رجّح خبراء من كوريا الجنوبية واليابان أن يكون سبب انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى (INF) عدم إشراك الصين فيها، لأن واشنطن ترى أن بكين تعد للحرب معها.
وقال الخبراء: "إن الهدف الوحيد للولايات المتحدة من وراء الانسحاب من معاهدة الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى هو منطقة المحيط الهادئ ... السبب الرئيسي وراء الانسحاب هو ليس عدم امتثال روسيا لهذه المعاهدة، بل ربما يكمن في الصين" حسبما قال الباحث في معهد سيغون (كوريا الجنوبية) يو تشون يوب. وأعرب الباحث في مؤسسة ساساكاوا للسلام (اليابان)، بونجي أوهارا عن وجهة نظر مماثلة في مركز كارنيغي للسلام في موسكو.
ووفقا لهذين الخبيرين، طالبت روسيا في تسعينيات القرن الماضي من الولايات المتحدة بتغيير مقاربتها لهذه المعاهدة لجهة إشراك حلفائها في الناتو فيها (فرنسا وبريطانيا)، ولكن الولايات المتحدة لم تقبل مطالب موسكو آنذاك، إلا أن الوضع الآن قد تغير.
وأضاف الخبير الياباني أوهارا: "في التسعينيات، لم تقبل الولايات المتحدة مطالب روسيا، لأنه لم يكن هناك تهديد من هذا القبيل لها. أما الآن فقد أعلن ترامب انسحابه من هذه المعاهدة، لأن الصين تطور صواريخ متوسطة المدى. بالطبع، الصواريخ متوسطة المدى لا يمكنها الطيران حتى أمريكا. لكن الولايات المتحدة، ترى أن الصين تستعد في ذلك للحرب معها، على الأقل هكذا ترى واشنطن من منظارها".
وقال "يبدو لي أن الولايات المتحدة ترغب في إبرام معاهدة جديدة للصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، تشمل روسيا والصين ودولا أخرى. وبالتالي، ستحقق الولايات المتحدة هدفها. ومن ثم ستوقف الولايات المتحدة الصين عن تطوير صواريخ باليستية متوسطة المدى جديدة وأسلحة أخرى".
في وقت سابق، قال جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، إنه لا يستبعد إجراء مفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا في مجال السيطرة على الأسلحة النووية، واقترح دعوة الصين إليها.
بدوره، قال غيورغي بوريسينكو، مدير إدارة أمريكا الشمالية بوزارة الخارجية الروسية، لوكالة ريا نوفوستي إن موسكو لم تتلق أي مقترحات من واشنطن بشأن إجراء أي مشاورات حول موضوع معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى.