من خلال المؤتمرات المبرمجة لعام 2019 ، من قبل القوات الملكية الجوية ، ألقى المتدخلون المدنيون والعسكريون ندوة حول موضوع "المغرب في الفضاء" ، من قبل أساتذة و جنرالات رفيعي المستوى . ركزت الندوة التي نظمتها شعبة مدارس القوات الملكية الجوية ، على موضوعات مختلفة تتعلق بالفضاء ، بشكل عام والبرنامج الوطني للفضاء بشكل خاص . أكد مفتش القوات الملكية الجوية خلال الندوة على أهمية البعد الفضائي من خلال الابعاد و الامكانيات التي ثثيرها في المجال العسكري. و قدم أيضًا نبذة مختصرة عن تاريخ الفضاء المغربي الذي توج مؤخرا بإطلاق قمرين اصطناعيين للاستخدام العسكري و الاستخباراتي و الاستطلاع "محمد أ و ب" ، ثم ذكّر بأن المغرب سبق و احتضن المؤتمر العالمي في أبريل الماضي بمراكش.
من جهة اخرى قدم البروفيسور ادريس الهداني ، مدير المركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي، عن نشأة البرامج الفضائية الدولية عموما و المغربية خصوصا ، كما كشف عن برنامج مغربي وطني للفضاء عن طريق تقديم تقريرا عن التطبيقات المختلفة للبرمانج . ثم سلط الضوء على الانعكاسات المهمة لهذا البرنامج الاستراتيجية والاجتماعية والاقتصادية و كذالك تعزيز الأمن والسيادة المغربية ، والمساعدة في حماية وإدارة الموارد والبيئة ، وتطوير المذنبات الوطنية في مجالات التكنولوجية المتقدمة ، وتشجيع ظهور الكفائات الناشئة المبتكرة في مجال الفضاء ، وفي نهاية المطاف تعزيز التعاون الدولي في نفس المجال.
وشدد البروفيسور محمد بن حمو على الجانب الإستراتيجي الجيولوجي غير المتوازن وغير المستقر في المحيط الأفريقي الذي يتسم بتهديدات متحولة بعنف غير منظم وغريب الأطوار ، وشدد على أن الدول الأفريقية عمومًا تتمتع بسلطة سياسية هشة غير قادرة على مكافحة الإرهاب وأنواع الجرائم المختلفة ، وهذا الوضع من عدم الاستقرار الإقليمي ، يجبر المملكة المغربية لرفع مزيد من اليقظة والرقابة الأمنية. في هذا السياق ، يعد الفضاء اختيارًا استراتيجيًا جدًا للمغرب ، وله تأثير كبير جدا في الحفاظ الامن بحيث إنها تمثل مجال لا يمكن إنكاره لتأكيد سيادة المملكة وتمنحها استقلالية مؤكدة و خالصة فيما يتعلق باكتساب المعلومات الاستخباراتية ، حيث يتيح حجم المعلومات الكبير مزيدًا من التفاعل والسرعة في التدخل ضد اي تهديد محتمل ، و مجال الفضاء هو ليس فقط في اتخاذ القرارات الإستراتيجية ، ولكن أيضًا في الاستخدامات التكتيكية .
و قدم الكولونيل ماجور عبد السلام صلاح ، الباحث في المركز الملكي للفضاء عن بعد ، تقريرا عن العناصر والجهات الفاعلة في البرنامج الفضائي المغربي بعد إلقاء الضوء على الجهات الكبيرة المستثمرة في قطاع الفضاء ،و قدم ايضا سردا مفصلا عن برنامج الفضاء في الدول المجاورة ، ثم شرح المراحل المختلفة لتطور النشاط الفضائي في المنطقة العربية التي بدأت احداها في عام 1970 ، من أول محطة ارضية للمراقبة الفضائية و التي سميت بالملك الراحل محمد الخامس ، وحتى يومنا هذا اثناء إطلاق القمرين الاصطناعيين محمد أ و ب ، و أشار أيضًا إلى أن النطاق الاستراتيجي والاقتصادي للأنشطة الفضائية الوطنية يتطلب التفكير لإنشاء كيان مسؤول وموحد عن والجهود المبذولة في هذا المجال.
كانت فترة بعد الزوال محفوظة لتدخل اثنين من أساتذة الجامعات، أحمد حنفي ورشيدي تاج الدين المشرفين على تفيذ المشروع المحلي MASTA1 للاقمار الاصطناعية من صنف النانو و التي بدأت منذ 2015 بين كلية العلوم سيدي محمد بن عبد الله وجامعة الاخوين ويؤكد الأستاذ أحمد حنفي أن الفضاء هو رمز رئيسي من التقدم التكنولوجي في المجتمعات الحديثة بكل ما يمكن أن تقدمه من البحوث العلمية ورأس المال الفكري التكنولوجي و، وبالنظر إلى أن صناعة الطيران والفضاء والتي حددها المغرب كمحرك للنمو للاقتصاد الوطني، ستمكن الاقمار الاصطناعية من طراز النانو التي تصنع محليا الجامعات والأفراد لتطوير مجموعة واسعة من المهمات الفضائية المغربية في المدار الأرضي المنخفض المعروف باختصار باسم LEO . ثم قدم مفهوم النانو للاقمار الاصطناعية ، وكذلك المواصفات المنهجية لإدارة المشروع تطوير قمر اصطناعي بشكل عام مع الأخذ مشروع MASTA1 المغربي كمثال.
في النهاية ، أكد البروفيسور تاج الدين رشيدي ، أستاذ الأبحاث بجامعة الأخوين ، في مداخلته ، على توفر المغرب على قدرات عالية للتحكم في الأقمار الصناعية ، الأمر الذي يتطلب تصميمًا منطقيًا قادرًا على مراعاة كل القيود التشغيلية (المراقبة ، الطاقة ، الإرسال ، الرؤية ...) وظيفية (القياس عن بعد ، وتنفيذ أجهزة التحكم عن بعد في الوقت الحقيقي ...) ثم كشف المتحدث عن الهندسة الخاصة بمشروع MASAT1 ، التي تتيح عدد كبير من الوظائف و المهمات .
في نهاية هذه الندوة ، شكر الجوية الجنرال العلوي مفتش القوات الملكية الأساتذة والباحثين لتقديمهم المساعدة من المعرفة والأفكار لإلقاء نظرة على المشاريع المغربية في مجال الفضاء و اضاف ايضا إن مجال الفضاء له أهمية قصوى بالنسبة إلى البلدان في جميع أنحاء العالم وكان كذالك لعدة عقود مكان الطمع والمنافسة. لا شك في أن البنى التحتية و الاهداف المختلفة التي يدعمها هي وسيلة قوية لتطوير وتعزيز قدرات صانعي القرار على تخطيط وتنفيذ المشاريع الأكثر صلابة و قوة. أما البعد الرابع ، فقد تبناه المغرب ، في نهاية الثمانينيات ، حيث أنشأ مركزًا ملكيًا للاستشعار عن بُعد لتشجيع استغلال وتطوير تطبيقات الاستشعار عن بعد في المغرب ، في وقت لاحق من عام 2001 سيتم تتويج البحوث التي تعمل في هذا المجال بإطلاق القمر الصناعي الذي أطلق عليه جلالة الملك الحسن الثاني "زرقاء اليمامة" ، وهذا الاستغلال هو فخر للمغرب لأنه صممه الباحثون والفنيون المغاربة على نطاق واسع.
البرنامج الفضائي المغربي 2020-2030:
و في خلال نفس الندوة ايضا تم الكشف عن برنامج مغربي في مجال الفضاء ممتد من سنة 2020 الى سنة 2030 دون ذكر تفاصيل كثيرة حول المشروع او ما ستم تنفيذه خلال هذه المدة , لكن الشيء الاكيد ان الصناعة المحلية للاقمار الاصطناعية ستكون حاضرة و ربطها ايضا بالمجال العسكري و الاستخباراتي و هذا ما أكده المفتش العام للقوات الملكية الجوية الذي قال في نهاية هذه الندوة "ان هذا المجال أداة استراتيجية ومشروع هيكلي واتحادي لخدمة مصالح البلاد في عصر يتميز بالغلبة للمعلومات اكثر من غيرها". وأكد من جديد أن هذا التمكين فرصة للاستفادة من القدرات الوطنية لبناء جسور التبادل بين المراكز العسكرية والجامعات ومراكز البحوث".
https://www.defense-arab.comdefense...comdefense-arab.com/2019/06/blog-post_86.html
التعديل الأخير: