2 سبتمبر 1909.. نهاية الحرب الأهلية المغربية

الشبح

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
7,007
التفاعل
26,226 136 0
الدولة
Morocco
198995


في مثل هذا اليوم 2 سبتمبر من العام 1909، أسدل الستار على الحرب الأهلية المغربية التي دارت رحاها طوال العشرية الأولى من القرن العشرين و تركت بصماتها على المغرب، فأثرت بشكل كبير على الاقتصاد الذي كان أصلا متأثرا من تبعات التعويضات التي كان يدفعها المغرب للفرنسيين إثر هزيمته في الحرب المغربية الفرنسية الأولى 1844، ثم للإسبان إثر هزيمته كذلك في الحرب المغربية الإسبانية الأولى في 1859.

هذا اليوم يبقى مشهود
قبل 110 أعوام وبالتحديد في 2 سبتمبر/أيلول عام 1909 تم إعدام بو حمارة، السلطان المزور في المغرب، برميه للأسود أو بالرصاص لينتهي تمرده أو ما وصفته صحف فرنسية حينئذ بالحرب الأهلية في المغرب.

بين عامي 1902 و1909 قاد بو حمارة تمردا في شرق البلاد مستغلاً الأوضاع السياسية المضطربة حينئذ وضعف السلطة المركزية، وأقنع الكثيرين بأنه الابن الأكبر للسلطان مولاي الحسن الأول.

إنها قصة الجيلالي الزرهوني الذي جعل حياة السلطان مولاي عبد العزيز صعبة.

ولد الجيلالي في عام 1860 في قرية ولد يوسف شمالي زرهون باسم الجيلالي بن ادريس الزرهوني اليوسفي وكنيته بو حمارة وأعلن نفسه سلطانا على شمال المغرب لسبع سنوات حيث اعتقد الكثيرون أنه مولاي محمد شقيق السلطان مولاي عبد العزيز.

كان قد عين موظفا في بلاط مولاي الحسن الأول بعد تخرجه من جامعة القرويين العريقة وحصوله على منحة في فرنسا عاد منها ضابطا مهندسا في الجيش، و معرفته بالطوبوغرافيا و الخرائط مكنت جيشه من أفضلية كبيرة في مواجهة الجيش المغربي.

ويقول المؤرخ عمر منير في كتابه "بو حمارة : الرجل مع الحمار" الصادر عام 2002 إنه بوفاة مولاي الحسن الأول عام 1894 تدخل الوزير الشهير أحمد بن موسى واختار مولاي عبد العزيز ليجلس على العرش بدلا من أخيه الأكبر مولاي محمد.

وفي ذلك الوقت أيضا سجن الوزير أحمد بن موسى الجيلالي للتزوير، وذلك بحسب ما ورد في كتاب "تاريخ المغرب منذ عام 1830" لسي آر بينيل.

عقب مغادرته السجن أدرك الجيلالي، وكان يكنى بو حمارة لتحركه الدائم على ظهر حمارة تحمل كتبه، أن بوسعه التظاهر بأنه مولاي محمد مستغلا درايته الواسعة بشؤون البلاط بفضل الوقت الذي قضاه موظفا فيه.

كان أول ما فعله الانتقال إلى الجزائر وفي عام 1902 عاد إلى فاس التي كانت تغلي بعد اغتيال المبشر البريطاني ديفيد كوبر ولجوء القاتل لضريح مولاي إدريس الثاني حيث تم إقناع القاتل بالخروج من مخبئه حيث قتل.

رصد الجيلالي ذلك الغليان قبل انتقاله للجبال ليطلق ثورته ويحصل على دعم العديد من القبائل في شرق البلاد، والتي نجح في إقناعها بأنه شقيق السلطان مولاي عبد العزيز ليعلن نفسه سلطانا.
بوحمارة أثناء اعتقاله و إظهاره للعامة

حتى ذلك الوقت لم يكن السلطان عبد العزيز يأخذ بو حمارة بجدية فبعث إليه بجيش بقيادة شقيقه الأصغر الذي هزم ليواصل بو حمارة غزو شرق المغرب ليصل إلى بوابات تازة التي احتلها جيشه وكان قوامه 15 ألف جندي.

حينئذ أطلق عبد العزيز سراح شقيقه محمد ليراه الرأي العام ويؤكد كذب بو حمارة ولكن يقين أتباعه لم يتغير، فبعث عبد العزيز جيشا آخر للقضاء على بو حمارة وكانت الهزيمة أيضا من نصيب الحملة الجديدة مما منحه المزيد من الشرعية بحسب سي آر بينيل.

وفي يناير/كانون ثاني عام 1903 تم تعيين وزير حرب جديد لعبد العزيز وهو المهدي المنبي الذي شرع في مهاجمة جيش بو حمارة ليحقق أول انتصار، ثم حقق انتصارا ثانيا في مايو/أيار ليفر بو حمارة إلى أقصى الشمال الشرقي ويستقر في قصبة سلوان ليواصل حكمه لست سنوات أخرى.

وفي 5 يناير/كانون ثاني عام 1908 نجح جيش السلطان الجديد عبد الحفيظ شقيق عبد العزيز، والذي كان أقرب للسلطات الفرنسية من شقيقه فأمدته بما يلزم للتعامل مع المنشق، في هزيمة قوات بو حمارة.
وهكذا نجح مولاي عبد الحفيظ في إنهاء ثورة الجيلالي الذي ادعى أنه مولاي محمد وأسر مع 400 من رجاله الذين أرسلوا لفاس فلم يصل منهم حيا سوى 160 وهناك تعرضوا للتعذيب والإعدام في الميادين العامة.
وفي النهاية أعدم بو حمارة في 2 سبتمبر/أيلول عام 1909 وقد تحدث البعض عن إلقائه لأسود البلاط في حين تحدث البعض الآخر عن إعدامه ببساطة رميا بالرصاص.

تسببت الحرب الأهلية المغربية في إضعاف الجيش المغربي بشكل كبير و الدولة بشكل عام، وقبل انتهاء الحرب و بالضبط في بداية العام 1907 كانت فرنسا قد احتلت المنطقة الشرقية ثم منطقة الدار البيضاء في أغسطس من نفس العام، و تطلب الأمر 3 سنوات فقط لسقوط المغرب في يد الاحتلال الفرنسي الاسباني في 1912 بعد توقيع السلطان عبد الحفيظ على اتفاقية فاس التي بموجبها استسلم الجيش و الدولة المغربيين للمحتلين رسميا.

http://www.bbc.com/arabic/middleeast-49535760 الموضوع الأصلي مع إضافة عدد من التصحيحات و التوضيحات
 
لو تم الإصلاح و عصرنة الدولة في الوقت، لما حذث كل هذا
داءما رجال الدين يعطلون عجلة التغيير
 
جزء من الخطء كان من نصيب الزوايا التي حرضت الناس على الكوادر المغربية التي ابثعتث للدراسة في أوروبا واتهامهم بالتعامل مع النصارى ولأنهم خونة...
كما أن الزوايا تسببت في إغلاق الموانئ في وجه السفن والمعاملات الخارجية عن طريق الفتاوي مما أضعف البحرية الشريفة واوقف تطورها وجعلها هشة أمام الاساطيل الاسبانية و البرتغالية ...
 
عودة
أعلى