نقلت وكالة فارس للأنباء، الأحد 7 يوليو/تموز 2019، عن قائد منظمة الدفاع المدني الإيرانية غلام رضا جلالي، قوله إن الولايات المتحدة بعثت برسالة عبر وسطاء دوليين إلى طهران بعد إسقاط الطائرة المسيَّرة في الخليج، تحذرها فيها من ضربة محدودة.
وأضاف جلالي، وهو أيضاً من القيادات الكبيرة في الحرس الثوري الإيراني: «بعد إسقاط طائرتها المسيَّرة المتسللة، أبلغتنا الولايات المتحدة عبر وسطاء دبلوماسيين، أنها تريد تنفيذ عملية محدودة».
واستدرك جلالي: «لكن ردَّ إيران كان أننا نعتبر أي عملية بداية حرب».
وقال مسؤولون إيرانيون لـ «رويترز»، في 21 يونيو/حزيران 2019، بعد يوم من إسقاط الطائرة المسيَّرة، إن طهران تلقت رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر سلطنة عمان، تحذر من أن هجوماً أمريكياً بات وشيكاً. ونفى مسؤولون إيرانيون وأمريكيون هذا التقرير.
وزادت حدة التوترات في بين واشنطن وطهران خاصة مع إعلان إيران تخليها عن الاتفاق النووي وبدء تخصيب اليورانيوم.
وعبّرت إيران اليوم الأحد (7 يوليو تموز) عن استعدادها التام لتخصيب اليورانيوم لأي مستوى وبأي كمية، في تحد أكبر للجهود الأمريكية الرامية للضغط عليها بالعقوبات وحملها على التفاوض مجددا على الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى عام 2015.
وقال مسؤولون إيرانيون كبار في مؤتمر صحفي إن طهران ستواصل تقليص التزاماتها كل 60 يوما ما لم تتحرك الدول الموقعة الأخرى على الاتفاق لحمايته من العقوبات الأمريكية.
وقال بهروز كمالوندي المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية «بعد ساعات قليلة ستنتهي العلمية التقنية وسيبدأ التخصيب بما يتخطى 3.67 بالمئة… وفي الصباح الباكر غدا عندما تحصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية على عينة سنكون قد تخطينا 3.67 بالمئة».
وقصر الاتفاق النووي مستوى تخصيب إيران لليورانيوم عند 3.67 بالمئة بما يقل كثيرا عن مستوى 20 بالمئة الذي كانت تقوم به قبل الاتفاق وأقل بكثير من مستوى 90 بالمئة الذي يسمح بصنع أسلحة نووية.
وكانت إيران قبل إبرام الاتفاق النووي تنتج اليورانيوم المُخصّب بنسبة 20 بالمئة وهو الحد المطلوب لتزويد مفاعل طهران بالوقود وكان مستوى التخصيب في مفاعل بوشهر في جنوب البلاد خمسة بالمئة.
ولم تُبد إيران أي مؤشر على الاستسلام للضغط الذي يفرضه عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مواجهة اتخذت بعدا عسكريا بعد أن ألقت واشنطن بالمسؤولية على طهران في هجمات وقعت على ناقلات نفط وإسقاط طهران لطائرة مسيرة أمريكية مما أدى لقرار بشن ضربات أمريكية تراجع عنه ترامب في اللحظات الأخيرة.
واتخذت العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين واشنطن وطهران منحى أسوأ في مايو أيار 2018 بانسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي أُبرم قبل توليه المنصب وعاود فرض العقوبات على طهران.
وعبّرت طهران عن إحباطها مما تقول إنه إخفاق من الأطراف الأوروبية في إنقاذ الاتفاق من خلال حماية المصالح الاقتصادية الإيرانية من العقوبات الأمريكية.
وقال عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين لإيران في مؤتمر صحفي في طهران «أخفقت الدول الأوروبية في الوفاء بتعهداتها وهي أيضا مسؤولة… أبواب الدبلوماسية مفتوحة لكن ما يهم هو وجود مبادرات جديدة.. هذا هو المطلوب»
عربي بوست