بقلم اللواء (م) فكري محمد علي
ظهرت الدبابة كسلاح فى الحروب خلال القرن الماضي، فهى التي حسمت الحرب العالمية الأولى، وهي السلاح الذى بدأ الحرب العالمية الثانية، وواصلت إنجازاتها فى جبهات القتال بعد ذلك في كوريا وفيتنام والشرق الأوسط والخليج، ومثلت عنصرا أساسيا في تجهيز القوات المسلحة في كل المناطق، دون استثناء تقريبا، ولذلك لم تتعرض سلسلة الأولويات التي تشكلها الدبابات في سيناريو قتالي شامل، الى تراجع، قياسا الى نظم أخرى، قيل إنها تتصف بحداثة فائقة، وفي مقدمتها السلاح الجوي والصواريخ.
وحقبة الحرب الباردة، لم تتسم فقط بالتوازن النووي، كعامل ردع لتجنب أو احتواء أي مواجة محتملة آنذاك، بل سادها كذلك عامل التوازن البري، من خلال نشر أعداد ضخمة من دبابات القتال الرئيسية، وتسجيل سباق محموم بين الدول الغربية الكبرى والاتحاد السوفيتي السابق لتصميم وتطوير أفضل النظم في هذا المجال، وهذا ما يفسر بدرجة كبيرة ، وجود طرازات الآن في مراحل التحديث بأعداد وفيرة، إضافة الى إتلاف كميات ضخمة من الدبابات المتقادمة خلال التسعينات من القرن الماضي. وقد ساهم كل ذلك، في إرساء قاعدة صناعية صلبة والتحكم بكل تقنيات الإنتاج، ليس فقط لدى الدول المصنعة الرئيسية، بل لدى دول أخرى أيضا، استفادت من نقل التكنولوجيا ومن تجميع المكونات، وأخذت تتمتع هي الأخرى بقدرات تسمح لها بالتطوير، أو التحديث.
ومن الطبيعي إذاً، أن تدمج الصناعات الحالية للدبابات بين الاستمرارية والتجديد. وتجدر الملاحظة هنا أيضا، أن أغلبية الطرازات الحديثة المتوافرة في الأسواق، تعود تصميماتها الى عقد الثمانينات من القرن الماضي، وهذه الطرازات تتراوح أوزانها مابين 54 و 60 طنا، ويتشكل تسليحها الرئيسي من مدفع أملس أو محلزن ذي عيار يتراوح بين 120 مم و 135مم.
وقد أعطت سلسلة المواجهات البرية المباشرة في الخليج صورة حقيقية عن دور الدبابات في ساحة المعركة، وجرى اختبار أكثر من طراز بصورة أو بأخرى. وبالطبع، ساهم ذلك لاحقاً ، في رسم آلية تحديث السلاح البري الثقيل في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فيما ازداد التنافس بين الشركات الكبرى للتصدير إلى الأسواق الخارجية، وتخصصت في المقابل شركات أخرى في عملية تحديث الدبابات القابلة للخدمة لسنوات عدة قادمة.
تعدد المصادر
هناك الآن عدة طرازات حديثة من العالم الغربي ودول الاتحاد السوفيتي السابق، تشكل أبرز التقنيات المتوافرة، كما برزت مصادر جديدة، اخترقت سوق التصدير، وفي طليعتها كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا.
وإذا كانت الصناعة الأمريكية قد وحدت جهودها في وقت سابق، فان ظاهرة التعددية لا تزال تميز، كما في السابق، الصناعات المتطورة في أوروبا الغربية، وهناك اربع فئات من مصادر فرنسية وبريطانية وألمانية وإيطالية في مراحل الإنتاج والتنافس معا. وبالنسبة الى الاتحاد السوفيتي السابق، هناك مصدر رئيسي روسي وآخر أوكراني، مع وجود تنويعات بالنسبة الى هذا الطراز أو ذاك.
