هل إنتصرت مصر عسكرياً فى عام 1956

إنضم
7 يونيو 2019
المشاركات
6,721
التفاعل
15,335 40 0
الدولة
Egypt

1956_Suez_war_-_conquest_of_Sinai.jpg

فى ذكرى مرور 57 عاماً على حرب العدوان الثلاثى على مصر،،،
هل إنتصرت مصر عسكرياً فى عام 1956 ...؟؟؟؟
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ـ
قبل الإجابة على هذا السؤال المحاط بالأسلاك الشائكة أعترف مقدماً أننى سأخوض حقل ألغام شائك خطر صنعناه نحن بأيدينا حول هذا الموضوع بالذات ـ لأحاول أن أفك طلاسم وألغاز رغم أن الأمر واضح جداً لكننا لازلنا رغم مرور كل هذه السنوات مصرين حتى الأن على إهالة التراب على تاريخنا الوطنى العريق التليد دون أن نكف عن ممارسة جلد الذات وإصدار الأحكام المسبقة والتى تكون حتماً مستعجلة غير متأنية إما أبيض أو أسود
هكذا بدون تروى أو تريث ربما جهلاً أو خبثاً من البعض أو للرغبة فى تصفية حسابات معينة مع أشخاص مقصودين بعينهم أو حقب تاريخية معنية بذاتها بالنسبة للبعض الأخر فى الأدبيات المصرية الشعبية والسياسية العسكرية ..
إعتبرنا حرب العدوان الثلاثى على مصر نصراً سياسياً وهزيمة عسكرية لنا !!! ولشدة ثبوت هذه الفكرة فى رؤوس كثيرين ممن يشتغلون بالصحافة أو السياسة أو حتى بعض العسكريين أنفسهم ! قد يستشيطون غضباً و تعصباً لو سمعوا أو قرأوا رأياً مخالفا لهذه الحقيقة التى جعلناها واقعاً راسخاً خالداً ..
وإذا تكلم شخص ما محاولاً أن يثبت العكس تلقى مائة رد ومائة تعقيب رافض مفند لكلامه ورأيه وكأن الحس الوطنى أو الجمعى لدى بعض الناس قد تحول إلى بقرة لها ألف لسان وليس لها عقل ..!! لقد هزمنا عسكرياً فى حرب 56 أمام 3 دول معتدية هكذا يحاولون أن يغرسوا هذه المقولة المتجنية فى أذهان وعقول الأجيال الناشئة بإصرار علماً بأن مجرد دراسة واسعة متأنية تُجرى عن هذه الحرب البطولية كفيلة بأن تصفعنا على وجوهنا كى نستفيق .. من قال أن مصر هزمت عسكرياً ً يا سادة ..؟؟
يقولون أن التدخل السوفيتى والضغط العالمى الشعبى على الدول المعتدية هو الذى أنقذ مصر بعد تأميمها لقناة السويس فى 26 يوليو 1956 من الإحتلال وأنقذ النظام الثورى بزعامة الرئيس جمال عبدالناصر من السقوط فخرج منتصراً متألقاً مكتسباً مكانة دولية عالمية وسط دول العالم أجمع والعالم الثالث بصفة خاصة .. والأن ..
إسمحوا لى أن أصحبكم فى جولة رائعة لنغوص خلالها معاً فى بحر مقال بديع رائع نشر بجريدة الأهرام عام 1996 بمناسبة مرور 40 عاماً على حرب 1956
اللواء أ.ح / محمد رفعت وهبة ـ زميل أكاديمية ناصر العليا الذى بذل أصدق جهد فى الإجابة من وجهة نظر عسكرية بحتة ـ على التساؤلات المطروحة بالشرح والتفنيد والتحليل نقتطف منها مقتطفات تمثل خلاصة رأى الكاتب اللامع صاحب المقال بالعنوان التالى ... هل أنقذ التدخل الدولى والإنذار السوفيتى مصر ..؟


Dramticas imgenes que ilustran el asalto aliado en el Da D y los bombardeos sobre Alemania 13.jpg

هذا العام يمر على العدوان الثلاثى البريطانى / الفرنسى / الإسرائيلى أربعون عاماً كاملة ومازال البعض يردد أن مصر هزمت عسكرياً وأن الإنذار السوفيتى الشهير هو الذى أنقذ مصر من هزيمة سياسية أيضاً !!! ولما كان ذلك يبالغ فى تقليل دور القوات المسلحة المصرية والمقاومة الشعبية فى تحقيق النصر العسكرى كما أنه يبالغ فى تعظيم دور الإتحاد السوفيتى والمجتمع الدولى فى تحقيق إنقاذ مصر من الهزيمة العسكرية والهزيمة السياسية فإننى سأتناول بالتحليل وبالتوقيتات وبالحقائق والوقائع ما يثبت أن أطراف العدوان الثلاثى فشلت فى تحقيق أهداف عملياتها العسكرية وانشطتها الدبوماسية ولايمكن أن يسمى هذا الفشل نصراً . كما أن مصر نجحت فى تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية وذلك يرجع إلى كفاءة الخطط العسكرية بصفة أساسية .. فكيف لا يسمى ذلك نصراً ..؟؟ً
أولاً أهداف أطراف العدوان الثلاثى وأهداف مصر
.. 1 ــ أهداف بريطانيا وفرنسا ــ إعادة إحتلال منطقة قناة السويس وإعادة قناة السويس إما دولياً أو بشركة قناة السويس ــ إسقاط نظام الحكم فى مصر ولم يتحقق أى هدف من الهدفين
2 ــ إسرائيل ــ القضاء على قواعد الفدائيين فى سيناء وقطاع غزة ــ فتح الممرات المائية (قناة السويس ومضيق شرم الشيخ) ــ نزع سلاح سيناء ــ إسقاط نظام الحكم ولم يتحقق من هذه الأهداف إلا التمكن من الملاحة فى مضيق شرم الشيخ الذى تمركزت به قوة دولية بموافقة مصر ثانياً أهداف مصر السياسية والعسكرية ــ المحافظة على إستقلال مصر ضد أى عدوان أجنبى ــ عدم تمكين قوات العدو من إعادة إحتلال منطقة قناة السويس وقد تحقق هذان الهدفان وقد خططت قوات الحلف العدوانى الثلاثى لعملياتها الحربية واضعة نصب أعينها ضرورة أن تتم العمليات بضربة خاطفة بحيث يحسم الموقف فى أقصر وقت ممكن حُدد أولاً بخمسة عشر يوماً ثم خفض بعد ذلك إلى ثمانية أيام وذلك لإعتبارين مهمين
أولهما الموقف الدولى المعارض لأى تدخل عسكرى وخاصة من جانب الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى و الصين الشعبية وتهديد الأخيرتين بإرسال متطوعين للقتال بجانب المصريين
وثانيهما ان القوات المسلحة المصرية وجيش التحرير الوطنى والمقاومة الشعبية المصرية لو لم تتم العمليات بسرعة كبيرة ستتمكن من تنظيم دفاع طويل المدى وحرب مدن وشوارع بما لن يمكن القوات المعتدية من تحقيق أهدافها ولذلك فإن خطط الحلفاء تأرجحت بين العمليات فى إتجاه الإسكندرية لما فى ذلك من ميزات مناسبة للإنزال البحرى ووجود ميناء جيد ومطار
إلا أن الإنتقال عبر مناطق كثيفة بالسكان مما يتيح لحرب مدن والمقاومة الشعبية أن توقع خسائر فادحة بالقوات المهاجمة وتطيل من مدة العمليات لزمن لا يمكن تحديد مداه .. وإستقر الرأى أخيراً على إختيار إتجاه بورسعيد حتى يمكن تحقيق هدف العمليات بسرعة فائقة ثم وضع تقدير 6 أيام لتدمير الجيش المصرى وإحتلال بورسعيد والوصول إلى القاهرة ..!!
وذلك بألوية مظلات فرنسية وإنجليزية وألوية مدرعة وميكانيكية مشتركة تضم 38 من الوية الدول الثلاث و750 دبابة و2510 مدافع. ومئات الطائرات - قوات بحرية تضم: بارجة و7 حاملات طائرات و8 طرادات و20 مدمرة و20 فرقاطة و9 غواصات و22 لنش طوربيد و134 سفينة أخرى. - قوات جوية قوامها: 28 سرب مقاتلات و25 سرب قاذفة مقاتلة و23 سرب قاذفات و19 سرب طائرات نقل جوي و10 أسراب طائرات استطلاع وسربان هليكوبتر اقتحام و5 أسراب إمداد جوى
لا أريد أن أطيل هنا فى تفاصيل التعديلات التى أدخلت على خطط العمليات الحربية مما كان يطلق عليها الإسم الرمزى هامبلكار ثم موسكتير ثم موسكيتو المعدلة النهائية التى تقضى بالأتى : ــ
إتمام إحتلال مدن قناة السويس والتقدم إلى القاهرة وإحتلالها كما تقرر ذلك أما خطط القوات المسلحة المصرية فإنها وضعت فى إعتبارها جميع الإحتمالات لغزو العدو سواء كان ذلك من إتجاه الإسكندرية أو بورسعيد أو السويس وجنوبها ولذلك فإن القوات الرئيسية كانت فى منطقة القناة وحول القاهرة ومنطقة الإسكندرية
وما يهمنا فى الأمر هنا هو ما كان منها فى منطقة القناة التى جابهت القوات الفعلية التى قامت بالغزو فسنجد أنها شملت فرقة مشاة ( من ثلاث لواءات) ومجموعة مدرعة ووحدات مدفعية الفرقة والمدفعية الساحلية وكانت موزعة كالأتى ـ لواءان مشاة فى منطقة الإسماعلية والقنطرة شرق وبورسعيد وباقى اللواءان بين القنطرة والإسماعلية مدعوم بقوات مدرعة ـ لواء مشاة فى منطقة السويس ـ المجموعة المدرعة جنوب الإسماعلية ... وبالمقارنة بين هذه القوات وقوات العدوان التى قامت فعلاً بالعمليات نجد أن الموجات الأولى المشكلة من لوائى مظلات ولواء كوماندوز بحرى متفوقة تفوقاً ساحقاً على مجموعة الكتيبة المشاة المصرية فى بورسعيد أما بعد دفع القوات الرئيسية لقوى العدوان بعد بورسعيد وهى الفرقة الثالثة المشاة والآلايان المدرعان والآلاى الميكانيكى الفرنسى فإنها ستواجه بالتجمع الرئيسى لقوات منطقة القناة وتشمل ثلاثة لواءات ومجموعة مدرعة تتخذ مواقع دفاعية منظمة وقوية وستكون القوات المهاجمة معادلة للقوات للقوات المدافعة بنسبة 1 : 1 تقريباً فضلاً عن توقع دفع جزء كبير من إحتياطيات القيادة العامة فى إتجاه هذه المعارك الرئيسية مما قد يجعل التفوق للقوات المصرية
وإذا أضيف إلى ذلك جيش التحرير الوطنى التى شكلت منذ أغسطس 1956 فإن كل ذلك سيجعل مهمة قوات التحالف العدوانى صعباً للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً جداً لإتمام السيطرة وهو الهدف الرئيسى من ضربتهم الخاطفة ...
بدأت العمليات كما هو معروف بالإسقاط المظلى للقوات الإسرائيلية فى وسط سيناء مساء يوم 29 أكتوبر 1956 مستفيدة بقرب حلول الظلام وتأجيل إشتباك القوات الجوية المصرية معهم لصباح 30 أكتوبر .. بدأت قوة لواء مشاة مصرى مدعم والقوات الجوية المصرية فى عمليات القضاء على هذه القوة التى كانت أقل من 400 فرد وقد صدرت الطبعات المسائية للصحف العالمية يوم 30 أكتوبر بعناوين
(( القوات المصرية تبيد القوات الإسرائيلية والطيران المصرى يكيل لها الضربات ))
وقامت القيادة المصرية بدفع الفر قة الرابعة المدرعة إلى سيناء شرقاً لمقابلة هذه القوات مما إضطر الإسرائليين إلى طلب النجدة من القوات الجوية الفرنسية المتمركزة فى قبرص وإسرائيل نفسها وقد قامت هذه القوات بتوفير الحماية الجوية ضد الطيران المصرى وكذا إسقاط إمدادات من الجو للعناصر المتبقية من قوة المظللين الإسرائليين ـ كتيبة 890 مظلات ثم ظهر الإنذار الفرنسى الإنجليزى الشهير بالتراجع 10 كلم على جانبى القناة والسماح لقوات بريطانية وفرنسية بإحتلال منطقة القناة للفصل بين المتحاربين وتأمين الملاحة الدولية
... يوم 31 أكتوبر ـ إستمر إشتباك القوات المصرية مع القوات الإسرائلية وقامت القوات الجوية ب 100 طلعة ضد العدو وإستمرت تحركات القوات البريطانية والفرنسية إستعداداً للنزول فى بورسعيد وبدأ القصف الجوى البريطانى الفرنسى بعد الظهر وعلى الصعيد السياسى أصدر الإتحاد السوفيتى بياناً شديد اللهجة يدين فيه العدوان الإسرائيلى وسياسة كلا من بريطانيا وفرنسا ــ
يوم 1 نوفمبر أصدرت القيادة المصرية أمراً بتوحيد جبهات القتال وسحب قواتها من سيناء لمواجهة العمليات الرئيسية للحلف العدوانى وإستمرار القصف الجوى ــ يوم 2 نوفمبر لإستمرار القصف الجوى البريطانى الفرنسى لمطارات بغرض تدمير المطارات والقوات الجوية المصرية وإلى هذه اللحظة لم يكن قد بدأ التمهيد المدفعى للإسقاط البحرى فى بورسعيد .. فهل أوقف قرار الجمعية العامة للأمم والمتحدة ذلك ...؟؟ سنجد الإجابة سريعة وهى بدء التمهيد للإقتحام الفعلى لبورسعيد إبتداءاً من يوم 3 نوفمبر ــ
يوم 3 نوفمبر .. بدأ القصف الجوى المكثف لمدينة بورسعيد وبوفؤاد ضد مواقع القوات المسلحة ومطار الجميل وبطاريات مدافع السواحل وإستمرت القوات المسلحة فى تنظيم دفاعاتها فى كل من بورسعيد كنقطة متقدمة والمواقع الدفاعية الرئيسية إبتداءاً من شمال القنطرة إلى الإسماعلية إلى السويس مستخدمة فى ذلك فرقة المشاة والمجموعة المدرعة وباقى وحدات الفرقة المدرعة التى سحبت من سيناء .... ــ
يوم 4 نوفمبر .. أرسل الإتحاد السوفيتى مذكرة شديدة اللهجة إلى كل من بريطانيا وفرنسا يطلب فيها إيقاف عدوانهما على مصر وقد قام الإتحاد السوفيتى بإجتياح المجر فى نفس اليوم ومع ذلك إستمر القصف بالرغم من من مذكرة الإتحاد السوفيتى ــ
يوم 5 نوفمبر .. بالرغم من الضغط الدولى والإنذار السوفيتى وقرارت الأمم المتحدة قام البريطانيون والفرنسيون بإسقاط المظليين غرب بورسعيد وجنوبها فى مطار الجميل وكوبرى الرسوة !! وفى هذا اليوم صدر قرار جديد من الأمم المتحدة يصر على وقف العمليات الحربية وتأمين قناة السويس وتطهيرها وإنسحاب القوات المعتدية وقد قبلت مصر وإسرائيل هذا القرار وفى نفس اليوم أرسل بولجانين الرئيس السوفيتى خطاباته الثلاثة الشهيرة إلى كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل والتى يشير فيها إلى إمكان إستخدام الصواريخ ضدها ولو كانت بريطانيا وفرنسا أعطتا إهتماماً لهذا التهديد لكانتا توقفتا عن الإنزال البحرى الذى كان سيتم فجر اليوم التالى ولكنهما لم يأبها لهذا التهديد خاصة أن الإتحاد السوفيتى كان مشغولاً بالموقف فى المجر وقررا المضى قدماً فى خطط الغزو آملين أن يحققا الإستيلاء على بورسعيد والتقدم فوراً جنوباً لإتمام إحتلال منطقة القناة خلال الثمانى والأربعين ساعة التالية واضعين العالم أما الأمر الواقع . وعلى ذلك قامت قوات الكوماندوز البحرية البريطانية تعاونها بعض الدبابات المجهزة بحراً بالنزول غرب بورسعيد وقامت القوات الفرنسية بالنزول فى بور فؤاد وأمام المقاومة العنيفة التى أبداها المدافعون عن بورسعيد صدرت الأوامر إلى القوات التى نزلت بحراً بتفادى الدخول إلى قلب بورسعيد والتقدم فوراً للحاق بقوات المظليين التى إحتلت كوبرى الرسوة الباقى سليماً وكان الكوبرى الأخر على طريق المرشدين قد دمر بواسطة القوات المصرية ( لم يتم الإستيلاء على بورسعيد إلا بعد بعد وقف القتال يوم 7 و 8 نوفمبر 56 ) .. وفعلاً تقدمت القوات البريطانية ومعها بعض العناصر الفرنسية بسرعة إلى كوبرى الرسوة ودفعت مفارز مدرعة جنوباً فى إتجاه القنطرة حتى وصلت إلى شمال الكاب وهناك وجدت الموقف متغيراً لا يسمح بتنفيذ التقدم الخاطف الذى كان مخططاً بالتعاون مع إسقاط المظليين فى الإسماعلية وأبوصوير فقد إكتشفت أنها أمام دفاعات قوية قوامها لواء مشاة تدعمه وتعاونه قوات مدرعة كافية لصد تقدم القوات المعادية كما أكدت معلومات الإستطلاع الجوى للقوات المعتدية قوة دفاعات المصريين . ولذلك تطلب الأمر تعزيزات من القوات البرية وإعادة تجميع هذه القوات وإجراء تحضيرات تستغرق عدة أيام وصرف النظر عن الهجوم الخاطف لقوات المظليين خوفاً من تأخر لحاق القوات البرية الرئيسية بها وعزلها والقضاء عليها بواسطة قوات التجميع الرئيسى للقوات المصرية وبضياع الأمل فى تحقيق إتمام العملية فى فترة زمنية محددة وأن العمليات ستمتد لفترة بعد وصول التعزيزات المطلوبة ... وهنا تأكدت القيادتان السياسية البريطانية والفرنسية أنهما فشلتا فى تحقيق أهدافهما من وضع العالم أمام أمر واقع فى الثمانى أيام المقدرة لذلك ولم تجدا أمامهما إلا قبول وقف التقدم والقصف الجوى ليلة 6/7 نوفمبر وتم الإنسحاب يوم 23 ديسمبر 1956
...... والأن نجيب على السؤال : ماهو العامل الرئيسى لإستجابة الحلفاء لقرار وقف إطلاق النار ليلة 6/7 نوفمبر ..؟ لم تكن قرارات الأمم المتحدة هى السبب الرئيسى لذلك . فقد إستخدمت بريطانيا وفرنسا حق الفيتو فى بعض الحالات وإستمرت فى تنفيذ مراحل تالية فى خططها فى الحالات الأخرى فى 4 و 5 نوفمبر رغم قرارات الأمم المتحدة والإنذار السوفيتى علماً بأن الولايات المتحدة قد طمأنت بريطانيا وفرنسا أنهما لو تعرضتا لهجوم صاروخى سوفيتى فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستفى بإلتزاماتها تجاه حلف الأطلنطى ... ولكن العامل الأساسى وراء قبول قرار وقف القتال وتنفيذه كان هو صلابة الموقف المصرى ومقابلة القوات المسلحة المصرية فى مواقع دفاعية قوية منظمة بقوات نظامية مشاة ومدرعات ومدفعية ميدان ومدفعية مضادة للطائرات فضلاً عن المقاومة الشعبية التى كان قوامها جيش التحرير الوطنى . وقد قابلت نموذجاً منها فى بورسعيد وكانت من القوة أنها قررت تفاديها والتقدم فوراً للجنوب .....))
هل هذا المقال السابق كافى وحده للإقناع بأن مصر إنتصرت عسكرياً وسياسياً فى حرب 1956 .؟ حسناً .. من لازال لديه شك سأوافيه بمقتطف من كتاب أخر للمفكر الإستراتيجى الراحل ومدير المخابرات العامة الأسبق أمين وهيدى
بعنوان (( حروب عبدالناصر ـ دار الموقف العربى 1982 ))
(( يصور ديان الشكل العام للمعركة فيقول : هبوط بالمظلات لإحتلال الأهداف الموجودة فى العمق ثم التقدم لإقتحام ومحاصرة تشكيلات العدو .. على المدرعات والمشاة الإلتفات حول العدو لتثبيته فى أماكنه فى الخلف ثم بعد ذلك عليها مواصلة التقدم .. إلا أنه إستثناء من ذلك على هذه القوات إقتحام المواقع التى لا يمكن الإلتفاف حولها فى مرحلة متأخرة بعد أن تعزل المواقع بعضها عن بعض .. وحتى أخر لحظة حافظ ديان على إجراءات السرية وبدأت العجلة تدور ..
ولكنه فوجئ بأن كل شيئ إنقلب إلى عكس ما كان يرجو
.. 1 ــ فمواقعنا الدفاعية الأمامية صمدت أمام هجماته وأخذت تكبد الجيش الإسرائيلى خسائر غير متوقعة
.. 2 ــ قوات المظلات التى أسقطها فى صدر الحيطان أصبحت واقعة تحت النيران ولم تجذب إليها القوات الرئيسية المصرية كما كان يتوقع
3 ــ وأهم من ذلك أفلتت قواتنا الرئيسية من المصيدة التى كان يعد لها فى سيناء بالتعاون مع قوات الغزو الأخرى نتيجة قرار الإنسحاب وعبرت قواتنا إلى غرب القناة وهى سليمة وعلى ذلك نقول دون تردد أن الهجمات الإسرائيلية وإن كانت قد أفلحت فى كسب الأرض إلا أنها لم تحقق أغراضها وإحتفظت مصر بقواتها الرئيسية سليمة . ومعنى ذلك أن مصر إحتفظت بإرادتها
ويقول فى موضع أخر من الكتاب ص 94 فيكفى أن ينجح القتال لإقناع الخصم أن غرضه أصبح بعيد المنال وهنا تبدأ عوامل أخرى لتبلور هذه المحصلة إلى نتائج سياسية هى تعبير عن القوة الفعلية التى تتحرك على مسرح العمليات لا تزيد عنها ولا تقل ــ فحينما أفلتت قواتنا من المصيدة التى أعدت لها فى سيناء كان معنى ذلك المحافظة على إرادتنا . ــ وحينما رفضت مصر الإنذار البريطانى الفرنسى كان معنى ذلك أننا مصرون على إستخدام هذه الإرادة ممثلة فى تمسك الشعب بالنظام القائم وإصرار القيادة السياسية على القتال . ــ وحينما ووجهت القوات البريطانية الفرنسية بالمقاومة المصرية فى بورسعيد وتوقفها عند الكاب فى الطريق إلى الإسماعلية .. كان معنى ذلك أن إستخدام الإرادة أقنع الخصم بأن الغرض الذى يسعى إليه أصبح خارج قدراته . ــ
وحينما عطلت القناة وأصبحت غير صالحة لعبور السفن تأكد الخصم من الهزيمة .. ــ ولذا كان من الطبيعى بعد ذلك أن يعمل الضغط الأمريكى والإنذار السوفيتى على سرعة تحريك الموقف فكان الإنسحاب .. ومعنى ذلك معادلة واضحة .. الحفاظ على الإرادة + العزم على إستخدامها + إستخدامها الفعلى = إقناع الخصم أن غرضه أصبح بعيد المنال = الإنــــــــــتــــــــــــصــــــــــــــا ر أعتقد أن تحليل أمين وهيدى يكون قد أضاف زاوية جديدة للإنتصار المصرى على العدوان الثلاثى
ويطل علينا الكاتب الصحفى البارع عادل حمودة ليدلى بدلوه هو الأخر فى كتابه (( جمال عبدالناصر : الحروب الخفية مع المخابرات الأمريكية ـ الدرار العربية للنشر والتوزيع 1994 ((
إسرائيل ـ ولاشك ـ قد نجحت فى أن تحيط دورها فى حملة سيناء بهالات من الدعاية القوية والمؤثرة التى صورت جيشها فى صورة الجيش الذى لا يقهر .. وصدرت إسرائيل هذه الصورة الأسطورية إلى الغرب .. ثم .. فيما بعد إستوردناها من الغرب ورحنا نسوقها محلياً وعربياً وأضفناها إلى قائمة السلع الإستهلاكية التى نقبل عليها بشراهة رغم إنتهاء تاريخ الصلاحية ورغم أنها لا تتفق والإستعمال الآدمى ...
وفى مذكراته يعترف موشى ديان (الفصل ــ 15) بأن حملة إسرائيل على سيناء ـ عملية قادش ـ لم تكن بالسهولة التى صورتها الدعاية اليهودية فيما بعد .. وذلك على الرغم من ان الجيش المصرى قد إنسحب من سيناء ولم يبقى منه سوى 6 كتائب فقط .. أى أن الجيش الذى لا يقهر لم يحارب سوى 6 كتائب فقط كانت فى مواقع متقدمة من سيناء ... ومع ذلك ... وكما يضيف موشى ديان فشل اللواء الإسرائيلى العاشر فى الإستيلاء على أم قطف أكثر من مرة حتى أنه ضاق ذرعاً بالضباط ـ
(ولم أستمع إلى شكاواهم من الصعوبات التى تواجههم ) ( كنت أعلم أن التعب قد حل برجالهم كما أن الإمدادات لم تصل إليهم فى الوقت المناسب وكنت أعلم أيضاً ببرودة الجو ليلاً وشدة الحرارة نهاراً ، وأن مواسير بنادقهم قد سدتها الأتربة وأن مركباتهم قد إنغرست فى الطين .. كنت أعلم ذلك كله .. ولكن لم يكن لدى أى حلول لمثل هذه المشاكل إلا بإستئصالها ، وليس بإستطاعتى أن أغير طبيعة النقب )
( وقد قام اللواء بمهاجمة أم قطف فى ليلة 31 أكتوبر فلم يسفر ذلك الهجوم عن شيئ ومن ناحية أخرى فإن وحدات اللواء المدرع السابع والثلاثين التى تقدمت فى وقت لاحق من تلك الليلة ـ يدفعها الإصرار والتصميم ـ فشلت أيضاً فى إحتلال أم قطف والواقع أن ضباط تلك الوحدة كانوا متلهفين للغاية لإجتياح دفاعات العدو فتقدموا تحملهم عربات نصف مجنزرة دون إنتظار دعم الدبابات التى تأخرت وقد أسهم فى فشلنا معلومات القيادة الجنوبية الخاطئة والإفتقار إلى خطة سليمة للعمليات العسكرية وإستخدام قوات غيرا كافية )
وفى اليوم التالى حدثت محاولة ثالثة لإحتلال أم قطف لكنها فشلت أيضاً ، وذلك رغم أن موشى ديان هو الذى خطط لها وأمر يتنفيذها مهما كانت الخسائر فى الأرواح فادحة .. وترتب على هذا الفشل عزل قائد اللواء العاشر فى نفس اليوم .. وحسب معلومات المحلل العسكرى الشهير إدجار أوبلانس فإن المصريين فقدوا نصف ما فقدت إسرائيل من طائرات وقد أسقط المصريين الطائرات الإسرائيلية بالمدفعية المضادة للطائرات التى كانت دقيقة فى إصابتها إلى أبعد الحدود ـ
كتاب حملة سيناء 1959 لأوبلانس ـ ... ويعتبر أوبلانس أن ماحدث للمظلين الإسرائليين بقيادة إريل شارون ـ خلال اليوم الأول واليوم الثانى من أخطر وأكبر أخطاء الجيش الإسرائيلى .. لقد فشل شارون فى تحديد المكان المطلوب لإنزال المظليين وهو ممر متلا وبدلاً من أن يتراجع خالف أوامر رئاسته وزحف من موقعه نحو مزيد من العمق فعانى نتيجة ذلك من خسائر كبيرة جداً على أيدى المصريين . ومن المعارك الهامة أيضاً معركة أبى عجيلة فى شمال سيناء فقد فوجئ المهاجمون الإسرائليون من قبل المدافعين المصريين المتمركزين بشكل جيد وعانوا من خسائر فادحة على أيدى المصريين بعد قتال شديد للغاية إستمر ثلاثة أيام
.. وعلى جبهة قناة السويس إقتحم مدينة بورسعيد وحدة المظلين البريطانين التى عرفت بإسم الشياطين الحمر ولكن هؤلاء الشياطين قوبلوا برعد وجحيم متفجر من الرصاص .. وفيما بعد وصف الجنرال / سيرهيوستوكويل ـ قائد الإٌقتحام البريطانى ـ ما حدث لجنوده بأنه كان صاعقة وقال لقد قاتل المصريون بشكل ممتاز .. قاتلوا بجرأة وشدة أعلى بكثير مما كنا نتوقع ،،،وفيما بعد كرر الجنرال / تشارلز كيتلى القائد الأعلى لقوات الغزو نفس العبارات بنفس الألفاظ تقريباً ... وإعترف المقاتلون البريطانيون لهنسون بلدوين ( المحلل العسكرى لصحيفة نيويورك تايمز )
بأنهم قد (( تولتهم الدهشة بسبب جودة الدفاع التى أبداها المصريون )) وقد أضاف بلدوين فى مقال أخر عن معركة بورسعيد لو أن المصريين كان لديهم الوقت لإستيعاب الأسلحة التى كانت فى حوزتهم لإختلفت القصة تمام الإختلاف ))
ومن جانبه سجل أنتونى ناتنج (( إن المصريين فى سيناء لم تنقصهم الشجاعة أو الجرأة فقد قاتلوا فى عدة مواقع بعناد وبطولة ضد عدو متفوق فى عدد الرجال بنسبة لا تقل عن ثلاثة إلى واحد)) بل إن المؤرخين العسكريين الإسرائيلين ـ فى مستوى توسكان ـ لم يستطيعوا فيما بعد الإمساك عن الإشادة بأعمال باسلة مثل مقاومة سرية مشاة مصرية فى سد الروافع شمال سيناء لهجمات متكررة من جانب لواء مدرع إسرائيلى مسلح بدبابات سوبر شيرمان الأمريكية
وللإنصاف لم تكن قيادة عبدالحكيم عامر للجيش المصرى على نفس المستوى من الثبات الذى كان عليه الضباط والجنود فعندما بلغته أنباء الهجوم على بورسعيد أصيب بإنهيار عصبى وسالت دموعه على وجهه وبدا عاجزاً عن التصرف .. ولم يجد جمال عبدالناصر امامه سوى أن يطلب منه العودة إلى بيته وتولى بنفسه مسئولية القيادة العسكرية ... لقد قاتل المصرييون بشراسة وشرف فى حرب السويس وإعترف العدو بذلك .. ومع ذلك يصر أبناؤهم على ممارسة عادة جلد وتحقير الذات بإستمتاع يثير دهشة الأصحاء نفسياً .. ولا معنى لهذا ولا مبرر فالعدو قد شهد ببسالتنا فلماذا نصر نحن على اننا أدنى من ذلك !؟
ولا ينسى اللواء طيار على زيكو صاحب كتاب (( أبطال الطيران فى معركة رمضان 1976 )) أن يذكر حادثة صغيرة لكن لها دلالتها لمن أراد أن يذكر فتنفعه الذكرى حيث قال ((صورة الطيار المصرى التى تأمر على تشويهها عمالقة فى فن التزوير ابتداء من حرب 1956 .. إلتقيت برفيق سلاح وسألته أن يقص على حكايته مع الطائرة الكانبرا الإنجليزية فى حرب 1956 وكان فى سؤالى مفاجأة له فقد مضى على الواقعة أكثر من 16 عاماً لكنه تذكرها وقال : ــ كنت فى مهمة إعتراض لطائرات معادية فوق القنال وأقلعت بالتشكيل الجوى وتوجهت إلى الهدف وكان طائرة كانبرا إنجليزية الصنع تطير على إرتفاع يصل إلى أكثر من 40 ألف قدم وبسرعة عالية . وكانت عملية المطاردة غير سهلة نظراً لما قام به طيارها من مناورات حادة خلال محاولتى إسقاطه ،
ونظراً لأن إمكانيات طائرتى كانت تعتبر فى هذا الوقت ومع هذا النوع من الطائرات محدودة نسسبياً إلا أنى تمكنت من إصابتها ولكن للحق بعد صعوبة . قد تستغرب يا أخى القارئ سردى لهذه الطلعة الجوية تراها عادية جداً فى مظهرها ولكنى سأعرض لك ما أحدثته من أصداء جاءت على لسان إحدى الشخصيات الصحفية الهامة فى إسرائيل والذى له ماضى عسكرى وتعرض لها فى فى كتاب صدر بعد عام 1967 جاء فيه بالحرف الواحد : ــ
فى بداية الحملة رغم رجاء الفرنسيين بدء الغارات قرر الإنجليز تأجيل الغارات الجوية إلى الساعة الخامسة بعد الظهر والسبب أن دورية بريطانية (يقصد الطائرة الكانبرا) قوبلت فوق القناة بنيران مضادة قوية من الطائرات المصرية التى أثبتت مستوى أرفع مما كان منتظراً وهذا ـ فى رأى الإنجليز ـ يعود إلى وجود طيارين أجانب .. يعود اللواء / على زيكو ليعلق قائلاً يفهم من هذا أخى القارئ أن الإنجليز لم يتصوروا أن يكون الطيار الذى إعترض طائرتهم الكانبرا طياراً مصرياً وقد يكون لهم العذر لحظة أو يوم هذه الواقعة ولكن ما عذرهم إذا كانوا قد تأكدوا فيما بعد أنه فى معرك 1956 لم يشترك فيها إلا الطيارون المصريون بعد كل ماقرأت عزيزى المتشكك المكذب هل تراجع أفكارك ؟؟
أم لازلت متأثر بالدعايات الإسرائلية الغربية وأنصارهم من الخونة من المصريين ..؟؟؟
ملحمة القتال فى سيناء فى حد ذاتها تحتاج إلى كتب وكتب تكتب عنها بحروف من دم ونور ونار لقد تصدت 6 كتائب مصرية وحدها لهجوم غادر من قبل 9 ألوية إسرائلية كاملة العدة والعتاد وكان من المفترض أن تتغلب الألوية ال 9 الإسرائيلية بسهولة على ال 6 كتائب المصرية التى لم تكن مسلحة بالدبابات ومع ذلك صمدت فى أبوعجيلة وشرم الشيخ وممر متلا والعريش صمود الجبال الرواسى الشامخات وتعثرت وفشلت كل الهجمات الإسرائلية أمام بسالة مصرية ليس لها مثيل فى التاريخ وقدبدأ يدركها المدد المصرى ب 200 دبابة و 10 آلاف جندى تجمعوا فى بير ورض سالم للدعم والمؤازرة إلى أن فرض على كل القوات الإنسحاب من سيناء للدفاع عن قلب الدولة الأم ضد مجهود العدو الرئيسى وفى السماء قامت قواتنا الجوية بالواجب وزيادة فلم تكتفى ببسط الجماية الجوية للقوات المصرية البرية فوق سيناء قبيل التدخل البريطانى الفرنسى فقط أو تتكفل بأن تضرب الطوابير الإسرائيلية الزاحفة على محاور سيناء أينما وجدتها بل أنه قد وصل مدى غاراتها إلى مطارات إسرائيل نفسها وضربت طيران العدو فى عقر داره وأوقعت به خسائر إعترف بها موشيه ديان نفسه فى مذكراته ولولا التدخل البريطانى الفرنسى المبيت لتغيرت نتيجة معركة سيناء بالكامل ،،،،،،،،،،
وفى كتاب الطريق إلى السويس للكانب البريطانى أرسكين تشيلدرز 1962 من سلسلة كتب سياسية ـ ترجمة خيرى حماد يؤكد على هذه الحقيقة حيث قال (( ولو أخذنا بعين الإعتبار عدد من إستشهدوا فى معارك شرم الشيخ والقسيمة وصدر الحيطان وأبوعجيلة طبقاً للأرقام التى إعترفت بها إسرائيل نفسها لتبين لنا بوضوح أن هذه الأرقام لايقدمها إلا شجعان بواسل صمدوا فى مراكزهم يقاتلون حتى النهاية .. وفى موضع أخر يستشهد الكاتب برأى إدجار أوبلانس المشار إليه من قبل
(( لو لم يقع التدخل لطالت حملة سيناء أياماً وأياماً وأسابيع وأسابيع وقد لاتتغير النتيجة ولكن إسرائيل كانت ستخرج من القتال حتماً وهى مثخنة بالجراح ومجهدة مالياً وإقتصادياً ومادياً وكانت خسالئرها فى الأرواح ستبلغ حداً مرعباً بالنسبة إلى دولة صغيرة كإسرائيل ))
وأنا لو طاوعت نفسى فى جموحها وأرخيت لقلمى العنان لإنطلقت أسرد وأكتب عن كل ملحمة من ملاحم البطولة التى خاضها أبناء قواتنا البواسل فى شرم الشيخ و متلا وأبى عجيلة والعريش ورفح وغزة وبورسعيد بتفاصيلها لحظة بلحظة وكذلك ذكر وبطولات قواتنا الجوية والبحرية فى هذه الحرب لربما تطاول الأمر إلى إخراج كتاب كامل وليس مجرد مقال صغير حيث لم يرى الغرب الإستعمارى مما تقدم أو تأخر من شدة فى الحرب من دولة نامية من دول العالم الثالث حصلت على إستقلالها حديثاً أشد من حرب كهذه !! ولو كان الجيش المصرى يحسبونه هشاً ضعيفاً لا يؤبه به لما كانوا قد حشدوا كل هذه الأسراب والأساطيل والقوات العاتية من ثلاثة دول معاً !! كأنها صورة مصغرة قليلا لغزو الحلفاء للألمان فى سواحل نورماندى فى يونيو 1944 إبان الحرب العالمية الثانية لكن مع ذلك لايسعنى إلا الإعتراف بوقوع أخطاء وقعت من الجانب المصرى لو تم تلافيها لكأن شأن النصر المصرى العسكرى سيكون أعز وأرفع وأكبر فى مساحته وتأثيره ولكانت خسائر الغزاة أشد وطأة مما يضاعف من فداحة الثمن الذى دفعوه بلا طائل من سمعتهم وشرفهم وأرواح جنودهم ..
حيث ذكرت فى كتاب التواطؤ الثلاثى الصادر عام 1996 ويمكن إيجازها فى عدة نقاط سريعة
بالنسبة لمعارك سيناء فى رفح مثلاً : ــ كان عدد القوات المدافعة عنها قليلاً ـــ نقص فى بعض التجهيزات كقطع المدفعية بعيدة المدى وعدم وجود تسليح مناسب م/ د سهل من سقوط المدينة فى يد قوات العدو رغم شراسة القوات المصرية المدافعة عامة وإستعانة العدو بالقصف البحرى الفرنسى من البحر فضلا عن القصف الجوى الإسرائيلى / الفرنسى المشترك لإخضاع رفح
ــ فى شرم الشيخ ورأس النصرانى : ــ عدم توقع الهجوم الإسرائيلى براً ترتب عليه عدم دفع دوريات لإستطلاع الطرق والوديان للإنذار والإبلاغ عن أى تقدم برى للعدو .... ــ التهاون فى إمداد الحامية المدافعة ـ قبل بداية الحرب ـ بأعداد كافية من المدفعيات م/ط بحيث إقتصرت على 4 قطع منها فقط ونفس الأمر بالنسبة للمدافع م/د ،،،،، ــ إرسال برقيات تثبيط همم المدافعين والحث على الإنسحاب والإستسلام بدلاً من إصدار الأوامر بالقتال لأخر طلقة وأخر رجل إلى أن يصدر قرار وقف إطلاق النار وبالتالى كان سيكون لزاماً على العدو الإسرائيلى الكف عن خوض محاولاته اليائسة الفاشلة المتكررة لإجتياح دفاعات حامية شرم الشيخ حيث أن بن جوريون وصف معارك شرم الشيخ بالذات فى الكنيست بأنها (كانت أيام هول وفزع أمام القوات المصرية) مما كان قد يؤدى إلى منع المدينة من السقوط فى يد العدو وأسر ماتبقى من حاميتها كما جرى فعلاً
ــ طريقة الإنسحاب نفسها من سيناء : ــ رغم أنها كانت ناجحة إلى حد كبير لكنها مسئولة عن كثير من الخسائر فى الأفر اد والمعدات التى وقعت نتيجة شدة قصف طيران العدو الفرنسى / الإسرائيلى المشترك المسيطر تماماً على سماء سيناء بعد تدمير سلاح الطيران المصرى وخروجه من المعركة وقد قدرت الخسائر بحوالى من 10 إلى 15 % من إجمالى القوات التى كانت محتشدة فى سيناء
ــ فى بورسعيد : ــ لم تجرى أى محاولة واعية لإعاقة الإنزال البحرى للعدو الإنجلو فرنسى حيث لم تزرع ألغام مثلاً وكذلك لم تدعم حامية المدينة بوحدات عسكرية قوية مزودة بمدافع م/د أو هاونات خفيفة ... كذلك لم يتم إخلاء المدنيين قبل بدء الحرب مما ساهم فى إزدياد الخسائر ووقوع العبء على المدافعين فى تأمين المدنيين وتوزيع الجهود مابين حماية المدنيين والتصدى لقوات العدو الغازية فضلاً عن صعوبة توفير الغذية والمواد الطبية للحامية والمدافعين المدنيين على السواء ــ لم يشترك عدد كافى من العسكريين المدربين على حرب المدن جنباً إلى جنب مع الفدائيين المدنيين مما عجل بسرعة سقوط المدينة ،،،،،
ــ بالنسبة للقوات الجوية المصرية : ــ أدى عدم العناية بالطائرات والحفاظ عليها وقلة الخبرة والكفاءة . كل ذلك أدى إلى سهولة تدمير القسم الأكبر منها وهى على الأرض وكذلك عدم إجراء إستطلاع جوى للشواطئ المصرية لتحديد مكان الإنزال البحرى الإنجلو فرنسى بالتحديد مما كان سيمكن من نصب خطط دفاعية محكمة أفضل لإعاقة الغزو المنتظر ،،،، ــ وبحرياً : ــ كانت معاك البحرية المصرية تعتمد على الجرأة والإرتجال أكثر منها على إستراتيجية واضحة المعالم مما ساهم فى خسارة كثير من القطع البحرية المصرية فى معارك غير متكافأة فى ميناء حيفا وبحيرة البرلس والبحر الأحمر ،،،،، الفقرة السابقة منقولة عن كتاب التواطؤ الثلاثى تلخص القصور المصرى فى حرب 1956
وبالنسبة للخسائر فى الحرب : ــ لا يوجد إحصاء دقيق لها لكن خسائر القوات المصرية فى سيناء أمام العدو الإسرائيلى قدرت ب 11 ألف جندى وضابط ما بين شهيد وجريح وأسير ومفقود ألف شهيد ،، 4 آلاف جريح ،، 6 آلاف أسير ومفقود ( تقديرات اجنبية) 8 طائرات ميج وفامبير و ميتيور و 55 مدفع 25 رطل و 66 دبابة مصرية من طراز تى 34 و شيرمان أمام العدو الإسرائيلى بحسب تقديرات موشيه ديان نفسه فى مذكراته وهى خسائر قليلة جداً وأما خسائر بورسعيد بلغت حوالى من 700 إلى 900 شهيد مصرى مدنى وعسكرى وألاف الجرحى وتدمير عشرات الطائرات المصرية ومئات القطع من المدفعية والدبابات هذا على الجانب المصرى أما بالنسبة للخسائر فى صفوف العدو فهى مجرد تخمين بدورها حيث فقد العدو الإسرائيلى 200 جندى أمام حامية أبوعجيلة وحدها كمثال
.. ويمكن إضافة بضع مئات أخرى بالقياس إلى ضراوة القتال أمام باقى حاميات قطاع سيناء يعنى أنه قد تقترب خسائر العدو البشرية من عدد شهداء الجيش المصرى حوالى ألف قتيل إسرائيلى أو أقل من ذلك يعنى ما بين ال 500 فرد كأقل تقدير إلى 1000 جندى فى معارك ممر متلا وشرم الشيخ وغزة ورفح والعريش وأبوعجيلة و 4 جنود وطيار واحد فقط أسرى علماً بأن إسرائيل تتعمد دائما خفض عدد خسائرها فى كل حروبها مع العرب إلى درجة مضحكة لدرجة أنها لا تعترف إلا بمقتل 180 جندى فقط فى عملية قادش و أسير واحد طيار !! بما لايتناسب أبداً مع ضراوة المعارك الدموية الرهيبة التى شهدتها صحراء سيناء بين الجيش المصرى والجيش الإسرائيلى وكذلك خسر العدو بدوره حوالى 18 طائرة فقط فى معارك جوية وبنيران المدفعية م/ط المصرية وعشرات من دباباته ومدرعاته أمام حاميات مدن سيناء المذكورة منهم 70 دبابة ومدرعة أمام موقع أبوعجيلة وحده
!! وأسقط حوالى من 90 إلى 100 طائرة للغزاة ـ بحسب البيانات المصرية ـ أثناء إغاراتها على المواقع العسكرية والمدنية المصرية فى كافة أنحاء الجمهورية كما أن عبدالناصر ذكر فى خطابه الأول بعد الحرب أن قوات المظلات البريطانية والفرنسية تكبدت (ألفى قتيل) أثناء عملية الإنزال الأولى فوق بورسعيد بعبارة سريعة نستطيع أن نقول أن كل هذا الهيلمان لم يؤدى إلى سقوط خسائر بشرية كبيرة فى صفوف كل القوات المتصارعة سواء أو المدنيين على السواء يعنى فقدنا حوال 2000 شهيد مدنى وعسكرى وفقد العدو الإسرائيلى ـ الإنجلوفرنسى 3 آلاف قتيل أو أقل ..طبعا هذا الرقم الأخير سيتعرض لتشكيك كبير
ــ وأود أن أختم مقالى بمرور عابر أبين فيه أن حرب العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 لم تحظى بدراسة كافية من قبل القيادة المصرية العسكرية فى حينه وإلا لكنا تجنبنا ويلات 1967 وخصوصا بعدم بذل أدنى جهد فى تجنب تدمير القوات الجوية على الأرض أو التدريب على إجراء إنسحاب عام كبير منظم على مستوى الجيس ككل وتلافى باقى القصور الذى ظهر أثناء إدارة الحرب وأخطر شيئ أنه لم يجرى أى تغيير فى القيادات العليا للقوات المسلحة المصرية بعدما ثبت فشلها وعدم كفاءتها بعد إنتهاء الحرب وخصوصاً القائد العام للقوات المسلحة نفسه لما أبداه من عجز فى القيادة وإنهيار أعصاب لا يجوز خلال ذروة إحتدام القتال مع العدو وكذلك وظل بمنصبه حتى حرب 67 ولم يتم عزل قائد القوات الجوية وقائد القوات البحرية وخاصة الأول الذى إستمر فى منصبه حتى حرب 1967 أيضاً دون أن يقوم بأى إجراء لتعديل على نظام عمل القوات الجوية المصرية وبالتالى وضع العدو ذلك فى إعتباره أثناء التخطيط لشن عدوان 1967 على مصر ..........
والأن وصلنا إلى نهاية المطاف وإجابة السؤال عنوان المقال ،، وبمراجعة كافة المصادر والوثائق والمراجع يتضح أن مصر إنتصرت عسكريا عام 1956 على جيوش 3 دول إستعمارية معتدية وذلك بالقياس لفشل الغزو الثلاثى فى تحقيق أهدافه من العملية سواء إسترجاع قناة السويس أو إحتلال مصر عسكرياً كما أرادت بريطانيا ولقطع المساعدات عن ثوار الجزائر ضد فرنسا كما كانت فرنسا تبغى ذلك أو إسقاط النظام الثورى الحاكم كما أرادت كلا من بريطانيا وفرنسا معاً أو تدمير الجيش المصرى وأخذ سيناء والقضاء على قواعد الفدائيين هناك كما أرادت إسرائيل ،،، وجاء التدخل الدولى والإنذار السوفيتى ليدعم الصمود المصرى العسكرى على كل الجبهات ويؤكد ويثبت الإنتصار الحربى المصرى على جيوش الدول المعتدية فيكون نصراً مصرياً عسكريا سياسياً تاريخياً وبداية صعود نجم القومية العربية فى حقبة الخمسينيات والستينيات بزعامة مصر
المصادر والمراجع : ــ
1 ــ مقال بجريدة الأهرام عام 1996 بعنوان ــ هل أنقذ التدخل الدولى والإنذار السوفيتى مصر ..؟ للواء أ.ح / محمد رفعت وهبة ـ زميل أكاديمية ناصر العليا
2 ــ حروب عبدالناصر ـ دار الموقف العربى 1982 ـ أمين هويدى
3 ــ جمال عبدالناصر : الحروب الخفية مع المخابرات الأمريكية الدرار العربية للنشر والتوزيع 1994 ـ عادل حمودة
4 ــ أبطال الطيران فى معركة رمضان 1976 ـ لواء طيار / على زيكو
5 ــ كتاب الطريق إلى السويس للكانب البريطانى أرسكين تشيلدرز 1962 من سلسلة كتب سياسية ـ ترجمة خيرى حماد
6 ــ كتاب التواطؤ الثلاثى الصادر عام 1996
7 ــ مذكرات موشيه ديان عن عملية قادش
 
اصل فيه هريه كده زي هريه هزيمه مصر في اكتوبر بتقول ان مصر خسرت عسكريا وانتصرت سياسيا
الكلام كثير جداً اهم من الكلام الفعل
و مثال سد النهضة أن مصر لم تتكلم كثيرا و ستفعل ما تريد وإثيوبيا تكلمت كثيرا و في الاخير رضخت
 
الحكاية مبتورة و غير مكتملة ، الموضوع بدأ برغبة مصر في بناء السد العالي و رفض الغرب باصرار و تطاول ، تم تأميم القناة لتمويل بناء السد ثم بدأت الحرب ، حاربوا مصر كي لا تبني السد العالي ، حاربوا مصر كي لا تستفيد من النيل ، ناصر كان رجلا مخلصا ، الله يرحمه.
حين انتهي ذلك العدوان ، بدأت حكاية اخري و هي بناء سدود خارج مصر تعوق الامدادات المائية الواردة من النيل ، فصول الحكاية الجديدة تقترب من نهايتها ، لكن للاسف ليس هناك ناصر.
 
الحكاية مبتورة و غير مكتملة ، الموضوع بدأ برغبة مصر في بناء السد العالي و رفض الغرب باصرار و تطاول ، تم تأميم القناة لتمويل بناء السد ثم بدأت الحرب ، حاربوا مصر كي لا تبني السد العالي ، حاربوا مصر كي لا تستفيد من النيل ، ناصر كان رجلا مخلصا ، الله يرحمه.
حين انتهي ذلك العدوان ، بدأت حكاية اخري و هي بناء سدود خارج مصر تعوق الامدادات المائية الواردة من النيل ، فصول الحكاية الجديدة تقترب من نهايتها ، لكن للاسف ليس هناك ناصر.
للاسف لو اهتم ناصر بتنمية بلده بدلا من بحثه عن مجد شخصي وادخال البلد في صراعات عبثية لاطائل منهالما وصلنا لما وصلنا له ولاصبحت مصر القوة العظمي الاقليمية الوحيدة في المنطقة ولما استطاعت اثيوبيا اوغيرها تهديدنا
 
للاسف لو اهتم ناصر بتنمية بلده بدلا من بحثه عن مجد شخصي وادخال البلد في صراعات عبثية لاطائل منهالما وصلنا لما وصلنا له ولاصبحت مصر القوة العظمي الاقليمية الوحيدة في المنطقة ولما استطاعت اثيوبيا اوغيرها تهديدنا
ما هو ناصر اهتم بتنمية بلده و بناء السد العالي الذي سيحول الزراعة في مصر لمستويات غير مسبوقة ، لكن ذلك لم يعجب امريكا و الغرب عموما فقاموا بعملية غزو لارض مصرية ، المقصد ان اي تطوير حقيقي للاوضاع في مصر سيقابل باكبر كمية من الضغوط الاقتصادية و السياسية حتي الخيارات العسكرية مثل محمد علي و الخديوي اسماعيل و عبدالناصر.
 
ازنهاور انقذ مصر في 56 بعد هزيمة الجيش المصري عندما امر بخروج دول العدوان ،وعندها حولها ناصر لنصر اعلامي، بعد ان كان يتجول ناصر قبلها بعد الضربة بجانب الدبابات والأرتال المصرية وقال لقد تدمر الجيش
والان يبدو ان امريكا بطريقها لإنقاذ او لحل أزمة النيل مع إثيوبيا ..
 
ازنهاور انقذ مصر في 56 بعد هزيمة الجيش المصري عندما امر بخروج دول العدوان ،وعندها حولها ناصر لنصر اعلامي، بعد ان كان يتجول ناصر قبلها بعد الضربة بجانب الدبابات والأرتال المصرية وقال لقد تدمر الجيش
والان يبدو ان امريكا بطريقها لإنقاذ او لحل أزمة النيل مع إثيوبيا ..
طبعا طبعا بريطانيا العظمي كانت هتحتل القاهرة لولاه
 
ازنهاور انقذ مصر في 56 بعد هزيمة الجيش المصري عندما امر بخروج دول العدوان ،وعندها حولها ناصر لنصر اعلامي، بعد ان كان يتجول ناصر قبلها بعد الضربة بجانب الدبابات والأرتال المصرية وقال لقد تدمر الجيش
والان يبدو ان امريكا بطريقها لإنقاذ او لحل أزمة النيل مع إثيوبيا ..
الجيش المصرى لم ينتصر ولكن هذه القصه الخيالية بخصوص ناصر لم نسمع عنها من اين جئت بها وهناك اكذوبة ان تأميم القناة لتمويل السد مع ان الامر تم بتبادل المنتجات الزراعيه والقطن المصرى مع الاتحاد السوفيتى ولكن الهدف من التأميم هو الرد على منع صندوق النقد التمويل
عسكريا الجيش المصرى خسر فى 1956 واهداف الحرب من اسقاط النظام لم تتحقق
 
ما انتصرت مصر بحرب56 ولا بحرب 67
العضو ينشر مواضيع غريبة تثبت عكس اي شي بالتاريخ
 
ما انتصرت مصر بحرب56 ولا بحرب 67
العضو ينشر مواضيع غريبة تثبت عكس اي شي بالتاريخ
حرب 67 انهزمنا لذلك تسمي نكسة ....لكن 56 لماذا خسرت مصر .....هل حقق العدوان ايا من اهدافه؟ ....ام كان هذا العدوان المسمار الاخير في نعش بريطانيا العظمي ووضعت في حجمها الحقيقي امام الكاوبوي والدب الروسي .....وحتي قبل تدخلهم ماذا حققوا في الحرب ؟!!!
 
السؤال الموجه للفلاسفة الي بيقولو مصر منتصرتش في ٥٦
مامعني الانتصار من وجهة نظرك!!


عموما رأيي الشخصي ان مصر انتصرت سياسيا وكسبت حلفاء
عسكريا اذقناهم مرارة الكأس.
 
 
عودة
أعلى