السلام عليكم
قبل الثورة السورية بعدة اشهر كانت العلاقه بين النظام السوري و النظام التركي علي افضل ما يكون من تبادل تجاري و علاقات سياسية ودية في اطار سياسية صفر مشاكل .
ولكن عندما قامت الثورة السورية في عام 2011 انخطرت تركيا بقوة في دعم المعارضه السورية و المتطرفة منها خصوصا حتي ان جميع مقاتلي داعش الاجانب مرو عبر تركيا بلا استنثاء و كانت هناك محطات تسقبلهم في جنوب تركيا و خطوط مفتوحه للتجارة و توريد الاسلحه و المتفجرات لداعش و تأمين الدعم الطبي و العلاج لمقاتليهم حيث كانت استراتيجه الاتراك في ذلك الوقت هي الاتي :
اولا : وجود تنظيم مثل داعش في شمال سوريا سيخلي المنطقة من الجيش السوري و يسمح بتواجد تركي و احتلال دائم لها و هذا المنطق هو نفس المنطق الذي سمح من خلاله اوباما لداعش بالنمو و رفض محاربته في بدايته حتي يكون ذريعه للتدخل الامريكي في شرق سوريا و اصبحت للولايات المتحده بالفعل لاول مره قواعد في سوريا من الاراضي " المحرره " من داعش في معارك سهله مقارنه بالحرب في الموصل مثلا
ثانيا حرمان الاكراد من مناطق نفوذ و تكوين شريط من شرق سوريا حتي عفرين وغربها و ظهر هذا الامر جليا في معركة كوباني حيث دعم الاتراك داعش ضد الكرد صراحه بل و سمحهو لهم بالالتفاف علي خطوط الكرد و الهجوم من ناحية الحدود التركية و عندما فشل داعش في تحقيق هدفه الاساسي وهو منع اتصال الاكراد في شريط حدودي تدخلت تركيا رسميا عبر جيشها و مليلشياتها في عفرين وشمال سوريا .
ثالثا : كانت النظام التركي انتهازي بامتياز في يخص الاقتصاد السوري فقد تم نهب البترول السوري بانتظام عبر شاحنات داعش ( التي قصفها الروس فيما بعد ) و كانت مورد هام للعمله الصعبه مع رخص السعر الذي يتم شراءه من داعش , و قد ظهر في احد التحقيقات الصحفيه علي المصري اليوم منذ سنوات ان نفط داعش ينقل عبر تركيا الي اسرائيل ! راسا فهي الدولة الوحيده في المنطقة التي لديها حصانه من المسائله الدولية تدفعها لمثل هذه المخاطرة , بالاضافه الي نهب مصانع حلب خصوصا النسيج و نقلها لتركيا
رابعا سعي الاتراك الي اسقاط الاسد ليس حبا في الثورة السورية ولا الشعب السوري و لكن لتفيت سوريا ليسمح لهم بضم شمال سوريا حتي حلب الي دولتهم و الامر ليس مستغربا جدا فحاليا في الشمال السوري هناك حمله كبري من التتريك تتم علي المستوي الشعبي و المناهج التعليمية و الاقتصاد
هذه السياسة ادت الي صراع مع الدب الروسي الذي لدية مصالح معروفه مع النظام السوري و كانت قمة هذا الصراع في اسقاط القاذفه الروسية التي رد عليه القيصر بوتين بشده عبر عقوبات اقتصادية اجبرت اردوغان علي الاذعان , و من المعروف انه سوريا كانت تحضر لتكون ميدان التدريب العالمي لقوي الارهاب الموجهه حسب الطلب الي روسيا عبر القوقاز ( شيشان و داغستان و اوزبك ) و الي الصين ( الايجور ) و قامت لمخابرات الروسية باغتيال اكثر من 12 عضو فعال في داعش من الشيشان و القوقاز في تركيا ! ( وثائقي للبي بي سي )
عندما شعر اردوغان ان الامريكان ليسو جادين في اسقاط النظام السوري و انما هدفهم فقط هو اطاله امد الحرب ( فتره اوباما ) قفز من المركب مبكرا و ارتمي في الحضن الروسي فحدث اتفاقات استانا و التفاهمات المعروفه علي اماكن محدده و نقاط مراقبه للاتراك في شمال سوريا و قد اغضب هذا التصرف الشريك الامريكي الذي راي فيه تهديد لمصالحه و تصرف منفرد من حليف فبدا الامريكان و معهم الالمان بدعم الاكراد بقوة ( فتره ترمب ) و ذلك ليكونو هم الجند الاساسيين في مقاتله داعش حيث ان ترمب اراد فعليا انهاء التنظيم الارهابي عكس فتره اوباما الذي كان يري ان داعش يحقق له فرصه للتواجد في المنطقة ,
ارتمي اردوغان في الحضن الروسي ولكن بدون ان يحمي ظهره امريكيا , و مع تصاعد الخلافات بين ترمب و اردوغان علي خلفيه ازدايد الدعم للاكراد اصبح واضحا للجميع ان الولايات المتحده لن تتدخل في حاله فتك الدب الروسي بتركيا , وخصوصا بعد صفقه الاس 400 الاخيرة التي اختار فيها اردوغان الجانب الروسي و رفض عرض الباتريوت .
