إن الحرب النفسية هي اكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة ، إذ توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم ، وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها ، ومن ثم لايحطاطون لها. فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها . ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون أن تدري . وكذلك فان جبهتها اكثر شمولا واتساعا من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء .
ان الاشاعات هي اكثر دواما لأنها تستخدم في أوقات السلم والحرب معا ، بل إنها تصوب هجماتها خارج الدولة الخصم نفسها حين توجه ذلك نحو الرأي العام العالمي .
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس العسكري هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة واهداف الدولة أو الدول المستخدمة
وقال الرسول ( ص ) : ” نصرت بالرعب مسيرة شهر ” وذلك يفهم منه أن القصد هو إرهاب الأعداء واخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة . وقد روي عن النبي ( ص ) ” الحرب خدعة ” .
ويجوز في الحرب الخداع والكذب والإرهاب للأعداء لتضليلهم ما دام ذلك لم يشتمل على نقض عهد أو إخلال أمان . وفى الخداع أن يخادع القائد الأعداء بان يوهمهم بان عدد جنوده كثرة وان عتاده قوة لا تقهر . يفهم مما تقدم أن إظهار القوة للأعداء واخافتهم وإيقاع الرهبة والرعب في قلوبهم يحقق النصر عليهم ويؤدي إلى تحقيق أهداف الرسالة الإسلامية اكثر من أي وسيلة أخرى من وسائل مواجهة الأعداء ، إذ ينشأ لدى العدو اتجاه نفس يسيطر على أفراده فيجعلهم يمتنعون عن استخدام قوتهم اوعن العدوان .
وتستمد القوة الإسلامية قدرتها على إيقاع الرهبة في قلوب العدو من القوة الشاملة والطاقة الهجومية وسرعة الحركة والمفاجآت والتأهب الدائم .
وفي الحرب المعاصرة : تحولت الحرب النفسية من وسيلة عرضية إلى أداة عسكرية رئيسية وقيل : أن الحرب النفسية كانت السلاح الذي كسب الحرب أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب استخدام الذعر الكامل والانهيار العصبي وحرب الإعلام .
وقد نوه القادة والزعماء كذلك بأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع ومن نتائجه ، فمن ذلك قول القائد الألماني روميل : ” إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل إبدائهم ” .
وبالرغم من انتهاء الحرب العالمية الثانية فلازالت الحرب النفسية مستمرة ممثلة في الحرب الباردة ، وهي حرب أفكار وعقائد تحاول فيها الولايات المتحدة استمالة اكبر عدد من الدول إلى جانبها ، ملوحة بالقوة تارة وبميلها إلى السلام والتعاون من اجل دفع الظلم تارة أخرى .
ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست قاصرة على وقت الحرب او الطوارئ ، ولكنها سلاح يستخدم في الحرب والسلم معا . وتحدد البحرية الأمريكية هدفها من الحرب النفسية بالقول بان الهدف الأساسي من الحرب النفسية هو فرض إرادتنا على العدو بهدف التحكم في أعماله باستخدام طرق غير عسكرية وغير اقتصادية .
والحرب النفسية جزء أساسي من الحرب الشاملة ، ولذلك فهي تشن قبل الحرب وفي أثنائها وفي أعقابها . وهي لا تخضع لرقابة القانون ولا للتقاليد الحربية ، بل إنها عملية مستمرة ، وهي وسيلة بعيدة المدى وليس من الضروري أن يظهر تأثيرها مباشرة مثل المعارك الحربية ، بل إن نتائجها قد لا تظهر إلا بعد شهور او سنوات من تنفيذها .
وفي الحرب النفسية يحاول الخصم الاحتفاظ وراء الدين والصحافة او الإذاعة او الأحداث او الأصدقاء او الفكاهات ، وما إلى ذلك . ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست مباشرة وليست وجها لوجه .
ويقول المخطط العسكري الصيني ” صن تزو ” : “
إن اعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال ” . فالهزيمة حالة نفسية مداها الاقتناع بعدم جدوى المقاومة أي الاستسلام ، والتوقف عن الحرب . والحرب وسيلة من وسائل إقناع الخصم بالهزيمة فذا اقتنع بالهزيمة وبعدم جدوى المقاومة تحقق الهدف من الحرب .
وإذا أمكن القناع الخصم بالهزيمة بوسيلة غير الحرب المسلحة لم يعد هناك داع لها . ومن هنا فان العدو في الحرب يسعى إلى تحقيق هذا الهدف مستخدما وسائل شتى منها الدبلوماسية والدهاء والعبقرية في الدعاية والإعلام إلى جانب قواته الجوية والبرية والبحرية ، وكذلك مخترعاته واكتشافاته العلمية والتكنولوجية . بل انه يستخدم أيضا إمكانياته الاقتصادية . وفوق ذلك يستخدم ميكروباته وجراثيمه . والقصد من كل هذه الوسائل هدف واحد هو إقناع الخصم بالهزيمة
مجالات الحرب النفسية واهدفها1- يمكن أن توجه الحرب النفسية على المستوى العالمي او الدولي مثل القناع الرأي العام او تضليله وعزم الخصم عن أصدقائه وجلب التأييد والمساعدة العسكرية والاقتصادية والفنية من جانب الأصدقاء .
-2على المستوى القومي او العربي ، وذلك لشغل العرب في معارك جانبية ، وخلق الأزمات والصراعات الداخلية وباستغلال هذه الإحداث وتصعيدها ، ومحاولة الدس واستخدام أبواق الدعاية في أشعا لهيبها ، وكذلك استهداف النيل من الوحدة العربية والتشكيك في نوايا العرب ، وفي إخلاصهم وفي التزاماتهم إزاء القضية العربية المصيرية ، ومن ذلك إثارة روح الشك والريبة في نوايا العرب اواء بعضهم البعض . كذلك إشاعة خرافة التفوق الحضاري الإسرائيلي فهم يزعمون انهم أرباب الحضارة الغربية نفسها .
-3إشاعة الفرقة والانقسام بين صفوف الامه ، ونقصد هنا بالفرقة بوجه عام ، أي التفرقة بين الشعوب حكومته ، وبين الأمة وحلفائها ، وبين القادة والجنود ، وبين الأغلبية من السكان والاقليات ، والتفرقة بين الأحزاب والطوائف وأرباب الشيع والمذاهب المختلفة ، والتفرقة بين الجيش وبين المدنيين ، وبين النساء والرجال ، وبين الكبار والصغار وبين الأجيال المختلفة ، وتؤدي هذه التفرقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية واستنفاذ الطاقات في الخصومات.
4- والصراعات الداخلية .
-5 إضعاف إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية ، وإثارة الشك في نفسية وفي شرعية قضيته ، وزعزعة الأمل في النصر ، وعلى ذلك فانه يتخاذل ويسهل إقناعه بالهزيمة .
-6 محاولة كسب جميع العناصر المعزولة في المجتمع لصالح الدولة المعادية حيث تشجع المعارضة والتمرد والتخريب في داخل البلاد
وتقوم على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم. والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ اشكلا متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر واقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها.
وتستهدف الدعاية في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة، فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر
ب – الإشاعة
وهي عبارة نوعية “او موضوعية” مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لاخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع او خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية.
ولذلك فان الإشاعة قد لا تكون كلية معتمدة على الخيال، فقد تعتمد على جزء من الحقيقة من اجل إمكانية تصديقها وتقبلها من قبل الناس. وقد تظهر الإشاعة أحيانا في الصحف والمجلات او تجد طريقها إلى موجات الإذاعة والتلفزيون. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحاله التوتر النفسي الذي يعيشونه . ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك أخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.
والإشاعات التي تستخدم في الحرب على نوعين إشاعات الخوف وإشاعات الرغبة . وإشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية ، فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية .
وإشاعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوى على تفاؤل ساذج. إذ تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن. والأمثلة للشائعات لاتعد ولا تحصها فعلي سبيل المثال انتشرت في الحرب العالمية الأولى الشائعات والقصص التي تقول الألمان يقطعون أيدي الأطفال وانهم يغلون جثث الموتى ويصنعون منها الصابون وانهم يصلبون أسرى الحرب وفي الجانب الألمان كانت تنتشر شائعات تقول أن الحلفاء يستخدمون الغوريلات والناس المتوحشين من أفريقيا واسيا في حرب الناس المتحضرين وانهم يستخدمون رصاص دمدم وانهم يعتقلون المدنيين الأبرياء
ان الاشاعات هي اكثر دواما لأنها تستخدم في أوقات السلم والحرب معا ، بل إنها تصوب هجماتها خارج الدولة الخصم نفسها حين توجه ذلك نحو الرأي العام العالمي .
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس العسكري هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة واهداف الدولة أو الدول المستخدمة
الإسلام والحرب النفسية
يحفل سجل فتوحات صدر الإسلام بالعديد من الممارسات الميدانية للحرب النفسية وخاصة أثناء نشر دعوة التوحيد ، واعداد القوة التي ترهب الأعداء . يقول الله تعالى : ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم
وقال الرسول ( ص ) : ” نصرت بالرعب مسيرة شهر ” وذلك يفهم منه أن القصد هو إرهاب الأعداء واخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة . وقد روي عن النبي ( ص ) ” الحرب خدعة ” .
ويجوز في الحرب الخداع والكذب والإرهاب للأعداء لتضليلهم ما دام ذلك لم يشتمل على نقض عهد أو إخلال أمان . وفى الخداع أن يخادع القائد الأعداء بان يوهمهم بان عدد جنوده كثرة وان عتاده قوة لا تقهر . يفهم مما تقدم أن إظهار القوة للأعداء واخافتهم وإيقاع الرهبة والرعب في قلوبهم يحقق النصر عليهم ويؤدي إلى تحقيق أهداف الرسالة الإسلامية اكثر من أي وسيلة أخرى من وسائل مواجهة الأعداء ، إذ ينشأ لدى العدو اتجاه نفس يسيطر على أفراده فيجعلهم يمتنعون عن استخدام قوتهم اوعن العدوان .
وتستمد القوة الإسلامية قدرتها على إيقاع الرهبة في قلوب العدو من القوة الشاملة والطاقة الهجومية وسرعة الحركة والمفاجآت والتأهب الدائم .
وفي الحرب المعاصرة : تحولت الحرب النفسية من وسيلة عرضية إلى أداة عسكرية رئيسية وقيل : أن الحرب النفسية كانت السلاح الذي كسب الحرب أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب استخدام الذعر الكامل والانهيار العصبي وحرب الإعلام .
وقد نوه القادة والزعماء كذلك بأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع ومن نتائجه ، فمن ذلك قول القائد الألماني روميل : ” إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل إبدائهم ” .
وبالرغم من انتهاء الحرب العالمية الثانية فلازالت الحرب النفسية مستمرة ممثلة في الحرب الباردة ، وهي حرب أفكار وعقائد تحاول فيها الولايات المتحدة استمالة اكبر عدد من الدول إلى جانبها ، ملوحة بالقوة تارة وبميلها إلى السلام والتعاون من اجل دفع الظلم تارة أخرى .
ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست قاصرة على وقت الحرب او الطوارئ ، ولكنها سلاح يستخدم في الحرب والسلم معا . وتحدد البحرية الأمريكية هدفها من الحرب النفسية بالقول بان الهدف الأساسي من الحرب النفسية هو فرض إرادتنا على العدو بهدف التحكم في أعماله باستخدام طرق غير عسكرية وغير اقتصادية .
والحرب النفسية جزء أساسي من الحرب الشاملة ، ولذلك فهي تشن قبل الحرب وفي أثنائها وفي أعقابها . وهي لا تخضع لرقابة القانون ولا للتقاليد الحربية ، بل إنها عملية مستمرة ، وهي وسيلة بعيدة المدى وليس من الضروري أن يظهر تأثيرها مباشرة مثل المعارك الحربية ، بل إن نتائجها قد لا تظهر إلا بعد شهور او سنوات من تنفيذها .
وفي الحرب النفسية يحاول الخصم الاحتفاظ وراء الدين والصحافة او الإذاعة او الأحداث او الأصدقاء او الفكاهات ، وما إلى ذلك . ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست مباشرة وليست وجها لوجه .
ويقول المخطط العسكري الصيني ” صن تزو ” : “
إن اعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال ” . فالهزيمة حالة نفسية مداها الاقتناع بعدم جدوى المقاومة أي الاستسلام ، والتوقف عن الحرب . والحرب وسيلة من وسائل إقناع الخصم بالهزيمة فذا اقتنع بالهزيمة وبعدم جدوى المقاومة تحقق الهدف من الحرب .
وإذا أمكن القناع الخصم بالهزيمة بوسيلة غير الحرب المسلحة لم يعد هناك داع لها . ومن هنا فان العدو في الحرب يسعى إلى تحقيق هذا الهدف مستخدما وسائل شتى منها الدبلوماسية والدهاء والعبقرية في الدعاية والإعلام إلى جانب قواته الجوية والبرية والبحرية ، وكذلك مخترعاته واكتشافاته العلمية والتكنولوجية . بل انه يستخدم أيضا إمكانياته الاقتصادية . وفوق ذلك يستخدم ميكروباته وجراثيمه . والقصد من كل هذه الوسائل هدف واحد هو إقناع الخصم بالهزيمة
مجالات الحرب النفسية واهدفها
-2على المستوى القومي او العربي ، وذلك لشغل العرب في معارك جانبية ، وخلق الأزمات والصراعات الداخلية وباستغلال هذه الإحداث وتصعيدها ، ومحاولة الدس واستخدام أبواق الدعاية في أشعا لهيبها ، وكذلك استهداف النيل من الوحدة العربية والتشكيك في نوايا العرب ، وفي إخلاصهم وفي التزاماتهم إزاء القضية العربية المصيرية ، ومن ذلك إثارة روح الشك والريبة في نوايا العرب اواء بعضهم البعض . كذلك إشاعة خرافة التفوق الحضاري الإسرائيلي فهم يزعمون انهم أرباب الحضارة الغربية نفسها .
-3إشاعة الفرقة والانقسام بين صفوف الامه ، ونقصد هنا بالفرقة بوجه عام ، أي التفرقة بين الشعوب حكومته ، وبين الأمة وحلفائها ، وبين القادة والجنود ، وبين الأغلبية من السكان والاقليات ، والتفرقة بين الأحزاب والطوائف وأرباب الشيع والمذاهب المختلفة ، والتفرقة بين الجيش وبين المدنيين ، وبين النساء والرجال ، وبين الكبار والصغار وبين الأجيال المختلفة ، وتؤدي هذه التفرقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية واستنفاذ الطاقات في الخصومات.
4- والصراعات الداخلية .
-5 إضعاف إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية ، وإثارة الشك في نفسية وفي شرعية قضيته ، وزعزعة الأمل في النصر ، وعلى ذلك فانه يتخاذل ويسهل إقناعه بالهزيمة .
-6 محاولة كسب جميع العناصر المعزولة في المجتمع لصالح الدولة المعادية حيث تشجع المعارضة والتمرد والتخريب في داخل البلاد
أساليب الحرب النفسية
تستخدم الحرب النفسية أربعة أساليب رئيسية
أ – الدعاية وتقوم على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم. والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ اشكلا متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر واقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها.
وتستهدف الدعاية في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة، فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر
ب – الإشاعة
وهي عبارة نوعية “او موضوعية” مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لاخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع او خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية.
ولذلك فان الإشاعة قد لا تكون كلية معتمدة على الخيال، فقد تعتمد على جزء من الحقيقة من اجل إمكانية تصديقها وتقبلها من قبل الناس. وقد تظهر الإشاعة أحيانا في الصحف والمجلات او تجد طريقها إلى موجات الإذاعة والتلفزيون. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحاله التوتر النفسي الذي يعيشونه . ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك أخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.
والإشاعات التي تستخدم في الحرب على نوعين إشاعات الخوف وإشاعات الرغبة . وإشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية ، فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية .
وإشاعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوى على تفاؤل ساذج. إذ تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن. والأمثلة للشائعات لاتعد ولا تحصها فعلي سبيل المثال انتشرت في الحرب العالمية الأولى الشائعات والقصص التي تقول الألمان يقطعون أيدي الأطفال وانهم يغلون جثث الموتى ويصنعون منها الصابون وانهم يصلبون أسرى الحرب وفي الجانب الألمان كانت تنتشر شائعات تقول أن الحلفاء يستخدمون الغوريلات والناس المتوحشين من أفريقيا واسيا في حرب الناس المتحضرين وانهم يستخدمون رصاص دمدم وانهم يعتقلون المدنيين الأبرياء