يقوم نبيل شعث مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الخارجية، حاليا بزيارة إلى المغرب، حاملا رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى الملك محمد السادس، والتقى خلال هذه الزيارة عددا من رؤساء الأحزاب والمسؤولين المغاربة.
في هذا الحوار الخاص مع موقع يابلادي، يتحدث السياسي الفلسطيني عن دور المغرب في نصرة القضية الفلسطينية، وعن موقف السلطة الوطنية الفلسطينية من صفقة القرن، وكذا عن المصالحة بين فتح وحماس.
ما فحوى الرسالة التي نقلتها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى الملك محمد السادس؟
هذه الرسالة تشرح الموقف الراهن الذي تمر به القضية الفلسطينية، وتشرح موقف القيادة الفلسطينية، وتشكر المغرب وجلالة الملك على الدعم الدائم لهذه القضية، ولكن أيضا توضح لجلالة الملك أهمية القمة العربية القادمة، التي ستعقد في تونس الشهر القادم، ونحتاج إلى مساعدة المغرب في أن تعيد هذه القمة الأولوية للقضية الفلسطينية وأن تعمل على ترجمة ذلك إلى رفض واضح لما يسمى صفقة القرن، التي لا تقدم شيئا للشعب الفلسطيني، وكل ما فيها يخدم المشروع الاستيطاني العنصري الإسرائيلي، مقابل القضاء على المطالب العادلة للشعب الفلسطيني، وأيضا نطلب منه أن يتخذ مؤتمر القمة موقفا واضحا من عملية السلام العربية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل إلا عندما تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وتسمح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأن تقدم القمة العربية دعما ماديا للسلطة الوطنية الفلسطينية، نتيجة لما فعله نتنياهو من خصم أموال ضرائبنا وما قام به ترامب من وقف كل المعونات للقدس واللاجئين.
أنا على يقين أن المغرب يقف إلى جانبنا ولكن كان لابد من توضيح بعض الأمور في هذه الرسالة التي أحملها إلى جلالة الملك.
كيف تقيمون عمل لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي؟
قيادة جلالة الملك للجنة القدس المنبثقة من القمة الإٍسلامية، وأيضا لصندوق بيت المال الداعم للقدس ماليا، تساهم دائما في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني والقدس، وتشكل رمزية الالتزام والاهتمام العربي والإسلامي بقضية القدس، ولذلك دائما يفكر الإنسان بالقدوم إلى المغرب كلما تعرضت القدس للأخطار من قبل إسرائيل والآن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
تحاول إسرائيل التوغل في بعض الدول الإفريقية مؤخرا، خصوصا المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية كيف تنظرون إلى ذلك؟
نحن نتحرك في علاقتنا مع هذه الدول وكلها علاقات بنيت في فترة النضال والحراك، وحركات التحرر الإفريقية، بالاستعانة بدولتين بشكل كبير هما المغرب وجنوب إفريقيا، أيضا لتونس والجزائر ومصر دور تلعبه، ولكن دور المغرب وجنوب إفريقيا هو الدور الأكثر تأثيرا على الدول الإفريقية، وهاتين الدولتين هما اللتين أوقفتا مؤتمر القمة الإفريقية الإسرائيلية في توغو وهما اللتين وقفتا ضد قبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، لذلك حراكنا جزء منه مباشر وجزء يتعلق بهذه الدول الصديقة والشقيقة، ذات النفوذ في إفريقيا.
تسارع بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني كيف تعلقون على ذلك؟
ننظر إلى ذلك بسلبية بالغة، ونعتقد أن ذلك لا يليق بالعمل العربي ولا يتفق مع مبادرة السلام العربية التي أقرت بالإجماع في بيروت سنة 2002، والتي انطلقت من المملكة العربية السعودية، نحن واقعيون لا نطالب من أشقائنا إرسال جيوشهم وقواتهم لتحرير الوطن الفلسطيني ولا نطالبهم بقطع علاقاتهم مع الولايات المتحدة وغير ذلك من القضايا التي اتخذت مؤتمرات القمم السابقة قرارات بشأنها، ومنها أن من ينقل سفارته إلى القدس، تقطع العلاقات معه فورا.
لكن نطالب على الأقل بوقف كامل وشامل لكل أنواع التطبيع السياسي والاقتصادي والأمني، لأن ذلك يبقي الضغط على إسرائيل ويبقي الحافز أنه إذا قامت بالالتزام بالقانون الدولي، وأنه إذا التزمت بقرارات عملية السلام، سيمكن التطبيع معها في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
مؤخرا تم الحديث عن تطبيع ثقافي ورياضي مغربي إسرائيلي، ما موقفكم من ذلك؟
سأكون صريحا هذا شيء سلبي وليس إيجابي، عندما يتم السلام، وعندما تنفذ إسرائيل قرارات الشرعية الدولية، وتنفذ حل الدولتين، وأرجو أن أكون واضحا حل الدولتين لا يعطينا سوى 24 في المائة من بلادنا ويبقي في يد إسرائيل 76 في المائة من هذه الأرض، فحتى ما قبلناه لا يمثل العدالة الكاملة، هو يمثل العدالة الممكنة في إطار القانون الدولي، عندما يتم ذلك فلتلعب إسرائيل في الرياضة ولتشارك في الثقافة، أما الآن نطالب كل قوى المجتمع المدني المغربية والعربية والدولية، على الأقل الاستمرار في الضغط على إسرائيل قانونيا، وعدم السماح لها بأي تطبيع، وهذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن يشكل ضغطا على إسرائيل، من دون ذلك إسرائيل ستستمر في سياستها العنصرية الصهيونية الاستيطانية.
كيف تقيمون في السلطة الوطنية الفلسطينية دور المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل؟
من دون شك هذه المقاطعة تلعب دورا مهما، ونتمنى دائما لهذا الدور التطور، ونذكر العالم بأن ما قضى على نظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا هو المقاطعة العالمية لجنوب إفريقيا، التي وصلت إلى مقاطعة الذهب والألماس، ومقاطعة العمل التجاري والاقتصادي والسياسي والأمني، وهو ما أدى في النهاية إلى دولة واحدة ديمقراطية لا طائفية للبيض والسود للمسلمين والمسحين واليهود وهو أمر في صالح البلاد.
من دون النضال الشعبي الجنوب إفريقي، ومن دون المقاطعة الشاملة للنظام لم يكن هذا السلام ممكنا.
تم مؤخرا إنشاء أول مركز فلسطيني في الرباط بإشراف السفارة الفلسطينية، هل تعتقدون أن مثل هاته المبادرات ستساهم في التعريف أكثر بالقضية؟
هذه خطوة إيجابية للغاية، وأيضا أثناء وجودي هنا خلال الأيام الثلاثة الماضية، التقيت رؤساء الأحزاب ورئيس البرلمان، ومن بين ما نقشناه استعادة العافية وتجديد الإمكانيات، لجمعية مساندة الكفاح الفلسطيني التي قامت منذ فترة طويلة بجهود كبيرة، وفي المرحلة الأخيرة لم تكن على نشاطها المعتاد، وقد أكدت لنا كل الأحزاب التي التقينا بها استعدادها للعمل معنا في هذا المجال، كما اتفقنا على العمل المشترك في أوروبا، كل حزب مع الحزب المقابل له إيديولوجيا، لكي نستطيع أيضا أن نؤثر على المواقف الأوروبية ونحاول جادين الوقوف في وجه المد الفاشي اليميني في أوروبا الذي يقلص الدعم المقدم لنا.
يقينا الشعب المغربي والأحزاب المغربية على استعداد حقيقي للعمل وعلينا أن نبحث دائما عن طرق جديدة وعن إبداع في العمل المشترك، من أجل القضية الفلسطينية.
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن قرب إطلاقها لخطتها حول السلام في الشرق الأوسط، هل اطلعتم على تفاصيلها؟
نحن اطلعنا على ما يقومون به على الأرض ولسنا بحاجة لقراءة ما يكتبون. نرى ما يفعلونه هم يدمرون عملية السلام. الذي ينقل سفارته إلى القدس ويعلن أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل ولا علاقة للشعب الفلسطيني بها، والذي يقوم بقطع كل الدعم عن اللاجئين لا ننتظر منه شيئا.
كل ذلك هو في إطار صفقة القرن، ليس لدينا شيء نتوقعه من هذه الخطة سوى الأذى وتدمير الأسس التي بنيت عليها عملية السلام، لذلك نحن نرفضها رفضا كاملا ونطالب بمؤتمر دولي متعدد الأطراف ينبثق من الأمم المتحدة، ويلتزم بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وبما وقعناه سابقا من اتفاقات، لكي نكمل عملية السلام، أما غير ذلك فهو دمار حقيقي لعملية السلام.
ما حقيقة ضغط بعض الدول العربية عليكم لقبول صفقة القرن؟
ليس صحيحا على الإطلاق، وأستطيع القول بكل وضوح لم تقم أي دولة عربية بأي محاولة للضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الوطنية الفلسطينية، من أجل القبول بصفقة القرن، الذي يضغط هو ترامب الذي يدعي السهر على عملية السلام، ويقول إن اللاجئين ليسوا خمسة ملايين وإنما 40 ألف الذين خرجوا من فلسطين عام 1948 ومازالوا أحياء وكل أحفادهم وأولادهم وأزواجهم ليسوا لاجئين، الذي يقوم بإزالة كلمة المحتلة عند الإشارة إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية وإلى الجولان، ويقبل بقانون الجنسية اليهودي الإسرائيلي الذي يشرع النظام العنصري الكامل، ويدعي أن الشعب الفلسطيني ليس لديه الحق في تقرير مصيره على هذه الأرض، الذي يقف مرحبا بالمشروعات الاستيطانية الإسرائيلية، ليس لدينا شيء ننتظره منه.
أين وصلت جهود المصالحة الفلسطينية؟
المصالحة أمر غاية في الأهمية للشعب الفلسطيني ولاستعادة الوحدة الوطنية، سيأتي معه قوة شعبية إضافية، وسيؤدي أيضا إلى استعادة الإطار الديمقراطي الانتخابي، الضروري لفلسطين، لكن المسألة ليست سهلة، ذلك أن الانقسام له أشكال إقليمية وليس فقط أشكال سياسية، وطبعا إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة وتفرض العزلة بين قطاع غزة والضفة الغربية تلعب دورا عسكريا وسياسيا في الضغط من أجل عدم السماح لهذه الوحدة بالنجاح والتقدم، ولكن بدون شك، كان يمكن لحماس أن تساهم بشكل إيجابي في جهودنا للوصول إلى الوحدة، خصوصا وأننا نطرح عليها مباشرة ومن خلال مصر التي تلعب دور الوسيط بيننا لتحقيق هذه المصالحة، انتخابات برلمانية تؤدي إلى تشكيل حكومة ائتلافية على أساس النسب المئوية للتصويت الشعبي، وبالتالي لا يتم استبعاد أي أحد.
عرضنا عليهم أشياء أخرى حتى الآن لم نحصل على القبول، نحن لم نفقد ولن نفقد الصبر والأمل في محاولة الوصول إلى وحدة وطنية بين غزة والضفة الغربية، بما يوحد منظمة التحرير الفلسطينية.
في هذا الحوار الخاص مع موقع يابلادي، يتحدث السياسي الفلسطيني عن دور المغرب في نصرة القضية الفلسطينية، وعن موقف السلطة الوطنية الفلسطينية من صفقة القرن، وكذا عن المصالحة بين فتح وحماس.
ما فحوى الرسالة التي نقلتها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن إلى الملك محمد السادس؟
هذه الرسالة تشرح الموقف الراهن الذي تمر به القضية الفلسطينية، وتشرح موقف القيادة الفلسطينية، وتشكر المغرب وجلالة الملك على الدعم الدائم لهذه القضية، ولكن أيضا توضح لجلالة الملك أهمية القمة العربية القادمة، التي ستعقد في تونس الشهر القادم، ونحتاج إلى مساعدة المغرب في أن تعيد هذه القمة الأولوية للقضية الفلسطينية وأن تعمل على ترجمة ذلك إلى رفض واضح لما يسمى صفقة القرن، التي لا تقدم شيئا للشعب الفلسطيني، وكل ما فيها يخدم المشروع الاستيطاني العنصري الإسرائيلي، مقابل القضاء على المطالب العادلة للشعب الفلسطيني، وأيضا نطلب منه أن يتخذ مؤتمر القمة موقفا واضحا من عملية السلام العربية التي ترفض التطبيع مع إسرائيل إلا عندما تنسحب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وتسمح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأن تقدم القمة العربية دعما ماديا للسلطة الوطنية الفلسطينية، نتيجة لما فعله نتنياهو من خصم أموال ضرائبنا وما قام به ترامب من وقف كل المعونات للقدس واللاجئين.
أنا على يقين أن المغرب يقف إلى جانبنا ولكن كان لابد من توضيح بعض الأمور في هذه الرسالة التي أحملها إلى جلالة الملك.
