"مرحبا بكم في جهنم" عبارة كانت مكتوبة على جدار في سراييفو عاصمة البوسنة والهرسك لخصت حال المدينة تحت أطول حصار في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية الذي بدأته القوات الصربية في أبريل/نيسان 1992.
في مثل هذا اليوم انتهى بناء نفق الحياة في سراييفوا
اثناء حصار العاصمة البوسنية على أيدي الصرب وما تمخض عن ذلك الحصار من حفر نفقٍ تحت الأرض مررت من خلاله الأسلحة والعتاد والمؤن الغذائية والطبية، إذ انتشرت القوات الصربية على التلال المحيطة بالمدينة وشرعت في قصفها بالمدفعية بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ دون هوادة أو رحمةٍ، في حين انتشرت بعض عصابات القنص الصربية في أطراف وتخوم المدينة تردي برصاصاتها كل مسلمٍ أو كرواتي أوقعه حظه العاثر في التجول العشوائي، أو التسوق، أو طلب النجدة !
كانت العاصمة سراييفو رمزاً للثبات والبقاء، وكانت الجيوب الإسلامية المحاصرة ترنو إلى ثباتها في قلقٍ وخوفٍ وعربٍ، واستمر الحصار المفروض عليها لأربعة أعوامٍ كاملةٍ لا تدخلها المساعدات ولا تغاث ولا تتنفس إلا عبر منفذٍ واحدٍ فقط شكل لها طوق نجاةٍ، وعامل نصرٍ ماديٍ ومعنويٍ، وشرياناً خفياً للحياة تستمد منه شيئاً من الهواء الملوث برائحة الدم ! إنه نفق البوسنة الذي تفتقت عنه عقلية الهندسة البوسنوية، والذي أبقاها بعد الله صامدةً لأكثر من عامين كاملين .
يقول مهندس النفق البروفيسور ( برانكوفيتش نجاد ) لقد أخذتنا الحرب على حين غرة ولم نكن مستعدين لها، وكنا نتوقع من القوات الجوية لحلف الناتو أن تأتي لنا بالسلام من السماء وأن تطرد الصرب، لكن الوقت كان يمر وكان علينا أن نبحث بأنفسنا على الحلول التي تضمن لنا الاستمرار على قيد الحياة، وهذا الشعور كان هو السبب في ميلاد هذه الفكرة بين عامة الناس .
أما الجنرال راشد ( صاحب فكرة النفق ) فيقول : سأشرح لكم ببساطة ماجرى، فعندنا مدرج المطار وعلى طرفيه ( بوتمير ) و( دوبرينيا )، والعدو موجود على الجانبين بجنوده ونيرانه والمرور عبر مدرج المطار كان مستحيلاً، لقد كان المرور صعباً جداً جداً، وقد احتجت مرة إلى خمسة ليالي، وفي الليلة السادسة استطعت النفاذ إلى المدينة وفي إحدى هذه الليالي، وعندما كنت منبطحاً بجانب أحد البيوت هنا، خطرت ببالي فكرة: لماذا لا نفعل شيئاً تحت مدرج المطار لكي نستطيع الدخول لمدينة سراييفو؟ بالنسبة لي فقد كان ذلك هو ميلاد فكرة لعمل شيء ما .
بلغ طول النفق 800 متر وعرضه 76 سنتيمتر وارتفاعه 80 سنتيمتر، وأدى الحصار المفروض على العاصمة البوسنية سارييفو إلى قطع إمدادات الوقود والغاز والكهرباء، واضطر الناس إلى انتزاع الأرضيات الخشبية لبيوتهم لمواجهة برد الشتاء القارص، والذي تصل درجة الحرارة فيه إلى إلى أقل من عشر درجاتٍ تحت الصفر !
وبعد مقتل اكثر من ربع مليون مسلم و تشريد اكثر من مليوني مسلم وسحق 475 قرية ودمار 61 مدينة وبعد ان مالت الكفة لصالح المسلمين واصبحوا يهاجمون ويتقدمون بدل الدفاع تدخلت القوى الغربية بعد سكوت دام سنوات وأجبرت الاطراف على اتفاق دايتون الذي هظم حقوق المسلمين وساوى الاكثرية المسلمة بالاقليات الصربية والكرواتية
وجاءت اتفاقية دايتون بنصوص غير مرضية للمسلمين ولكن وقتها قال الرئيس البوسني الراحل عزت بيحوفيتش أن اتفاقا غير منصف خير من استمرار الحرب. ونصت الاتفاقية على خمسة عناصر رئيسية هي:
- الالتزام بوحدة أراضي البوسنة.
- تقسيم البوسنة إلى قسمين أحدهما ذات طابع فيدرالي للمسلمين والكروات والثاني جمهورية للصرب.
- يحصل المسلمون والكروات على ثلثي مقاعد البرلمان، والثلث صرب.
- الحكومة المركزية هي المسؤولة عن السياسة الخارجية وقضايا المواطنة والهجرة.
- عودة اللاجئين الذين شردتهم الحرب.
يحكم البوسنة طبقا للاتفاق- مجلس رئاسي بدلا من رئيس واحد. ويضم المجلس 3 رؤساء احدهم يمثل المسلمين وآخر الكروات ويتم انتخابهما من قبل سكان اتحاد البوسنة والهرسك اي فيدرالية المسلمين والكروات. أما الثالث فهو صربي ينتخبه سكان جمهورية الصرب.
في مثل هذا اليوم انتهى بناء نفق الحياة في سراييفوا
اثناء حصار العاصمة البوسنية على أيدي الصرب وما تمخض عن ذلك الحصار من حفر نفقٍ تحت الأرض مررت من خلاله الأسلحة والعتاد والمؤن الغذائية والطبية، إذ انتشرت القوات الصربية على التلال المحيطة بالمدينة وشرعت في قصفها بالمدفعية بعيدة المدى وبطاريات الصواريخ دون هوادة أو رحمةٍ، في حين انتشرت بعض عصابات القنص الصربية في أطراف وتخوم المدينة تردي برصاصاتها كل مسلمٍ أو كرواتي أوقعه حظه العاثر في التجول العشوائي، أو التسوق، أو طلب النجدة !
كانت العاصمة سراييفو رمزاً للثبات والبقاء، وكانت الجيوب الإسلامية المحاصرة ترنو إلى ثباتها في قلقٍ وخوفٍ وعربٍ، واستمر الحصار المفروض عليها لأربعة أعوامٍ كاملةٍ لا تدخلها المساعدات ولا تغاث ولا تتنفس إلا عبر منفذٍ واحدٍ فقط شكل لها طوق نجاةٍ، وعامل نصرٍ ماديٍ ومعنويٍ، وشرياناً خفياً للحياة تستمد منه شيئاً من الهواء الملوث برائحة الدم ! إنه نفق البوسنة الذي تفتقت عنه عقلية الهندسة البوسنوية، والذي أبقاها بعد الله صامدةً لأكثر من عامين كاملين .
يقول مهندس النفق البروفيسور ( برانكوفيتش نجاد ) لقد أخذتنا الحرب على حين غرة ولم نكن مستعدين لها، وكنا نتوقع من القوات الجوية لحلف الناتو أن تأتي لنا بالسلام من السماء وأن تطرد الصرب، لكن الوقت كان يمر وكان علينا أن نبحث بأنفسنا على الحلول التي تضمن لنا الاستمرار على قيد الحياة، وهذا الشعور كان هو السبب في ميلاد هذه الفكرة بين عامة الناس .
أما الجنرال راشد ( صاحب فكرة النفق ) فيقول : سأشرح لكم ببساطة ماجرى، فعندنا مدرج المطار وعلى طرفيه ( بوتمير ) و( دوبرينيا )، والعدو موجود على الجانبين بجنوده ونيرانه والمرور عبر مدرج المطار كان مستحيلاً، لقد كان المرور صعباً جداً جداً، وقد احتجت مرة إلى خمسة ليالي، وفي الليلة السادسة استطعت النفاذ إلى المدينة وفي إحدى هذه الليالي، وعندما كنت منبطحاً بجانب أحد البيوت هنا، خطرت ببالي فكرة: لماذا لا نفعل شيئاً تحت مدرج المطار لكي نستطيع الدخول لمدينة سراييفو؟ بالنسبة لي فقد كان ذلك هو ميلاد فكرة لعمل شيء ما .
بلغ طول النفق 800 متر وعرضه 76 سنتيمتر وارتفاعه 80 سنتيمتر، وأدى الحصار المفروض على العاصمة البوسنية سارييفو إلى قطع إمدادات الوقود والغاز والكهرباء، واضطر الناس إلى انتزاع الأرضيات الخشبية لبيوتهم لمواجهة برد الشتاء القارص، والذي تصل درجة الحرارة فيه إلى إلى أقل من عشر درجاتٍ تحت الصفر !
وبعد مقتل اكثر من ربع مليون مسلم و تشريد اكثر من مليوني مسلم وسحق 475 قرية ودمار 61 مدينة وبعد ان مالت الكفة لصالح المسلمين واصبحوا يهاجمون ويتقدمون بدل الدفاع تدخلت القوى الغربية بعد سكوت دام سنوات وأجبرت الاطراف على اتفاق دايتون الذي هظم حقوق المسلمين وساوى الاكثرية المسلمة بالاقليات الصربية والكرواتية
وجاءت اتفاقية دايتون بنصوص غير مرضية للمسلمين ولكن وقتها قال الرئيس البوسني الراحل عزت بيحوفيتش أن اتفاقا غير منصف خير من استمرار الحرب. ونصت الاتفاقية على خمسة عناصر رئيسية هي:
- الالتزام بوحدة أراضي البوسنة.
- تقسيم البوسنة إلى قسمين أحدهما ذات طابع فيدرالي للمسلمين والكروات والثاني جمهورية للصرب.
- يحصل المسلمون والكروات على ثلثي مقاعد البرلمان، والثلث صرب.
- الحكومة المركزية هي المسؤولة عن السياسة الخارجية وقضايا المواطنة والهجرة.
- عودة اللاجئين الذين شردتهم الحرب.
يحكم البوسنة طبقا للاتفاق- مجلس رئاسي بدلا من رئيس واحد. ويضم المجلس 3 رؤساء احدهم يمثل المسلمين وآخر الكروات ويتم انتخابهما من قبل سكان اتحاد البوسنة والهرسك اي فيدرالية المسلمين والكروات. أما الثالث فهو صربي ينتخبه سكان جمهورية الصرب.