أسباب أن تجربة حرب أكتوبر تجربة أسطورية

إنضم
30 أبريل 2019
المشاركات
182
التفاعل
298 0 0
الدولة
Egypt
أولها - أنة كان هناك وطن وأمة وقعا معاً تحت ضغوط هائلة وصلت إلى تفجير النواة الداخلية الصلبة لمعدن الوطن والأمة, وبالتالى فإن طاقة يصعب تصورها أفلتت واندفعت شحناتها - كما يحدث فى اى تفجير نووى - تهاجم ذرات أخرى وتكسرها وتطلق شحناتها, ثم تصل قوة الفعل المضاعف, وردود الفعل المتصلة - إلى خلق قوة جبارة لم يكن أحد يتخيل وجودها فى نواة ذرة.

وثانيهما - أن التجارب المريرة السابقة - وعلى قمتها تجربة سنة 1967 - علمت كثيرين وبالذات فى القوات المسلحة المصرية أن العلم, والتخطيط على أساسه, هما وسيلة العصر لتحقيق أى هدف, وهكذا فإن عملية إعادة البناء التى بدأت مباشرة غداة نكسة 1967 - استطاعت أن تخلق حقائق جديدة فى مقدرة الفكر والتحضير والفعل, وبالتالى امتلكت القوات المسلحة كفاءة تمكنت بها من إحداث نقلة نوعية فى أساليب أدائها بالسلاح أمام عدوها.

وثالثها - أن الكم الإنسانى (جيش المليون) - استطاع ان يوفر لنفسة حجما من الكيف ( كان فى جيش المليون قرابة مائة ألف من حملة الشهادات المتوسطة والعليا ) له وزن أضيف إلى إرادة ومقدرة الفعل, وكانت نتيجى تلاحم العنصرية معا : عنصر الكم, وعنصر الكيف تحقيق ما يمكن وصفة بأنة معجزة!.
ولقد أثارت هذة المعجزة على سبيل المثال اهتمام وفضول كثيرين, بينهم لجنة القوات المسلحة فى الكونجرس الأمريكى, وقد قصدت إلى مصر والعمليات لم تتوقف بعد رغد نصائح لها من واشنطن بالانتظار - وكانت لهفة أعضائها أنهم يريدون التقصى عن أسباب ما لم يتوقعه أحد !

وحين جاءوا ورأوة وعادو ليكتبو تقريرهم (* النجمة تعنى ان هناك توضيح فى ثانى تعليق) كانت أراؤهم :

أ - أن اقتحام خط (بارليف), سنة 1973 عمل عسكرى لا يقتل فى أهميتة عن سقوط خط ماجينو الفرنسى سنة 1940.
ب - أن هناك نقلة بشرية كبيرة فى نوعية المقاتلين العرب تختلف بها هذة الحرب عن أى حرب أخرى خاضوها من قبل.
ج - أن التخطيط المصرى للمعارك كان على كفاءة عالية, وقد تمكن من تجاوز أسباب التفوق الإسرائيلى التقليدية, وكانت لإسرائيل 3 عناصر فى التفوق :
# تفوق فى الطيران : وقد ألغتة مصر باستعمال الصواريخ الصغيرة المضادة للطائرات من طراز سام ( للإرتفاعات العالية ) - ومن طراز ستريللا ( للإرتفاعات المنخفضة ).
# تفوق فى المدرعات : وقد ألغتة مصر بالتوسع فى الصواريخ أيضاًُ من طراز مولوتكا.
# تفوق فى نظام التعبئة العامة : وقد ألغتة مصر بعنصر المفاجأة من ناحية, وبالتخطيط للحرب على جبهتين فى وقت واحد : الجبهة المصرية والجبهة السورية - من ناحية أخرى.

د - أن مصر لم تكن تملك بصفة عامة أسلحة جديدة متقدمة ثم استعمالها مفاجأة, لكنها فى هذة النقطة استطاعت أن تجد وسيلة مبتكرة, وتلك أنها استعاضت عن تقدم السلاح بسياسة التوسع فى نشرة. وقد ذكر تقرير اللجنة أن الجبهة المصرية شهدت انتشارا للأسلحة وصفتة اللجنة بأنة Astounding ( أى مذهل ) - أى أن الكميات التى استعملت منة كانت غير مسبوقة, فأمام هجمات الطائرات كانت هناك ألاف مؤلفة من صواريخ ستريللا, وأمام زحف المدرعات كانت هناك ألاف مؤلفة من صواريخ مولوتكا.
وقد لاحظت لجنة الكونجرس أن التوسع المذهل فى نشر الصواريخ على الجبهة المصرية لم يكن مكلفاً فوق الطاقة, وضربت اللجنة لذلك مثلاً خلاصتة أن الصاروخ السوفيتى المضاد للدبابات كان ثمنة 1000 دولار, فى حين أن الصاروخ الأمركى الذى يؤدى نفس مهمتة كان ثمنة 100000 دولار.


ه - ومع ذلك فقد كان لدى القوات المصرية نوع من الكيف لا شك فيه, ومن نماذجة ما أشارت إلية لجنة الكونجرس من أن الصاروخ من طراز (سام 6) لم يقدم لفيتنام, ولكنة قدم لمصر. وأن الدبابات من طراز (ت 62) لم تكن قد دخلت الى الخدمة فى قوات حلف وارسو - ومع ذلك كانت عاملة مع السلاح المصرى سنة 1973.

ورابعهاً - أن إسرائيل - لأول مرة فى حياتها - فوجئت بعمل عربى أخذ فى يدة زمام المبادأة, وكان أكبر عون لة هو الغرور الإسرائيلى الذى تزايد بعد سنة 1967, ووصل إلى درجة قاتلة حين أصبح التفكير والتخطيط الإسرائيليان قائمين على أسس جامدة رغم الشواهد - فقد ظلو إلى أخر لحظة متجمدين عند قناعه (أن العرب لا يملكون خياراً عسكرياً قط).

وخامسها - أن القوات المصرية كانت لأول مرة فى عملية تستهدف تحرير أرضها, وقد طالت معرفتها وألفتها مع الخطة خدمة وتدريباً ومناورة على عملية التحرير التى أخذت هذا الإسم الرمزى أثناء المناورات فعلاً, فأصبح هناك مشروع (تحرير 1) و (تحرير 2) و (تحرير 3) وهكذا...

وحين جاءت اللحظة لعملية التحرير الفعلية فإن القوات لم تتقدم فقط لتحرير الأرض - وإنما تقدمت إلى عملية عاشتها وتألفت معها طوال تجارب طيولة, وهكذا فإنة حين جاءت تجربة الحقيقة, فإن الشباب والرجال قاموا بها وكأنهم بالفعل يقومون بعملية تدريب أخرى ( على حد تعبير الفريق أحمد إسماعيل ).

وسادسها - أن التفجير الذرى الذى جرىى فى أعماق الشعب المصرى وأطلق شحناتة الهائلة, كان لة مثيله فيما حدث لشعوب عربية أخرى. وقد كان ذلك ما جعل الملك ( فيصل ) رحمة الله على سبيل المثال يلوح مبكراً بإمكانية استخدام البترول, بل وقد كان هناك شئ قريب الشبة بذلك فى موقف الاتحاد السوفيتى نفسة فى تلك الفترة, ذلك أن كثرة الالحاح علية دفعتة على نحو ما إلى أن يستجيب ولو بالكم, مما أحدث فارقاً هائلاً فى تركيز وكثافة النيران.

وعلى سبيل المثال فإن قرار مصر بالحرب سنة 1973 - كان يقضى باستعمال كل الوسائل المتاحة لدى الجيش المصرى فى عمل عسكرى لعبور القناة, وكان هذا هو نفس التعبير الى استعمل فى ربيع سنة 1971 حينما كان الفريق (محمد فوزى) وزيراً للحربية وقائداص عاماً للقوات المسلحة - لكن الفارق بين حجم السلام فى ربيع سنة 1971 وحجة فى خرف سنة 1973 كان بنسبة الضعف تقريباً فى حجم النيران.

معنى ذلك أنة كانت هناك عوامل موضوعية يمكن لها أن تفسر المعجزة, لكن الإحساس بالمعجزة نفسها - بعيداً عن أسبابها - كان هو العنصر الطاغى على المشاعر تلك الليلة الحاسمة ليلة 6 - 7 أكتوبر 1973.

وسابعها - أن الرأى العام العالمى ضاق ذرعاً بالعناد الإسرائيلى المصمم على عدم الإنسحاب من الأراضى المحتلة اعتماداً على أن العرب لن يحاربوا, وذلك خلق جوا مواتياً لتقبل العمل العربى حينما حان أوانة 1
 
(*) تقرير اللجنة الفعرية للدفاع (القوات المسلحة) فى الكونجرس, وقد كانت اللجنة فى مصر وإسرائيل الأسبوع الأول من شهر نوفمبر, وقد حرر التقرير رسمياً بتاريخ 3 ديسمبر 1973م
 
حرب اكتوبر من المعارك الفاصلة فى التاريخ
فعلاً ومنها موضوع تغيير أحجام القطع البحرية ذات الحجم الكبير بسبب ثبوت فشلها فى حروب كتيرة واخرها المدمرة ايلات الى غرقت بصاروخ واحد
 
عودة
أعلى