في خضم التوتر المتزايد بين واشنطن وطهران، عقبَ مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، أمس الجمعة، في هجوم أمريكي بالقرب من مطار بغداد، قرّر البنتاغون إلغاء التدريبات البحرية الأمريكية المغربية المشتركة التي كان مقرّراً أن تنطلق في الثّامن من هذا الشّهر.
وقرَّر "البنتاغون الأمريكي" سحب سفينة عسكرية ضخمة من ميناء أكادير بعد يومين فقط من وصولها للمشاركة في مناورات "أسد البحر الإفريقي 2020"، التي كانَ من المنتظر أن تنطلق في الثامن من يناير الجاري، وهي عبارة عن تمارين تجرى كل سنتين بين البحرية الملكية المغربية و"المارينز" الأمريكي.
وفقاً لما نقله موقع "USNI News"، المتخصّص في أخبار "المارينز"، فإنّ "البحرية الأمريكية قرّرت مغادرة المغرب بعد تصاعد التّوتر بين واشنطن وطهران عقب مقتل قائد الحرس الثّوري، قاسم سليماني، حيث غيّرت السّفينة المحملة بـ 3000 عنصر من الجيش الأمريكي وجْهتها صوبَ منطقة الشّرق الأوسط".
وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أنّ "الأمر يتعلّق بسفينة يو إس إس باتان (LHD-5) إحدى أكبر البوارج الحربية التي يتوفّر عليها الأسطول البحري الأمريكي"، معتبراً أنّ "وحدة المشاة البحرية السادسة والعشرين توجّهت إلى مناطق الصّراع في الشرق الأوسط".
وكان من المقرر أن يخوضَ أعضاء من الوحدة العسكرية السادسة والعشرين وطاقم "باتان" تداريب مكثّفة مع أفراد البحرية الملكية المغربية في إطار مناورات "أسد البحر الإفريقي 2020".
وقال ماثيو كومر، المتحدث باسم الأسطول الأمريكي السادس، لـ "USNI News": "لأسباب أمنية، لنْ نناقش العمليات المستقبلية. نحنُ نعملُ بشكل مستمر في جميع أنحاء العالم لتزويد القادة بفرقة عمل بحرية مرنة وسريعة الاستجابة في البحر".
وسينضمُّ جنود "المارينز" إلى جنود الطائرة الثانية والثمانين في فورت براج بولاية نورث كارولينا، الذين تم إرسالهم أيضاً إلى العراق كإجراء أمني في أعقاب العملية الأمريكية التي أدت إلى مقتل مسؤول عسكري إيراني كبير أمس الجمعة.
ويجرى تمرين "الأسد الإفريقي" بقيادة قوات مشاة البحرية الأمريكية بأوروبا وإفريقيا، برعاية القيادة الأمريكية الإفريقية. وتشمل التدريبات التدريب العسكري في أنشطة القيادة، والدروس الأكاديمية، والتدريب الميداني، وتركز جميعها على مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة، فضلاً عن التدريب على الطيران، والمساعدة المدنية الإنسانية، وحوار كبار القادة.
وتعتبر مناورات "أفريكان ليون" (الأسد الأفريقي) أكبر تدريبات عسكرية مغربية أمريكية مشتركة تقام سنوياً، ومن بين أهدافها المصادقة على مفاهيم استخدام القوات البرية، وتعزيز العمل المشترك لوسائل وأنظمة القيادة الجوية البرية المعتمدة في البلدين (المغرب والولايات المتحدة)، وتدريب المكوِّن الجوي على عمليات المقاتلات الجوية، وعملية التزود بالوقود جوًا، والقيام بأنشطة ذات طابع إنساني.