لنصل الي الوضع الحالي للدور التركي , حيث انه و بجره قلم من بوتين تم ضرب و قتل و حصار النقطة التركية و اجتياح المناطق التي كان قد تم الاتفاق عليها انها تخضع للنفوذ التركي و سيستمر الجيش السوري بمساعد الروس في قضم قطعة تلو الاخري من مناطق النفوذ التركي حتي انهاء منطقه ادلب بالكامل
و بعدما كان الاتراك يسيطرون عبر ميليشياتهم علي اكثر من نصف سوريا و كانو في حلف قوي مع الولايات المتحده اصبحو الان اكبر الخاسرين من الازمة السورية , فداعش ذراعهم السري قد انتهي و الاكراد حاليا في اقوي حالاتهم تسليحيا و دعما دوليا , و المناطق التي تسيطر عليها تركيا تنحسر تدريجا و حتي شعبيه تركيا بين الاوساط الثورية السورية اصبحت في الحضيض , هناك فرق كبير بين ان تكون صديقا للكل او محايدا في ازمه سياسية او ان تتحالف كل يوم مع حليف جديد فتفقد احترام حلفاءك و ثقتكم بك
ان محاولة اي طرف في السياسية الرقص علي كل الحبال لابد ان ينتهي بك الحال مكسور الرقبة .
موضوع للمناقشة .
قبل الثورة السورية بعدة اشهر كانت العلاقه بين النظام السوري و النظام التركي علي افضل ما يكون من تبادل تجاري و علاقات سياسية ودية في اطار سياسية صفر مشاكل .
ولكن عندما قامت الثورة السورية في عام 2011 انخطرت تركيا بقوة في دعم المعارضه السورية و المتطرفة منها خصوصا حتي ان جميع مقاتلي داعش الاجانب مرو عبر تركيا بلا استنثاء و كانت هناك محطات تسقبلهم في جنوب تركيا و خطوط مفتوحه للتجارة و توريد الاسلحه و المتفجرات لداعش و تأمين الدعم الطبي و العلاج لمقاتليهم حيث كانت استراتيجه الاتراك في ذلك الوقت هي الاتي :
اولا : وجود تنظيم مثل داعش في شمال سوريا سيخلي المنطقة من الجيش السوري و يسمح بتواجد تركي و احتلال دائم لها و هذا المنطق هو نفس المنطق الذي سمح من خلاله اوباما لداعش بالنمو و رفض محاربته في بدايته حتي يكون ذريعه للتدخل الامريكي في شرق سوريا و اصبحت للولايات المتحده بالفعل لاول مره قواعد في سوريا من الاراضي " المحرره " من داعش في معارك سهله مقارنه بالحرب في الموصل مثلا
ثانيا حرمان الاكراد من مناطق نفوذ و تكوين شريط من شرق سوريا حتي عفرين وغربها و ظهر هذا الامر جليا في معركة كوباني حيث دعم الاتراك داعش ضد الكرد صراحه بل و سمحهو لهم بالالتفاف علي خطوط الكرد و الهجوم من ناحية الحدود التركية و عندما فشل داعش في تحقيق هدفه الاساسي وهو منع اتصال الاكراد في شريط حدودي تدخلت تركيا رسميا عبر جيشها و مليلشياتها في عفرين وشمال سوريا .
ثالثا : كانت النظام التركي انتهازي بامتياز في يخص الاقتصاد السوري فقد تم نهب البترول السوري بانتظام عبر شاحنات داعش ( التي قصفها الروس فيما بعد ) و كانت مورد هام للعمله الصعبه مع رخص السعر الذي يتم شراءه من داعش , و قد ظهر في احد التحقيقات الصحفيه علي المصري اليوم منذ سنوات ان نفط داعش ينقل عبر تركيا الي اسرائيل ! راسا فهي الدولة الوحيده في المنطقة التي لديها حصانه من المسائله الدولية تدفعها لمثل هذه المخاطرة , بالاضافه الي نهب مصانع حلب خصوصا النسيج و نقلها لتركيا
رابعا سعي الاتراك الي اسقاط الاسد ليس حبا في الثورة السورية ولا الشعب السوري و لكن لتفيت سوريا ليسمح لهم بضم شمال سوريا حتي حلب الي دولتهم و الامر ليس مستغربا جدا فحاليا في الشمال السوري هناك حمله كبري من التتريك تتم علي المستوي الشعبي و المناهج التعليمية و الاقتصاد
هذه السياسة ادت الي صراع مع الدب الروسي الذي لدية مصالح معروفه مع النظام السوري و كانت قمة هذا الصراع في اسقاط القاذفه الروسية التي رد عليه القيصر بوتين بشده عبر عقوبات اقتصادية اجبرت اردوغان علي الاذعان , و من المعروف انه سوريا كانت تحضر لتكون ميدان التدريب العالمي لقوي الارهاب الموجهه حسب الطلب الي روسيا عبر القوقاز ( شيشان و داغستان و اوزبك ) و الي الصين ( الايجور ) و قامت لمخابرات الروسية باغتيال اكثر من 12 عضو فعال في داعش من الشيشان و القوقاز في تركيا ! ( وثائقي للبي بي سي )
عندما شعر اردوغان ان الامريكان ليسو جادين في اسقاط النظام السوري و انما هدفهم فقط هو اطاله امد الحرب ( فتره اوباما ) قفز من المركب مبكرا و ارتمي في الحضن الروسي فحدث اتفاقات استانا و التفاهمات المعروفه علي اماكن محدده و نقاط مراقبه للاتراك في شمال سوريا و قد اغضب هذا التصرف الشريك الامريكي الذي راي فيه تهديد لمصالحه و تصرف منفرد من حليف فبدا الامريكان و معهم الالمان بدعم الاكراد بقوة ( فتره ترمب ) و ذلك ليكونو هم الجند الاساسيين في مقاتله داعش حيث ان ترمب اراد فعليا انهاء التنظيم الارهابي عكس فتره اوباما الذي كان يري ان داعش يحقق له فرصه للتواجد في المنطقة ,
ارتمي اردوغان في الحضن الروسي ولكن بدون ان يحمي ظهره امريكيا , و مع تصاعد الخلافات بين ترمب و اردوغان علي خلفيه ازدايد الدعم للاكراد اصبح واضحا للجميع ان الولايات المتحده لن تتدخل في حاله فتك الدب الروسي بتركيا , وخصوصا بعد صفقه الاس 400 الاخيرة التي اختار فيها اردوغان الجانب الروسي و رفض عرض الباتريوت .
لنصل الي الوضع الحالي للدور التركي , حيث انه و بجره قلم من بوتين تم ضرب و قتل و حصار النقطة التركية و اجتياح المناطق التي كان قد تم الاتفاق عليها انها تخضع للنفوذ التركي و سيستمر الجيش السوري بمساعد الروس في قضم قطعة تلو الاخري من مناطق النفوذ التركي حتي انهاء منطقه ادلب بالكامل
و بعدما كان الاتراك يسيطرون عبر ميليشياتهم علي اكثر من نصف سوريا و كانو في حلف قوي مع الولايات المتحده اصبحو الان اكبر الخاسرين من الازمة السورية , فداعش ذراعهم السري قد انتهي و الاكراد حاليا في اقوي حالاتهم تسليحيا و دعما دوليا , و المناطق التي تسيطر عليها تركيا تنحسر تدريجا و حتي شعبيه تركيا بين الاوساط الثورية السورية اصبحت في الحضيض , هناك فرق كبير بين ان تكون صديقا للكل او محايدا في ازمه سياسية او ان تتحالف كل يوم مع حليف جديد فتفقد احترام حلفاءك و ثقتكم بك
ان محاولة اي طرف في السياسية الرقص علي كل الحبال لابد ان ينتهي بك الحال مكسور الرقبة .
موضوع للمناقشة .