أبدى فارس محمد منير، المدير التنفيذي لنادي الطيران السعودي، تفاؤله الشديد بنجاح فعاليات المعرض السعودي الدولي للطيران في نسخته الأولى مؤكداً أن ثقل المملكة، وقوة قطاع الطيران فيها، جلب نحو 260 شركة دولية للمشاركة في المعرض، الذي ينطلق في الـ12 من مارس الحالي.
وكشف "منير" كواليس فكرة ولادة المعرض، وأسباب اختيار مطار الثمامة لاستضافته، وتحدث عن دعم الأمير سلطان بن سلمان لتلك الفكرة، وتطلعاته لمستقبل قطاع الطيران، متوقعاً في الوقت نفسه حدوث منافسة شديدة مع المعارض الخليجية المماثلة، وقال إن القطاع العسكري سيكون له نصيب وافر في الفعاليات.. وإلى تفاصيل الحوار معه.
ـ حدثنا عن نادي الطيران السعودي؟
تأسس نادي الطيران السعودي بقرار من مجلس الوزراء الموقر، كجهة مستقلة غير ربحية، ومؤسس النادي ورئيس مجلس إدارته هو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، ويهدف النادي إلى نشر ثقافة الطيران العام، والتشجيع على ممارسته، ويقصد بالطيران العام، الطيران الشخصي، والطيران الترفيهي، وطيران التدريب والرحلات، بالإضافة إلى الرياضات الجوية، والنادي عضو في الاتحاد الدولي للطيران، وعضو في الاتحاد الآسيوي للطيران، وعضو في الجمعية الأمريكية للطيارين والنادي هو المظلة الرسمية للطيران الشراعي بالمملكة، وكان تحت مظلة وزارة الدفاع والطيران في السابق، والآن تحت مظلة الهيئة العامة للطيران.
ـ ما هي استعدادات النادي لتنظيم المعرض الأول للطيران واللجان العاملة فيه؟
نحن كناد، لنا تجارب سابقة في المشاركة بالمعارض الدولية، سواء على مستوى النادي، أو على المستوى الشخصي، حيث شاركنا في الكثير من المعارض، مثل معرض دبي للطيران، ومعرض أبو ظبي، ومعرض الكويت، ومعرض البحرين، وكذلك معارض أخرى في أوروبا، ومثل هذه المعارض تحظى باهتمام الدول، لأنها تعكس قوتها الاقتصادية، وقدرتها على تنظيم المعارض المماثلة. وبالنسبة إلى اللجان العاملة في المعرض، فهي تعمل بتوجيهات مباشرة من سمو الأمير سلطان بن سلمان، فهناك اللجنة العليا المنظمة للمعرض، وتتفرع منها عدة لجان، للسلامة والأمن، والعمليات الجوية، والعمليات الأرضية، والإعلام، والتشريفات، والضيافة والمواصلات.
ـ كيف نبعت فكرة استضافة النادي للمعرض ؟
هذا المعرض لم يجد من يخطط له ويدعمه في السابق، وهو ما حفزنا في النادي للقيام بهذه المهمة، التي بدأنا الاستعداد لها قبل 15 شهراً من الآن، واتفقنا مع شركة فرنسية مختصة بالمعارض للإشراف على المعرض، ووقعنا معها عقداً في نهاية العام الماضي، ثم بدأنا عملية التسويق قبل الإعلان عن أي أخبار تخص المعرض، وتم التسويق للمعرض في عدد من الدول الأوروبية، وعلى رأسها العاصمة البريطانية لندن، ووجدنا اهتماماً كبيراً من الشركات العالمية الراغبة في المشاركة بالمعرض، وتلقينا اتصالات من مكاتب طيران عالمية، لديها فروع في المملكة العربية السعودية، وكان لهذه الاتصالات تأثيرها الإيجابي على معنوياتنا، ثم اجتمعنا مع رئيس مجلس إدارة نادي الطيران السعودي الأمير سلطان بن سلمان، وعرضنا عليه الفكرة، ووجدنا منه كل تشجيع، ثم وجه المسؤولين بالبدء في التجهيز للمعرض، الذي قام بشراكة إستراتيجية مع هيئة الطيران المدني.
ـ كيف تقيّم طموحات الأمير سلطان بن سلمان وتجاوبه مع الفكرة؟
حقيقة الأمر، وجدنا من الأمير سلطان بن سلمان كل تجاوب وترحاب بفكرة إقامة المعرض، ووجدنا أن طموحات سموه تفوق ما كنا نطمح فيه، وهو ما جعلنا نحرص على بذل المزيد من الجهد، للوصول إلى مستوى طموحاته، وتحقيقها على أرض الواقع. وأعتقد أننا تجاوزنا كل الطموحات التي وضعناها في البداية، إذ كنا نأمل في مشاركة نحو 150 شركة طيران، والآن لدينا في المعرض 260 شركة، من دول الخليج العربي، وجميع أنحاء العالم، مثل روسيا وكوريا وأوكرانيا، وساعد على هذا الزخم، حجم السوق السعودي، وما يتمتع به من ثقل وإمكانات هائلة، الأمر الذي شجع هذه الشركات على المشاركة معنا.
ـ هل تتوقع أن يشهد المعرض عقد صفقات بين الشركات المشاركة ؟
من أهداف المعارض التجارية، التقاء الأطراف مع بعضها البعض، والاتفاق بينها على عقد اتفاقات أو صفقات أو شراكة، يضاف إلى ذلك أن شركات الطيران غير المشاركة تستطيع أن تطلع على فعاليات المعرض، وما يقدمه من خدمات ومبادرات ومشاريع جديدة، وهذا يزيد من فرص عقد الصفقات، وكثير من الشركات حجزت مواقع خاصة بها في المعرض، حتى تقدم فيها خدماتها الجديدة أمام بقية الشركات، ونتوقع عقد عدد من الصفقات، بين جهات مقدمة لخدمات الطيران، وبين العملاء المستفيدين.
ـ ماذا عن نصيب القطاع العسكري في المعرض؟
سيكون للقطاع العسكري مشاركة كبيرة، ممثلة في وزارة الدفاع، بجمع فروعها، ووزارة الحرس الوطني، وكذلك الحرس الملكي السعودي، وطيران أمن الدولة، إضافة إلى شركات مختصة بالصناعات العسكرية المشاركة في المعرض، وهذه الشركات مختصة بصناعة الطيران، وأخرى بالخدمات، وأخرى بقطع الغيار، وأخرى مختصة بتصميم المطارات.
ـ المعرض السعودي يستمر 3 أيام فقط.. هل هذه المدة كافية وهل هناك تداخل بينه وبين معرض "أفد"؟
أعتقد أن 3 أيام كافية جداً، وهذه المدة ترضي الشركات المشاركة، التي لا تريد فترات طويلة مرهقة ومكلفة، ومعرض "أفد" يهتم بالصناعات العسكرية، بشتى أنواعها، والطيران جزء منها، أما المعرض السعودي للطيران، فيهتم بالطيران فقط، سواء من الطيران العسكري أو التجاري، وبالتالي فهو يستهدف شركات الطيران وليس الأفراد، ولكن هذا لا يمنع أن يحضر الأفراد فعاليات المعرض.
ـ هل تتوقع أن تكون هناك منافسة مع المعارض المماثلة بدول الخليج؟
أعتقد أنه بإقامة النسخة الأولى للمعرض، ستكون هناك منافسة صعبة، ولكنها شريفة، تدفع الجميع إلى التطوير والتحسين، فالأخوة في دبي، تميزوا بمعارضهم، وبما قدموه من خدمات نوعية في قطاع الطيران، ودولة الإمارات تشارك في المعرض السعودي، بخيمة كبيرة، تجمع غالبية شركات الطيران لديها، في إشارة إلى قوة ما ستقدمه تلك الخيمة من مستجدات، وكذلك بقية الجهات الخليجية الأخرى، التي ستكون منافسة لنا في معرض الرياض.
ـ لماذا اختير مطار الثمامة لاستضافة المعرض وهل سيؤثر المعرض على حركة الطيران بمطار الملك خالد؟
مطار الثمامة كما هو معروف، تابع لنادي الطيران السعودي، واختيار هذا المطار دون غيره، عائد لإمكانية تخصيصه بالكامل لأركان المعرض وفعالياته، دون أن يؤثر ذلك على حركة الطيران في المنطقة، وهذا يعطي المعرض قيمة إضافية وزخماً أكبر، وللمعلومية شركة خدمات الملاحة الجوية ستشترك في المعرض، وتم الاجتماع بها والتنسيق معها، حتى لا تتعارض فعاليات المعرض على حركة الملاحة في المطار.
ـ ماذا عن الفعاليات المقامة على هامش المعرض؟
هيئة السياحة، قررت أن تنظم على هامش المعرض، رحلات داخلية للمشاركين فيه، للتعريف بالمملكة وثقافاتها وتراثها وتاريخها، وسيكون هناك عشاء رسمي لجميع الوفود المشاركة، وستشارك القوات الملكية الجوية بعروض طيران، تستعرض فيها 16 من أحدث طائراتها أمام الحضور.