كان العراق مسرحا واسعا للصراع بين محمد علي والسلطان فقد خشي الأخير من ثورة العراقيين عليه تشجعا بالوجود المصري في الشام.
وضع محمد علي العراق ضمن خطته في إقامة دولة عربية واحدة فعمل على توثيق صلاته بالعراقيين من مختلف الطوائف فبعث برسائل عدة إلى المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة وكربلاء والنجف والزبير وإلى العشائر الكبرى مثل شمر الجربا وعنزة وكعب والمنفتق.
العراقيون مالوا إلى استبدال العثمانليين بالحكم المصري بعدما علموا بالإصلاحات التي أجروها في الشام والتي تضمنت إشراك الأهالي في الحكم.
كانت روح الاستقلال منتشرة في المدن العراقية فقد شعر الأهالي بعدم وجود رابطة تجمعهم بالسلطان إلا الضريبة السنوية.
مثل العراق أهمية عسكرية لمصر فسعى محمد علي للحيلولة دون اتخاذ العثمانليين منه قاعدة لشن الهجوم ضد قواته في الشام.
على الرغم من هذه الأهمية إلا أن الرفض الشعبي العراقي للعثمانليين لم يمكنهم من استغلال قواتهم في العراق لشن هجوم ضد محمد علي من جهة الغرب فقد خاف الولاة من ثورات الشعب.
كتب تايلر القنصل البريطاني: "هذه الولاية الآن في أشد حالات البؤس والضيق تحت حكم علي رضا باشا، وأن هذا الشعب العربي متجه بمحبته نحو إبراهيم باشا".
ثورات بغداد
أخبار الانتصارات المصرية شجعت أهل بغداد على الثورة على الوالي الظالم علي رضا باشا، بدأت الثورة في الجانب الشرقي من المدينة عام 1832 بعد يوم من سقوط عكا بيد إبراهيم باشا.
تزعم المفتي عبد الغني آل الجميل الثورة وشارك نصف سكان المدينة فيها ولم يستطع الوالي إخمادها إلا بعد قصف الأحياء السكنية بالمدافع والتنكيل بالثوار وحرق دورهم.
لم تكد ثورة الجانب الشرقي تنتهي حتى شبت في الجانب الغربي وقامت بها عشيرة العقيل التي كان زعماؤها على تواصل مع إبراهيم باشا ونجح الوالي في إخماد الثورة بعد قصف مدفعي عنيف.
خارج المدينة كانت العشائر خلعت طاعة السلطان وأعلنت التمرد على الوالي وصار الحكم العثمانلي مهددا في العراق بأكمله ولم ينقذ الموقف إلا تفرغ السلطان من حرب المصريين بعد توقيع صلح كوتاهية عام 1833.
صفوق الفارس
عشيرة شمر الجربا كانت أهم قبيلة عربية في شمال العراق ووصل عدد قواتها إلى 40 ألف فارس فطمع السلطان في حشدهم لحرب محمد علي وبعث بفرمان بذلك وكان شيخ العشيرة في تلك الأثناء صفوق الفارس.
انحاز الجربا إلى جانب المصريين وتعاون مع يحيى باشا الجليلي حاكم الموصل السابق في استعادة منصبه وإعلان التبعية لمحمد علي.
توجه صفوق الفارس بقواته لمحاصرة بغداد وانتزاعها من يد العثمانليين إلا أن الصراع القبلي الذي غذاه العثمانليون على مدار قرون وقف حائلا دون ذلك.
والي بغداد ضرب القبائل العربية ببعضها فاستعان بقبائل عنزة الوافدة حديثا على العراق وطلب منها صد هجمات شمر الجربا مقابل مكافأة كبيرة ونجح في ضرب العرب ببعضهم وأنقذ نفسه.
استمر الشيخ صفوق على عدائه للعثمانليين وتعاون مع الثورات المتفرقة التي نشبت في العراق وتضامن مع ثورة أهالي ديورك.
في بلدة عانة أعلن حاكمها وخمسة من زعماء القبائل العربية والكردية منهم شيوخ عشائر الجربا والعقيل وزبيد السيطرة على مناطقهم حتى بلدة هيت وأعلنوا خلع الطاعة للسلطان العثمانلي والانضمام الطوعي للحكم المصري.
