أعلنت بريطانيا موافقتها على حضور القمة الخاصة بقضايا الشرق الأوسط التي ستنطلق في العاصمة البولندية وارسو يوم 13 فبراير المقبل تحت رعاية الولايات المتحدة، لكن لندن ربطت حضورها بشرط.
وأفادت صحيفة "غارديان" بأن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، الذي أجرى في وقت سابق من الأسبوع الجاري مفاوضات مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن، أصبح أول وزير أوروبي رفيع المستوى يقبل دعوة لحضور تلك القمة ، لكن شريطة أن تنظم واشنطن على هامشها اجتماعا خاصا بالملف اليمني.
وينبغي أن تشارك في هذا الاجتماع، حسب شرط لندن، كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكذلك السعودية والإمارات اللتان تعتبران أكبر عنصرين في التحالف العربي الذي يخوض عمليات عسكرية في اليمن دعما للحكومة المعترف بها دوليا ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
وأكدت الصحيفة البريطانية أن هذا الاجتماع سيساعد في احتواء خلاف نادر بين لندن وواشنطن بخصوص اليمن وسيتيح لوزير الخارجية البريطاني فرصة لتقييم إمكانيات إنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار في ميناء الحديدة، الذي أبرم بين طرفي النزاع اليمني في السويد شهر ديسمبر الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن كبار الدبلوماسيين الأوروبيين يترددون في مواقفهم إزاء القمة التي هدفها الأصلي تشكيل تحالف استراتيجي دولي ضد إيران.
ويعتبر الدبلوماسيون في القارة العجوز، حسب الصحيفة، أن هذا اللقاء الدولي يأتي ضمن إطار التحرك الأمريكي لنسف الدعم الأوروبي للاتفاق النووي المبرم في عام 2015 بين طهران ومجموعة 5+1 والذي انسحبت منه واشنطن من جانب واحد العام الماضي.
وعلى الرغم من مشاطرة الاتحاد الأوروبي قلق واشنطن بخصوص سلوك إيران في كثير من المسائل، عارض الاتحاد خروج الإدارة الأمريكية من الصفقة المبرمة واستئناف فرض العقوبات الأمريكية على طهران.
ومن المتوقع أن تطرح بروكسل قريبا خططا لمواصلة التعاون مع إيران بالالتفاف على العقوبات الأمريكية.
ودعت واشنطن أصلا وزراء من 70 دولة لحضور قمة وارسو، لكن التردد الأوروبي دفعها إلى توسيع أجندة اللقاء كي تشمل مزيدا من قضايا الشرق الأوسط، بالإضافة إلى خطر إيران.
وكانت روسيا قد أعلنت عن مقاطعتها هذه القمة، إذ اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف أنها تخدم الأجندة الأمريكية، مشيرا كمثال إلى أن القضية الفلسطينية خارج المسائل التي ستبحث خلال تلك القمة.