كيف تقيمون عمل لجنة القدس التي يرأسها العاهل المغربي؟
قيادة جلالة الملك للجنة القدس المنبثقة من القمة الإٍسلامية، وأيضا لصندوق بيت المال الداعم للقدس ماليا، تساهم دائما في تقديم الدعم للشعب الفلسطيني والقدس، وتشكل رمزية الالتزام والاهتمام العربي والإسلامي بقضية القدس، ولذلك دائما يفكر الإنسان بالقدوم إلى المغرب كلما تعرضت القدس للأخطار من قبل إسرائيل والآن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
تحاول إسرائيل التوغل في بعض الدول الإفريقية مؤخرا، خصوصا المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية كيف تنظرون إلى ذلك؟
نحن نتحرك في علاقتنا مع هذه الدول وكلها علاقات بنيت في فترة النضال والحراك، وحركات التحرر الإفريقية، بالاستعانة بدولتين بشكل كبير هما المغرب وجنوب إفريقيا، أيضا لتونس والجزائر ومصر دور تلعبه، ولكن دور المغرب وجنوب إفريقيا هو الدور الأكثر تأثيرا على الدول الإفريقية، وهاتين الدولتين هما اللتين أوقفتا مؤتمر القمة الإفريقية الإسرائيلية في توغو وهما اللتين وقفتا ضد قبول إسرائيل كعضو مراقب في الاتحاد الإفريقي، لذلك حراكنا جزء منه مباشر وجزء يتعلق بهذه الدول الصديقة والشقيقة، ذات النفوذ في إفريقيا.
تسارع بعض الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني كيف تعلقون على ذلك؟
ننظر إلى ذلك بسلبية بالغة، ونعتقد أن ذلك لا يليق بالعمل العربي ولا يتفق مع مبادرة السلام العربية التي أقرت بالإجماع في بيروت سنة 2002، والتي انطلقت من المملكة العربية السعودية، نحن واقعيون لا نطالب من أشقائنا إرسال جيوشهم وقواتهم لتحرير الوطن الفلسطيني ولا نطالبهم بقطع علاقاتهم مع الولايات المتحدة وغير ذلك من القضايا التي اتخذت مؤتمرات القمم السابقة قرارات بشأنها، ومنها أن من ينقل سفارته إلى القدس، تقطع العلاقات معه فورا.
لكن نطالب على الأقل بوقف كامل وشامل لكل أنواع التطبيع السياسي والاقتصادي والأمني، لأن ذلك يبقي الضغط على إسرائيل ويبقي الحافز أنه إذا قامت بالالتزام بالقانون الدولي، وأنه إذا التزمت بقرارات عملية السلام، سيمكن التطبيع معها في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية.
مؤخرا تم الحديث عن تطبيع ثقافي ورياضي مغربي إسرائيلي، ما موقفكم من ذلك؟
سأكون صريحا هذا شيء سلبي وليس إيجابي، عندما يتم السلام، وعندما تنفذ إسرائيل قرارات الشرعية الدولية، وتنفذ حل الدولتين، وأرجو أن أكون واضحا حل الدولتين لا يعطينا سوى 24 في المائة من بلادنا ويبقي في يد إسرائيل 76 في المائة من هذه الأرض، فحتى ما قبلناه لا يمثل العدالة الكاملة، هو يمثل العدالة الممكنة في إطار القانون الدولي، عندما يتم ذلك فلتلعب إسرائيل في الرياضة ولتشارك في الثقافة، أما الآن نطالب كل قوى المجتمع المدني المغربية والعربية والدولية، على الأقل الاستمرار في الضغط على إسرائيل قانونيا، وعدم السماح لها بأي تطبيع، وهذا هو الحد الأدنى الذي يمكن أن يشكل ضغطا على إسرائيل، من دون ذلك إسرائيل ستستمر في سياستها العنصرية الصهيونية الاستيطانية.
كيف تقيمون في السلطة الوطنية الفلسطينية دور المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل؟
من دون شك هذه المقاطعة تلعب دورا مهما، ونتمنى دائما لهذا الدور التطور، ونذكر العالم بأن ما قضى على نظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا هو المقاطعة العالمية لجنوب إفريقيا، التي وصلت إلى مقاطعة الذهب والألماس، ومقاطعة العمل التجاري والاقتصادي والسياسي والأمني، وهو ما أدى في النهاية إلى دولة واحدة ديمقراطية لا طائفية للبيض والسود للمسلمين والمسحين واليهود وهو أمر في صالح البلاد.
من دون النضال الشعبي الجنوب إفريقي، ومن دون المقاطعة الشاملة للنظام لم يكن هذا السلام ممكنا.
تم مؤخرا إنشاء أول مركز فلسطيني في الرباط بإشراف السفارة الفلسطينية، هل تعتقدون أن مثل هاته المبادرات ستساهم في التعريف أكثر بالقضية؟
هذه خطوة إيجابية للغاية، وأيضا أثناء وجودي هنا خلال الأيام الثلاثة الماضية، التقيت رؤساء الأحزاب ورئيس البرلمان، ومن بين ما نقشناه استعادة العافية وتجديد الإمكانيات، لجمعية مساندة الكفاح الفلسطيني التي قامت منذ فترة طويلة بجهود كبيرة، وفي المرحلة الأخيرة لم تكن على نشاطها المعتاد، وقد أكدت لنا كل الأحزاب التي التقينا بها استعدادها للعمل معنا في هذا المجال، كما اتفقنا على العمل المشترك في أوروبا، كل حزب مع الحزب المقابل له إيديولوجيا، لكي نستطيع أيضا أن نؤثر على المواقف الأوروبية ونحاول جادين الوقوف في وجه المد الفاشي اليميني في أوروبا الذي يقلص الدعم المقدم لنا.
يقينا الشعب المغربي والأحزاب المغربية على استعداد حقيقي للعمل وعلينا أن نبحث دائما عن طرق جديدة وعن إبداع في العمل المشترك، من أجل القضية الفلسطينية.
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن قرب إطلاقها لخطتها حول السلام في الشرق الأوسط، هل اطلعتم على تفاصيلها؟
نحن اطلعنا على ما يقومون به على الأرض ولسنا بحاجة لقراءة ما يكتبون. نرى ما يفعلونه هم يدمرون عملية السلام. الذي ينقل سفارته إلى القدس ويعلن أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل ولا علاقة للشعب الفلسطيني بها، والذي يقوم بقطع كل الدعم عن اللاجئين لا ننتظر منه شيئا.
كل ذلك هو في إطار صفقة القرن، ليس لدينا شيء نتوقعه من هذه الخطة سوى الأذى وتدمير الأسس التي بنيت عليها عملية السلام، لذلك نحن نرفضها رفضا كاملا ونطالب بمؤتمر دولي متعدد الأطراف ينبثق من الأمم المتحدة، ويلتزم بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وبما وقعناه سابقا من اتفاقات، لكي نكمل عملية السلام، أما غير ذلك فهو دمار حقيقي لعملية السلام.
ما حقيقة ضغط بعض الدول العربية عليكم لقبول صفقة القرن؟
ليس صحيحا على الإطلاق، وأستطيع القول بكل وضوح لم تقم أي دولة عربية بأي محاولة للضغط على السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الوطنية الفلسطينية، من أجل القبول بصفقة القرن، الذي يضغط هو ترامب الذي يدعي السهر على عملية السلام، ويقول إن اللاجئين ليسوا خمسة ملايين وإنما 40 ألف الذين خرجوا من فلسطين عام 1948 ومازالوا أحياء وكل أحفادهم وأولادهم وأزواجهم ليسوا لاجئين، الذي يقوم بإزالة كلمة المحتلة عند الإشارة إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية وإلى الجولان، ويقبل بقانون الجنسية اليهودي الإسرائيلي الذي يشرع النظام العنصري الكامل، ويدعي أن الشعب الفلسطيني ليس لديه الحق في تقرير مصيره على هذه الأرض، الذي يقف مرحبا بالمشروعات الاستيطانية الإسرائيلية، ليس لدينا شيء ننتظره منه.
أين وصلت جهود المصالحة الفلسطينية؟
المصالحة أمر غاية في الأهمية للشعب الفلسطيني ولاستعادة الوحدة الوطنية، سيأتي معه قوة شعبية إضافية، وسيؤدي أيضا إلى استعادة الإطار الديمقراطي الانتخابي، الضروري لفلسطين، لكن المسألة ليست سهلة، ذلك أن الانقسام له أشكال إقليمية وليس فقط أشكال سياسية، وطبعا إسرائيل التي تحاصر قطاع غزة وتفرض العزلة بين قطاع غزة والضفة الغربية تلعب دورا عسكريا وسياسيا في الضغط من أجل عدم السماح لهذه الوحدة بالنجاح والتقدم، ولكن بدون شك، كان يمكن لحماس أن تساهم بشكل إيجابي في جهودنا للوصول إلى الوحدة، خصوصا وأننا نطرح عليها مباشرة ومن خلال مصر التي تلعب دور الوسيط بيننا لتحقيق هذه المصالحة، انتخابات برلمانية تؤدي إلى تشكيل حكومة ائتلافية على أساس النسب المئوية للتصويت الشعبي، وبالتالي لا يتم استبعاد أي أحد.
عرضنا عليهم أشياء أخرى حتى الآن لم نحصل على القبول، نحن لم نفقد ولن نفقد الصبر والأمل في محاولة الوصول إلى وحدة وطنية بين غزة والضفة الغربية، بما يوحد منظمة التحرير الفلسطينية.