- إنضم
- 1 ديسمبر 2015
- المشاركات
- 3,806
- التفاعل
- الدولة
آلاف القتلى ، أكثر من 100.000 جريح ، دمرت المستشفيات والبنية التحتية الوطنية في حالة كارثية عقب زلزال قوي فى شمال إسرائيل - كان هذا هو السيناريو الذي تم محاكاته في تدريبات متعددة الجنسيات الأولى من نوعها التي نظمتها البحرية الإسرائيلية هذا الأسبوع.
ضمت مناورة "الأمواج العظيمة 2019" ممثلين من 10 بحريات وحلف شمال الأطلسي إلى ميناء حيفا على الساحل الشمالي لإسرائيل ، فيما قال مسؤولون إسرائيليون إنها كانت أكبر مناورة بحرية على الإطلاق. كان هذا أيضًا أول تدريب تقوم به البحرية الإسرائيلية مخصص فقط للاستجابة للزلازل.
قال الرائد عميشاي راشاميم ، رئيس قسم التدريبات البحرية ، لصحيفة التايمز أوف إسرائيل الأسبوع الماضي "كان الهدف هو التدرب على كيفية تقديم أفضل استجابة ممكنة في ظل ظروف معقدة" .
وقال عبر الهاتف يوم الخميس "لقد أنشأنا بنية تحتية تجعلنا نشعر بالراحة من أننا يمكن أن نفعل هذا في العالم الحقيقي ، إذا لزم الأمر". "هناك ثغرات ، ولكن حقيقة قيامنا بهذا النوع من التمارين جيدة. نحن بحاجة لإكتشاف المشاكل والتدريب عليها. "
شاركت الولايات المتحدة وفرنسا واليونان مشاركة كاملة في التمرين ، حيث أرسلوا سفنا وأفراد إلى حيفا للمشاركة في التدريبات إلى جانب نظرائهم الإسرائيليين. و ممثلون من قبرص وشيلي وإيطاليا وألمانيا وكندا والمملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي وشاركوا في الجوانب غير المادية للتدريبات.
كان للتدريبات البحرية هدفان رئيسيان: التدريب على إنشاء "بوابة بحرية" ، تمر عبرها غالبية المساعدات الإنسانية التي تحتاجها إسرائيل في أعقاب الزلزال الهائل ، وبشكل أعم ، معرفة كيفية رفع كفاءة العمل مع مختلف المنظمات الوطنية والدولية التي ستشارك في أعمال الإغاثة في حالات الكوارث.
بالإضافة إلى ذلك ، قامت مختلف القوات البحرية المشاركة في التمرين بمحاكاة عمليات البحث والإنقاذ في البحر.
تم اختبار بعض جوانب مناورة "الأمواج العظيمة" في الماضي ، بما في ذلك إنشاء "بوابة بحرية" في ميناء أشدود كجزء من تمرين قبل عدة سنوات. ولكن لم يحدث من قبل أن تم محاكاة آثار الزلزال المرتبطة بالبحرية على هذا المستوى ، على حد قول مسؤولي البحرية الإسرائيلية.
إن أحد الافتراضات الأساسية لـمناورة "الأمواج العظيمة" هو أنه في حالة حدوث زلزال أو كارثة طبيعية أخرى واسعة النطاق ، فإن غالبية المساعدات الإنسانية ستأتي من البحر ، وليس من الجو ، حيث لا يمكن حتى لأكبر طائرات الشحن أن تحمل فقط جزء من ما يمكن أن السفن.
إن نقل هذه الكمية من المساعدات بأمان وسرعة في جميع أنحاء البلاد ، والتي من المفترض أن تتضرر طرقها وبنيتها التحتية في الزلزال ، سيتطلب بذل جهد هائل من قبل البحرية الإسرائيلية والموانئ وعدد من خدمات الاستجابة للطوارئ الوطنية الأخرى.
من أجل تطوير السيناريوهات التي تمت محاكاتها في تدريبات الأسبوع الماضي ، قال راشاميم إن البحرية الإسرائيلية والهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ الإسرائيلية - المعروفة باسمها العبري راشيل - درست الزلازل التي ضربت هايتي في عام 2010 واليابان في عام 2011.
تقع إسرائيل على طول خط فاصل نشط: الصدع السوري الإفريقي ، و هو صدع في قشرة الأرض يمتد على طول الحدود الفاصلة بين إسرائيل والأردن. كان آخر زلزال كبير ضرب المنطقة في عام 1927 - هزة بلغت قوتها 6.2 درجة أسفرت عن مقتل 500 شخص وجرح 700 - ويقدر علماء الزلازل أن مثل هذه الزلازل تحدث في هذه المنطقة كل 100 عام تقريبًا.
و قال العميد. الجنرال جيل أجينسكي ، قائد قاعدة حيفا "لذلك لدينا حوالي ثماني سنوات أخرى" للصحفيين الأسبوع الماضي حيث جرت التدريبات ، مضيفًا سريعًا: "أنا فقط أمزح".
قامت مناورة "الأمواج العظيمة" بمحاكاة زلزال بلغت قوته 7.5 درجة ضرب وادي بيت شيان في شمال إسرائيل ، مما أسفر عن مقتل 7000 شخص وإصابة آلاف آخرين وإلحاق أضرار بمئات المباني وتشريد أكثر من 150،000 شخص بلا مأوى.
وقال الجيش: تسبب الزلزال [المحاكي] في إلحاق أضرار بالبنية التحتية الوطنية ، بما في ذلك شبكات الكهرباء وإمدادات المياه والاتصالات والطرق والمستشفيات".
و اضاف بعد هذا الحدث ، ستعلن إسرائيل حالة الطوارئ وتطلب المساعدة من الحكومات الأجنبية. و من أجل غايات مناورة "الأمواج العظيمة" ، وافقت الولايات المتحدة وفرنسا واليونان على تقديم هذه المساعدات الإنسانية ، ولكن في حالة حدوث زلزال فعلي ، من المتوقع أن تساعد العديد من الدول الأخرى في البحر المتوسط والمنطقة المحيطة بها كذلك .
وقال راشاميم"لدينا عدد من الأصدقاء الذين سيقفون إلى جانبنا عندما نحتاج إليهم".
في الساعات الأولى بعد وقوع الزلزال ، ستقوم البحرية وغيرها من الهيئات ذات الصلة بتقييم الأضرار التي لحقت بموانئ البلاد - وأكبرها مينائى حيفا وأشدود - وتحديد ايهم سيكون في أنسب حالة لتلقي المساعدات الإنسانية القادمة.
وقال راشاميم "راشيل ستحدد ما هو مطلوب [في المساعدات الإنسانية] ، سواء كانت خيامًا أو ماءًا أو دواءًا أو أي شيء لم نفكر فيه ، مثل مسارات القطارات لأننا لا نملك الكثير منها".
وقال أغينسكي إنه بما أن السفن الحربية عادة ما تكون أسرع بكثير من سفن الشحن التجارية ، فمن المحتمل أن يتم نقل المساعدات الإنسانية الأولية على متن سفن عسكرية.
بالنسبة إلى مناورة "الأمواج العظيمة" ، شغل السفينة الحربيةUSS Donald Cook التابعة للأسطول السادس ،و السفينة FREMM Auvergne الفرنسية و السفينة اليونانية HS Aigaion دور سفن المساعدات القادمة.
من أجل إدارة جهود الإغاثة ، ستنشئ إسرائيل مركز التنسيق البحري الذي يتألف من ممثلين من البحرية و "راشيل" والشرطة وسلطة الموانئ والخدمات الطبية والبحرية الأجنبية.
وفقًا لراشاميم ، الذي ساعد في تخطيط وإدارة التمرين ، فإن تشغيل مركز التنسيق البحري (NCC) هذا كان أحد أهم جوانب مناورة "الأمواج العظيمة".
"لقد تعلمنا التحدث بلغة مشتركة" ، قال. نحن في مكان مختلف عما كنا عليه من قبل. نحن لسنا في مكان غامض. نحن نعرف لمن سنتحدث وكيف ".
وضرب مثالاً على عملية إنقاذ في البحر من التمرين الذي أظهر هذا التعاون بين الدول.
الشخص الذي أنقذ الضحية من الماء كان في قارب إسرائيلي قابل للنفخ. طبيب إسرائيلي على متن سفينة إسرائيلية قدم الإسعافات الأولية. ثم وصل قارب قابل للنفخ يوناني وأخذهم إلى سفينة أمريكية. أخيراً ، نقلتهم مروحية فرنسية إلى مستشفى إسرائيلي.
بالإضافة إلى التنسيق متعدد الجنسيات ، تطلبت عملية الإنقاذ هذه من الجيش الإسرائيلي أن يعمل مع مركز رامبام الطبي في حيفا.
وقال راشاميم "أعتقد أننا أول من فعل هذا".
قال الضابط البحري إنه يعتقد أن تسع أساطيل أجنبية وحلف شمال الأطلسي قرروا المشاركة لأنهم أدركوا أن هذا النوع من التدريبات مفيد ليس فقط للبلاد التي تديرها - إسرائيل ، في هذه الحالة - ولكن لجميع الدول ، حيث لا يوجد توقع لمتى وأين ستضرب كارثة.
هذه مشكلة مشتركة. الله وحده - إذا كنت تؤمن بالله - أو القدر يعلم أين ستحدث كارثة طبيعية.
بينما أقر بأنه لا تزال هناك ثغرات في استعداد إسرائيل لزلزال - في الواقع ، أبرز تقرير مراقب عام 2016 العديد من الحالات الصارخة التي ما زالت سارية - أعرب راشام عن رضاه عن مناورة "الأمواج العظيمة".
"إن الوعي المتزايد هو الإنجاز الحقيقي لهذه العملية. وقال "آمل ألا تكون هناك حاجة إلى ما تعلمناه ، لكن إذا كان الأمر كذلك ، فنحن جاهزون".
المصدر : Times Of Israel
