قائد مسلمي البوسنة علي عزت بيجوفيتش

Alqiser

عضو
إنضم
30 يوليو 2016
المشاركات
3,053
التفاعل
7,091 16 0
الدولة
Kuwait
ولد علي عزت بيجوفيتش عام 1344هـ = 1925م في مدينة بوساناكروبا شمال غربي البوسنة في أسرة عريقة في إسلامها. والمعروف أن الإسلام دخل إلى منطقة البلقان على يد العثمانيين بعد معركة "كوسوفا" الشهيرة سنة 792هـ = 1389م بعدما انتصروا على الصرب. ثم دخل الإسلام البوسنة سنة 868هـ = 1463م، واعتنق البوسنويون الإسلام، وعُرف مسلموها بالبوشناق، وظلوا خاضعين للدولة العثمانية حوالي 415 عاما، وبعد زوال الحكم العثماني تعرض المسلمون فيها لاضطهاد ديني وعرقي متكرر؛ أدى إلى نزوح عدد كبير من السكان إلى تركيا، ولم يُسمح للمسلمين لعقود طويلة بممارسة حقهم في إدارة شئونهم، فضلا عن المذابح والانتهاكات الرهيبة التي تعرضوا لها في فترات متعاقبة لمحو إسلامهم وهويتهم.
نشأة علي عزت بيجوفيتش وتربيته
نشأ علي عزت بيجوفيتش في أسرة عريقة في إسلامها، وتعّلم في مدارس مدينة سراييفو التي أمضى حياته فيها، وفيها أكمل تعليمه الثانوي عام 1943 والتحق بجامعتها، وحصل على الشهادة العليا في القانون عام 1950، ثم نال شهادة الدكتوراه عام 1962، وعلى شهادة عليا في الاقتصاد عام 1964، ويقرأ ويتحدث ويكتب باللغات الأجنبية: الألمانية، والفرنسية، والإنكليزية، مع إلمام جيد بالعربية.

النضال
خاض علي عزت بيغوفيتش قبل توليه رئاسة العديد من الصراعات مع خصومه من . كانت هذه الصراعات تتمحور بين صراعات سياسية رافضة للاحتلال والتي كان ثمنها ، أو صراعات فكرية كان هدفها تجديد الفكر الإسلامي في دولة تخضع لاحتلال .

السجن
كان علي عزت بيغوفيتش قد اعتقله الشيوعيون اليوغوسلاف بعد ، وحُكموا عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وذلك في عام لأنه كان معارضاً لنظام ، وقبل أن يسجن كان قد حصل على شهادة في القانون في جامعة سراييفو كلية القانون، وبقي منخرطاً في السياسة بعد قضاء العقوبة. وفي أبريل من عام حوكم بيغوفيتش واثني عشر من النشطاء البوسنيين أمام محكمة سراييفو بسبب نشرهم مجموعة متنوعة من المبادئ الإسلامية عُدت على أنها جرائم، ووصفت على أنها نشاط معادٍ مستوحى من القومية الإسلامية، كما اتهم بيغوفيتش بمزيد من القضايا ومنها تنظيم زيارة إلى في ، وأدين كل الذين حوكموا، وحُكم على بيغوفيتش بالسجن أربعة عشر عاماً،وفي مايو التالي من سنة الحكم اعترفت المحكمة العليا البوسنية أن الإتهامات لم تكن تحتوي على أعمال إجرامية، وخفضت العقوبة على بيغوفيتش لاثني عشر عاماً، وفي عام وعندما تعثر الحكم الشيوعي في تم العفو عنه، وأفرج عنه بعد ما يقرب من خمس سنوات قضاها في ، وكان وضعه الصحي قد تعرض لمضاعفات خطيرة.

بعد تصدّع الأنظمة الشيوعية في أوربا الشرقية، وفي الاتحاد السوفيتي عام 1410هـ - 1990م وعدم قدرة تلك الأنظمة المنخورة الفاسدة على كبح جماح الشعوب التي بدأ تململها يظهر على السطوح، بعد عشرات السنين من القمع والاستبداد، اضطر الحزب الشيوعي اليوغسلافي إلى السماح بالتعددية السياسية، فاهتبل الدكتور علي عزت هذه الفرصة، وبادر إلى تأسيس حزب العمل الديمقراطي، وشارك في الانتخابات الرئاسية، وفاز فيها، وصار رئيساً لجمهورية البوسنة والهرسك، في جمادى الأولى 1411هـ الموافق لتشرين الثاني/ نوفمبر 1990.
وأجرى استفتاء شعبياً على الاستقلال عن الاتحاد اليوغسلافي، كما استقلت كرواتيا وسلوفينيا، وصوّت الشعب المسلم على الاستقلال بأكثرية 63% ولكن الغرب لم يرض بهذه النتيجة، فشنّ حملة إعلامية ظالمة ضد مسلمي البوسنة، الأمر الذي جعل الصرب الهمج ينقضون على البوسنة، في حرب عرقية دينية دموية، وحرب إبادة شاملة، وتطوع آلاف من نصارى أوربا للقتال في صفوف الصرب، ووقعت الدولة البوسنية الوليدة بين فكي كماشة، فالصرب من جهة، والكروات من جهة ثانية، استطاعوا تمزيقها، وكادوا يجهزون على شعبها الأعزل الآمن، بآلة الحرب اليوغسلافية الرهيبة التي كانت في أيدي الصرب المتوحشين..


كان وعلى الرغم من تفوقهم في البداية بسبب الأسلحة والموارد المقدمة من قبل ، إلا أنهم خسروا في نهاية المطاف، كما أن تحالفوا ضد الجمهورية الصربية في عام مع إنشاء بعد اتفاق واشنطن، أما بعد مجازر سربرنيتشا وماركال فقد تدخل حلف الناتو في عام ، مستهدفاً مواقعاً لجيش ، والتي كانت مفتاح إنهاء الحرب. وقد انتهت الحرب بعد التوقيع على اتفاقية الإطار العام للسلام في البوسنة والهرسك في في التي استكملت مفاوضات السلام التي جرت في في ، والتي أصبحت تُعرف باسم . وفقاً لكشوف تقرير صادر من ترأسه شريف بسيوني قال فيه: إن جميع الأطراف ارتكبت جرائم حرب خلال الصراع، وكانت القوات الصربية المسؤولة عن تسعين في المئة من القتل والتخريب، في حين كانت القوات الكرواتية مسؤولة عن ستة في المئة والقوى الإسلامية أربعة في المئة، وكانت قد أدانت 45 شخصاً من ، ومن 12 شخصاً، ومن أربعة أشخاص، وذلك بارتكاب جرائم حرب في ، وأشارت أحدث الأرقام إلى أن حوالي 100,000 شخص قتلوا خلال الحرب في البوسنة، وبالإضافة إلى ذلك تم اغتصاب ما يقدر ب 20,000 إلى 50,000 امرأة، وتشريد أكثر من 2.2 مليون شخص، مما يجعل الصراع في الأكثر تدميراً في منذ نهاية .

اتفاقية دايتون للسلام

تسمى اتفاقية دايتون أو اتفاقية الإطار العام للسلام في البوسنة والهرسك، هي اتفاقية سلام تم التوصل إليها في قاعدة الجوية قرب في ، وذلك في شهر نوفمبر من عام ، ووقعت الاتفاقية رسمياً في في
نصت الإتفاقية على خمسة عناصر رئيسة هي:
  1. الالتزام بوحدة أراضي البوسنة.
  2. تقسيم البوسنة إلى قسمين: أحدهما ذو طابع فيدرالي للمسلمين والكروات، والثاني جمهورية للصرب.
  3. يحصل المسلمون والكروات على ثلثي مقاعد البرلمان، والثلث الثالث للصرب.
  4. الحكومة المركزية هي المسئولة عن السياسة الخارجية وقضايا المواطَنة والهجرة.
  5. عودة اللاجئين الذين شردتهم الحرب.
يحكم البوسنة طبقًا للاتفاق مجلس رئاسي بدلًا من رئيس واحد، ويضم المجلس 3 رؤساء: أحدهم يمثل المسلمين، وآخر الكروات، و يجري انتخابهما من قبل سكان اتحاد البوسنة والهرسك، أي فيدرالية المسلمين والكروات، أما الثالث فهو صربي ينتخبه سكان جمهورية الصرب، مدة المجلس الرئاسي 4 سنوات ويتولى أعضاؤه الثلاثة الرئاسة بالمداورة لمدة 8 أشهر لكل منهم، فيترأس كل منهم البلاد مرتين.

لم يكن اتفاق دايتون سلامًا عادلًا، فقد أدى إلى إعطاء الصرب نصف مساحة أراضي البوسنة، وإلى منح الكروات 26%. وبهذا، لم يَتَبَقَّ للمسلمين في نهاية الأمر سوى ربع مساحة أرضهم، باختصار إن “مخطط السلام” الأمريكي أجحف بحقوق المسلمين الذين يُشَكِّلون قرابة نصف سكان البوسنة.

وقال الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش: «إن اتفاقاً غير منصف خير من استمرار الحرب».

أسفرت الانتخابات التي أجريت في شهر سبتمبر من عام

حصل مرشح حزب العمل الديمقراطي علي عزت بيغوفيتش على المركز الأول (729.034 صوتا)، ثم مرشح الحزب الديمقراطي الصربي موسشيلو كرايشنيك (690.373 صوتا)، وأخيراً مرشح الاتحاد الديمقراطي الكرواتي كريشمير زوباك (342.007 صوتا).

بعد أن أجريت الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في شهر سبتمبر من عام ، تم تشكيل والذي يتكون من الرؤساء الثلاثة علي عزت بيغوفيتش ممثلاً عن ، وموسشيلو كرايشنيك ممثلاً عن ، وكريشمير زوباك ممثلاً عن ، وكانت مدة هذا المجلس أربع سنوات من وحتى ، وكانت رئاسة المجلس مناوبة بين الأعضاء الثلاثة، نصب خلال هذه الفترة علي عزت بيغوفيتش رئيساً مرتين: الأولى من حتى ، والثانية في حتى


وفاة علي عزت بيجوفيتش
لقد لقي ربَّه راضياً مرضياً يوم الأحد، التاسع عشر من تشرين الأول المنصرم، عن عمر ناهز الثامنة والسبعين. وقد أعلن راديو البوسنة وفاته، ولم يتمكن مسلمو البوسنة من إعلان الحداد الرسمي عليه، فقد اعترض على ذلك ممثل الصرب في الرئاسة الجماعية، لأن الصرب يعدون الرئيس علي عزت عدوّهم اللدود الذي وقف بدهاء وجرأة وذكاء في وجه أطماعهم في ابتلاع البوسنة والهرسك، من أجل إقامة إمبراطورية صربية طالما حلموا بها.
 
رحمه الله

له شارع مسمى عليه

اكثر ما شدني هي مقولته ((إن اتفاقاً غير منصف خير من استمرار الحرب))
 
الله يرحمه

رحمه الله

له شارع مسمى عليه

اكثر ما شدني هي مقولته ((إن اتفاقاً غير منصف خير من استمرار الحرب))




صحيح يوجد طريق باسمه بالرياض


DfR8eE9WAAE7Iag.jpg
 
عودة
أعلى