2 أغسطس ذكرى غزو صدام للكويت الشقيق

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Jabbber

عضو
إنضم
17 يوليو 2017
المشاركات
13,543
التفاعل
32,034 368 1
الدولة
Oman
أغسطس
راهنت الأطراف على "اجتماع جدة" لإنهاء النزاع... لكن وفد صدام حسين أفشل المفاوضات وذهب لأداء العمرة

راشد العيد صحفي ومنتج أفلام وثائقية @Rashed_AlEid الجمعة 2 أغسطس 2019 0:58

في 29 يوليو 1990 أعلن الرئيس المصري حسني مبارك بناء على طلب العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز اجتماعاً ثنائياً في جدة يجمع مسؤولين من الكويت والعراق لتسوية الخلاف (غيتي)

تمرُّ اليوم الذكرى التاسعة والعشرون على الخميس الأسود أو الغزو العراقي للكويت، ذكرى الثاني من أغسطس (آب) 1990، ذكرى لحدثٍ جلل هزَّ أركان الخليج، وبعثر أوراقه السياسية والاقتصادية، ليبقى جزءٌ من تداعياته حاضراً حتى يومنا هذا.

الغزو الصدَّامي، كما تحاول الحكومة الكويتية الترويج له حالياً، رغم أن الكويت تسعى لطي صفحة الماضي والسبر في أغوار المستقبل، فإن ذلك اليوم الاستثنائي في تاريخ الكويت والعراق معاً لا يزال حاضراً رغم السنوات التي مضت، ليبقى مسلسل الغزو ذكرى للدروس السياسيَّة والعسكريَّة.

مرحلة يصعب تجاوزها
يقول قائد قاعدة (علي السالم الجوية) اللواء متقاعد صابر سويدان لـ"إندبندنت عربية" عن الغزو، "ذكرى لا يمكن نسيانُها، فمَنْ يستطيع نسيان ضحايا الغزو والتدمير والتشريد؟ إنها مرحلةٌ يصعبُ تجاوزها".

كان فجر الخميس الثاني من أغسطس (آب) 1990 استثنائياً بالفعل، ففي جنح الظلام شنَّ صدام حسين هجوماً مفاجئاً من حيث التوقيت والعلاقات باتجاه الكويت، ومتوقعاً من حيث التصعيد السياسي والعسكري.

ويؤكد المستشار الدكتور ناصر المصري، في تصريحات خاصة، "بلا شك، إن المعلومات التي كانت متوافرة حينها تؤكد أن الجميع كان على علم بوقوع الغزو، سواء من خلال الرصد الأمني أو عن طريق الأقمار الاصطناعية أو كثير من مصادر المعلومات سواء من داخل العراق أو خارجه، فضلاً عن المعلومات المستقاة من الدول الصديقة. كلها كانت تؤكد أن العراق يستعد لهذا الغزو منذ أكثر من ثلاثة أشهر".

تصعيدٌ يسبق العاصفة
وسبق الغزو العراقي للكويت تصعيدٌ لافتٌ في القمة العربيَّة الاستثنائيَّة التي عُقِدت في بغداد 28 مايو (أيار) 1990، ورأس القمة حينها صدام حسين، وتجاوزاً لموضوع انعقاد القمة، الذي كان يتناول الأمن القومي العربي بناءً على دعوة من رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، اتهم صدام "الكويت بسرقة النفط العراقي".

f-BRI-aziz-a-20150607.jpg
نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي طارق عزيز برر موقف بلاده أثناء زيارته مصر في يوليو 1990 قائلاً هم من يهددونا نحن لا نهدد أحداً (أ.ب)


وبدأت تتصاعد الأحداث السياسيَّة بين البلدين. عملياً في 16 يوليو (تموز) 1990، إذ سلَّم العراق جامعة الدول العربية مذكرة احتجاج، شكا فيها الكويت والإمارات على خلفية ما وصفه زيادة ضخ النفط، ما أدى إلى هبوط أسعار النفط، والتأثير في الاقتصاد العراقي.

وفي 17 يوليو (تموز) 1990، ألقى صدام حسين خطاباً في ذكرى ثورة يوليو (تموز) 1968، "اتهم فيه دولاً خليجية، وتحديداً الكويت، بالضلوع في مؤامرة نفطية ضد العراق"، مهدداً باستخدام "رد مناسب" ضدها.

حجج الغزو
المستشار ناصر المصري اعتبر هذا الاتهام "واهياً وغير واقعي"، يقول إن "الحقل الذي ادَّعى صدام بسرقته كان مغلقاً، كما أن إنتاج الكويت حينها من النفط لم يكن يتجاوز مليون برميل".

وأضاف، "لا يوجد أي دور كويتي لإضعاف العراق، لقد كانت الكويت داعمة بغداد في حربها ضد طهران"، مشدداً على أنه "لا مصلحة لنا في النيل من العراق".

أمَّا اللواء متقاعد سويدان فقال، "نعم، في هذا الخطاب قالها صدام علانية قطع الأعناق، ولا قطع الأرزاق، وعلى أساس ذلك الخطاب ساق وزير خارجيته حينها طارق عزيز الاتهامات للكويت، لقد كان إعلان حرب".

وعودة إلى المستشار المصري فإنه يرى أنه في ذلك الخطاب "تشكَّلت الملامح الأولى للتهديدات العراقية، التي أعلنها صدام صراحة، لا سيما أنه تزامن مع ذلك اليوم كثيرٌ من التحذيرات، وأن الغزو العراقي مقبلٌ لا محالة. فالحشود العسكريَّة تملأ قاعدة الشعيبة الجوية العراقية المتخمة الحدود الكويتية، كما أن تحذيرات بالفعل وصلت من الملحق العسكري الكويتي في البصرة" وفقاً للمصري.

التصعيد العراقي مستمر
التصعيد استمر في اليوم التالي 18 يوليو (تموز) 1990، ليرسل صدام وزير خارجيته طارق عزيز إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية حاملاً رسالة "يتهم فيها الكويت بانتهاج سياسة عدوانية ضد بلاده تتعمد إضعافه"، ومتهماً الكويت أيضاً بالزحف المبرمج التدريجي والممنهج تجاه الأراضي العراقية، زاعماً أن الحكومة الكويتية "تقيم منشآت عسكرية وأمنيَّة ونفطيَّة، فضلاً عن المزارع على الأراضي العراقية". وزادت الرسالة بالقول إن "الكويت والإمارات تقومان بما وصفته بعملية تآمرية لإغراق سوق النفط بمزيد من الإنتاج، الهدف منه انهيار النفط العراقي".

وفي ضوء الاتهامات العراقيَّة الخطيرة دخلت المرحلة مزيداً من التصعيد، الأمر الذي دفع نحو اتصالات عربيَّة دبلوماسيَّة واسعة لاحتواء الأزمة بين البلدين.

مساعٍ عربيَّة
ويعلق سويدان، "استمرت المساعي العربية لوقف العدوان من رؤساء كثير من الدول العربية في مسعى منهم لتخفيف التوتر بين البلدين"، مشيداً في هذا الصدد بالدور الذي لعبه الرئيس المصري آنذاك حسني مبارك، كما كانت هناك تحركات لكل من الملك حسين بن عبد الله ملك الاْردن، ورئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات.

تحركات كويتية
الكويت وقتها لم تلتزم الصمت، إذ انتقد المجلس الوطني الكويتي، (بديل مجلس الأمة الذي حلَّ في وقت سبق تلك التداعيات)، في جلسة طارئة الموقف العراقي إزاء الكويت.

وقررت الكويت حينها إيفاد وزير خارجيتها الشيخ صباح الأحمد الصباح في مهمة عاجلة لالتقاء قادة الدول العربية، حاملاً رسائل من أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد لإبلاغهم موقف بلاده حيال التصعيد العراقي المستمر والخطير.

في 19 يوليو (تموز) 1990 مخاوف التصعيد في الصراع بدت واضحةً على شكل اتصالات مكثفة بين العواصم العربية، في مسعى إلى وقف تدهور العلاقات بين الكويت والعراق.

وفي اليوم التالي الجمعة 20 يوليو (تموز) 1990 دخلت مصر على خط الأزمة بشكلٍ واضحٍ، داعيةً إلى تسوية الخلاف بالحوار الأخوي.

ارتفاع مؤشر الحرب
وتتواصل الاتصالات، ومع تزايد المخاوف من خطوة عراقيَّة خطيرة اتهم اتحاد نقابات العمال في الكويت العراق بإعلان الحرب، وذلك رداً فيما يبدو على ما ألمحت إليه صحيفة "القادسية" بلسان الجيش العراقي إلى "احتمال القيام بعمل عسكري ضد الكويت"، وذلك في 21 يوليو (تموز) 1990، وقالت الصحيفة "إن العراق سيتخذ إجراءً يحمي ما وصفته حقوقه ومصالحه".

تداعيات الأحداث والتصعيد تستمر، ففي 22 يوليو (تموز) 1990 استقبل الرئيس المصري حسني مبارك نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية العراقي طارق عزيز، الذي أبلغه رسالة شفهيَّة من صدام حسين. ووقتها ردَّ عزيز على سؤال للصحافيين بشأن التهديد العراقي للكويت، قائلاً "هم الذين يهددوننا، ونحن لا نهدد أحداً".

ومع كل يوم جديد يرتفع إيقاع الأزمة. الكويت في 23 يوليو (تموز) بدأت تستشعر الخطر تجاه نيات العراق، ورغم ذلك حافظت على الإطار العربي للأزمة، مؤكدة أنها لم تطلب تدخلاً من الأمم المتحدة في محاولة منها للتهدئة.

1039161296.jpg
المساعي العربية استمرت لوقف العدوان وتخفيف التوتر بين البلدين لكنها فشلت في النهاية (أ.ب)


وفي اليوم ذاته دخلت دمشق على خط الأزمة، مطالبة بالتهدئة بالتزامن مع مقترح مصري لخطة من أربع نقاط للتسوية، وهي: استبعاد أي تهديد باللجوء إلى القوة، والبدء في مهمة التقريب بين وجهتي نظر البلدين، وعقد اجتماع مصالحة في القاهرة، ووقف الحملات الإعلامية بين البلدين.

وعلى خطى الدعوة للمصالحة، قرر زعماء المغرب العربي في الجزائر خلال ختام قمتهم التي عُقِدت بالعاصمة الجزائر إرسال مبعوث خاص إلى منطقة الخليج للتوسّط في مهمة نزع فتيل الأزمة بين الكويت والعراق.

وبدأت الأجواء تتجه إلى لملمة القضية، ليعلن الرئيس المصري حسني مبارك في 24 يوليو (تموز) 1990، قيامه بجولة تشمل كلاً من العراق والكويت والسعودية في محاولة لاحتواء الأزمة.

تلا ذلك بيوم، أي 29 يوليو (تموز) 1990، إعلان الرئيس المصري أن اجتماعاً ثنائياً سيُعقد في جدة يجمع مسؤولين من الكويت والعراق لتسوية الخلاف بين البلدين، مؤكداً التوصّل إلى اتفاق لإيقاف الحملات الإعلامية بين البلدين.

وبالفعل توقفت في 26 يونيو (حزيران) 1990 الحملات الإعلامية بين البلدين، وفي واشنطن أعلنت تأكيدات عراقية للولايات المتحدة بعدم القيام بأي عمل عسكري.

أجواء من التهدئة
الأجواء تتجه إلى التهدئة هذا ما بدا حتى 29 يونيو (حزيران)، إذ أقر وزراء منظمة الدول المصدرة النفط أوبك رفع سعر النفط من 18 دولاراً للبرميل إلى 21، كما أكدت الكويت والإمارات أنهما ستخفضان إنتاجهما من النفط ليصل إلى أقل من مليون ونصف المليون برميل يومياً.

اجتماع جدة
وفي 30 يونيو (حزيران) أعلنت السعودية أن الاجتماع الثنائي بين وفدي الكويت والعراق سيُعقد في مدينة جدة، وذلك على خلفية موافقة كل من الكويت والعراق.

ويوضح اللواء متقاعد سويدان "أن عقد هذا اللقاء كان بناءً على طلب من العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبد العزيز".

وبالفعل بدأت في 31 يوليو (تموز) المفاوضات بين البلدين، ورأس الجانب الكويتي حينها ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبد الله، ومن الجانب العراقي رأس الوفد نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي عزة إبراهيم.

000_ARP1820570.jpg
قام الرئيس المصري حسني مبارك في 24 يوليو 1990 بجولة شملت العراق والكويت والسعودية في محاولة لاحتواء الأزمة (أ.ف.ب)


وقبيل الاجتماع قال الشيخ سعد "إنه يتطلع بقلب مفتوح للقاء إبراهيم"، متمنياً أن "يكون اللقاء خطوة إيجابية وأساسية نحو التوصل إلى حل نهائي وعادل لكل المشكلات والقضايا العالقة بين البلدين".

وبعد الاجتماع ذهب عزة إبراهيم إلى أداء العمرة في خطوة فُهِمت بأنها تركت أبواب كل الاحتمالات مفتوحة.

ويتذكَّر السويدان، "كان الجميع يتوقع أن هذا الاجتماع سيأتي بحلول دبلوماسية، لكن مع الأسف وجد الوفد الكويتي الرفض العراقي"، موضحاً، "لقد تبين أن الوفد العراقي جاء لإفشال الاجتماع".

وأضاف، "اكتشفت الكويت أنها رغم تقديمها كثيراً من التنازلات، ومنها التنازل عن الديون، فإن الوفد العراقي كان يحاول إفشال هذه القمة، ليغادر في نهاية المطاف لأداء العمرة، وليجد الوفد الكويتي نفسه أمام خيار العودة إلى الكويت في مساء الأول من أغسطس (آب).

وأردف، "رغم ذلك كانت الكويت تعتقد أن لقاءً آخر سيعقد في بغداد بعد أسبوع، لكنه لم يتم".

أمَّا المستشار ناصر المصري فانتقد إدارة الأزمة من الجانب الكويتي، مؤكداً أن "المعلومات عن نية العراق الغزو كانت واضحة، وكان حرياً بها الاستعداد للمواجهة".

وأضاف "القوات الكويتية وحدها لا يمكن لها أن تصد الهجوم العراقي، لكن التشكيلات العسكريّة الكويتية المختلفة بالتنسيق مع درع الجزيرة وتفعيل اتفاقاتنا الأمنية المعقودة مع بريطانيا وطلب دعم القوات الأميركية كان يمكن لها أن تمنع حدوث تلك الفتنة الكبيرة".

8
غزو الكويت ترتبت عليه خسائر كبيرة على المنطقة والعالم

ليلة الغزو
يذكر سويدان، "ما بين الساعة الثامنة إلى العاشرة من ليلة 2 أغسطس (آب) 1990 بدأت وحدات عراقيَّة متمركزة بالقرب من المخافر الحدودية الكويتية بقصف المواقع الكويتية والدخول إلى الأراضي".

اقرأ المزيد

اعتراضات في البصرة على اتفاقية تجارية بين العراق والكويت

أزمات المنطقة حضرت في زيارة أمير الكويت إلى العراق
وأضاف، "تلقيت في الساعة العاشرة والربع من ليلة الغزو رسالة بالتوجه إلى قاعدة علي السالم الجوية، وكان الشيخ سعد موجوداً هناك، لمتابعة التطورات"، موضحاً "كثيرٌ من المواقع على الحدود سقط، ورفعنا في القاعدة حالة الاستعداد لكل القوات الكويتية، وفي الساعة 2:30 فجراً رفعت لأقصى درجة إلى الحالة رقم واحد، وهي حالة الاستعداد للحرب".

وتابع، "كانت القوات العراقيَّة المهاجمة عبارة عن 3 فرق من الحرس الجمهوري دخلت في الصباح الباكر من الثاني من أغسطس (آب) مهاجمة اللواء السادس واللواء 35، بالتزامن مع قصف لقاعدتي أحمد الجابر وعلي الجابر الجويتين، وحينها كان كثير من المقاتلات في الجو، واستمر الهجوم على القواعد والألوية الكويتية صباح الثاني من أغسطس (آب)، وبدأت القوات العراقية بالدخول من جهة أم قصر والعبدلي والسالمي، إذ عملت (كماشة) على القوات الكويتية، وحتى مغيب الشمس كانت القوات العراقية احتلت غالبية الأراضي الكويتية".

واختتم، "حاولت الكويت الاستعانة بالقوات الشقيقة والصديقة، لكن الوقت مضى، وسقطت الكويت في مساء الثاني من أغسطس (آب)"، مؤكدا أنه "لا غرابة في ذلك، فالمهاجم كان قوامه 150 ألفاً، فيما المقابل 17".
 
لم تكن سخونة المشهد السياسي والعسكري في منطقة الخليج العربي، أقل من حرارة شمس أغسطس (آب) 1990 القائظة، فنذر حرب في الأفق، تتقاطع طرقها الوعرة مُشكّلةً مشهداً "غير مسبوق" في مسار العلاقات (العربيَّة- العربيَّة)، بعدما عجزت الدبلوماسية عن احتواء بوادرها.

عشرات الآلاف من الجنود العراقيين يقتحمون الحدود الجنوبية مع الكويت في اليوم الثاني من ذلك الشهر، ويصلون في ساعات إلى قلب عاصمتها، تتوقف عقارب الزمن، وتتبدى معالم محطة فارقة تُحفر في الوجدان والذاكرة العربية، وتتبادر الأسئلة: كيف وصلنا إلى هذا الكابوس، وإلى أين المصير؟ وبأي وسائل يمكن تضميد الجرح العربي الغائر وإعادة الثقة بالمستقبل، بعد خسائر قدّرت في وقت لاحق بنحو 620 مليار دولار بسعر العملة الخضراء في التسعينيات.

لم يكن قرار الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في ذلك اليوم، والقاضي بتحريك فيالق قواته العسكريَّة باتجاه جارته الجنوبية، مقصوراً في تبعاته على حدود جغرافية بقدر ما كان نذيراً بمواجهات مفتوحة، امتدت تبعاتها مع السنوات بعمق الخريطة العربية، وفق روايات أغلب من عاصروا الحدث، معتبرين أن "القيادة العراقيَّة في ذلك الوقت لم تقرأ جيداً خريطة السياسة الدوليَّة أو تفهم طبيعة التحالفات والتباينات في الخريطة العالمية، لا سيما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي الموشك على الاندثار".

ومن مذكرات من شاركوا في الحدث، مروراً بكتب من عاصروه، وروايات شهود العيان، وانتهاءً بالمؤرخين والباحثين والساسة في سنوات وعقود لاحقة، تجادلت وتباينت الأقلام، إلا أن السؤال الذي بقي دون إجابة، كيف اتّخذ صدام قراره؟

3.jpg
قدّرت خسائر الغزو العراقي للكويت بنحو 620 مليار دولار بسعر العملة الخضراء في التسعينيات (أ.ب.)
وفق ما نقله الكاتب الصحافي الشهير، غسان شربل، في كتابه "العراق من حرب إلى حرب... صدام مرَّ من هنا"، عن رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول ركن نزار الخزرجي حول قرار غزو الكويت، قال الأخير "كنت نائماً في منزلي ليلة الأحداث. اتّصل بي صباحاً سكرتير القيادة العامة الفريق علاء الدين الجنابي، وطلب أن أذهب إلى مقرها. حين دخلت مكتبه قال: أكملنا احتلال الكويت. سألت: كيف؟ فأجاب: الحرس الجمهوري والقوة الجويَّة وطيران الجيش أنهوا احتلال الكويت. بعد ربع الساعة وصل وزير الدفاع عبد الجبار شنشل، وأُبلغ بالطريقة نفسها. تصوّر أن الجيش يدفع في مغامرة من هذا النوع من دون علم وزير الدفاع ورئيس الأركان".

لكن ماذا عن قراءة القيادة العراقية للسياق الدولي وتطوراته؟ حسب رصد وتقليب لـ"إندبندنت عربية" في الوثائق والكتب والأرشيفات، مثَّل اللقاء الذي جمع بين الرئيس صدام وسفيرة الولايات المتحدة في بلاده، أبريل غلاسبي، محطة فاصلة في قرار غزو الكويت، مع الاعتقاد بأن حلفاءه السوفيت لن ينقلبوا عليه حتى في أسوأ حالات الضغط الأميركي.

في ذلك اللقاء الذي تم في يوليو (تموز) 1990، أبلغت غلاسبي، صدام، وفق الأرشيف الرسمي العراقي، أن "بلادها ليس لديها رأي في النزاعات (العربية- العربية)، وأنها تفضّل الحل بالطرق السلمية"، وهو ما أوَّله الرئيس العراقي حينها، بـ"حياديَّة ورماديَّة الموقف الأميركي تجاه خلاف بلاده مع الكويت".

اقرأ المزيد

"غزو الكويت"... تاريخ شاهد على "ذروة" الانقسام العربي

الكويت تنتظر نتائج التحقيق في "رفات" الغزو العراقي

29 عاما من الغزو العراقي للكويت... خسائر وأرقام صادمة تطارد البلدين
لكن غلاسبي عادت، وقالت في شهادة لاحقة "رغم ما أبديته من تحذير للرئيس العراقي خلال لقائي به بشأن عزمه ضرب الكويت، فإنني أعتقد أنني لم أنجح في إقناعه بما سنقوم به في حال قام بما كان يريد، لكن وبصدق، لا أعتقد أن أي شخص في العالم كان بإمكانه أن يقنعه بفعل العكس".

ووفق رواية وزير الخارجية العراقي آنذاك طارق عزيز، التي نقلها عنه الصحافي والكاتب الأميركي، ميلتون فيورست في كتابه "القلاع الترابية Sandcastles"، الصادر عام 1994، قال عزيز "بما أنني كنت وزير الخارجية، فإني أفهم عمل السفير، وأعتقد أن تصرّف غلاسبي كان صحيحاً، إذ اُستدعيت فجأة، وكان الرئيس صدام يريد إبلاغها أن الوضع آخذ في التدهور، وأن حكومتنا لن تتخلى عن خياراتها تجاه الكويت، كما أراد أن يضيف أن العراق لم يكن معادياً للولايات المتحدة".

وأضاف "كنا نعلم أن السفيرة غلاسبي تتصرف بموجب التعليمات المتوفرة، وتحدثت بلغة دبلوماسية عموميَّة أو غامضة".

ومع اعتقاده بوفاء حليفه السوفيتي، كرر صدام خطأ آخر في حسابات الغزو، بعد أن أيَّد الاتحاد السوفيتي في "تطابق غير مسبوق" مع الموقف الأميركي الحشد الدولي لإجبار العراق على الانسحاب "غير المشروط" من الكويت.

1.jpg
مثّل الغزو العراقي للكويت لحظة مصيرية فارقة انسحبت تداعياتها على المنطقة العربية حتى اليوم (رويترز)
ووفق رواية فيكتور بوسافليوك، نائب وزير الخارجية الروسي الأسبق، وسفير الاتحاد السوفييتي في بغداد وقت الحرب، في مذكراته، فإن "النظام العراقي أخطأ في قراءة التطورات على الساحة الدوليَّة، وكان أول هذه الأخطاء ظنّه أن الاتحاد السوفيتي سيقدّم له الدعم، وأن العالم سيلوذ بالصمت إزاء جريمته".

وحسب بوسافليوك، فإن غزو الكويت "أحدث انقساماً في العالم العربي، ستستمر تبعاته فترة طويلة"، مشيراً إلى أنه "عقد آمالاً كبيرة على حلّ عربي للأزمة"، مستغرباً "فشل المحاولات التي بُذِلت من أجل ذلك".

وحسب مقابلة أجراها وزير الخارجية الأميركي، آنذاك، جيمس بيكر، مع موقع "فرونتلاين"، بعد سنوات من الغزو، ذكر أن "إدارة الرئيس جورج بوش الأب ما كانت لتنال تصويت الكونغرس لصالح الحرب لولا اجتماعه مع طارق عزيز في جنيف يوم 9 يناير (كانون الثاني) 1991 في محاولة أخيرة لإقناع العراق بالانسحاب"، وهو اللقاء الذي استمر حسب مذكرات بيكر، نحو ست ساعات ونصف الساعة، وقال عنه "حين انتهينا من الاجتماع أدركت أن الحرب مقبلة لا محالة"، مشيراً إلى أن "مجلس الشيوخ صوّت بأغلبية 52 مقابل 48 مع الحرب، وأن أشد المعارضين للحرب قالوا إن معارضة استخدام القوة تآكلت بعد اجتماع جنيف".

إذن تطوّرت الأوضاع، وتمكّن المجتمع الدولي بقيادة واشنطن من بناء تحالف عسكري تجاوز حلفاءها الأوروبيين في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وكانت حصيلة هذا التحالف، وفق تقديرات عسكريَّة حينها، نحو 38 دولة، و750 ألف جندي (75% منهم أميركيون)، و3600 دبابة، و1800 طائرة، و150 قطعة بحرية. اُستخدمت جميعها لإرغام العراق على الانسحاب من الكويت، ورغم تجاوز الحدث فإن تداعياته بقيت قائمة وغائرة في الجسد العربي.
 
يوم الصدمة بالرغم من حالة الشد والجذب الشديدة لم يكن احد يتوقع اقدام صدام بالغزو اتكلم من ناحية الكويت والكويتيين كان الكويتيين قبل الغزو يعشقون صدام ويحاربون كل من يقف ضده من كتاب صحف وشيعة وبالنهاية انقلبت الايه عموما الخطأ هو ان لا تتوقع اسوء الظروف
 
حما الله الكويت الشقيقة الغالية على قلوبنا من كل شر والامة العربية و الاسلامية جمعاء
لمن اراد ان يعرف اكثر عن الغزو هناك فلم وثائقي مدتة ست ساعات في اليوتيوب بعنوان حرب الخليج يحتوي على كل مايتعلق بتلك الحرب اللعينة من ما قبل الغزو الى ساعة الصفر الى نهاية الحرب اخيراً
تحية لكم جميعاً
 
كان يوم اسود على الكويت ومن ثم على الشعب العراقي
التهور والقرارات الطائشه والغبيه ستؤدي الى كوارث مدمره
 
40623"]
‏اتخذت السلطنة موقفاً مشرفاً من حرب الخليج حيث انسحب وفد السلطنة مع وفود مصر والكويت وسوريا من اجتماعات المجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب في 28 أغسطس 1990م ورفضت السلطنة والدول المذكورة مشروع التوصيات الذي تجاهل الإشارة إلى الغزو العراقي للكويت

مشاهدة المرفق 192450
[/QUOTE]
 