وتعددية الخيارات، تترك المجال أمام القوات البرية المتوسطة، لاعتماد أفضل أشكال التوازن بين الكلفة والفعالية. ولكن بالرغم من وجود قواسم مشتركة عدة، بين فئات الإنتاج المتوافرة وإمكانية ملاءمة أو مطابقة النظم الفرعية للنظم الرئيسية بصورة أكثر من السابق، فإن هناك خصوصيات بارزة، تميز الى حد ما كل فئة، تؤخذ بعين الاعتبار لدى التحديد النهائي لكل خيار.
ولأسباب مالية عمدت بعض الجيوش الى إدخال عدد قليل من دبابات المعركة الرئيسية وإلحاقه بالأنواع القديمة من الدبابات أو تحديثها. فعلى سبيل المثال، اختارت اليونان الدبابة" ليوبارد-2" Leopard-2، بينما تعمل تركيا على تحديث أجزاء من الدبابتين "ليوبارد-1" Leopard-1، وM-60، وسوف يستلم الجيش الأسباني الدبابة "ليوبارد-2"، المصنوعة محلياً، كما تواصل ألمانيا وهولندا الاستفادة من دباباتهما. وتعمل الهند وباكستان على دعم دباباتهما بالاستيراد من الخارج.
الدبابات الحديثة
تعتبر الدبابة الأمريكية M1A2 Abrams النموذج الرئيسي الذي يجهز الوحدات البرية الأمريكية، كما أنها موضوعة على لائحة التصدير بالنسبة الى دول الخليج. وفي أوروبا الغربية تم تطوير جيل جديد من الدبابات، عبر نموذج" لوكلير" Leclerc الذي يجهز حاليا في وقت واحد الجيش الفرنسي والوحدات البرية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تكون الميزة الإضافية، التي تتمتع بها النماذج الإمارتية، أنها طورت خصيصا لهذا السوق، مع قدرة تحمل إضافية خلال درجات الحرارة المرتفعة، كما أنها مدفوعة بمحرك ألماني، ثم إن الإمارات على غرار فرنسا، بعثت بوحدات برية مجهزة بهذه الدبابات في إطار تشكيل القوة الدولية، تحت إشراف حلف الناتو NATO في البوسنة.
وتجهز الدبابة البريطانية "تشالنجر -2" challenger-2 السلاح البري في المملكة المتحدة، كما حصل سلاح البر العماني على عدد منها، إلا أنها، على خلاف النموذج الفرنسي، لا تستند الى مفهوم من الجيل الجديد، يراهن على اعتماد الفيترونيكس بصورة مكثفة وخفض عدد الطاقم، ولكنها تمثل تطورا انطلاقا من النموذج السابق "تشالنجر-1".
والطرازات الغربية الثلاثة المشار اليها، تجهز في الغالب في دول المنشأ. ولعل هذه الملاحظة، تتأكد أكثر، مع الطراز الألماني "ليوبارد-1" والطراز الايطالي Ariette . ويشار الى أن الدبابة الألمانية، المصنفة من بين الأفضل في فئتها، غير مطروحة للتصدير في عدة أسواق دولية، منها الشرق الأوسط وشرق آسيا، بسبب سياسة تنتهجها الحكومة الألمانية، وتتمثل في قيود صارمة جدا أمام تصدير أسلحة هجومية الى مناطق التوتر والنزاعات في العالم، الا أن هذا التوجه، لم يمنع مثلا، تسليم الجيش التركي، نماذج من "ليوبارد-2" لإجراء تجارب ميدانية، قد تمهد وفق إملاء عدة شروط فيما بعد، الى إمداد أنقرة بأعداد من هذه الدبابات.
والدبابة K1A1 التي أنتجتها شركة "هيونداي" الكورية هي أحدث دبابة قتال رئيسية أنتجت منذ عام 1986، والدبابة مسلحة بالمدفعM256 عيار 120مم الأملس، الشبيه بالمدفع المجهزة به الدبابةM1A2 ، وذلك بدلا من المدفع عيار 105مم الذي كان مثبتا على الدبابة الكورية الأساسية K1. وتعتبر الدبابة K1A1 بين أفضل تصميمات دبابات القتال الرئيسية الراهنة الأخف وزنا، فهي تزن حوالي 54500 كجم، وهي أثقل بقليل من الدبابة "آرييت" Ariette الإيطالية الصنع.
وتواصل روسيا إنتاج الطراز T-80-U إلي جانب تطوير سلسلة T-90، وسيستمر تطوير سلسلة الدبابات الروسية، مع ظهور الدبابة T-90S المعدة حاليا للتصدير، وهي مزودة بمدفع عيار 125مم أملس، شبيه بمدفع الدبابة T-80-U، ويدفعها محرك ديزل، بدلا من المحرك التوربيني، كما هو الأمر بالنسبة للدبابة T-80-U.
والتصميم الأحدث من الدبابة الروسية T95 يحمل مدفعا من عيار 135مم، ويزن 50 طنا، وقيل أنه يشبه بمقاساته الدباباتT-72 وT-80 و T-90.
وتتضمن الدبابة T-90 برجاً دون أن يلقم تلقائيا عبر نظام تشغيل، ويفصل بينه وبين طاقم الدبابة (المكون من ثلاثة أفراد) قاطع مدرع، وهذا النوع من النظام يسمح بجعل هيكل الدبابة منخفضا، ويجعلها تتماشى مع متطلبات الخفاء المستقبلية المرجوة في تصميم الدبابات الحديثة.
تحديث الدبابات القديمة
لتسهيل بيع الفائض من الدبابات، تتعدد الشركات المختصة، وتتنوع عروضها المغرية أحيانا لتحديث الدبابات القديمة، خصوصا أن تكاليف التحديث، بما في ذلك التدريع الإضافي، تبدو معقولة جدا، بالمقارنة مع الأسعار المرتفعة للدبابات الجديدة. وإذا كان من المفضل دائما الحصول على دبابات لم تستخدم سابقا، إلا أن تعدد مجالات التحديث التي تشمل " الفيترونيكس"، ونظم التسليح والتحكم، قد فتح احتمالات لم تكن واردة في السابق نحو تشكيل قوات برية ضاربة لأغراض الهجوم والدفاع معا، إضافة الى تأدية أدوار الدعم في الخطوط الأمامية. ومن المرجح أن يتواصل خط التحديث حتى النهاية، لأن من شأن التحديث نفسه، أن يطول، خلال عقد كامل على الأقل، الخدمة الفعلية للدبابات، بما يعزز كذلك وسائل الحماية الذاتية للدبابات.
وتختلف برامج التحديث حسب طرازات الدبابات، وتقادمها، ومدى استعدادها لتقبل التقنيات الجديدة، دون إدخال تعديلات جذرية عليها. وهناك طرازات في المقابل، واسعة الانتشار أكثر من غيرها، مثل الطراز الأمريكيM-60 أو الروسي T-72 تتشكل حولها محاور التحديث، وتتم من خلالها أشكال تنسيق وتعاون بين عدة شركات من مصادر مختلفة.
والأردن، الذي اشترى 288 دبابة "تشالنجر-1" من المملكة المتحدة، حوَّل انتباهه نحو تطوير وتحديث دباباته الأمريكية الصنع القديمة، طراز "سنتوريون" Centurion، كما أنه بدأ فعلا ببرنامج لتطوير دبابات M-60، وذلك بأن يَستبدل بمدفعها عيار 105مم مدفعاً سويسرياً عيار 120مم أملس يمكن تثبيته على برج فالكون Falcon الجديد لتركيبه بعدئذ على هيكل الدبابة "سنتوريون".
وتقوم مصانع إسرائيل العسكرية بتحديث الدبابة M-60 مزودة إياها بمدفع أملس، عيار 120مم.
ظهرت الدبابة كسلاح فى الحروب خلال القرن الماضي، فهى التي حسمت الحرب العالمية الأولى، وهي السلاح الذى بدأ الحرب العالمية الثانية، وواصلت إنجازاتها فى جبهات القتال بعد ذلك في كوريا وفيتنام والشرق الأوسط والخليج، ومثلت عنصرا أساسيا في تجهيز القوات المسلحة في كل المناطق، دون استثناء تقريبا، ولذلك لم تتعرض سلسلة الأولويات التي تشكلها الدبابات في سيناريو قتالي شامل، الى تراجع، قياسا الى نظم أخرى، قيل إنها تتصف بحداثة فائقة، وفي مقدمتها السلاح الجوي والصواريخ.
وحقبة الحرب الباردة، لم تتسم فقط بالتوازن النووي، كعامل ردع لتجنب أو احتواء أي مواجة محتملة آنذاك، بل سادها كذلك عامل التوازن البري، من خلال نشر أعداد ضخمة من دبابات القتال الرئيسية، وتسجيل سباق محموم بين الدول الغربية الكبرى والاتحاد السوفيتي السابق لتصميم وتطوير أفضل النظم في هذا المجال، وهذا ما يفسر بدرجة كبيرة ، وجود طرازات الآن في مراحل التحديث بأعداد وفيرة، إضافة الى إتلاف كميات ضخمة من الدبابات المتقادمة خلال التسعينات من القرن الماضي. وقد ساهم كل ذلك، في إرساء قاعدة صناعية صلبة والتحكم بكل تقنيات الإنتاج، ليس فقط لدى الدول المصنعة الرئيسية، بل لدى دول أخرى أيضا، استفادت من نقل التكنولوجيا ومن تجميع المكونات، وأخذت تتمتع هي الأخرى بقدرات تسمح لها بالتطوير، أو التحديث.
ومن الطبيعي إذاً، أن تدمج الصناعات الحالية للدبابات بين الاستمرارية والتجديد. وتجدر الملاحظة هنا أيضا، أن أغلبية الطرازات الحديثة المتوافرة في الأسواق، تعود تصميماتها الى عقد الثمانينات من القرن الماضي، وهذه الطرازات تتراوح أوزانها مابين 54 و 60 طنا، ويتشكل تسليحها الرئيسي من مدفع أملس أو محلزن ذي عيار يتراوح بين 120 مم و 135مم.
وقد أعطت سلسلة المواجهات البرية المباشرة في الخليج صورة حقيقية عن دور الدبابات في ساحة المعركة، وجرى اختبار أكثر من طراز بصورة أو بأخرى. وبالطبع، ساهم ذلك لاحقاً ، في رسم آلية تحديث السلاح البري الثقيل في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فيما ازداد التنافس بين الشركات الكبرى للتصدير إلى الأسواق الخارجية، وتخصصت في المقابل شركات أخرى في عملية تحديث الدبابات القابلة للخدمة لسنوات عدة قادمة.
تعدد المصادر
هناك الآن عدة طرازات حديثة من العالم الغربي ودول الاتحاد السوفيتي السابق، تشكل أبرز التقنيات المتوافرة، كما برزت مصادر جديدة، اخترقت سوق التصدير، وفي طليعتها كوريا الجنوبية وجنوب أفريقيا.
وإذا كانت الصناعة الأمريكية قد وحدت جهودها في وقت سابق، فان ظاهرة التعددية لا تزال تميز، كما في السابق، الصناعات المتطورة في أوروبا الغربية، وهناك اربع فئات من مصادر فرنسية وبريطانية وألمانية وإيطالية في مراحل الإنتاج والتنافس معا. وبالنسبة الى الاتحاد السوفيتي السابق، هناك مصدر رئيسي روسي وآخر أوكراني، مع وجود تنويعات بالنسبة الى هذا الطراز أو ذاك.
وتعددية الخيارات، تترك المجال أمام القوات البرية المتوسطة، لاعتماد أفضل أشكال التوازن بين الكلفة والفعالية. ولكن بالرغم من وجود قواسم مشتركة عدة، بين فئات الإنتاج المتوافرة وإمكانية ملاءمة أو مطابقة النظم الفرعية للنظم الرئيسية بصورة أكثر من السابق، فإن هناك خصوصيات بارزة، تميز الى حد ما كل فئة، تؤخذ بعين الاعتبار لدى التحديد النهائي لكل خيار.
ولأسباب مالية عمدت بعض الجيوش الى إدخال عدد قليل من دبابات المعركة الرئيسية وإلحاقه بالأنواع القديمة من الدبابات أو تحديثها. فعلى سبيل المثال، اختارت اليونان الدبابة" ليوبارد-2" Leopard-2، بينما تعمل تركيا على تحديث أجزاء من الدبابتين "ليوبارد-1" Leopard-1، وM-60، وسوف يستلم الجيش الأسباني الدبابة "ليوبارد-2"، المصنوعة محلياً، كما تواصل ألمانيا وهولندا الاستفادة من دباباتهما. وتعمل الهند وباكستان على دعم دباباتهما بالاستيراد من الخارج.
الدبابات الحديثة
تعتبر الدبابة الأمريكية M1A2 Abrams النموذج الرئيسي الذي يجهز الوحدات البرية الأمريكية، كما أنها موضوعة على لائحة التصدير بالنسبة الى دول الخليج. وفي أوروبا الغربية تم تطوير جيل جديد من الدبابات، عبر نموذج" لوكلير" Leclerc الذي يجهز حاليا في وقت واحد الجيش الفرنسي والوحدات البرية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تكون الميزة الإضافية، التي تتمتع بها النماذج الإمارتية، أنها طورت خصيصا لهذا السوق، مع قدرة تحمل إضافية خلال درجات الحرارة المرتفعة، كما أنها مدفوعة بمحرك ألماني، ثم إن الإمارات على غرار فرنسا، بعثت بوحدات برية مجهزة بهذه الدبابات في إطار تشكيل القوة الدولية، تحت إشراف حلف الناتو NATO في البوسنة.
وتجهز الدبابة البريطانية "تشالنجر -2" challenger-2 السلاح البري في المملكة المتحدة، كما حصل سلاح البر العماني على عدد منها، إلا أنها، على خلاف النموذج الفرنسي، لا تستند الى مفهوم من الجيل الجديد، يراهن على اعتماد الفيترونيكس بصورة مكثفة وخفض عدد الطاقم، ولكنها تمثل تطورا انطلاقا من النموذج السابق "تشالنجر-1".
والطرازات الغربية الثلاثة المشار اليها، تجهز في الغالب في دول المنشأ. ولعل هذه الملاحظة، تتأكد أكثر، مع الطراز الألماني "ليوبارد-1" والطراز الايطالي Ariette . ويشار الى أن الدبابة الألمانية، المصنفة من بين الأفضل في فئتها، غير مطروحة للتصدير في عدة أسواق دولية، منها الشرق الأوسط وشرق آسيا، بسبب سياسة تنتهجها الحكومة الألمانية، وتتمثل في قيود صارمة جدا أمام تصدير أسلحة هجومية الى مناطق التوتر والنزاعات في العالم، الا أن هذا التوجه، لم يمنع مثلا، تسليم الجيش التركي، نماذج من "ليوبارد-2" لإجراء تجارب ميدانية، قد تمهد وفق إملاء عدة شروط فيما بعد، الى إمداد أنقرة بأعداد من هذه الدبابات.
والدبابة K1A1 التي أنتجتها شركة "هيونداي" الكورية هي أحدث دبابة قتال رئيسية أنتجت منذ عام 1986، والدبابة مسلحة بالمدفعM256 عيار 120مم الأملس، الشبيه بالمدفع المجهزة به الدبابةM1A2 ، وذلك بدلا من المدفع عيار 105مم الذي كان مثبتا على الدبابة الكورية الأساسية K1. وتعتبر الدبابة K1A1 بين أفضل تصميمات دبابات القتال الرئيسية الراهنة الأخف وزنا، فهي تزن حوالي 54500 كجم، وهي أثقل بقليل من الدبابة "آرييت" Ariette الإيطالية الصنع.
وتواصل روسيا إنتاج الطراز T-80-U إلي جانب تطوير سلسلة T-90، وسيستمر تطوير سلسلة الدبابات الروسية، مع ظهور الدبابة T-90S المعدة حاليا للتصدير، وهي مزودة بمدفع عيار 125مم أملس، شبيه بمدفع الدبابة T-80-U، ويدفعها محرك ديزل، بدلا من المحرك التوربيني، كما هو الأمر بالنسبة للدبابة T-80-U.
والتصميم الأحدث من الدبابة الروسية T95 يحمل مدفعا من عيار 135مم، ويزن 50 طنا، وقيل أنه يشبه بمقاساته الدباباتT-72 وT-80 و T-90.
وتتضمن الدبابة T-90 برجاً دون أن يلقم تلقائيا عبر نظام تشغيل، ويفصل بينه وبين طاقم الدبابة (المكون من ثلاثة أفراد) قاطع مدرع، وهذا النوع من النظام يسمح بجعل هيكل الدبابة منخفضا، ويجعلها تتماشى مع متطلبات الخفاء المستقبلية المرجوة في تصميم الدبابات الحديثة.
تحديث الدبابات القديمة
لتسهيل بيع الفائض من الدبابات، تتعدد الشركات المختصة، وتتنوع عروضها المغرية أحيانا لتحديث الدبابات القديمة، خصوصا أن تكاليف التحديث، بما في ذلك التدريع الإضافي، تبدو معقولة جدا، بالمقارنة مع الأسعار المرتفعة للدبابات الجديدة. وإذا كان من المفضل دائما الحصول على دبابات لم تستخدم سابقا، إلا أن تعدد مجالات التحديث التي تشمل " الفيترونيكس"، ونظم التسليح والتحكم، قد فتح احتمالات لم تكن واردة في السابق نحو تشكيل قوات برية ضاربة لأغراض الهجوم والدفاع معا، إضافة الى تأدية أدوار الدعم في الخطوط الأمامية. ومن المرجح أن يتواصل خط التحديث حتى النهاية، لأن من شأن التحديث نفسه، أن يطول، خلال عقد كامل على الأقل، الخدمة الفعلية للدبابات، بما يعزز كذلك وسائل الحماية الذاتية للدبابات.
وتختلف برامج التحديث حسب طرازات الدبابات، وتقادمها، ومدى استعدادها لتقبل التقنيات الجديدة، دون إدخال تعديلات جذرية عليها. وهناك طرازات في المقابل، واسعة الانتشار أكثر من غيرها، مثل الطراز الأمريكيM-60 أو الروسي T-72 تتشكل حولها محاور التحديث، وتتم من خلالها أشكال تنسيق وتعاون بين عدة شركات من مصادر مختلفة.
والأردن، الذي اشترى 288 دبابة "تشالنجر-1" من المملكة المتحدة، حوَّل انتباهه نحو تطوير وتحديث دباباته الأمريكية الصنع القديمة، طراز "سنتوريون" Centurion، كما أنه بدأ فعلا ببرنامج لتطوير دبابات M-60، وذلك بأن يَستبدل بمدفعها عيار 105مم مدفعاً سويسرياً عيار 120مم أملس يمكن تثبيته على برج فالكون Falcon الجديد لتركيبه بعدئذ على هيكل الدبابة "سنتوريون".
وتقوم مصانع إسرائيل العسكرية بتحديث الدبابة M-60 مزودة إياها بمدفع أملس، عيار 120مم.
التعديل الأخير: