مقطع من مقابلة حديثة مع بندر بن سلطان لصحيفة independentarabia
كانت العلاقات بين السعودية ومصر مقطوعة منذ عام 1979 م، وتحديداً بعد توقيع الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية السلام وزيارته إسرائيل. ومنذ تولى الملك فهد مقاليد الحكم، كان يفكر بإعادتها وينتظر الوقت المناسب.
قبل أن يرسل الأمير بندر إلى الصين، طلب منه التوجه إلى القاهرة لمقابلة الرئيس حسني مبارك. وذهب الأمير إلى مطار عسكري في القاهرة، ثم إلى بيت يسكنه الرئيس السابق مبارك حيث تم ترتيب الزيارة عبر مستشار الرئيس الدبلوماسي أسامة الباز.
يقول الأمير: "حين التقيت حسني مبارك، قال لي أريد إرسال أسامة الباز لرؤية الملك فهد، وقلت له على الرحب والسعة. وفي الحقيقة أن السعودية هي من بدأت مبادرة إعادة العلاقات مع مصر. الملك فهد أوصل خبراً بشكل غير مباشر للأشقاء في مصر ولقي تجاوباً، وقال سأرسل لكم شخصاً (يقصد الأمير بندر) من عندي يتحدث معكم وأنتم تعرفونه".
لماذا قال الملك فهد للمصريين سأرسل لكم شخصاً تعرفونه؟ يجيب الأمير بندر: "أنا أعرف الرئيس حسني مبارك منذ عام 1972 م عندما كان قائدا للقوات الجوية المصرية، وكنا ندرّب الضباط المصريين في السعودية سريا قبل حرب 1973 م على طائرات "اللايتننغ"،و نجعلهم يلبسون الزي العسكري السعودي. ولم تكن بريطانيا تعلم، أن السعودية تدرب الطيارين المصريين على تلك الطائرات كجزء من دعم الرياض للقاهرة في استعدادها لحرب أكتوبر 1973 م. ويكمل الأمير القصة وفي إحدى التدريبات، كان هناك عواصف ضبابية على مطار الظهران، فتم تحويل الطائرات إلى البحرين وإذ باتصال يأتي من البحرين للقاعدة الجوية في الظهران وكنت أنا الضابط المناوب بالصدفة، وفي الاتصال من البحرين قيل إن هناك طائرة سعودية مخطوفة وقبل أن أكمل لك هذه القصة، تذكرت أيضاً أن من بين الذين تدربوا استعداداً لحرب 73 المرحوم عاطف السادات، وهو شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، وعاطف استشهد في الأوائل الأولى لهذه الحرب".
ويكمل الأمير القصة:"قالوا لنا في البحرين إن الطائرة على متنها مصري وبريطاني وكاد الموضوع أن ينكشف وقلت له: لا أرجوك هذا ضابط سعودي، والده تربى في مصر وأخذ عنه اللهجة المصرية. تفهم البحريني الموقف، وذهبت بنفسي وأخذت المتدرب المصري والمدرب البريطاني وطلبنا طاقماً فنياً لتجهيز الطائرة وإعادتها للسعودية".
ويكمل الأمير العلاقة مع حسني مبارك وكيف بدأت: "هذه واحدة من القصص، أثناء تدريب الضباط المصريين، كان حسني مبارك يأتينا في مدينة الظهران شرقي السعودية كل 3 أشهر للاطمئنان ومتابعة تدريب الطيارين المصريين. وفي مرة أو مرتين جاءنا وزير الدفاع المصري الفريق محمد صادق، للاطمئنان على فريقهم. وكانت الفكرة أن نأخذ طائرات اللايتننغ ذات السرعة والمقدرة الاعتراضية إلى القاهرة، ويعمل الضباط المصريون الذين دربناهم على استخدامها لحماية القاهرة . ويتم إرسال جميع طائرات الميج وخلافه للجبهة، ونحن في سرب الـ F5 ، نذهب إلى تبوك، لأن مخازن الوقود فيها وبعد التزود بالوقود نهاجم إيلات الإسرائيلية، وكنت أنا أحد أفراد هذا السرب، واتفقنا على أن يكون الهجوم من الجنوب مع دورة على الشرق، وهناك ما يسمى، بي بي كي (بروببليتي اوف كيلينغ / probability of killing) وهي احتمالية نجاة الطيارين، والمعلومات المتوفرة لدينا هي أن المدافع ضد الطائرات، وجميع الدفاعات المتمركزة في إيلات تدل أن احتمالية وفاة غالبية الطيارين عالية. وبقينا تلك الليلة نفكر من منا سيعيش ومن منا سيموت... وألغي الهجوم لاحقاً بسبب اتفاقية وقف إطلاق النار في يوم 11أكتوبر1973".
يقول الأمير: "هذه مشاركة من مشاركات أخرى في حرب 73، ومنها مثلاً تزويد الجيش المصري بأجهزة اتصالات متطورة أميركية، مشابهة للأجهزة الإسرائيلية، وبالتالي لا تستطيع إسرائيل التشويش عليها. ومشاركة أخرى قد يجدها البعض غريبة، وهي شراء السعودية لمضخات عالية القوة تمويها على الإسرائيليين وحتى لا تنكشف الخطة العسكرية لفتح ثغرات في خط بارليف. ومن الطرائف، أن إحدى تلك المضخات هي تلك المستخدمة في نافورة جدة".
واستمرت العلاقة - حسب الأمير بندر - بينه وبين الرئيس المصري السابق حسني مبارك منذ 72.
كانت العلاقات بين السعودية ومصر مقطوعة منذ عام 1979 م، وتحديداً بعد توقيع الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية السلام وزيارته إسرائيل. ومنذ تولى الملك فهد مقاليد الحكم، كان يفكر بإعادتها وينتظر الوقت المناسب.
قبل أن يرسل الأمير بندر إلى الصين، طلب منه التوجه إلى القاهرة لمقابلة الرئيس حسني مبارك. وذهب الأمير إلى مطار عسكري في القاهرة، ثم إلى بيت يسكنه الرئيس السابق مبارك حيث تم ترتيب الزيارة عبر مستشار الرئيس الدبلوماسي أسامة الباز.
يقول الأمير: "حين التقيت حسني مبارك، قال لي أريد إرسال أسامة الباز لرؤية الملك فهد، وقلت له على الرحب والسعة. وفي الحقيقة أن السعودية هي من بدأت مبادرة إعادة العلاقات مع مصر. الملك فهد أوصل خبراً بشكل غير مباشر للأشقاء في مصر ولقي تجاوباً، وقال سأرسل لكم شخصاً (يقصد الأمير بندر) من عندي يتحدث معكم وأنتم تعرفونه".
لماذا قال الملك فهد للمصريين سأرسل لكم شخصاً تعرفونه؟ يجيب الأمير بندر: "أنا أعرف الرئيس حسني مبارك منذ عام 1972 م عندما كان قائدا للقوات الجوية المصرية، وكنا ندرّب الضباط المصريين في السعودية سريا قبل حرب 1973 م على طائرات "اللايتننغ"،و نجعلهم يلبسون الزي العسكري السعودي. ولم تكن بريطانيا تعلم، أن السعودية تدرب الطيارين المصريين على تلك الطائرات كجزء من دعم الرياض للقاهرة في استعدادها لحرب أكتوبر 1973 م. ويكمل الأمير القصة وفي إحدى التدريبات، كان هناك عواصف ضبابية على مطار الظهران، فتم تحويل الطائرات إلى البحرين وإذ باتصال يأتي من البحرين للقاعدة الجوية في الظهران وكنت أنا الضابط المناوب بالصدفة، وفي الاتصال من البحرين قيل إن هناك طائرة سعودية مخطوفة وقبل أن أكمل لك هذه القصة، تذكرت أيضاً أن من بين الذين تدربوا استعداداً لحرب 73 المرحوم عاطف السادات، وهو شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، وعاطف استشهد في الأوائل الأولى لهذه الحرب".
ويكمل الأمير القصة:"قالوا لنا في البحرين إن الطائرة على متنها مصري وبريطاني وكاد الموضوع أن ينكشف وقلت له: لا أرجوك هذا ضابط سعودي، والده تربى في مصر وأخذ عنه اللهجة المصرية. تفهم البحريني الموقف، وذهبت بنفسي وأخذت المتدرب المصري والمدرب البريطاني وطلبنا طاقماً فنياً لتجهيز الطائرة وإعادتها للسعودية".
ويكمل الأمير العلاقة مع حسني مبارك وكيف بدأت: "هذه واحدة من القصص، أثناء تدريب الضباط المصريين، كان حسني مبارك يأتينا في مدينة الظهران شرقي السعودية كل 3 أشهر للاطمئنان ومتابعة تدريب الطيارين المصريين. وفي مرة أو مرتين جاءنا وزير الدفاع المصري الفريق محمد صادق، للاطمئنان على فريقهم. وكانت الفكرة أن نأخذ طائرات اللايتننغ ذات السرعة والمقدرة الاعتراضية إلى القاهرة، ويعمل الضباط المصريون الذين دربناهم على استخدامها لحماية القاهرة . ويتم إرسال جميع طائرات الميج وخلافه للجبهة، ونحن في سرب الـ F5 ، نذهب إلى تبوك، لأن مخازن الوقود فيها وبعد التزود بالوقود نهاجم إيلات الإسرائيلية، وكنت أنا أحد أفراد هذا السرب، واتفقنا على أن يكون الهجوم من الجنوب مع دورة على الشرق، وهناك ما يسمى، بي بي كي (بروببليتي اوف كيلينغ / probability of killing) وهي احتمالية نجاة الطيارين، والمعلومات المتوفرة لدينا هي أن المدافع ضد الطائرات، وجميع الدفاعات المتمركزة في إيلات تدل أن احتمالية وفاة غالبية الطيارين عالية. وبقينا تلك الليلة نفكر من منا سيعيش ومن منا سيموت... وألغي الهجوم لاحقاً بسبب اتفاقية وقف إطلاق النار في يوم 11أكتوبر1973".
يقول الأمير: "هذه مشاركة من مشاركات أخرى في حرب 73، ومنها مثلاً تزويد الجيش المصري بأجهزة اتصالات متطورة أميركية، مشابهة للأجهزة الإسرائيلية، وبالتالي لا تستطيع إسرائيل التشويش عليها. ومشاركة أخرى قد يجدها البعض غريبة، وهي شراء السعودية لمضخات عالية القوة تمويها على الإسرائيليين وحتى لا تنكشف الخطة العسكرية لفتح ثغرات في خط بارليف. ومن الطرائف، أن إحدى تلك المضخات هي تلك المستخدمة في نافورة جدة".
واستمرت العلاقة - حسب الأمير بندر - بينه وبين الرئيس المصري السابق حسني مبارك منذ 72.