حقيقـــة خسائـــر الدبابـــات الأمريكيـــة فــي العـــراق
2003-2011
2003-2011
الدبابة الأمريكية M1 Abrams هي رمز القوة للجيش الأمريكي وهي بلا شك واحدة من أكثر الدبابات تقدماً بالعالم . في الحقيقة مشاركة هذه الدبابة في حرب العراق خلال السنوات من 2003-2011 أظهرت للمعنيين حسنات وسيئات الدبابات الحديثة عند إشراكها في عمليات مكافحة العصيان والتمرد counterinsurgency operations . فأثناء المرحلة التقليدية للحرب (20 مارس - 9 أبريل 2003) حققت الأبرامز انتصاراً سريعاً ومستحقاً على الدبابات العراقية من خلال التفوق التقني وفوائد القوة الجوية الأمريكية وكذلك مستوى التدريب والتكامل بين الصنوف القتالية . ثم ما لبث أن تحول هذا النصر لمصدر قلق وكابوس للدبابات الأمريكية بعد أن نشطت المقاومة العراقية واستطاعت تحطيم القيمة الدعائية العالية propagandistic التي لطالما روجت للدبابة أبرامز وقابلياتها . خلال العمليات تجاه القوات غير النظامية ، المهام الأساسية للدبابات تتضمن عادة دعم المشاة وحماية المراكز الثابتة . لكن الأبرامز في العراق كثيراً ما استخدمت للقيام بدوريات في خطوط الإمداد والتموين وكذلك في المناطق الحضرية urban areas دون انتظار مرافقة ودعم المشاة . خطط القيادة الأمريكية ونمط التوجيه المنصب نحو تأمين خطوط الإمداد والتموين ساهم بشكل فاعل في تعريض الدبابات الأمريكية لكمائن المقاومة العراقية وخطر الهجمات المرتجلة بمتفجرات الطريق IED المتحكم بها عن بعد ، وهو الأمر الذي فسر أغلب إصابات وخسائر الدبابات هناك .
في 18 فبراير العام 2005 ، صرح آمر مركز الدرع في الجيش الأمريكي اللواء "تيري توكر" Terry Tucker بأن من مجموع 1,100 دبابة أبرامز خدمت في العراق ، نحو 70% منها تعرضت للهجوم والضرر بشكل أو بآخر . في الحقيقة هو أضاف أيضاً خلال تصريح مثير "من الصعب إيجاد دبابة أبرامز قاتلت في العراق دون أن تكون تعرضت للضرر" . اللواء توكر صرح أيضاً بأن 80 دبابة أبرامز عانت من الضرر الكافي في العراق لضمان عملية شحنها وإعادتها إلى الولايات المتحدة . من ذلك العدد ، 63 منها سيعود لاحقاً إلى الخدمة ، بينما 17 من دبابات الأبرامز المتضررة لم يعد يساوي أجور وكلف التصليح .
عموماً لا يوجد إحصائية رسمية معتبرة عن خسائر الدبابات الأمريكية في العراق ، والبحث عن هذه الجزئية يتطلب المزيد من جهد البحث والتحليل لتجاوز فوضى المعلومات Information chaos التي تعج بها مصادر الشبكة ، بما في ذلك المصادر الروسية التي حملت الكثير من المغالطات والتفسيرات الخاطئة لبعض الأحداث . معايير التحليل يمكن أن تكون قائمة على عشرات الصور المعروضة في المواقع المتخصصة بالإضافة لما تصرح به القيادة الأمريكية عن الخسائر ومستويات الضرر في منطقة العمليات العسكرية (هذه تصنف عادة إلى قابله للإصلاح repairable ونحن هنا نتحدث عن أضرار جزئية للدبابة دون فقدانها نهائياً ، وغير قابله للاسترجاع irretrievable ونحن هنا نتحدث عن أضرار بالغة وخسارة دائمة للدبابة) .
واحده من أهم صور الإذلال التي تعرضت لها الأبرامز الأمريكية هو ما حدث في تاريخ 17 فبراير 2007 ، عندما دبابة من نوع M1A1 تتبع السرية C من كتيبة الدبابات الثانية ، الفرقة البحرية الثانية ، كانت تقوم بدورية من تشكيل ثنائي ، تعرضت لهجوم مباشر في غرب الفلوجة Fallujah . الهجوم نفذ من مسافة قريبة باستخدام قنبلتين يدويتين من نوع GSC-3 (قابلية إخترق لنحو 170 ملم) وجهت نحو المؤخرة الجانبية اليسرى لبرج الدبابة أبرامز ، مما أدى لإتلاف وحدة الطاقة المساعدة APU والتسبب في حدوث أضرار بسيطة للدبابة كما زعم حينها مصدر أمريكي مسئول !! لكن طبقاً لمصادر أخرى أكثر اعتمادية ، الهجوم أدى لتفجير مخزن الذخيرة في مؤخرة البرج واشتعال النيران بالدبابة . المخزن كان يحوي ساعة الهجوم عدد 34 قذيفة مختلفة من عيار 120 ملم . لقد تسبب الحادث في إصابة وجرح جميع أفراد الطاقم الأربعة . قائد الدبابة العريف "شيرماندر جاكسون" (24 سنة) على سبيل المثال ، أصيب بحروق شديدة severely burned في الوجه واليدين والأذرع . الغطاء أو الخوذة التي كان يرتديها ، وفرت حماية لمعظم أجزاء الرأس ، لكنها تركت دائرة الوجه لحروق من الدرجة الثانية والثالثة . العريف البحري "كرستوفر جراي" هو الآخر كان ضمن طاقم الدبابة M1A1 المنكوبة . دوي الانفجار حدث مباشرة خلف رأسه . لقد عانى جراي من حروق من الدرجة الثالثة في 53 بالمائة من جسمه . ومنذ ذلك الحين ، أخضع الرجل لزراعات جلدية متعددة وجراحات أخرى (نحو 125 سم من أمعاءه الدقيقة small intestine جرى استئصالها) بما في ذلك زراعة قرنية العين .