IMG_٢٠١٩٠٨٠٢_٢٠١٢٠٣.png
 
انا اتوقع الكويت لو كانت القوات الكويتيه بكل تشكيلاتها جاهزه كان قد تاخر سقوط الكويت او راح تكبد القوات العراقيه خسائر
لكن الي اتضح تلخبط وسوء تقدير
اوكي على عيني وراسي القياده السياسيه تدخلت لازم وزارة الدفاع تكون هناك خطط للمفاجات
 
انا اتوقع الكويت لو كانت القوات الكويتيه بكل تشكيلاتها جاهزه كان قد تاخر سقوط الكويت او راح تكبد القوات العراقيه خسائر
لكن الي اتضح تلخبط وسوء تقدير
اوكي على عيني وراسي القياده السياسيه تدخلت لازم وزارة الدفاع تكون هناك خطط للمفاجات

للاسف في عقول القيادات لم يتوقعوا حدوث الاسوء وكأن الامر ازمة وتعدي .

المفروض كان توقع الاسوء حتى وان كان ظنك يخالف الامر .

اما التأثير الكبير فلا اظن جيش العراق بعد الحرب الايرانية وصل الى مليون جندي وتعداد الشعب الكويتي في وقته في حدود 600 الف نسمة فما بالك بتعداد الجيش

هذا غير طبيعة الارض المنبسطة التي يسهل تمشيطها واستهدافها فلا وجود لحواجز طبيعية تقاوم او تمنع اي استهداف
 
أبدعت طائرات سكاي هوك الكويتيه في اصطياد المروحيات العراقيه
 
للاسف في عقول القيادات لم يتوقعوا حدوث الاسوء وكأن الامر ازمة وتعدي .

المفروض كان توقع الاسوء حتى وان كان ظنك يخالف الامر .

اما التأثير الكبير فلا اظن جيش العراق بعد الحرب الايرانية وصل الى مليون جندي وتعداد الشعب الكويتي في وقته في حدود 600 الف نسمة فما بالك بتعداد الجيش

هذا غير طبيعة الارض المنبسطة التي يسهل تمشيطها واستهدافها فلا وجود لحواجز طبيعية تقاوم او تمنع اي استهداف
أبدعت طائرات سكاي هوك الكويتيه في اصطياد المروحيات العراقيه
لو كان الدفاع الجوي جاهز والطاىرات اقل شي اعمل تحريم جوي واضرب الارض بقوه
مو شرط ٥ اشخاص اقوى من ٣ اشخاص
 
كانت نكسة جديد ... وخنجر ضُربت به خاصرة الأمة.. ومنعطف جديد من الفرقة والتشرزم والأنقسام.. وأعطاء الفرص الكثيرة لزيادة التدخل الأجنبي وضربة قاصمة لخليج موحد متأخي.. ووئد لمشروع نهضة وتطور الأمة العراقية ..وتدمير لمشاريع التعاون والتصنيع العسكري المشترك وتبادل التقنيات ..مثل تعاون مصر والعراق في تصنيع الصواريخ وتطويرها وكذلك الزخائر والقنابل ..أسأل الله ان يحفظ الكويت الغالية .. وان ييسر للعراق الشقيق كل خير
 
يظن البعض ان مأساة الغزو انتهت والحقيقة هو اثناء انسحاب القوات العراقية قامت بزراعة اكثر من 2 مليون لغم في دولة الكويت الصغيرة

تم ازالة اكثر 1,650,000 لغم ويظن ان هناك اكثر من 300,000 مازالت موجودة على الاقل

وفي كل عام مقتل او اصابة شخص منها
 
من ادلة الحقد وخباثة النفس في قلوب بعض البشر هو ماقامت به القوات العراقية بتدمير 1073 بئر نفطي عن طريق تفجيرها مما ادى الى احتراق اكثر من 727بئر نفطي لتشكل احد اكبر الكوارث البيئية

450px-KuwaitiOilFires-STS037-152-91-(2).jpg
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى