القاهرة (رويترز) - اتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يوم الخميس بنشر الفوضى في الشرق الأوسط جراء فشله في التصدي للمتشددين الإسلاميين بشكل مناسب في انتقاد لاذع لسياسات سلف الرئيس دونالد ترامب.
وفي كلمة بالعاصمة المصرية القاهرة، حيث ألقى أوباما خطابا مهما في 2009 في أولى سنوات رئاسته، هاجم بومبيو أوباما بالقول إن الرئيس الديمقراطي السابق أساء فهم الشرق الأوسط وتخلى عنه فعليا.
وأثارت التصريحات دهشة في الولايات المتحدة وخارجها لأسباب أهمها أن ترامب نفسه يواجه انتقادات بسبب خطته المبهمة التي أعلنها الشهر الماضي لسحب القوات الأمريكية من سوريا. ورغم أن توقيت هذا القرار لم يتضح بعد، فإنه يُنظر له على نطاق واسع على أنه تخل عن المنطقة مما يصب في مصلحة روسيا وإيران غريمتي واشنطن.
وقال بومبيو في كلمة بالجامعة الأمريكية في القاهرة ”تعلمنا أنه عندما تنسحب أمريكا، تحل الفوضى. وعندما نهمل أصدقاءنا، يتنامى السخطط. وعندما نتشارك مع أعدائنا، يتقدمون“.
ويقوم بومبيو بجولة في المنطقة لتفسير الاستراتيجية الأمريكية بعد إعلان ترامب المفاجئ سحب كل الجنود الأمريكيين وعددهم 2000 من سوريا، الأمر الذي أثار قلق حلفاء وصدم مسؤولين أمريكيين كبارا ودفع وزير الدفاع جيم ماتيس للاستقالة.
ومن غير المعتاد لوزير خارجية أمريكي أن يلقي كلمة في عاصمة أجنبية ويهاجم فيها رئيسا سابقا. لكن ترامب سعى بشكل مستمر للتقليل من شأن سلفه وغير سياسات أوباما في قضايا مثل الاتفاق النووي مع إيران والاتفاقات التجارية واتفاقية باريس للمناخ فضلا عن سياسات داخلية.
ووصف بومبيو بلاده بأنها ”قوة خير“ في الشرق الأوسط، وسعى إلى طمأنة الحلفاء بأن واشنطن ستظل ملتزمة ”بالقضاء الكامل“ على الخطر الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد، رغم قرار ترامب بالانسحاب من سوريا.
وانتقد بومبيو ما وصفه برغبة أوباما ”في السلام بأي ثمن“ والتي دفعته لإبرام الاتفاق النووي عام 2015 الذي وافقت إيران بموجبه على الحد من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وانسحب ترامب من الاتفاق هذا العام ومضى فيما تصفه إدارته بسياسة ممارسة ”أقوى ضغط ممكن“ على إيران في مسعى لإجبارها على تقييد البرنامج النووي وأنشطتها للصواريخ الباليستية والكف عن دعم قوات تخوض حربا بالوكالة في سوريا والعراق واليمن ولبنان.
* ”عار أمريكي ذاتي“
قال بومبيو ”الأنباء الطيبة هي أن عصر الشعور الأمريكي الذاتي بالعار انتهى وولت معه السياسات التي تسببت في كل هذه المعاناة غير الضرورية. والآن تأتي البداية الجديدة الحقيقية“.
كان أوباما قد دعا، في خطابه الذي ألقاه بجامعة القاهرة في يونيو حزيران 2009 ، لتفاهم متبادل أفضل بين العالم الإسلامي والغرب وقال إن على الجانبين بذل مزيد من الجهود للتصدي للفكر المتطرف العنيف. ونتيجة لذلك اتهم الجمهوريون أوباما بالاعتذار للعالم عن أفعال الولايات المتحدة بالخارج، وهي نقطة شدد عليها المرشح الجمهوري للرئاسة ميت رومني خلال محاولته هزيمة أوباما في انتخابات 2012.
وقوبلت كلمة بومبيو بانتقادات على الفور من خبراء في شؤون الشرق الأوسط بالإضافة لمسؤولين خدموا في عهد أوباما اتهموا وزير الخارجية بانتهاك العرف الأمريكي بعدم الخوض في الشأن الداخلي في الخارج.
وقال جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية ”يبدو الأمر وكأنه تجسيد لمقولة ‘نسمع جعجعة ولا نرى طحنا‘... هناك لغة مفعمة بالطموح لكن لا يوجد التزام أمريكي فعلي بتقديم موارد. يمكنك أن تفسر ذلك بأنه محاولة لصرف الانتباه عن استمرار تراجع التزامات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط“.
وعلى تويتر وصف مارتن إينديك، الذي خدم في إدارة أوباما، الكلمة بأنها ”هجوم مخز على أوباما“.
وانتقد بومبيو مباشرة خطاب أوباما عام 2009، والذي كان انفتاحا من الرئيس الجديد آنذاك على العالم الإسلامي.
وقال بومبيو ”تذكروا أنه في هذه المدينة وقف أمريكي آخر أمامكم. قال لكم إن إرهاب التطرف الإسلامي ليس نابعا من أيديولوجية. قال لكم إن هجمات 11 سبتمبر قادت بلادي للتخلي عن مُثلها لا سيما في الشرق الأوسط..
”قال لكم إن الولايات المتحدة والعالم الإسلامي بحاجة، وأنا أنقل عنه نصا، لبداية جديدة. نتائج هذه الأحكام الخاطئة كانت وخيمة... عندما اعتبرنا أنفسنا، خطأ، أننا وراء ما يعاني منه الشرق الأوسط، كنا متهاونين في تأكيد وجودنا عندما طالبنا الوقت وشركاؤنا بذلك“.
مصدر
خلاص تم كنس مشروع اوباما والمتأسلمين رسميا
وتدشين حقبة جديدةةةة