في فلسطين يقع في مرج ابن عامر .. وكلمة (هرمجدون) تعني جبل مجدون” …
وبصرف النظر عن مدلول الكلمة .. فأنها ترمز إلى الحرب العدائية التي تخطط لها أمريكا وزبانيتها .. والهرمجدون عقيدة فكرية شاذة ولدت من ترهات الأساطير الغابرة .. وانبعثت من رماد النبوءات الضالة .. فهي عقيدة شريرة خطيرة ومعدية تغلغلت في قلب أكثر من 1200 كنيسة انجليكانية .. والهرمجدون أكذوبة كبرى رسّخها أعداء الإسلام في وجدان الأمة الأمريكية حتى أصبح من المألوف جدا سماع هذه الكلمة تتردد في تصريحات الرؤساء والقادة في القارتين الأوربية والأمريكية .. فقد قال الرئيس الأمريكي الأسبق “رونالد ريغان” عام 1980 .. “أننا قد نكون من الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون” .. وصرح خمس مرات باعتقاده بقرب حلول معركة هرمجدون .. وقال “جيمي سواجرت” .. “كنت أتمنى أن استطيع القول أننا سنحصل على السلام .. ولكني أومن بأن الهرمجدون قادمة .. وسيخاض غمارها في وادي مجدون أو في بابل .. أنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون .. أن ذلك لن يحقق شيئا فهناك أيام سوداء تلوح في الأفق” …
وقال زعيم الأصوليين المسيحيين “جيري فلويل” .. “أن الهرمجدون حقيقة .. إنها حقيقة مركبة .. ولكن نشكر الرب إنها ستكون المنازلة النهائية” .. وقال القس المسيحي الأصولي “كين بوغ” .. “أن المليارات من البشر سوف يموتون في هرمجدون” .. وقال “سكوفيلد” .. “أن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الواقعة .. فبمجرد ما تبدأ معركة الهرمجدون فان المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب .. وأنهم لن يصابوا بأي ضرر من هذه الحرب الساحقة الماحقة التي تجري تحتهم” .. ولسكوفيلد إنجيل خاص به شحنه بكل الخرافات والسفسطات الفاسدة المنحازة لليهود والصهيونية .. وقالت الكاتبة الأمريكية “غريس هالسال” .. “أننا نؤمن تماما أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى الهرمجدون” .. وذكرت غريس في كتابها “النبوءة والسياسة” .. “أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مذيعين يبشرون على شاشات التلفزيون بقرب وقوع معركة الهرمجدون .. وبأنها ستكون معركة نووية فاصلة” …
ولم يعثروا على يأجوج ومأجوج في بابل لكنهم يزعمون إنهما فرا هربا نحو الشرق ويتنقلان الآن بين إيران وأفغانستان وباكستان وفي نهاية الكتاب يقول المؤلف .. “انه من المؤسف له أن نرى كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكم به الكاهنات والساحرات .. وتتلاعب بمصيره التعاليم الوثنية المنبعثة من أوكار المجانين والمتخلفين عقائديا وعبيد الشيطان” …
إننا بحاجة إلى مراجعة تاريخ أمريكا التوراتي .. ومناقشة مدى تأثرها بالخرافات الصهيونية الشيطانية .. وتعصبها لها أكثر من اليهود أنفسهم .. وبات من الضروري أن يعرف المخلصين حقيقة تلك العلاقة الدينية والتاريخية بين اليهود وأمريكا التوراتية .. ويدركوا إن كل هذه الحروب الاستباحية التي تخوضها أمريكا ضد المسلمين والمؤامرات التي تحاك من اجل تدميرنا ونهب ثرواتنا وتمزيق وحدتنا من خلال زرع الفتن وإثارة النعرات الطائفية المسيسة .. ومحاولة إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط .. وتأمين وجود كيان العدو اليهودي في قلب الوطن العربي …
مؤلف هذا الكتاب هو الصحفي الفرنسي “جان كلود موريس” .. الذي كان يعمل مراسلا حربيا لصحيفة “لو جورنال دو ديماش” من 1999 إلى 2003 .. ويتناول في كتابه هذا اخطر أسرار المحادثات الهاتفية بين الرئيس الأمريكي “جورج بوش الابن” والرئيس الفرنسي السابق “جاك شيراك” .. والتي كان يجريها الأول لإقناع الثاني بالمشاركة في الحرب التي شنها على العراق عام 2003 بذريعة القضاء على يأجوج ومأجوج الذين ظهرا في منطقة الشرق الأوسط …
يقول المؤلف جان كلود موريس في مستهل كتابه “إذا كنت تعتقد أن أمريكا غزت العراق للبحث عن أسلحة التدمير الشامل فأنت واهم جدا .. وان اعتقادك ليس في محله .. فالأسباب والدوافع الحقيقية لهذا الغزو لا يتصورها العقل .. بل هي خارج حدود الخيال .. وخارج حدود كل التوقعات السياسية والمنطقية .. ولا يمكن أن تطرأ على بال الناس العقلاء أبدا .. فقد كان الرئيس الأمريكي السابق “جورج بوش الابن” من اشد المؤمنين بالخرافات الدينية الوثنية البالية .. وهو مهووسا بالتنجيم والغيبيات وتحضير الأرواح والانغماس في المعتقدات الروحية المريبة .. وقراءة الكتب اللاهوتية القديمة وفي مقدمتها التوراة .. ويجنح بخياله الكهنوتي المضطرب في فضاءات التنبؤات المستقبلية المستمدة من المعابد اليهودية المتطرفة .. ويميل إلى استخدام بعض العبارات الغريبة وتكرارها في خطاباته من مثل .. (القضاء على محور الأشرار .. وبؤر الكراهية .. وقوى الظلام .. وظهور المسيح الدجال .. وشعب الله المختار .. والهرمجدون .. وفرسان المعبد) .. ويدعي انه يتلقى رسائل مشفرة يبعثها إليه الرب عن طريق الإيحاءات الروحية والأحلام الليلية” …
وكشف الرئيس الفرنسي السابق “جاك شيراك” في حديث مسجل له مع مؤلف الكتاب عن صفحات جديدة من أسرار الغزو الأمريكي قائلا .. “تلقيت من الرئيس بوش مكالمة هاتفية في مطلع عام 2003 .. فوجئت فيها بالرئيس بوش وهو يطلب مني الموافقة على ضم الجيش الفرنسي للقوات المتحالفة ضد العراق مبررا ذلك بتدمير آخر أوكار يأجوج ومأجوج .. مدعيا إنهما مختبئان الآن في الشرق الأوسط قرب مدينة بابل القديمة .. وأصر على الاشتراك معه في حملته الحربية التي وصفها بالحملة الإيمانية المباركة .. ومؤازرته في تنفيذ هذا الواجب الإلهي المقدس الذي أكدت عليه نبوءات التوراة والإنجيل” …
ويقول شيراك “هذه ليست مزحة .. فقد كنت متحيرا جدا بعد أن صعقتني هذه الخزعبلات والخرافات السخيفة التي يؤمن بها رئيس أعظم دولة في العالم .. ولم اصدق في حينها إن هذا الرجل بهذا المستوى من السطحية والتفاهة .. ويحمل هذه العقلية المتخلفة .. ويؤمن بهذه الأفكار الكهنوتية المتعصبة التي سيحرق بها الشرق الأوسط .. ويدمر مهد الحضارات الإنسانية .. ويجري هذا كله في الوقت الذي صارت فيه العقلانية سيدة المواقف السياسية .. وليس هناك مكان للتعامل بالتنبؤات والخرافات والخزعبلات والتنجيم وقراءة الطالع حتى في غابات الشعوب البدائية” .. ولم يصدق جاك شيراك أن أمريكا وحلفائها سيشنون حربا عارمة مدفوعة بتفكير سحري ديني ينبع من مزابل الخرافات المتطرفة .. وينبعث من كهوف الكنيسة الانجليكانية التي مازالت تقول .. “كانت الصهيونية أنشودة مسيحية ثم أصبحت حركة سياسية” …
ويرى المؤلف إن الموقف الفرنسي الرسمي والشعبي كان واضحا في معارضته لتلك الحرب .. ومنزعجا من محاولات بوش الغبية لتبرير حربه على العراق وربطها بالنبوءات الكهنوتية المتعصبة .. ويردف المؤلف قائلا .. “لم يصدق شيراك أذنه عندما اتصل به بوش قبيل الحرب على العراق بأسابيع .. ليقنعه بالتراجع عن معارضته الشرسة مؤكداً له مرة أخرى أن هذه الحرب تستهدف القضاء على يأجوج ومأجوج الذين يعملان على تشكيل جيش إسلامي من المتطرفين في الشرق الأوسط لتدمير إسرائيل والغرب .. وكم كانت دهشة شيراك عظيمة عندما سمع بوش يخبره في مناسبة أخرى عبر الهاتف ويقول له حرفيا .. (أنه تلقى وحيا من السماء لإعلان الحرب على العراق .. لأن يأجوج ومأجوج انبعثا من جديد في العراق .. وهو في طريقه إلى مطاردتهما .. لأنهما ينويان تدمير الغرب المسيحي) .. وشعر شيراك حينها بالخجل والفزع من هذا التبرير السخيف .. ومن هذه السذاجة والصفاقة .. لكنه لم يكن يتصور أبدا إن تطرف بوش وميوله الدينية نحو تحقيق نبوءات التوراة على ارض الواقع .. يقودانه إلى ارتكاب مثل هذه الحماقات التاريخية الكارثية .. وازدادت مخاوف شيراك عندما صار بوش يعيد تكرار الإشارة إلى يأجوج ومأجوج في مؤتمراته الصحفية والسياسية” …
يذكر المؤلف أن جاك شيراك وجد نفسه بحاجة إلى التزود بالمعارف المتوفرة بكل ما تحدثت به التوراة عن يأجوج ومأجوج .. وطالب المستشارين بمعلومات أكثر دقة من متخصصين في التوراة .. على أن لا يكونوا من الفرنسيين .. لتفادي حدوث أي خرق أو تسريب في المعلومات .. فوجد ضالته في البروفسور توماس رومر .. وهو من علماء الفقه اليهودي في جامعة لوزان السويسرية .. وأوضح البروفسور .. “إن يأجوج ومأجوج ورد ذكرهما في سفر التكوين في الفصلين الأكثر غموضا .. وفيهما إشارات غيبية تذكر أن يأجوج ومأجوج سيقودان جيوش جرارة لتدمير إسرائيل ومحوها من الوجود .. وعندئذ ستهب قوة عظمى لحماية اليهود في حرب يريدها الرب .. وتقضي على يأجوج ومأجوج وجيشيهما ليبدأ العالم بعدها حياة جديدة” .. ثم يتابع المؤلف .. “إن الطائفة المسيحية التي ينتمي إليها بوش هي الطائفة الأكثر تطرفا في تفسير العهد القديم التوراة .. وتتمحور معتقداتها حول ما يسمى بالمنازلة الخرافية الكبرى .. ويطلقون عليها اصطلاح الهرمجدون .. وهي المعركة المنتظرة التي خططت لها المذاهب اليهودية المتعصبة .. واستعدوا لخوضها في الشرق الأوسط .. ويعتبرونها من المعارك الحتمية الفاصلة .. وكان سفهاء البنتاغون الذين امتلأت قلوبهم بالحقد والكراهية ضد الإسلام والمسلمين وشحنت صدورهم بروح الانتقام يجهدون أنفسهم بمراجعة الكتب السماوية المحرفة .. ويستمعون إلى هذيان الحاخامات والقساوسة والمنجمين .. فتراهم منكبين على تفسير النصوص الإنجيلية والتوراتية المزيفة .. يساندهم في هذه المهمة الغبية فريق متكامل من السحرة والمشعوذين .. ويستنبطون سيناريوهات حروبهم الاستعلائية والاستباحية من شخبطات سفر التكوين وسفر حزقيال والتلمود والزوهار والطاروط .. ويستشهدون بها في خطاباتهم وحملاتهم الإعلامية .. ويعتمدون عليها في صياغة بيانات معركة (الهرمجدون Armageddon) قبل وقوعها .. والهرمجدون كلمة عبرية مكوّنة من مقطعين .. (هر) أو (هار) بمعنى جبل .. و(مجدون) اسم واد في فلسطين يقع في مرج ابن عامر .. وكلمة (هرمجدون) تعني جبل مجدون” …
وبصرف النظر عن مدلول الكلمة .. فأنها ترمز إلى الحرب العدائية التي تخطط لها أمريكا وزبانيتها .. والهرمجدون عقيدة فكرية شاذة ولدت من ترهات الأساطير الغابرة .. وانبعثت من رماد النبوءات الضالة .. فهي عقيدة شريرة خطيرة ومعدية تغلغلت في قلب أكثر من 1200 كنيسة انجليكانية .. والهرمجدون أكذوبة كبرى رسّخها أعداء الإسلام في وجدان الأمة الأمريكية حتى أصبح من المألوف جدا سماع هذه الكلمة تتردد في تصريحات الرؤساء والقادة في القارتين الأوربية والأمريكية .. فقد قال الرئيس الأمريكي الأسبق “رونالد ريغان” عام 1980 .. “أننا قد نكون من الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون” .. وصرح خمس مرات باعتقاده بقرب حلول معركة هرمجدون .. وقال “جيمي سواجرت” .. “كنت أتمنى أن استطيع القول أننا سنحصل على السلام .. ولكني أومن بأن الهرمجدون قادمة .. وسيخاض غمارها في وادي مجدون أو في بابل .. أنهم يستطيعون أن يوقعوا على اتفاقيات السلام التي يريدون .. أن ذلك لن يحقق شيئا فهناك أيام سوداء تلوح في الأفق” …
وقال زعيم الأصوليين المسيحيين “جيري فلويل” .. “أن الهرمجدون حقيقة .. إنها حقيقة مركبة .. ولكن نشكر الرب إنها ستكون المنازلة النهائية” .. وقال القس المسيحي الأصولي “كين بوغ” .. “أن المليارات من البشر سوف يموتون في هرمجدون” .. وقال “سكوفيلد” .. “أن المسيحيين المخلصين يجب أن يرحبوا بهذه الواقعة .. فبمجرد ما تبدأ معركة الهرمجدون فان المسيح سوف يرفعهم فوق السحاب .. وأنهم لن يصابوا بأي ضرر من هذه الحرب الساحقة الماحقة التي تجري تحتهم” .. ولسكوفيلد إنجيل خاص به شحنه بكل الخرافات والسفسطات الفاسدة المنحازة لليهود والصهيونية .. وقالت الكاتبة الأمريكية “غريس هالسال” .. “أننا نؤمن تماما أن تاريخ الإنسانية سوف ينتهي بمعركة تدعى الهرمجدون” .. وذكرت غريس في كتابها “النبوءة والسياسة” .. “أن 61 مليون أمريكي يستمعون بانتظام إلى مذيعين يبشرون على شاشات التلفزيون بقرب وقوع معركة الهرمجدون .. وبأنها ستكون معركة نووية فاصلة” …
ولم يعثروا على يأجوج ومأجوج في بابل لكنهم يزعمون إنهما فرا هربا نحو الشرق ويتنقلان الآن بين إيران وأفغانستان وباكستان وفي نهاية الكتاب يقول المؤلف .. “انه من المؤسف له أن نرى كوكب الأرض في الألفية الثالثة تتحكم به الكاهنات والساحرات .. وتتلاعب بمصيره التعاليم الوثنية المنبعثة من أوكار المجانين والمتخلفين عقائديا وعبيد الشيطان” …
إننا بحاجة إلى مراجعة تاريخ أمريكا التوراتي .. ومناقشة مدى تأثرها بالخرافات الصهيونية الشيطانية .. وتعصبها لها أكثر من اليهود أنفسهم .. وبات من الضروري أن يعرف المخلصين حقيقة تلك العلاقة الدينية والتاريخية بين اليهود وأمريكا التوراتية .. ويدركوا إن كل هذه الحروب الاستباحية التي تخوضها أمريكا ضد المسلمين والمؤامرات التي تحاك من اجل تدميرنا ونهب ثرواتنا وتمزيق وحدتنا من خلال زرع الفتن وإثارة النعرات الطائفية المسيسة .. ومحاولة إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط .. وتأمين وجود كيان العدو اليهودي في قلب الوطن العربي …
كتاب .. لو كررت ذلك على مسامعي فلن أصدقه
مؤلف هذا الكتاب هو الصحفي الفرنسي “جان كلود موريس” .. الذي كان يعمل مراسلا حربيا لصحيفة “لو جورنال دو ديماش” من 1999 إلى 2003 .. ويتناول في كتابه هذا اخطر أسرار المحادثات ال…
kemetiansite.wordpress.com