التكامل القاتل “تنظيم القيادة العامة” و”لواء القدس”
الباحثان يوسف الخطيب - همام الخطيب | مراجعة قانونية انور البني المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية
By ليفانت للبحوث والدراسات Last updated أكتوبر 4, 2019
التكامل القاتل “تنظيم القيادة العامة” و”لواء القدس”
مدخل
حين شرعنا في هذه الدراسة كان مخطّطنا أن نعمل على “لواء القدس” وحده، إلّا أنّنا وجدنا في سياق البحث أنّ فيه خاصيّةً لم نلحظها في الميليشيات العسكريّة غير السوريّة، ومنها تلك التي كانت موجودةً قبل الثورة، ثم نُقلت إلى سورية لتشارك في قمع الاحتجاجات فيها، سواء أكانت تلك الميليشيات شيعيّةً إيرانيّةً أو لبنانيّةً أو عراقيّة أو أفغانيّةً وسواها، أو تابعة لفصائلَ فلسطينيّةٍ لم تكن لها ميليشيا عسكريّةٌ نشطةٌ في سورية، وإن وُجِد نشاطٌ لها فهو لا يتعدّى حدود التدريب لتنفيذ مهمّاتٍ خارج البلد، مثل قيادة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين – القيادة العامّة؛ فـ”لواء القدس”، كما الميليشيات السوريّة التي أُنشئت في سياق الحرب السوريّة الراهنة، يشبه الظروف التي نشأ عنها، بينما الميليشيا غير السوريّة، وإن اشتركت معه في الكثير من المشتركات، اختلفت عنه في ظروف النشأة والمسيرة وما تبع ذلك من ولاءاتٍ وانتماءاتٍ وآليّات عملٍ داخليّةٍ وفهمٍ سياسيٍّ للواقع والذات. فالميليشيا الشيعيّة مثلًا ولاؤها لإيران، وأُنشئت لتبقى أدوات نفوذٍ لمُنشئها، والميليشيات الفلسطينيّة الفصائليّة الموجودة في سورية نشأت في سياق القضيّة الفلسطينيّة، إن كان هذا لأسبابٍ وطنيّةٍ أو لخدمة نفوذ النظام السوريّ في الشأن الفلسطينيّ، وفي كلا الحالتين تدرك وجود محدّداتٍ فلسطينيّةٍ عليها ادّعاء احترامها علنًا، وإن تجاوزتها في كلِّ لحظة، وهي تدافع عن النظام السوريّ الذي اندمجت فيه من بوّابة وظيفتها هذه إلى أن تقدر على كسر الإرادة الوطنيّة التي تدافع عن هذه المحدّدات.
الباحثان يوسف الخطيب - همام الخطيب | مراجعة قانونية انور البني المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية مركز دراسات الجمهورية الديمقراطية
By ليفانت للبحوث والدراسات Last updated أكتوبر 4, 2019
التكامل القاتل “تنظيم القيادة العامة” و”لواء القدس”
مدخل
حين شرعنا في هذه الدراسة كان مخطّطنا أن نعمل على “لواء القدس” وحده، إلّا أنّنا وجدنا في سياق البحث أنّ فيه خاصيّةً لم نلحظها في الميليشيات العسكريّة غير السوريّة، ومنها تلك التي كانت موجودةً قبل الثورة، ثم نُقلت إلى سورية لتشارك في قمع الاحتجاجات فيها، سواء أكانت تلك الميليشيات شيعيّةً إيرانيّةً أو لبنانيّةً أو عراقيّة أو أفغانيّةً وسواها، أو تابعة لفصائلَ فلسطينيّةٍ لم تكن لها ميليشيا عسكريّةٌ نشطةٌ في سورية، وإن وُجِد نشاطٌ لها فهو لا يتعدّى حدود التدريب لتنفيذ مهمّاتٍ خارج البلد، مثل قيادة الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين – القيادة العامّة؛ فـ”لواء القدس”، كما الميليشيات السوريّة التي أُنشئت في سياق الحرب السوريّة الراهنة، يشبه الظروف التي نشأ عنها، بينما الميليشيا غير السوريّة، وإن اشتركت معه في الكثير من المشتركات، اختلفت عنه في ظروف النشأة والمسيرة وما تبع ذلك من ولاءاتٍ وانتماءاتٍ وآليّات عملٍ داخليّةٍ وفهمٍ سياسيٍّ للواقع والذات. فالميليشيا الشيعيّة مثلًا ولاؤها لإيران، وأُنشئت لتبقى أدوات نفوذٍ لمُنشئها، والميليشيات الفلسطينيّة الفصائليّة الموجودة في سورية نشأت في سياق القضيّة الفلسطينيّة، إن كان هذا لأسبابٍ وطنيّةٍ أو لخدمة نفوذ النظام السوريّ في الشأن الفلسطينيّ، وفي كلا الحالتين تدرك وجود محدّداتٍ فلسطينيّةٍ عليها ادّعاء احترامها علنًا، وإن تجاوزتها في كلِّ لحظة، وهي تدافع عن النظام السوريّ الذي اندمجت فيه من بوّابة وظيفتها هذه إلى أن تقدر على كسر الإرادة الوطنيّة التي تدافع عن هذه المحدّدات.