شهد العالم منذ اكتشاف الطاقة النووية العديد من الحوادث و حتى الكوارث و التي أدت إلى سقوط آلاف الضحايا و تلوث آلاف الكيلومترات من الأماكن المأهولة, الغابات, المياه الجوفية, الأنهر, البحار و حتى الهواء. فبعد قصف الولايات المتحدة لمدينتي هيروشيما و ناغازاكي اليابانيتين عام 1945 بقنبلتين ذريتين ( Little Boy and Fat Man ) و اللتان أدتا إلى مقتل و تشوه عشرات الآلاف من سكان اليابان, وقع حادث داخل مفاعل نووي للأبحاث العلمية في مدينة ( Vinca ) الصربية (يوغوسلافيا سابقا) أدى إلى مقتل أحد الخبراء بسبب تعرضه لجرعة عالية من الإشعاعات بعد تسربها و جرح خمسة آخرين تم بعدها إغلاق المفاعل.
أما في العام 1979 وقع إنفجار في مفاعل ( Three Mile Island ) في ولاية بنسلفانيا الأميركية ناتج عن إنصهار الوقود النووي داخل المفاعل رقم 2 سببه خلل في تبريد الوقود و لم يعلن وقتها عن سقوط ضحايا.
لكن أم الكوارث النووية هي الحادثة التي و قعت في العام 1986 في مدينة تشرنوبل في الإتحاد السوفييتي السابق (أوكرانيا حاليا) و التي تعتبر الأسوأ من نوعها في تاريخ البشرية بسبب الكميات الهائلة من المواد المشعة التي تسربت من المفاعل رقم 4 إبان الحادث و التي نتجت بسبب عدة عوامل منها سوء الإدارة.
و في العام 2011 و بسبب موجة تسونامي ناتجة عن زلزال مقابل الشواطئ اليابانية غطت المياه الناتجة عن إرتفاع الموجة مضخات المياه و مفاتيح التحكم الكهربائية المسؤولة عن تبريد الأحواض التي يخزن بداخلها الوقود النووي المستنفذ من مفاعلات فوكوشيما مما أدى إلى تعطيلها و انصهار الوقود بسبب الإرتفاع الجنوني للحرارة و تلوث أماكن شاسعة بالإضافة إلى مياه البحر.
أما الفرق بين إنفجاري هيروشيما و ناغازاكي و التجارب العسكرية النووية التي قامت بها العديد من الدول كالولايات المتحدة, الإتحاد السوفييتي السابق, بريطانيا, فرنسا, الصين, الهند, باكستان و آخرهم كوريا الشمالية تختلف كثيرا عن الحوادث و حتى الكوارث المذكورة أعلاه. فالتجارب العسكرية ينتج عنها إنشطار أو إنصهار ( Fission or Fusion ) اليورانيوم المخصب و البلوتونيوم داخل الرؤوس الحربية, بينما الحواث و الكوارث ككارثتي تشرنوبل و فوكوشيما مثلا فهما نتجتا عن إنفجارات بسبب إرتفاع حرارة الوقود النووي ( Thermal Explosion ) وهذا يؤدي عادة إلى انبعاث و تسرب الإشعاعات النووية بشكل سحابة تكون وجهتها موازية لإتجاه الرياح و ليس بسبب ما يسمى بالسلسلة النووية ( Nuclear Chain ) المسؤولة عن الإنفجارات الهائلة و الدمار الشامل الذي تحدثه الرؤوس الحربية النووية و التي تقاس قوتها بالميغاطن و الكيلوطن ( MT and KT ). لكن في كلا الحالتين على المواطنين القريبين من موقع الإنفجار أو الذين هم عرضة للتساقط الإشعاعي ( Nuclear Fallout ) الذي تحمله معها السحابة المنبعثة من موقع الإنفجار تناول حبوب تحتوي على مادة اليود ( Potassium Iodide ) المستقرة لحماية الغدد الدرقية كون الإنبعاثات الناتجة عن الإنفجارات النووية تحتوي على مادة اليود الغير مستقرة ( Iodine-131 ) و التي عند دخولها جسم الإنسان تتركز في الغدد الدرقية و تؤدي في بعض الأحيان إلى أمراض سرطانية.
ما حصل في روسيا منذ بضعة أيام يبقى تخمينات و تقديرات بسبب شح المعلومات الصادرة من السلطات الروسية (هذا أمر طبيعي تقوم به الدول الكبرى للحفاظ على سرية تجاربها) و تبقى ماهية الإنفجار مبهمة بعض الشئ فهو لا شك إنفجار نووي و لكن هل هو ناتج عن إنفجار رأس حربي تكتي صغير أم هو ناتج عن خلل ما أدى إلى ارتفاع في درجات الحرارة ثم انفجار. فالمختبرات العسكرية التي وقع فيها الإنفجار تعمل على تطوير صواريخ من الجيل الجديد و التي من المحتمل أن تعمل على الدفع النووي كالغواصات و البوارج و حاملات الطائرات.أي بمعنى آخر يتم استبدال الوقود السائل الذي يدفع بالصواريخ إلى أهدافها بمفاعلات صغيرة كالموجودة على متن السفن العسكرية مما يطيل مدى الصواريخ و حتى بقاءها في الجو لمدة أطول.
نأمل أن يكون الإنفجار في شمال روسيا و الذي نتج عنه لغاية الآن خمسة قتلى حسب المسؤولين الروس, ناتج عن إنفجار حراري و ليس إنشطاري و ذلك لأن الكوارث و الإنفجارات النووية نتائجها عابرة للدول و حتى للقارات في بعض الأحيان (كارثة تشرنوبل أدت إلى تلوث العديد من البلدان الأوروبية) وذلك بسبب إنتشار التلوث الإشعاعي بواسطة الرياح و التي تحمل معها المواد المشعة كالـ ( Caesium-137 ) وغيرها و هي المسؤولة عن ارتفاع الخلفية الإشعاعية في الهواء كونها تحتوي على أشعة غاما و جزيئات ألفا و بيتا المضرة بصحة الإنسان .
أما في العام 1979 وقع إنفجار في مفاعل ( Three Mile Island ) في ولاية بنسلفانيا الأميركية ناتج عن إنصهار الوقود النووي داخل المفاعل رقم 2 سببه خلل في تبريد الوقود و لم يعلن وقتها عن سقوط ضحايا.
لكن أم الكوارث النووية هي الحادثة التي و قعت في العام 1986 في مدينة تشرنوبل في الإتحاد السوفييتي السابق (أوكرانيا حاليا) و التي تعتبر الأسوأ من نوعها في تاريخ البشرية بسبب الكميات الهائلة من المواد المشعة التي تسربت من المفاعل رقم 4 إبان الحادث و التي نتجت بسبب عدة عوامل منها سوء الإدارة.
و في العام 2011 و بسبب موجة تسونامي ناتجة عن زلزال مقابل الشواطئ اليابانية غطت المياه الناتجة عن إرتفاع الموجة مضخات المياه و مفاتيح التحكم الكهربائية المسؤولة عن تبريد الأحواض التي يخزن بداخلها الوقود النووي المستنفذ من مفاعلات فوكوشيما مما أدى إلى تعطيلها و انصهار الوقود بسبب الإرتفاع الجنوني للحرارة و تلوث أماكن شاسعة بالإضافة إلى مياه البحر.
أما الفرق بين إنفجاري هيروشيما و ناغازاكي و التجارب العسكرية النووية التي قامت بها العديد من الدول كالولايات المتحدة, الإتحاد السوفييتي السابق, بريطانيا, فرنسا, الصين, الهند, باكستان و آخرهم كوريا الشمالية تختلف كثيرا عن الحوادث و حتى الكوارث المذكورة أعلاه. فالتجارب العسكرية ينتج عنها إنشطار أو إنصهار ( Fission or Fusion ) اليورانيوم المخصب و البلوتونيوم داخل الرؤوس الحربية, بينما الحواث و الكوارث ككارثتي تشرنوبل و فوكوشيما مثلا فهما نتجتا عن إنفجارات بسبب إرتفاع حرارة الوقود النووي ( Thermal Explosion ) وهذا يؤدي عادة إلى انبعاث و تسرب الإشعاعات النووية بشكل سحابة تكون وجهتها موازية لإتجاه الرياح و ليس بسبب ما يسمى بالسلسلة النووية ( Nuclear Chain ) المسؤولة عن الإنفجارات الهائلة و الدمار الشامل الذي تحدثه الرؤوس الحربية النووية و التي تقاس قوتها بالميغاطن و الكيلوطن ( MT and KT ). لكن في كلا الحالتين على المواطنين القريبين من موقع الإنفجار أو الذين هم عرضة للتساقط الإشعاعي ( Nuclear Fallout ) الذي تحمله معها السحابة المنبعثة من موقع الإنفجار تناول حبوب تحتوي على مادة اليود ( Potassium Iodide ) المستقرة لحماية الغدد الدرقية كون الإنبعاثات الناتجة عن الإنفجارات النووية تحتوي على مادة اليود الغير مستقرة ( Iodine-131 ) و التي عند دخولها جسم الإنسان تتركز في الغدد الدرقية و تؤدي في بعض الأحيان إلى أمراض سرطانية.
ما حصل في روسيا منذ بضعة أيام يبقى تخمينات و تقديرات بسبب شح المعلومات الصادرة من السلطات الروسية (هذا أمر طبيعي تقوم به الدول الكبرى للحفاظ على سرية تجاربها) و تبقى ماهية الإنفجار مبهمة بعض الشئ فهو لا شك إنفجار نووي و لكن هل هو ناتج عن إنفجار رأس حربي تكتي صغير أم هو ناتج عن خلل ما أدى إلى ارتفاع في درجات الحرارة ثم انفجار. فالمختبرات العسكرية التي وقع فيها الإنفجار تعمل على تطوير صواريخ من الجيل الجديد و التي من المحتمل أن تعمل على الدفع النووي كالغواصات و البوارج و حاملات الطائرات.أي بمعنى آخر يتم استبدال الوقود السائل الذي يدفع بالصواريخ إلى أهدافها بمفاعلات صغيرة كالموجودة على متن السفن العسكرية مما يطيل مدى الصواريخ و حتى بقاءها في الجو لمدة أطول.
نأمل أن يكون الإنفجار في شمال روسيا و الذي نتج عنه لغاية الآن خمسة قتلى حسب المسؤولين الروس, ناتج عن إنفجار حراري و ليس إنشطاري و ذلك لأن الكوارث و الإنفجارات النووية نتائجها عابرة للدول و حتى للقارات في بعض الأحيان (كارثة تشرنوبل أدت إلى تلوث العديد من البلدان الأوروبية) وذلك بسبب إنتشار التلوث الإشعاعي بواسطة الرياح و التي تحمل معها المواد المشعة كالـ ( Caesium-137 ) وغيرها و هي المسؤولة عن ارتفاع الخلفية الإشعاعية في الهواء كونها تحتوي على أشعة غاما و جزيئات ألفا و بيتا المضرة بصحة الإنسان .
الإنفجار النووي في روسيا ماهيته و تداعياته (بقلم أدولف عيد) - مرصد نيوز
شهد العالم منذ اكتشاف الطاقة النووية العديد من الحوادث و حتى الكوارث و التي أدت إلى سقوط آلاف الضحايا و تلوث آلاف الكيلومترات من الأماكن المأهولة, الغابات, المياه الجوفية, الأنهر, البحار و حتى الهواء. فبعد قصف الولايات المتحدة لمدينتي هيروشيما و ناغازاكي اليابانيتين عام 1945 بقنبلتين ذريتين (...
marsadnews.org