نشرت مجلة جون أفريك الفرنسية تقريرا بعنوان "فلتسقط فرنسا.. فلترحل عملية سرفال" سلط الضوء على تزايد المشاعر المعادية لفرنسا، مشيرا إلى مظاهرات وشعارات ببعض عواصم دول غرب أفريقيا.
وأورد التقرير أن مظاهرة شارك فيها عدة آلاف جابت شوارع العاصمة المالية باماكو يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم رددت شعار "فلتسقط فرنسا.. أوقفوا الإبادة الجماعية" وكانت عنيفة بعض الأحيان.
وأشار إلى أنه عام 2013 وعقب بدء عملية سرفال -التي هدفت من ورائها باريس إلى طرد المسلحين "الإسلاميين" من شمال مالي- لقي الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ترحيبا كبيرا من سكان باماكو الذين كانوا يعتبرونه منقذا.
النيجر وبوركينا فاسو
وأضاف التقرير أن عاصمتي النيجر (نيامي) وبوركينا فاسو (واغادوغو) شهدتا في مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين على التوالي مظاهرات مماثلة طالبت برحيل فرنسا من بلدانهم ومنطقة الساحل.
وقال: وفي غضون بضعة أشهر، وفي ظل تدهور الوضع الأمني، انتشرت موجة من الاستياء، والارتباك في بعض الأحيان، ضد فرنسا في دول المنطقة، خاصة مالي وبوركينا فاسو، حيث يُقتل العشرات من العسكريين والمدنيين كل شهر، وأصبحت مناطق بأكملها في الوقت الراهن خارجة عن سلطة الدولة.
وعموما -يستمر التقرير قائلا- إن هذا الاستياء ضد القوة الاستعمارية السابقة لا يُعد جديدا، على الرغم من أنه لا يشبه العنف الذي تعرضت له الجالية الفرنسية بساحل العاج عام 2004، مضيفا أنه وعلى الرغم من احتواء هذه الظاهرة في الوقت الراهن فإنها ستستمر.
الرئيس الفرنسي ماكرون وسط قادة دول الساحل بقمة يوليو/تموز 2017 في باماكو (رويترز)
منافسون كبار
وأضافت المجلة في تقريرها أن فرنسا أصبحت هدفا متميزا لخطاب وطني متفاقم يدار فيه التنافس الروسي والصيني وحتى التركي بمهارة. وبحسب العديد من المراقبين منذ بدايات عملية سرفال، أصبح هذا الخطر ملموسا. فبعد الترحيب بالجنود الفرنسيين في مالي آنذاك، أصبحوا يعتبرون اليوم بمثابة غزاة.
وذكر التقرير أن ما يزيد العداء لفرنسا اشتعالا هو فكرة بدأت تنتشر بسرعة وعلى نطاق واسع بأن باريس ترغب في استمرار الفوضى بالمنطقة، إذ لا تقتنع شعوب المنطقة بأن الجيش الفرنسي "العظيم" وبكل وسائله العسكرية والتكنولوجية غير قادر على القضاء على بضع مئات من "المسلحين الإسلاميين".
وأفاد بأن نشر خطاب المؤامرة يتم أحيانا بواسطة شخصيات سياسية أو عامة بارزة. ففي يونيو/حزيران الماضي، صرح وزير الدفاع في بوركينافاسو شريف سي بأنه "مندهش من فشل فرنسا في القضاء على هذه الفرقة من الإرهابيين" وتساءل عما إذا كانت لديها "أولويات أخرى". وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ألقى النائب موسى ديارا في مالي خطابا لاذعا ضد دور الفرنسيين بالمنطقة.
نظريات مؤامرة؟
وبحسب التقرير فقد أكد هيرفي واتار القائد البوركيني لمنظمة طوارئ الوحدة الأفريقية الشاملة أن كل الدلائل تشير إلى أن فرنسا تتعاون مع "الجماعات الجهادية" لجعل المنطقة غير مستقرة و"نهب مواردنا الخام".
وعلى شبكات التواصل تنامت وتيرة المعلومات المضللة، حيث نُشر فيديو يُظهر سبائك ذهبية يُفترض أن الجنود الفرنسيين بصدد سرقتها في مالي. كما نُشر شريط فيديو آخر يظهر فيه جنود فرنسيون يقصفون مخيما تابعا للجيش النيجيري في ديفا، وفق ما جاء بالتقرير.
وتنقل جون أفريك عن دبلوماسي فرنسي يعمل غربيّ أفريقيا قوله "المعلومات المضللة مثل بعوض الليل الذي يثير إزعاجنا لكنه لا يُلحق بنا الضرر في الوقت الراهن".
حرب لا نهاية لها
وتنسب المجلة الفرنسية لمحلل من الساحل قوله إن كثيرا من الناس سئموا فرنسا لأنها لم توف بوعودها، فضلا عن عجزها عن التواصل بشكل جيد مع الماليين. فعلى عكس ما قاله هولاند ووزير دفاعه جان إيف لودريان قبل ست سنوات، فإن الحرب ضد الجماعات الجهادية لا تزال بعيدة كل البعد عن النهاية.
المصدر : جون آفريك
وأورد التقرير أن مظاهرة شارك فيها عدة آلاف جابت شوارع العاصمة المالية باماكو يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم رددت شعار "فلتسقط فرنسا.. أوقفوا الإبادة الجماعية" وكانت عنيفة بعض الأحيان.
وأشار إلى أنه عام 2013 وعقب بدء عملية سرفال -التي هدفت من ورائها باريس إلى طرد المسلحين "الإسلاميين" من شمال مالي- لقي الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند ترحيبا كبيرا من سكان باماكو الذين كانوا يعتبرونه منقذا.
النيجر وبوركينا فاسو
وأضاف التقرير أن عاصمتي النيجر (نيامي) وبوركينا فاسو (واغادوغو) شهدتا في مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين على التوالي مظاهرات مماثلة طالبت برحيل فرنسا من بلدانهم ومنطقة الساحل.
وقال: وفي غضون بضعة أشهر، وفي ظل تدهور الوضع الأمني، انتشرت موجة من الاستياء، والارتباك في بعض الأحيان، ضد فرنسا في دول المنطقة، خاصة مالي وبوركينا فاسو، حيث يُقتل العشرات من العسكريين والمدنيين كل شهر، وأصبحت مناطق بأكملها في الوقت الراهن خارجة عن سلطة الدولة.
وعموما -يستمر التقرير قائلا- إن هذا الاستياء ضد القوة الاستعمارية السابقة لا يُعد جديدا، على الرغم من أنه لا يشبه العنف الذي تعرضت له الجالية الفرنسية بساحل العاج عام 2004، مضيفا أنه وعلى الرغم من احتواء هذه الظاهرة في الوقت الراهن فإنها ستستمر.
الرئيس الفرنسي ماكرون وسط قادة دول الساحل بقمة يوليو/تموز 2017 في باماكو (رويترز)
منافسون كبار
وأضافت المجلة في تقريرها أن فرنسا أصبحت هدفا متميزا لخطاب وطني متفاقم يدار فيه التنافس الروسي والصيني وحتى التركي بمهارة. وبحسب العديد من المراقبين منذ بدايات عملية سرفال، أصبح هذا الخطر ملموسا. فبعد الترحيب بالجنود الفرنسيين في مالي آنذاك، أصبحوا يعتبرون اليوم بمثابة غزاة.
وذكر التقرير أن ما يزيد العداء لفرنسا اشتعالا هو فكرة بدأت تنتشر بسرعة وعلى نطاق واسع بأن باريس ترغب في استمرار الفوضى بالمنطقة، إذ لا تقتنع شعوب المنطقة بأن الجيش الفرنسي "العظيم" وبكل وسائله العسكرية والتكنولوجية غير قادر على القضاء على بضع مئات من "المسلحين الإسلاميين".
وأفاد بأن نشر خطاب المؤامرة يتم أحيانا بواسطة شخصيات سياسية أو عامة بارزة. ففي يونيو/حزيران الماضي، صرح وزير الدفاع في بوركينافاسو شريف سي بأنه "مندهش من فشل فرنسا في القضاء على هذه الفرقة من الإرهابيين" وتساءل عما إذا كانت لديها "أولويات أخرى". وفي 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ألقى النائب موسى ديارا في مالي خطابا لاذعا ضد دور الفرنسيين بالمنطقة.
نظريات مؤامرة؟
وبحسب التقرير فقد أكد هيرفي واتار القائد البوركيني لمنظمة طوارئ الوحدة الأفريقية الشاملة أن كل الدلائل تشير إلى أن فرنسا تتعاون مع "الجماعات الجهادية" لجعل المنطقة غير مستقرة و"نهب مواردنا الخام".
وعلى شبكات التواصل تنامت وتيرة المعلومات المضللة، حيث نُشر فيديو يُظهر سبائك ذهبية يُفترض أن الجنود الفرنسيين بصدد سرقتها في مالي. كما نُشر شريط فيديو آخر يظهر فيه جنود فرنسيون يقصفون مخيما تابعا للجيش النيجيري في ديفا، وفق ما جاء بالتقرير.
وتنقل جون أفريك عن دبلوماسي فرنسي يعمل غربيّ أفريقيا قوله "المعلومات المضللة مثل بعوض الليل الذي يثير إزعاجنا لكنه لا يُلحق بنا الضرر في الوقت الراهن".
حرب لا نهاية لها
وتنسب المجلة الفرنسية لمحلل من الساحل قوله إن كثيرا من الناس سئموا فرنسا لأنها لم توف بوعودها، فضلا عن عجزها عن التواصل بشكل جيد مع الماليين. فعلى عكس ما قاله هولاند ووزير دفاعه جان إيف لودريان قبل ست سنوات، فإن الحرب ضد الجماعات الجهادية لا تزال بعيدة كل البعد عن النهاية.
المصدر : جون آفريك