بعثت العشائر العربية برسالة لإبراهيم باشا يرجون منه إرسال قوة رمزية لا تزيد على 300 فارس رمزا للحكم المصري.
انتفاضة الأكراد
حرص محمد علي على إقامة علاقات طيبة مع القبائل الكردية في شمال العراق، الوثائق المصرية كشفت عن ترحيب الأكراد بالمصريين بعد إعلان الحرب مع العثمانليين، وجاء في إحداها:
"الأكراد القاطنين على الحدود بين العجم وبغداد قد ثاروا واستولوا على كركوك وأربيل والسليمانية والقنطرة".
كانت البلاد الواقعة بين حلب وبغداد تنتظر بشوق قدوم العساكر المصرية لتخلصها من العثمانليين.
الأمير الكردي القوي محمد باشا ميركور أمير راوندوز المستقل نسبيا عن العثمانليين استغل الوجود المصري في الشام في توسيع ملكه على حساب السلطان وطرد القوات التركية.
اتصل ميركور بإبراهيم باشا للتنسيق بين تحرك قوات كل منهما وتبادل المساعدة في غزو الأناضول وطرد فلول العثمانليين إلا أن تعقد وضع إمارة راوندوز بسبب حدودها مع إيران ووجود بريطانيا في المنطقة حال دون تنفيذ هذا الاتفاق.
انحاز الزعيم الكردي تيماوي بك شيخ عشائر المللو إلى معسكر المصريين ضد العثمانليين وقدم مساعدات كبيرة لإبراهيم باشا.
بعد انتصار نصيبين ثار أهالي ديورك بقيادة بدر خان ضد العثمانليين وبعثوا إلى معجون بك حكمدار أورفة من قبل المصريين يطلبون النجدة.
يحيى الجليلي
يحيى باشا الجليلي آخر حاكم الموصل من أسرة الجليلي الكردية وتم عزله عام 1828 ونفيه إلى حلب، عاصر الحملة المصرية على الشام وكان من أشد المناصرين لها وعمل على استغلال نجاحات إبراهيم باشا والتحرك ضد العثمانليين مغتصبي السلطة.
جمع يحيى باشا قوة قوامها 4 آلاف مقاتل من الصحراء العربية وهاجم الموصل ودخلها وأعلن ولاءه لإبراهيم باشا.
أكد ذلك وثيقة مصرية تضمنت رسالة من إبراهيم يكن لإبراهيم باشا أن الشيخ صفوق الفارس ويحيى باشا الجليلي استعادوا حكم الموصل من حاكمها العثمانلي وطردوه بمساعدة أعيان المدينة الذين كانوا على اتصال بإبراهيم باشا كما ذكر القنصل الوكيل السياسي البريطاني تايلر في بغداد الذي ذكر وجود تأييد كبير للحكم المصري بين نخب الموصل.
اتفق يحيى باشا والفارس على قتال العثمانليين في العراق والشام. وجد والي بغداد علي باشا اللاز نفسه عاجزا على مواجهة التحالف العربي- الكردي فقبل بحكم يحيى باشا للموصل رغما عنه.
ظل باشا بغداد عاجزا عن قتال يحيى باشا حتى نجح في ضرب عشيرة شمر الجربا بعشيرة عنزة وعندئذ حرك قواته إلى الموصل ونجح في استعادتها واتخذها قاعدة للتحرك العثمانلي ضد المصريين.
خراب البصرة
كانت البصرة منذ عودة الحكم المباشر للعثمانليين وهي في مقاومة ضد هذا الحكم وتسعى للتخلص منه.
اتخذ العثمانليون من البصرة قاعدة للتجسس على الحكم المصري في الحجاز وتدبير المؤامرات ضده وإثارة القبائل على محمد علي.
قوى عديدة في المدينة تطلعت للخلاص من العثمانليين فشكل عزيز أغا متسلم المدينة السابق قوة عسكرية من البصرة وهاجم بها الوالي علي باشا في بغداد لكنه لم يستطع دخولها فانسحب عنها.
استغل علي باشا صلح كوتاهية في الانتقام من البصرة فشن حملة عليها عام 1837 حارب فيها العشائر الموالية للمصريين وعاقب أهل البصرة بفرض ضرائب كبيرة عليهم.
عاشت البصرة في شقاء بعد نزول علي باشا فيها فقد أرهق الجنود الأهالي والعشائر بالمطالبات المالية وأشغال السخرة فاختبأ الناس في البيوت ولم يخرج أحد للشوارع حتى التجار.
مصالح بريطانيا
كان توسع محمد علي السريع في الشام والأناضول مهددا بانسلاخ العراق عن الدولة العثمانلية ومن ثم وقوع الطريق الآخر للمستعمرات البريطانية في الهند بيد حكومة القاهرة القوية.
بريطانيا كانت ترى أن استمرار العراق تابعا للرجل المريض الضعيف أفضل من خضوعه لإدارة محمد علي القوية.
مع بداية الصراع المصري العثمانلي بحثت بريطانيا إرسال سفن بخارية مسلحة إلى العراق بحجة حماية البريد لكن الهدف الخفي كان الوقوف أمام توسعات محمد علي.
أرسلت بريطانيا بعثة بقيادة تشيزني بمهمة دراسة مدى إمكانية استغلال أنهار العراق في الملاحة البخارية وأدت البعثة مهمتها وأرسلت بريطانيا بعدها أربع سفن مسلحة إلى العراق بتواطؤ العثمانليين.
تعقيدات الوضع الدولي منعت المصريين من نجدة العراقيين رغم أن العراق كان مشتعلا بثورات عنيفة لكنها متفرقة ولم يحدث تنسيق بينها.
تآلب القوى الأوروبية ضد محمد علي اضطره للانسحاب من الشام وبالتالي تجميد حلم الدولة العربية الواحدة، بتفرغ العثمانليين من مواجهة محمد علي ركزوا قوتهم في فرض قبضة مركزية على الولايات العربية وزاد بطشهم بالعرب انتقاما منهم لدعمهم محمد علي باشا.
وضع محمد علي العراق ضمن خطته في إقامة دولة عربية واحدة فعمل على توثيق صلاته بالعراقيين من مختلف الطوائف فبعث برسائل عدة إلى المدن الكبرى مثل بغداد والبصرة وكربلاء والنجف والزبير وإلى العشائر الكبرى مثل شمر الجربا وعنزة وكعب والمنفتق.
العراقيون مالوا إلى استبدال العثمانليين بالحكم المصري بعدما علموا بالإصلاحات التي أجروها في الشام والتي تضمنت إشراك الأهالي في الحكم.
كانت روح الاستقلال منتشرة في المدن العراقية فقد شعر الأهالي بعدم وجود رابطة تجمعهم بالسلطان إلا الضريبة السنوية.
مثل العراق أهمية عسكرية لمصر فسعى محمد علي للحيلولة دون اتخاذ العثمانليين منه قاعدة لشن الهجوم ضد قواته في الشام.
على الرغم من هذه الأهمية إلا أن الرفض الشعبي العراقي للعثمانليين لم يمكنهم من استغلال قواتهم في العراق لشن هجوم ضد محمد علي من جهة الغرب فقد خاف الولاة من ثورات الشعب.
كتب تايلر القنصل البريطاني: "هذه الولاية الآن في أشد حالات البؤس والضيق تحت حكم علي رضا باشا، وأن هذا الشعب العربي متجه بمحبته نحو إبراهيم باشا".
ثورات بغداد
أخبار الانتصارات المصرية شجعت أهل بغداد على الثورة على الوالي الظالم علي رضا باشا، بدأت الثورة في الجانب الشرقي من المدينة عام 1832 بعد يوم من سقوط عكا بيد إبراهيم باشا.
تزعم المفتي عبد الغني آل الجميل الثورة وشارك نصف سكان المدينة فيها ولم يستطع الوالي إخمادها إلا بعد قصف الأحياء السكنية بالمدافع والتنكيل بالثوار وحرق دورهم.
لم تكد ثورة الجانب الشرقي تنتهي حتى شبت في الجانب الغربي وقامت بها عشيرة العقيل التي كان زعماؤها على تواصل مع إبراهيم باشا ونجح الوالي في إخماد الثورة بعد قصف مدفعي عنيف.
خارج المدينة كانت العشائر خلعت طاعة السلطان وأعلنت التمرد على الوالي وصار الحكم العثمانلي مهددا في العراق بأكمله ولم ينقذ الموقف إلا تفرغ السلطان من حرب المصريين بعد توقيع صلح كوتاهية عام 1833.
صفوق الفارس
عشيرة شمر الجربا كانت أهم قبيلة عربية في شمال العراق ووصل عدد قواتها إلى 40 ألف فارس فطمع السلطان في حشدهم لحرب محمد علي وبعث بفرمان بذلك وكان شيخ العشيرة في تلك الأثناء صفوق الفارس.
انحاز الجربا إلى جانب المصريين وتعاون مع يحيى باشا الجليلي حاكم الموصل السابق في استعادة منصبه وإعلان التبعية لمحمد علي.
توجه صفوق الفارس بقواته لمحاصرة بغداد وانتزاعها من يد العثمانليين إلا أن الصراع القبلي الذي غذاه العثمانليون على مدار قرون وقف حائلا دون ذلك.
والي بغداد ضرب القبائل العربية ببعضها فاستعان بقبائل عنزة الوافدة حديثا على العراق وطلب منها صد هجمات شمر الجربا مقابل مكافأة كبيرة ونجح في ضرب العرب ببعضهم وأنقذ نفسه.
استمر الشيخ صفوق على عدائه للعثمانليين وتعاون مع الثورات المتفرقة التي نشبت في العراق وتضامن مع ثورة أهالي ديورك.
في بلدة عانة أعلن حاكمها وخمسة من زعماء القبائل العربية والكردية منهم شيوخ عشائر الجربا والعقيل وزبيد السيطرة على مناطقهم حتى بلدة هيت وأعلنوا خلع الطاعة للسلطان العثمانلي والانضمام الطوعي للحكم المصري.
بعثت العشائر العربية برسالة لإبراهيم باشا يرجون منه إرسال قوة رمزية لا تزيد على 300 فارس رمزا للحكم المصري.
انتفاضة الأكراد
حرص محمد علي على إقامة علاقات طيبة مع القبائل الكردية في شمال العراق، الوثائق المصرية كشفت عن ترحيب الأكراد بالمصريين بعد إعلان الحرب مع العثمانليين، وجاء في إحداها:
"الأكراد القاطنين على الحدود بين العجم وبغداد قد ثاروا واستولوا على كركوك وأربيل والسليمانية والقنطرة".
كانت البلاد الواقعة بين حلب وبغداد تنتظر بشوق قدوم العساكر المصرية لتخلصها من العثمانليين.
الأمير الكردي القوي محمد باشا ميركور أمير راوندوز المستقل نسبيا عن العثمانليين استغل الوجود المصري في الشام في توسيع ملكه على حساب السلطان وطرد القوات التركية.
اتصل ميركور بإبراهيم باشا للتنسيق بين تحرك قوات كل منهما وتبادل المساعدة في غزو الأناضول وطرد فلول العثمانليين إلا أن تعقد وضع إمارة راوندوز بسبب حدودها مع إيران ووجود بريطانيا في المنطقة حال دون تنفيذ هذا الاتفاق.
انحاز الزعيم الكردي تيماوي بك شيخ عشائر المللو إلى معسكر المصريين ضد العثمانليين وقدم مساعدات كبيرة لإبراهيم باشا.
بعد انتصار نصيبين ثار أهالي ديورك بقيادة بدر خان ضد العثمانليين وبعثوا إلى معجون بك حكمدار أورفة من قبل المصريين يطلبون النجدة.
يحيى الجليلي
يحيى باشا الجليلي آخر حاكم الموصل من أسرة الجليلي الكردية وتم عزله عام 1828 ونفيه إلى حلب، عاصر الحملة المصرية على الشام وكان من أشد المناصرين لها وعمل على استغلال نجاحات إبراهيم باشا والتحرك ضد العثمانليين مغتصبي السلطة.
جمع يحيى باشا قوة قوامها 4 آلاف مقاتل من الصحراء العربية وهاجم الموصل ودخلها وأعلن ولاءه لإبراهيم باشا.
أكد ذلك وثيقة مصرية تضمنت رسالة من إبراهيم يكن لإبراهيم باشا أن الشيخ صفوق الفارس ويحيى باشا الجليلي استعادوا حكم الموصل من حاكمها العثمانلي وطردوه بمساعدة أعيان المدينة الذين كانوا على اتصال بإبراهيم باشا كما ذكر القنصل الوكيل السياسي البريطاني تايلر في بغداد الذي ذكر وجود تأييد كبير للحكم المصري بين نخب الموصل.
اتفق يحيى باشا والفارس على قتال العثمانليين في العراق والشام. وجد والي بغداد علي باشا اللاز نفسه عاجزا على مواجهة التحالف العربي- الكردي فقبل بحكم يحيى باشا للموصل رغما عنه.
ظل باشا بغداد عاجزا عن قتال يحيى باشا حتى نجح في ضرب عشيرة شمر الجربا بعشيرة عنزة وعندئذ حرك قواته إلى الموصل ونجح في استعادتها واتخذها قاعدة للتحرك العثمانلي ضد المصريين.
خراب البصرة
كانت البصرة منذ عودة الحكم المباشر للعثمانليين وهي في مقاومة ضد هذا الحكم وتسعى للتخلص منه.
اتخذ العثمانليون من البصرة قاعدة للتجسس على الحكم المصري في الحجاز وتدبير المؤامرات ضده وإثارة القبائل على محمد علي.
قوى عديدة في المدينة تطلعت للخلاص من العثمانليين فشكل عزيز أغا متسلم المدينة السابق قوة عسكرية من البصرة وهاجم بها الوالي علي باشا في بغداد لكنه لم يستطع دخولها فانسحب عنها.
استغل علي باشا صلح كوتاهية في الانتقام من البصرة فشن حملة عليها عام 1837 حارب فيها العشائر الموالية للمصريين وعاقب أهل البصرة بفرض ضرائب كبيرة عليهم.
عاشت البصرة في شقاء بعد نزول علي باشا فيها فقد أرهق الجنود الأهالي والعشائر بالمطالبات المالية وأشغال السخرة فاختبأ الناس في البيوت ولم يخرج أحد للشوارع حتى التجار.
مصالح بريطانيا
كان توسع محمد علي السريع في الشام والأناضول مهددا بانسلاخ العراق عن الدولة العثمانلية ومن ثم وقوع الطريق الآخر للمستعمرات البريطانية في الهند بيد حكومة القاهرة القوية.
بريطانيا كانت ترى أن استمرار العراق تابعا للرجل المريض الضعيف أفضل من خضوعه لإدارة محمد علي القوية.
مع بداية الصراع المصري العثمانلي بحثت بريطانيا إرسال سفن بخارية مسلحة إلى العراق بحجة حماية البريد لكن الهدف الخفي كان الوقوف أمام توسعات محمد علي.
أرسلت بريطانيا بعثة بقيادة تشيزني بمهمة دراسة مدى إمكانية استغلال أنهار العراق في الملاحة البخارية وأدت البعثة مهمتها وأرسلت بريطانيا بعدها أربع سفن مسلحة إلى العراق بتواطؤ العثمانليين.
تعقيدات الوضع الدولي منعت المصريين من نجدة العراقيين رغم أن العراق كان مشتعلا بثورات عنيفة لكنها متفرقة ولم يحدث تنسيق بينها.
تآلب القوى الأوروبية ضد محمد علي اضطره للانسحاب من الشام وبالتالي تجميد حلم الدولة العربية الواحدة، بتفرغ العثمانليين من مواجهة محمد علي ركزوا قوتهم في فرض قبضة مركزية على الولايات العربية وزاد بطشهم بالعرب انتقاما منهم لدعمهم محمد علي باشا.
الموصل في العهد العثماني فترة الحكم المحلي عماد عبد السلام رؤوف : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive
الموصل في العهد العثماني فترة الحكم المحلي عماد عبد السلام رؤوف
archive.org
الجزيرة العربية والعراق في إستراتيجية محمد علي = Arabian Peninsula and Iraq in Muhammad Ali’s Strategy
أوضحت الدراسة أن العراق بحكم تركيبته العشائرية المعقدة وطوائفه الدينية والعرقية المختلفة، وموقعه على حدود الدولة العثمانية مع الدولة الفارسية، ووجود الأماكن المقدسة الشيعية، قد تمتع بوضع خاص في الدولة العثمانية، وحرص شديد على استمرار تبعيته لها، بالإضافة إلى رغبتها عندما تطورت العمليات الحربية...
books.google.com.eg