انحسار النفوذ الأمريكي

إنضم
31 ديسمبر 2018
المشاركات
1,265
التفاعل
1,411 6 0
الدولة
Iraq
النفوذ الإيراني في ازدياد؟
بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وصوت ايران المندد بالعقوبات التي تزداد يوماً بعد يوم، تفاجأ الكثيرون(وأنا منهم) عدم وجود تهديد ايراني باغلاق مضيق هرمز؟
على الرغم من ان العقوبات في 2011 كانت أقل بكثير من عقوبات ترامب الحالية، حيث كانت تحاول ادارة اوباما الى دفع ايران للجلوس على طاولة المفاوضات، على عكس ادارة ترامب التي تسعى جاهدةً لاغتيال الاقتصاد الإيراني.......
فما هو سبب الصمت الإيراني المريب؟ ولماذا يظهر للعيان وكأن إيران صامتة على العقوبات الأمريكية وكأنها تطلب المزيد والمزيد من العقوبات؟
فنحن لم نسمع في مضيق هرمز شيئاً سوى هدوءٍ وموج البحر بين فينة وأخرى بسبب مرور ناقلات النفط بسلام؟
--------------
الخيارات الإيرانية المحدودة:
على الرغم من أن إدارة ترامب هي من تأخذ المبادرة الهجومية تجاه إيران، إلا أن إيران لديها بعض الخيارات المحدودة، نذكر منها وضع لغم بحري بشكل عبثي،
وحين ورود أنباء عن إصابة إحدى ناقلات نفط دول الخليج العربية، سيرتفع سعر النفط بشكل مهول إلى ما فوق ال150 دولار أمريكي..
(في حالة إغلاق مضيق هرمز، أو حدوث عمل عسكري فيه، سترتفع أسسعار النفط لتتخطى ال300دولار للبرميل الواحد.
--------------
المستفيد الأكبر:
في الواقع، المستفيد من هذه الحرب، سواء أكانت اقتصادية أم عسكرية، هما (الدب الروسي، والتنين الصيني)
فكلا الدولتتان تأخذان موقفاً محايداً تماماً، في الوقت الذي أفلست فيه البنوك الإيرانية وخرجت الشركات منها، إلا أننا لم نسمع عن وقوف الصين أو روسيا الى جانب ايران
(الصين لم تستخدم امكانية دعم الاقتصاد الايراني كورقة ضغط في الاتفاقيات التجارية مع أمريكا)
(لم نسمع صوتاً لمجلس الأمن بشأن العقوبات الإيرانية،،)
.
(نتذكر ماحدث مع معمر القذافي حين حدثت ثورات الربيع العربي وامتناع الصين وروسيا عن التصويت، حيث كانا يريدان انتقال المعركة الى سوريا
وحين انتقلت المعركة لسوريا، قامت الصين وروسيا ب(فيتو مزدوج) ضد قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا،،،حتماً ليستطيعوا حسمها لصالحهم...أو على الأقل هزيمة الجهود العربية والأمريكية بهذا الشأن....وهذا ما حدث)
فهل نرى تكرار دبلوماسية الربيع العربي مع العقوبات الإيرانية؟
وهل فعلاً تراجع النفوذ الأمريكي في الشرق الوسط؟

-------------------
 
النفوذ السعودي، والنفط،،،، مرتبطان لفترة طويلة بالإدارة الأمريكية،، حيث تشترك السياسات الخارجية لكلتا الدولتان سياسياً بشأن الخطر الإيراني...واقتصاديا ببيع النفط بالدولار الأمريكي.....
ولكن، بعد وفاة الملك عبدالله(رحمه الله)، وهبوط سعر النفط الى مادون ال70دولار، ظهر وكأن الدور السعودي في تراجع(لا سمح الله) خاصةً بشأن الكثير من القضايا المحلية والدولية....
نذكر مثلاً قردوغان ومحاولاته البائسة لقيادة العالم الاسلامي....ففي عصر الطفرة النفطية ساهم قردوغان بمساعدة السعودية بناء على قيادة الأخيرة للعالم الإسلامي،،، واتفق مع السعودية على دعم المعارضة المسلحة على طول الحدود التركية-السورية وتدريب وتسليح العديد من الفصائل المسلحة ضد النظام السوري..
بالإضافة الى دعم الاعلام القطري (الشريف) لقردوغان وتصوير تركيا وكأنها قائدة للعالم الإسلامي...وتدويل قضايا الشأن الداخلي السعودي(دون ذكر أمثلة) لصالح تركيا،،
وأخيراً أتت المسرحية التركية والتي تقول بأن تركيا معادية لأمريكا، (العلاقات التركية الأمريكية أقوى بكثير مما يتم تداوله اعلامياً......حيث إن هناك عشاق لقردوغان من اللوبي الأمريكي،، وخاصةً أنها احدى دول حلف الناتو وضمن الاتحاد الأوروبي.....بالإضافة الى ان امريكا وقردوغان متفقتان على الكثير من الأمور.....منها على سبيل المثال لا الحصر العلمانية والاعتراف باسرائيل)
---------------------------
رغبة قردوغان الجامحة في تهميش النفوذ السعودي:
وتتم الخطة التركية بعدة وسائل منها:
1- التقارب مع النظام الإيراني بشكل طفيف
يريد بذلك أن تشفع له طهران لدى الأسد،،،، فحين تضع الحرب أوزارها، ستحتاج تركيا للسوق السوري والحدود السورية مفتوحة،،، ولكن مع الحقد الدفين لدى بشار الأسد تجاه القرد التركي،،، سيقوم بوضع كل العراقيل الممكنة لمنع الاقتصاد التركي من الربح في السوق السورية،،،، حتى لو عنى ذلك خسارة الميزانية العامة السورية لمليارات الدولارات،،،،،،
إضافة لعودة ملايين الخليجيين لدعم السياحة السورية التي انهكتها الحرب،، وعزوفهم عن تركيا التي لم ترحب بالعرب يوماً......
2- العمل على توسيع النفوذ التركي في أفريقيا:
عمل أردوغان على توسيع نفوذه في العديد من البلدان الأفريقية، على المستوى الإعلامي والصحي والتعليمي والصناعي،،، حيث إن افريقيا بعد 15 أو 20 سنة ستعود مجدداً وستتغير موازين القوى، فأردوغان يحاول اللعب على المدى الطويل في الجانب الأفريقي
3-تصوير السعودية على أنها قامعة للحريات ولا تصلح لقيادة العالم العربي:
ويخدم في هذا الشأن الاعلام القطري الداعم للصداقة وحسن الجوار، والذي يقوم بتأليب جميع الكارهين للسعودية ودعمهم ماليا واعلاميا، فتارة يتحدث عن حقوق المرأة المضطهدة....وتصوير الحجاب وكأنه تخلف ورجعية وقمع لحرية الأنثى......وتارة أخرى يتحدث عن فعاليات هيئة الترفيه،،،، متناسياً أنها ضمن الحدود الشرعية الاسلامية،،،،إضافة الى تناسيه عن البارات والمراقص والبغايا والعاهرات القاصرات التي تقدم (سياحة متطورة) للأوروبيين والاسرائيليين
فهل فعلاً النفوذ السعودي بدأ ينحسر(لاسمح الله)؟
وهل هذا بسبب الحرب الإيرانية على العديد من الجبهات؟
 
عودة
أعلى