أولاً:بداية الحرب ،وتوغل القوات العراقية في العمق الإيراني:
في صباح الثاني والعشرين من أيلول 1980 ،قامت على حين غرة 154 طائرة حربية عراقية بهجوم جوي كاسح على مطارات إيران ،والمراكز الحيوية فيها ،ثم أعقبتها 100 طائرة أخرى في ضربة ثانية لإكمال ضرب المطارات والطائرات الحربية الإيرانية ،وكانت الطائرات تغير موجة إثر موجة ،وفي الوقت نفسه زحفت الدبابات والمدرعات العراقية نحو الحدود الإيرانية على جبهتين.
1 ـ الجبهة الأولى في المنطقة الوسطى من الحدود بين البلدين ،باتجاه [ قصر شيرين ] ، نظراً لقرب هذه المنطقة من قلب العراق ،لإبعاد أي خطر محتمل لتقدم القوات الإيرانية نحو ديالى ،ثم بغداد ،وقد استطاعت القوات العراقية الغازية احتلال[ قصر شيرين ].
2 ـ الجبهة الثانية في الجنوب ،نحو منطقة [ خوزستان ] الغنية بالنفط ،وذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى ،حيث تطل على أعلى الخليج .
وفي خلال بضعة أسابيع من الهجوم المتواصل ،استطاعت القوات العراقية ،التي كانت قد استعدت للحرب ،من السيطرة على منطقة [ خوزستان ] بكاملها ،واحتلت مدينة [ خرم شهر ] ،وقامت بالتفاف حول مدينة [ عبدان ] النفطية ،وطوقتها .
وعلى الجانب الإيراني ،فقد قامت الطائرات الإيرانية بالرد على الهجمات العراقية ، وقصفت العاصمة بغداد ، وعدد من المدن الأخرى ، الا أن تأثير القوة الجوية الإيرانية لم يكن على درجة من الفعالية ،وخصوصاً وأن النظام العراقي كان قد تهيأ للحرب قبل نشوبها ، حيث تم نصب المضادات الأرضية فوق أسطح العمارات في كل أنحاء العاصمة والمدن الأخرى ،وتم كذلك نصب العديد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات حول بغداد . وهكذا فقد فقدت إيران أعداد كبيرة من طائراتها خلال هجومها المعاكس على العراق ،كما أن القوة الجوية الإيرانية كانت قد فقدت الكثير من كوادرها العسكرية المدربة بعد قيام الثورة ،مما اضعف قدرات سلاحها الجوي ، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح للسلاح الجوي العراقي السيطرة المطلقة في سماء البلدين .
وفي الوقت الذي كانت إيران محاصرة من قبل الغرب ،فيما يخص تجهيزها بالأسلحة ، كانت الأسلحة تنهال على العراق من كل جانب ، كما أوعزت الولايات المتحدة إلى الرئيس المصري أنور السادات ببيع جميع الأسلحة المصرية من صنع سوفيتي إلى العراق ،وتم فتح قناة الاتصال بين البلدين عن طريق سلطنة عمان ،حيث كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذُ أن ذهب السادات إلى إسرائيل .وقام السادات بالدور الموكول له ،وأخذت الأسلحة المصرية تُنقل إلى العراق عن طريق الأردن والسعودية خلال عام 1981 . كما بدأت خطوط الإنتاج في المصانع الحربية المصرية تنتج وتصدر للعراق المعدات والذخيرة ،والمدافع عيار 122ملم طيلة سنوات الحرب .
لقد كانت تلك العملية فرصة كبيرة للولايات المتحدة لإنعاش سوق السلاح الأمريكي ،حيث سعت لأن تتخلص مصر من السلاح السوفيتي ،وتستعيض عنه بالسلاح الأمريكي ،فقد بلغ قيمة ما باعه السادات من سلاح للعراق يتجاوز ألف مليون دولار خلال عام واحد ،وكانت أسعار الأسلحة المباعة تتجاوز أحياناً أسعارها الحقيقية ،وكان صدام حسين مرغماً على قبولها .(1)
وفي الوقت نفسه أشترى السادات من الأسلحة الأمريكية ،ما معدله [ ألف مليون دولار ] سنوياً ، ولمدة خمس سنوات ، التي تلت توقيعه على اتفاقية [ كامب ديفيد ] ،وبلغ قيمة ما اشترته مصر من الأسلحة الأمريكية ،أكثر مما اشترته من الاتحاد السوفيتي خلال السنين السابقة ،بعشرة أضعاف .
وفي حين لم تدفع مصر أكثر من ثلث ثمن الأسلحة السوفيتية ،فإنها دفعت ،ومع الفوائد ثمن كل السلاح الأمريكي ،ولم تعفى إلا بمقدار 7 مليارات دولار ،وكانت كرشوة من قبل الولايات المتحدة لمصر ، لقاء مشاركتها في الحرب ضد العراق في حرب الخليج الثانية عام 1991 ، وتقديراً لخدماتها في تحقيق الغطاء العربي لتلك الحرب الإمبريالية ضد العراق وشعبه ،بحجة تحرير الكويت ،ولقاء السكوت على حرب التجويع المستمرة منذُ 2 آب 1990،وحتى يومنا هذا، ضد الشعب العراقي المنكوب .
أما الاتحاد السوفيتي ، فقد بدأ بتوريد الأسلحة إلى العراق ،بعد توقف لفترة من الزمن ، وبدأت الأسلحة تنهال عليه عام 1981 ،حيث وصل إلى العراق 400 دبابة طراز T55 و250 دبابة طراز T 72)) كما تم عقد صفقة أخرى تناولت طائرات [ميك ] [وسوخوي ] و [ توبوليف ] ،بالإضافة إلى الصواريخ .
كما عقد حكام العراق صفقة أخرى مع البرازيل ،بمليارات الدولارات ،لشراء الدبابات ،والمدرعات ،وأسلحة أخرى ،وجرى ذلك العقد بضمانة سعودية ، واستمرت العلاقات التسليحية مع البرازيل حتى نهاية الحرب عام 1988.
وهكذا أستمر تفوق الجيش العراقي خلال العام 1981 ،حيث تمكن من احتلال مناطق واسعة من القاطع الأوسط منها [سربيل زهاب ]و[الشوش]و[قصر شيرين] وغيرها من المناطق الأخرى .
كما تقدمت القوات العراقية في القاطع الجنوبي ،في العمق الإيراني ،عابرة نهر الطاهري ،وكان ذلك الاندفاع أكبر خطأ أرتكبه الجيش العراقي ،بأمر من صدام حسين !!!، حيث أصبح في وضع يمكن القوات الإيرانية من الالتفاف حوله ،وتطويقه ،رغم معارضة القادة العسكريين لتلك الخطوة الانتحارية التي دفع الجيش العراقي لها ثمناً باهضاً من أرواح جنوده ،ومن الأسلحة والمعدات التي تركها الجيش ،بعد عملية التطويق الإيرانية ،والهجوم المعاكس الذي شنه الجيش الإيراني في تموز من عام 1982 ، والذي استطاع من خلاله إلحاق هزيمة منكرة بالجيش العراقي ،واستطاع تحرير أراضيه ومدنه في منطقة خوزستان ،وطرد القوات العراقية خارج الحدود .
ثانياً : إيران تبحث عن السلاح :
أحدث تقدم الجيش العراقي في العمق الإيراني قلقاً كبيراً لدى القيادة الإيرانية ،التي بدأت تعد العدة لتعبئة الجيش بكل ما تستطيع من الأسلحة والمعدات ،وقامت عناصر من الحكومة الإيرانية بالبحث عن مصادر للسلاح ،حيث كان السلاح الإيراني كله أمريكياً ،وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت توريد الأسلحة إلى إيران منذُ الإطاحة بالشاه ،وقيام الحرس الثوري الإيراني باحتلال السفارة الأمريكية واحتجاز أعضائها كرهائن ،وتمكنت تلك العناصر ،عن طريق بعض الوسطاء من تجار الأسلحة ،من الاتصال بإسرائيل ، عن طريق أثنين من مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ، وهما [ أودولف سكويمر ] و [ يلكوف نامرودي ]، بالاشتراك مع تاجر الأسلحة السعودي [ عدنان خاشقجي ] الذي قام بدور الوسيط ؟ (2)
وجدت إسرائيل ضالتها في تقديم الأسلحة إلى إيران،ذلك لأن العراق تعتبره إسرائيل عدواً لها ،وإن إضعافه ،وإنهاك جيشه في حربه مع إيران يحقق أهداف إسرائيل .
ولم يكن تصرف إسرائيل هذا ،بمعزل عن الولايات المتحدة ورضاها ومباركتها إن لم تكن هي المرتبة لتلك الصفقات ،بعد أن وجدت الولايات المتحدة أن الوضع العسكري في جبهات القتال قد أصبح لصالح العراق ،ورغبة منها في إطالة أمد الحرب أطول مدة ممكنة فقد أصبح من الضروري إمداد إيران بالسلاح لمقاومة التوغل العراقي في عمق الأراضي الإيرانية ،وخلق نوع من توازن القوى بين الطرفين .
وفي آذار من عام 1981 أسقطت قوات الدفاع الجوي السوفيتية طائرة نقل دخلت المجال الجوي السوفيتي قرب الحدود التركية ،وتبين بعد سقوطها أنها كانت تحمل أسلحة ومعدات إسرائيلية إلى إيران . وعلى الأثر تم عزل وزير الدفاع الإيراني [ عمر فاخوري ] ،بعد أن شاع خبر الأسلحة الإسرائيلية في أرجاء العالم .
إلا أن ذلك الإجراء لم يكن سوى تغطية للفضيحة ،وظهر أن وراء تلك الحرب مصالح دولية كبرى تريد إدامة الحرب ،وإذكاء لهيبها ،وبالفعل تكشفت بعد ذلك في عام 1986 ،فضيحة أخرى هي ما سمي [ إيران ـ كونترا ]على عهد الرئيس الأمريكي [ رونالد ريكان ] الذي أضطر إلى تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة السناتور [جون تاور ] وعضوية السناتور [ ادموند موسكي ] ومستشار للأمن القومي [برنت سكوكروفت ] ، وذلك في 26 شباط 19987 ،وقد تبين من ذلك التحقيق أن مجلس الأمن القومي الأمريكي كان قد عقد اجتماعاً عام 1983 ،برئاسة ريكان نفسه لبحث السياسة الأمريكية تجاه إيران ،وموضوع الحرب العراقية الإيرانية ،وقد وجد مجلس الأمن القومي الأمريكي أن استمرار لهيب الحرب يتطلب تزويد إيران بالسلاح وقطع الغيار والمعدات ، من قبل الولايات المتحدة وشركائها ،وبشكل خاص إسرائيل ،التي كانت لها مصالح واسعة مع حكومة الشاه لسنوات طويلة ، وأن تقديم السلاح لإيران يحقق هدفين للسياسة الإسرائيلية الإستراتيجية . الهدف الأول يتمثل في استنزاف القدرات العسكرية العراقية ،التي تعتبرها إسرائيل خطر عليها ، والهدف الثاني هو تنشيط سوق السلاح الإسرائيلي .
لقد قام الكولونيل [ اولفر نورث ] مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بترتيب التعاون العسكري الإسرائيلي الإيراني من وراء ظهر الكونجرس الذي كان قد اصدر قراراً يمنع بيع الأسلحة إلى إيران ،وجرى ترتيب ذلك عن طريق شراء الأسلحة إلى ثوار الكونترا في نكاراغوا ،حيث كان هناك قرارا بتزويد ثورة الردة في تلك البلاد ،وجرى شراء الأسلحة من إسرائيل ،وسجلت أثمانها بأعلى من الثمن الحقيقي ،لكي يذهب فرق السعر ثمناً للأسلحة المرسلة إلى إيران ،بالإضافة إلى ما تدفعه إيران من أموال لهذا الغرض .(3)
وقد أشار تقرير اللجنة الرئاسية كذلك ،إلى أن اجتماعاً كان قد جرى عقده بين الرئيس [ريكان ] ومستشاره للأمن القومي [ مكفرن ] عندما كان ريكان راقداً في المستشفى لإجراء عملية جراحية لإزالة ورم سرطاني في أمعائه ،وقد طلب مستشاره الموافقة على فتح خط اتصال مع إيران ،وقد أجابه الرئيس ريكان على الفور : [أذهب وافتحه ].
وبدأ الاتصال المباشر مع إيران ،وسافر [ أولفر نورث ] بنفسه إلى إيران في زيارة سرية لم يعلن عنها ،وبدأت الأسلحة الأمريكية تنهال على إيران ،لا حباً بإيران ونظامها الإسلامي ،وإنما لجعل تلك الحرب المجرمة تستمر أطول مدة ممكنة (4)
ولم يقتصر تدفق الأسلحة لإيران ،على إسرائيل والولايات المتحدة فقط ،وإنما تعدتها إلى جهات أخرى عديدة ،ولعب تجار الأسلحة الدوليون دوراً كبيراً في هذا الاتجاه
رابط الموضوع:-
http://www.arabpark.net/vb/t30302.html
رجاء الى اخوانى فى المنتدى :- اى حد يعرف حاجه او عنده معلومه او موضوع عن الدور المصرى فى هذه الحرب يقوم بوضعه فورا وشكرا
في صباح الثاني والعشرين من أيلول 1980 ،قامت على حين غرة 154 طائرة حربية عراقية بهجوم جوي كاسح على مطارات إيران ،والمراكز الحيوية فيها ،ثم أعقبتها 100 طائرة أخرى في ضربة ثانية لإكمال ضرب المطارات والطائرات الحربية الإيرانية ،وكانت الطائرات تغير موجة إثر موجة ،وفي الوقت نفسه زحفت الدبابات والمدرعات العراقية نحو الحدود الإيرانية على جبهتين.
1 ـ الجبهة الأولى في المنطقة الوسطى من الحدود بين البلدين ،باتجاه [ قصر شيرين ] ، نظراً لقرب هذه المنطقة من قلب العراق ،لإبعاد أي خطر محتمل لتقدم القوات الإيرانية نحو ديالى ،ثم بغداد ،وقد استطاعت القوات العراقية الغازية احتلال[ قصر شيرين ].
2 ـ الجبهة الثانية في الجنوب ،نحو منطقة [ خوزستان ] الغنية بالنفط ،وذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى ،حيث تطل على أعلى الخليج .
وفي خلال بضعة أسابيع من الهجوم المتواصل ،استطاعت القوات العراقية ،التي كانت قد استعدت للحرب ،من السيطرة على منطقة [ خوزستان ] بكاملها ،واحتلت مدينة [ خرم شهر ] ،وقامت بالتفاف حول مدينة [ عبدان ] النفطية ،وطوقتها .
وعلى الجانب الإيراني ،فقد قامت الطائرات الإيرانية بالرد على الهجمات العراقية ، وقصفت العاصمة بغداد ، وعدد من المدن الأخرى ، الا أن تأثير القوة الجوية الإيرانية لم يكن على درجة من الفعالية ،وخصوصاً وأن النظام العراقي كان قد تهيأ للحرب قبل نشوبها ، حيث تم نصب المضادات الأرضية فوق أسطح العمارات في كل أنحاء العاصمة والمدن الأخرى ،وتم كذلك نصب العديد من بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات حول بغداد . وهكذا فقد فقدت إيران أعداد كبيرة من طائراتها خلال هجومها المعاكس على العراق ،كما أن القوة الجوية الإيرانية كانت قد فقدت الكثير من كوادرها العسكرية المدربة بعد قيام الثورة ،مما اضعف قدرات سلاحها الجوي ، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح للسلاح الجوي العراقي السيطرة المطلقة في سماء البلدين .
وفي الوقت الذي كانت إيران محاصرة من قبل الغرب ،فيما يخص تجهيزها بالأسلحة ، كانت الأسلحة تنهال على العراق من كل جانب ، كما أوعزت الولايات المتحدة إلى الرئيس المصري أنور السادات ببيع جميع الأسلحة المصرية من صنع سوفيتي إلى العراق ،وتم فتح قناة الاتصال بين البلدين عن طريق سلطنة عمان ،حيث كانت العلاقات بين البلدين مقطوعة منذُ أن ذهب السادات إلى إسرائيل .وقام السادات بالدور الموكول له ،وأخذت الأسلحة المصرية تُنقل إلى العراق عن طريق الأردن والسعودية خلال عام 1981 . كما بدأت خطوط الإنتاج في المصانع الحربية المصرية تنتج وتصدر للعراق المعدات والذخيرة ،والمدافع عيار 122ملم طيلة سنوات الحرب .
لقد كانت تلك العملية فرصة كبيرة للولايات المتحدة لإنعاش سوق السلاح الأمريكي ،حيث سعت لأن تتخلص مصر من السلاح السوفيتي ،وتستعيض عنه بالسلاح الأمريكي ،فقد بلغ قيمة ما باعه السادات من سلاح للعراق يتجاوز ألف مليون دولار خلال عام واحد ،وكانت أسعار الأسلحة المباعة تتجاوز أحياناً أسعارها الحقيقية ،وكان صدام حسين مرغماً على قبولها .(1)
وفي الوقت نفسه أشترى السادات من الأسلحة الأمريكية ،ما معدله [ ألف مليون دولار ] سنوياً ، ولمدة خمس سنوات ، التي تلت توقيعه على اتفاقية [ كامب ديفيد ] ،وبلغ قيمة ما اشترته مصر من الأسلحة الأمريكية ،أكثر مما اشترته من الاتحاد السوفيتي خلال السنين السابقة ،بعشرة أضعاف .
وفي حين لم تدفع مصر أكثر من ثلث ثمن الأسلحة السوفيتية ،فإنها دفعت ،ومع الفوائد ثمن كل السلاح الأمريكي ،ولم تعفى إلا بمقدار 7 مليارات دولار ،وكانت كرشوة من قبل الولايات المتحدة لمصر ، لقاء مشاركتها في الحرب ضد العراق في حرب الخليج الثانية عام 1991 ، وتقديراً لخدماتها في تحقيق الغطاء العربي لتلك الحرب الإمبريالية ضد العراق وشعبه ،بحجة تحرير الكويت ،ولقاء السكوت على حرب التجويع المستمرة منذُ 2 آب 1990،وحتى يومنا هذا، ضد الشعب العراقي المنكوب .
أما الاتحاد السوفيتي ، فقد بدأ بتوريد الأسلحة إلى العراق ،بعد توقف لفترة من الزمن ، وبدأت الأسلحة تنهال عليه عام 1981 ،حيث وصل إلى العراق 400 دبابة طراز T55 و250 دبابة طراز T 72)) كما تم عقد صفقة أخرى تناولت طائرات [ميك ] [وسوخوي ] و [ توبوليف ] ،بالإضافة إلى الصواريخ .
كما عقد حكام العراق صفقة أخرى مع البرازيل ،بمليارات الدولارات ،لشراء الدبابات ،والمدرعات ،وأسلحة أخرى ،وجرى ذلك العقد بضمانة سعودية ، واستمرت العلاقات التسليحية مع البرازيل حتى نهاية الحرب عام 1988.
وهكذا أستمر تفوق الجيش العراقي خلال العام 1981 ،حيث تمكن من احتلال مناطق واسعة من القاطع الأوسط منها [سربيل زهاب ]و[الشوش]و[قصر شيرين] وغيرها من المناطق الأخرى .
كما تقدمت القوات العراقية في القاطع الجنوبي ،في العمق الإيراني ،عابرة نهر الطاهري ،وكان ذلك الاندفاع أكبر خطأ أرتكبه الجيش العراقي ،بأمر من صدام حسين !!!، حيث أصبح في وضع يمكن القوات الإيرانية من الالتفاف حوله ،وتطويقه ،رغم معارضة القادة العسكريين لتلك الخطوة الانتحارية التي دفع الجيش العراقي لها ثمناً باهضاً من أرواح جنوده ،ومن الأسلحة والمعدات التي تركها الجيش ،بعد عملية التطويق الإيرانية ،والهجوم المعاكس الذي شنه الجيش الإيراني في تموز من عام 1982 ، والذي استطاع من خلاله إلحاق هزيمة منكرة بالجيش العراقي ،واستطاع تحرير أراضيه ومدنه في منطقة خوزستان ،وطرد القوات العراقية خارج الحدود .
ثانياً : إيران تبحث عن السلاح :
أحدث تقدم الجيش العراقي في العمق الإيراني قلقاً كبيراً لدى القيادة الإيرانية ،التي بدأت تعد العدة لتعبئة الجيش بكل ما تستطيع من الأسلحة والمعدات ،وقامت عناصر من الحكومة الإيرانية بالبحث عن مصادر للسلاح ،حيث كان السلاح الإيراني كله أمريكياً ،وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت توريد الأسلحة إلى إيران منذُ الإطاحة بالشاه ،وقيام الحرس الثوري الإيراني باحتلال السفارة الأمريكية واحتجاز أعضائها كرهائن ،وتمكنت تلك العناصر ،عن طريق بعض الوسطاء من تجار الأسلحة ،من الاتصال بإسرائيل ، عن طريق أثنين من مساعدي رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ، وهما [ أودولف سكويمر ] و [ يلكوف نامرودي ]، بالاشتراك مع تاجر الأسلحة السعودي [ عدنان خاشقجي ] الذي قام بدور الوسيط ؟ (2)
وجدت إسرائيل ضالتها في تقديم الأسلحة إلى إيران،ذلك لأن العراق تعتبره إسرائيل عدواً لها ،وإن إضعافه ،وإنهاك جيشه في حربه مع إيران يحقق أهداف إسرائيل .
ولم يكن تصرف إسرائيل هذا ،بمعزل عن الولايات المتحدة ورضاها ومباركتها إن لم تكن هي المرتبة لتلك الصفقات ،بعد أن وجدت الولايات المتحدة أن الوضع العسكري في جبهات القتال قد أصبح لصالح العراق ،ورغبة منها في إطالة أمد الحرب أطول مدة ممكنة فقد أصبح من الضروري إمداد إيران بالسلاح لمقاومة التوغل العراقي في عمق الأراضي الإيرانية ،وخلق نوع من توازن القوى بين الطرفين .
وفي آذار من عام 1981 أسقطت قوات الدفاع الجوي السوفيتية طائرة نقل دخلت المجال الجوي السوفيتي قرب الحدود التركية ،وتبين بعد سقوطها أنها كانت تحمل أسلحة ومعدات إسرائيلية إلى إيران . وعلى الأثر تم عزل وزير الدفاع الإيراني [ عمر فاخوري ] ،بعد أن شاع خبر الأسلحة الإسرائيلية في أرجاء العالم .
إلا أن ذلك الإجراء لم يكن سوى تغطية للفضيحة ،وظهر أن وراء تلك الحرب مصالح دولية كبرى تريد إدامة الحرب ،وإذكاء لهيبها ،وبالفعل تكشفت بعد ذلك في عام 1986 ،فضيحة أخرى هي ما سمي [ إيران ـ كونترا ]على عهد الرئيس الأمريكي [ رونالد ريكان ] الذي أضطر إلى تشكيل لجنة تحقيقية برئاسة السناتور [جون تاور ] وعضوية السناتور [ ادموند موسكي ] ومستشار للأمن القومي [برنت سكوكروفت ] ، وذلك في 26 شباط 19987 ،وقد تبين من ذلك التحقيق أن مجلس الأمن القومي الأمريكي كان قد عقد اجتماعاً عام 1983 ،برئاسة ريكان نفسه لبحث السياسة الأمريكية تجاه إيران ،وموضوع الحرب العراقية الإيرانية ،وقد وجد مجلس الأمن القومي الأمريكي أن استمرار لهيب الحرب يتطلب تزويد إيران بالسلاح وقطع الغيار والمعدات ، من قبل الولايات المتحدة وشركائها ،وبشكل خاص إسرائيل ،التي كانت لها مصالح واسعة مع حكومة الشاه لسنوات طويلة ، وأن تقديم السلاح لإيران يحقق هدفين للسياسة الإسرائيلية الإستراتيجية . الهدف الأول يتمثل في استنزاف القدرات العسكرية العراقية ،التي تعتبرها إسرائيل خطر عليها ، والهدف الثاني هو تنشيط سوق السلاح الإسرائيلي .
لقد قام الكولونيل [ اولفر نورث ] مساعد مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بترتيب التعاون العسكري الإسرائيلي الإيراني من وراء ظهر الكونجرس الذي كان قد اصدر قراراً يمنع بيع الأسلحة إلى إيران ،وجرى ترتيب ذلك عن طريق شراء الأسلحة إلى ثوار الكونترا في نكاراغوا ،حيث كان هناك قرارا بتزويد ثورة الردة في تلك البلاد ،وجرى شراء الأسلحة من إسرائيل ،وسجلت أثمانها بأعلى من الثمن الحقيقي ،لكي يذهب فرق السعر ثمناً للأسلحة المرسلة إلى إيران ،بالإضافة إلى ما تدفعه إيران من أموال لهذا الغرض .(3)
وقد أشار تقرير اللجنة الرئاسية كذلك ،إلى أن اجتماعاً كان قد جرى عقده بين الرئيس [ريكان ] ومستشاره للأمن القومي [ مكفرن ] عندما كان ريكان راقداً في المستشفى لإجراء عملية جراحية لإزالة ورم سرطاني في أمعائه ،وقد طلب مستشاره الموافقة على فتح خط اتصال مع إيران ،وقد أجابه الرئيس ريكان على الفور : [أذهب وافتحه ].
وبدأ الاتصال المباشر مع إيران ،وسافر [ أولفر نورث ] بنفسه إلى إيران في زيارة سرية لم يعلن عنها ،وبدأت الأسلحة الأمريكية تنهال على إيران ،لا حباً بإيران ونظامها الإسلامي ،وإنما لجعل تلك الحرب المجرمة تستمر أطول مدة ممكنة (4)
ولم يقتصر تدفق الأسلحة لإيران ،على إسرائيل والولايات المتحدة فقط ،وإنما تعدتها إلى جهات أخرى عديدة ،ولعب تجار الأسلحة الدوليون دوراً كبيراً في هذا الاتجاه
رابط الموضوع:-
http://www.arabpark.net/vb/t30302.html
رجاء الى اخوانى فى المنتدى :- اى حد يعرف حاجه او عنده معلومه او موضوع عن الدور المصرى فى هذه الحرب يقوم بوضعه فورا وشكرا
التعديل الأخير: