الحرب النفسية وطرق التصدي لها

Yakhont

عضو
إنضم
10 ديسمبر 2018
المشاركات
252
التفاعل
416 0 0
الدولة
Egypt
إن الحرب النفسية هي اكثر خطورة من الحرب العسكرية لأنها تستخدم وسائل متعددة ، إذ توجه تأثيرها على أعصاب الناس ومعنوياتهم ووجدانهم ، وفوق ذلك كله فإنها تكون في الغالب مقنعة بحيث لا ينتبه الناس إلى أهدافها ، ومن ثم لايحطاطون لها. فأنت تدرك خطر القنابل والمدافع وتحمي نفسك منها . ولكن الحرب النفسية تتسلل إلى نفسك دون أن تدري . وكذلك فان جبهتها اكثر شمولا واتساعا من الحرب العسكرية لأنها تهاجم المدنيين والعسكريين على حد سواء .
ان الاشاعات هي اكثر دواما لأنها تستخدم في أوقات السلم والحرب معا ، بل إنها تصوب هجماتها خارج الدولة الخصم نفسها حين توجه ذلك نحو الرأي العام العالمي .
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الحرب النفسية وكما يراها خبراء علم النفس العسكري هي استخدام مخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول للدعاية وغيرها من الإجراءات الإعلامية الموجهة إلى جماعات عدائية أو محايدة أو صديقة للتأثير على آرائها وعواطفها ومواقفها وسلوكها بطريقة تعين على تحقيق سياسة واهداف الدولة أو الدول المستخدمة


الإسلام والحرب النفسية
يحفل سجل فتوحات صدر الإسلام بالعديد من الممارسات الميدانية للحرب النفسية وخاصة أثناء نشر دعوة التوحيد ، واعداد القوة التي ترهب الأعداء . يقول الله تعالى : ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لاتعلمونهم الله يعلمهم
وقال الرسول ( ص ) : ” نصرت بالرعب مسيرة شهر ” وذلك يفهم منه أن القصد هو إرهاب الأعداء واخافتهم من عاقبة التعدي على بلاد الأمة . وقد روي عن النبي ( ص ) ” الحرب خدعة ” .
ويجوز في الحرب الخداع والكذب والإرهاب للأعداء لتضليلهم ما دام ذلك لم يشتمل على نقض عهد أو إخلال أمان . وفى الخداع أن يخادع القائد الأعداء بان يوهمهم بان عدد جنوده كثرة وان عتاده قوة لا تقهر . يفهم مما تقدم أن إظهار القوة للأعداء واخافتهم وإيقاع الرهبة والرعب في قلوبهم يحقق النصر عليهم ويؤدي إلى تحقيق أهداف الرسالة الإسلامية اكثر من أي وسيلة أخرى من وسائل مواجهة الأعداء ، إذ ينشأ لدى العدو اتجاه نفس يسيطر على أفراده فيجعلهم يمتنعون عن استخدام قوتهم اوعن العدوان .
وتستمد القوة الإسلامية قدرتها على إيقاع الرهبة في قلوب العدو من القوة الشاملة والطاقة الهجومية وسرعة الحركة والمفاجآت والتأهب الدائم .
وفي الحرب المعاصرة : تحولت الحرب النفسية من وسيلة عرضية إلى أداة عسكرية رئيسية وقيل : أن الحرب النفسية كانت السلاح الذي كسب الحرب أثناء الحربين العالميتين الأولى والثانية بسبب استخدام الذعر الكامل والانهيار العصبي وحرب الإعلام .
وقد نوه القادة والزعماء كذلك بأهمية الحرب النفسية وأثرها في إدارة الصراع ومن نتائجه ، فمن ذلك قول القائد الألماني روميل : ” إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل إبدائهم ” .
وبالرغم من انتهاء الحرب العالمية الثانية فلازالت الحرب النفسية مستمرة ممثلة في الحرب الباردة ، وهي حرب أفكار وعقائد تحاول فيها الولايات المتحدة استمالة اكبر عدد من الدول إلى جانبها ، ملوحة بالقوة تارة وبميلها إلى السلام والتعاون من اجل دفع الظلم تارة أخرى .
ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست قاصرة على وقت الحرب او الطوارئ ، ولكنها سلاح يستخدم في الحرب والسلم معا . وتحدد البحرية الأمريكية هدفها من الحرب النفسية بالقول بان الهدف الأساسي من الحرب النفسية هو فرض إرادتنا على العدو بهدف التحكم في أعماله باستخدام طرق غير عسكرية وغير اقتصادية .
والحرب النفسية جزء أساسي من الحرب الشاملة ، ولذلك فهي تشن قبل الحرب وفي أثنائها وفي أعقابها . وهي لا تخضع لرقابة القانون ولا للتقاليد الحربية ، بل إنها عملية مستمرة ، وهي وسيلة بعيدة المدى وليس من الضروري أن يظهر تأثيرها مباشرة مثل المعارك الحربية ، بل إن نتائجها قد لا تظهر إلا بعد شهور او سنوات من تنفيذها .
وفي الحرب النفسية يحاول الخصم الاحتفاظ وراء الدين والصحافة او الإذاعة او الأحداث او الأصدقاء او الفكاهات ، وما إلى ذلك . ومعنى ذلك أن الحرب النفسية ليست مباشرة وليست وجها لوجه .
ويقول المخطط العسكري الصيني ” صن تزو ” : “
إن اعظم درجات المهارة هي تحطيم مقاومة العدو دون قتال ” . فالهزيمة حالة نفسية مداها الاقتناع بعدم جدوى المقاومة أي الاستسلام ، والتوقف عن الحرب . والحرب وسيلة من وسائل إقناع الخصم بالهزيمة فذا اقتنع بالهزيمة وبعدم جدوى المقاومة تحقق الهدف من الحرب .
وإذا أمكن القناع الخصم بالهزيمة بوسيلة غير الحرب المسلحة لم يعد هناك داع لها . ومن هنا فان العدو في الحرب يسعى إلى تحقيق هذا الهدف مستخدما وسائل شتى منها الدبلوماسية والدهاء والعبقرية في الدعاية والإعلام إلى جانب قواته الجوية والبرية والبحرية ، وكذلك مخترعاته واكتشافاته العلمية والتكنولوجية . بل انه يستخدم أيضا إمكانياته الاقتصادية . وفوق ذلك يستخدم ميكروباته وجراثيمه . والقصد من كل هذه الوسائل هدف واحد هو إقناع الخصم بالهزيمة


مجالات الحرب النفسية واهدفها
1- يمكن أن توجه الحرب النفسية على المستوى العالمي او الدولي مثل القناع الرأي العام او تضليله وعزم الخصم عن أصدقائه وجلب التأييد والمساعدة العسكرية والاقتصادية والفنية من جانب الأصدقاء .

-2على المستوى القومي او العربي ، وذلك لشغل العرب في معارك جانبية ، وخلق الأزمات والصراعات الداخلية وباستغلال هذه الإحداث وتصعيدها ، ومحاولة الدس واستخدام أبواق الدعاية في أشعا لهيبها ، وكذلك استهداف النيل من الوحدة العربية والتشكيك في نوايا العرب ، وفي إخلاصهم وفي التزاماتهم إزاء القضية العربية المصيرية ، ومن ذلك إثارة روح الشك والريبة في نوايا العرب اواء بعضهم البعض . كذلك إشاعة خرافة التفوق الحضاري الإسرائيلي فهم يزعمون انهم أرباب الحضارة الغربية نفسها .
-3إشاعة الفرقة والانقسام بين صفوف الامه ، ونقصد هنا بالفرقة بوجه عام ، أي التفرقة بين الشعوب حكومته ، وبين الأمة وحلفائها ، وبين القادة والجنود ، وبين الأغلبية من السكان والاقليات ، والتفرقة بين الأحزاب والطوائف وأرباب الشيع والمذاهب المختلفة ، والتفرقة بين الجيش وبين المدنيين ، وبين النساء والرجال ، وبين الكبار والصغار وبين الأجيال المختلفة ، وتؤدي هذه التفرقة إلى تمزيق الجبهة الداخلية واستنفاذ الطاقات في الخصومات.
4- والصراعات الداخلية .
-5 إضعاف إيمان الشعب بعقيدته وأفكاره ومبادئه القومية والوطنية ، وإثارة الشك في نفسية وفي شرعية قضيته ، وزعزعة الأمل في النصر ، وعلى ذلك فانه يتخاذل ويسهل إقناعه بالهزيمة .
-6 محاولة كسب جميع العناصر المعزولة في المجتمع لصالح الدولة المعادية حيث تشجع المعارضة والتمرد والتخريب في داخل البلاد


أساليب الحرب النفسية

تستخدم الحرب النفسية أربعة أساليب رئيسية
أ – الدعاية
وتقوم على استخدام وسائل الإعلام الحديثة من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم. والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ اشكلا متنوعة طبقا للأهداف وطبقا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها فالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر واقناع العدو بهزيمته. وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها.
وتستهدف الدعاية في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف الخصم ووحداته المقاتلة، فهي تسعي للتفريق بين الخصم وحلفائه وبين الحكومة والشعب وبين القادة والجنود وبين الطوائف والأحزاب المختلفة وبين الأقلية والأغلبية وتقصد من وراء ذلك كله تفتيت الوحدة وتفريق الصفوف ليسهل لها النصر

ب – الإشاعة
وهي عبارة نوعية “او موضوعية” مقدمة للتصديق تتناقل من شخص لاخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع او خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لاهداف سياسية او اقتصادية او عسكرية.
ولذلك فان الإشاعة قد لا تكون كلية معتمدة على الخيال، فقد تعتمد على جزء من الحقيقة من اجل إمكانية تصديقها وتقبلها من قبل الناس. وقد تظهر الإشاعة أحيانا في الصحف والمجلات او تجد طريقها إلى موجات الإذاعة والتلفزيون. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الأزمات الاجتماعية والوطنية ولذلك فان زمن الحرب هو انسب وقت لتلك الإشاعات ونشرها حيث يكون الأفراد في حالة استعداد نفسي لتصديق كثير من الأخبار والأقاويل التي يسمعونها نظرا لحاله التوتر النفسي الذي يعيشونه . ولذلك فان كثيرا من الدول أدركت ذلك أخذت تستخدم الإشاعات كأحد وسائل الحرب النفسية المهمة.
والإشاعات التي تستخدم في الحرب على نوعين إشاعات الخوف وإشاعات الرغبة . وإشاعات الخوف بما تنطوي علية من إنذار بالخطر تهدف إلى الكف من ثقة الشخص بالنهاية المظفرة لمجهوداته الحربية ، فهي إذا كانت تولد قلقا لا لزوم له كانت أحيانا تؤدى إلى نظرة انهزامية .
وإشاعات الرغبة من ناحية أخرى تحتوى على تفاؤل ساذج. إذ تؤدى إلى القناعة والرضي عن الحال والخنوع وقبول أي حال ممكن. والأمثلة للشائعات لاتعد ولا تحصها فعلي سبيل المثال انتشرت في الحرب العالمية الأولى الشائعات والقصص التي تقول الألمان يقطعون أيدي الأطفال وانهم يغلون جثث الموتى ويصنعون منها الصابون وانهم يصلبون أسرى الحرب وفي الجانب الألمان كانت تنتشر شائعات تقول أن الحلفاء يستخدمون الغوريلات والناس المتوحشين من أفريقيا واسيا في حرب الناس المتحضرين وانهم يستخدمون رصاص دمدم وانهم يعتقلون المدنيين الأبرياء






 
طرق مواجهه الشائعات والدفاع ضدها
1- يمكن التصدي للاشاعه عن طريق تكذيبها ، أي عن طريق إعلان تكذيبها ولكن بالرغم أن طريقة التكذيب هي اكثر شيوعا إلا أنها ليست الطريقة المثلي، وذلك لان تكذيبها يتضمن الإعلان عنها ، فالإعلان عن تكذيب الشائعة هو في حد ذاته تكرار لها . كذلك هناك أناس يصدقون الإشاعة ولا يصدقون تكذيبها
.
2 -يمكن أن يقوم بتكذيب الإشاعة شخصية كبيرة لها مكانتها الاجتماعية او السياسية او العسكرية وحينئذ يميل الناس إلى تصديقة اكثر من وسائل الإعلام العادية
.
-3ينبغي أن لا تواجه الشائعات بإصدار بيانات او تصريحات تستند إلى وقائع غير سلمية او معلومات غير دقيقة لمجرد المواجهة العاجلة للشائعات لان العلاج المؤقت الذي يؤدى إلية هذا سلاحا ذو حدين . إذ أن مجرد عدم تحقيق الوعود او التصريحات التي استخدمت كأداة لإطفاء الشائعات يصبح في ذات الوقت دليلا على صدمة ما تتضمنه الشائعات ويشير هذا أيضا إلى عدم مقدرة الأجهزة التي ترد عليها في معالجة الموقف
 
أساليب الحرب النفسية

تستخدم الحرب النفسية أربعة أساليب رئيسية هي

أ – الدعاية
ب – الإشاعة

ج – افتعال الأزمات وحبك المؤامرات
عبارة عن استغلال حادث او حوادث معنية قد تكون بسيطة ولكن يتم استغلالها لها بنجاح من اجل خلق أزمة تؤثر في نفسية العدو وتستفيد منها الدولة المستخدمة لهذا الأسلوب . مثال ذلك افتعال إسرائيل لازمة الحدود مع سوريا ونشاط الفدائيين كمبرر لشن الحرب في عام 1967 كذلك ما حدث في عام 1960 حيث فشل مؤتمر القمة الذي كان مقررا في باريس بين روسيا وأمريكا إذ أرسلت أمريكا قبل موعد عقد المؤتمر بأيام طائرة تجسس فوق ارض الاتحاد السوفيتي مما أدى إلى انسحاب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتي من المؤتمر حين رفضت الولايات المتحدة الاعتذار
د- إشارة الرعب والفوضى
وهذه وسيلة مهمة تستخدم بواسطة استغلال عاطفة الخوف لإرهاب الشعوب وإخضاعها من خلال استخدام الوسائل المختلفة لخلق حالة من الزعر والفوضى يسهل علي طريقها السيطرة والتغلب عليها .
ومن اشد العوامل إثارة للخوف انتظار هجوم العدو وتخمين نوعة والجهة التي سيأتي منها. فحينئذ يكون المنطق النفسي للجنود هو : “
وقوع البلاء خير من انتظاره ” .
وحينئذ سود الشك والقلق نفوسهم وتكثر التخيلات والتخمينات وتجد الشائعات لنفسها مرتعا خصبا بينهم . وكثيرا ما يدفع القلق المستبد بالجنود إلى الهجوم المتعجل ليخلصوا من الانتظار المخيف ، وقد خسر الأمريكيون كثيرا من الجنود بهذه الطريقة أثناء قتال الغابات مع اليابانيين في الشرق الأقصى .
فقد كانوا يندفعون في التقدم فيقعون في الكمائن وحدث نفس الأمر في شمال أفريقيا إذ دفعت العجلة ببعض القوات الأمريكية الحديثة العهد بالخدمة إلى التقدم دون انتظار لما يقوم به المهندسون عادة في كل تقدم من استكشاف للطريق بغية استخراج الألغام . وكانت النتيجة أن انفجرت الألغام في هذه القوات وودت بحياة كثير من أفرادها
 
طرق التصدي للحرب النفسية
تدعيم الإيمان الحق، فالحرب النفسية لا تؤثر في المؤمن الحق، لأن العقيدة الراسخة المؤسسة على الإيمان الذي لا يتزعزع هي الركيزة العظمى لتحصين المجاهد ضد الحرب النفسية، فالمؤمن إيمانا كاملا لا يخاف التهديد والوعيد ولا يرهب، وليس جبانا رعديدا كأولئك الذين يقول الله فيهم :
” فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون آلتيك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه الموت “. حارب الإسلام عوامل الضعف والهوان ونزعات الخوف وعدم الإيمان، وغرس في نفوس المسلمين خلق الشجاعة والتضحية والشهامة والاستهانة بزخارف الدنيا في سبيل نصر ة الحق ومحبة الله ورسوله،
قال سبحانه وتعالى: ” قل إن كان آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأمول اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره، والله لا يهدي القوم الفاسقين. ويتفق علماء النفس وخبراء الحرب النفسية على أن الحرب النفسية ” تؤثر بفعالية أكثر على الجنود الخالين من الإيمان الحق ومن العقائد الثابتة وذوي الوعي السياسي الضيق وغير المثقفين “.
وفي التاريخ الإسلامي أمثلة كثيرة على قوة العقيدة في مواجهة الحرب النفسية للعدو، منها أن قائد الروم في معركة اليرموك التي بعث إلى خالد بن الوليد برسالة تنطوي على التخويف والضغط النفسي وعلى أساليب التخذيل والدعوة إلى الاستسلام. والحرب النفسية كما ذكرت في البداية تستهدف النيل من نفوس ومعنويات الجنود والمقاتلين في ميدان القتال كما تستهدف أبناء الشعب بمختلف فئاته من عمال وفلاحين ومثقفين وهي بذلك أكثر اتساعا وشمولا من ساحة القتال لذلك فان تأثيرها أكثر خطورة وأشد ضررا كما أنها لا تعتمد على المواجهة الصريحة كما يحدث في المعارك العسكرية ولكنها تلجأ إلى أساليب خفية وملتوية ومقنعة غير معروفة بالنسبة لغالبية الشعب.
وقد تؤدي حملات الحرب النفسية إلى بلبلة أفكار أفراد الشعب أو إلى شعورهم بالثقة بالنفس والى ضعف الروح المعنوية وانخفاضها والشعور باليأس وعدم إحراز الانتصار والى انتشار نزعات استسلامية وتيارات انهزامية.
وفي كثير من الحيان ما تؤدي الحرب النفسية إلى انعدام ثقة الشعب في الهيئة الحاكمة وعدم الثقة قدرة القيادة السياسية والعسكرية والى عدم التفاف الشعب حول قادته، ولذلك كثيرا ما كانت تلجأ أساليب الحرب النفسية في الحرب العالمية الثانية إلى قول الحلفاء مثلا أنهم لا يعادون الشعب الألماني وانما يعادون هتلر وحده وليس ذلك إلا وسيلة من وسائل تصديع قوة الشعب الألماني في ذلك الوقت وإثارته نحو الانفضاض من حول قائده هتلر.
هذه أمثلة لهداف الحرب النفسية أما وسائلها فمتباينة ولكي نتمكن من مقاومتها ودرء خطرها فلا بد من دراسة هذه الوسائل والأساليب التي يلجأ إليها العدو في حملات الحرب النفسية التي يشنها.

وتعتمد الحرب النفسية في المحل الأول على معرفة طبائع الشعب الذي ستوجه إليه حملاتها ولذلك تسعى إلى دراسة عقائد وميول واتجاهات وأساليب تفكير هذا الشعب وذلك حتى يتسنى لها التأثير فيه والضرب على مواطن الضعف عنده، كما تلجأ أساليب الحرب النفسية إلى جمع المعلومات والأخبار التي تحدث فعلا ثم تستغلها او تغيرها كلية ثم تنشرها وتؤولها تأويلا مغرضا يخدم أغراضها.
كأن تثير الشعور بالهزيمة في نفوس الشعب أو تخفض من معنوياته أو تثبط من همته أو تجعله يتكالب ويتهافت على جمع المؤن والمواد الغذائية وتخزينها وذلك نتيجة لما تفشيه من أقوال عن احتمال حدوث مجاعات أو نضوب موارد الغذاء.
وليس من الضروري أن يكون للحرب النفسية أي سند من الحقيقة فقد تختلق أبواق العدو القصص والأساطير وتعمل على إذاعتها بين صفوف الشعب معتمدة في ذلك على عدم تحصين عقول أفراده ضدها فقد يذيع العدو عن نفسه أن له قوة لا تقهر أو أن لديه أسلحة فتاكة سرية.
كما يعمل على إذاعة بيانات عسكرية عن وقوع معارك وإحرازه انتصارات باهرة فيها ومن ذلك أيضا ما كان يعمد إليه العدو الإسرائيلي دائما من التبسيط من وطأة الخسائر المادية والبشرية التي تلحق به وإصراره على التقليل من شأن الهجمات الفدائية الجريئة.
وفي كل ذلك تعتمد الحرب النفسية على الأصحاء واقناع الناس بما تذيعه من ااشاعات تحاول أن تقنع الناس بصحتها وأن تؤثر في تؤثر في نفوسهم وان توجه تفكيرهم ولذلك ينبغي أن تقابل هذه الإشاعات بمزيد من الحيطة والحذر لأنها في الأغلب لا تكون بصورة مباشرة بل تكون دائما في صورة خفية مستترة.
وتقع مسؤولية مقاومة الحرب النفسية على كل فرد من أفراد المجتمع ولكن للشباب دور طليعي في مواجهتها لأن الشباب هو دعامة المجتمع وعدته وهو صاحب المصلحة الحقيقية في حاضر المجتمع ومستقبله ويمكن تلخيص أساليب مقاومة الحرب النفسية


فيما يلي:-

-1عدم إذاعة الأخبار والمعلومات عن الظروف العسكرية والاقتصادية والاجتماعية للوطن وذلك لأن العدو يحاول جمعها والاستفادة منها كما يجب الاحتفاظ بوجه خاص بأسرار الوطن حتى لا يلتقطها الأعداء.
2- القيام بعمل إيجابي فعال في ميدان التوعية القومية وتنفيذ الإشاعات المسموعة بالاستناد إلى الحجج والبراهين المنطقية والحقائق الملموسة الواقعية التي تحض الشعب ضد سموم الإشاعات المغرضة التي يروجها الأعداء وذلك بعقد الندوات والقاء المحاضرات في التوعية والإرشاد القومي.
-3العمل على تنمية الشعور بالثقة بالنفس وكذلك الإيمان بالله وبالوطن فان الثقة بالنفس أيساس كل نجاح كما إنها الدعامة القوية التي يقوم عليها صمود الشعب واستمرار نضاله وغرس القيم الدينية والخلقية حتى لا تدع الفرصة لتسرب المبادئ الانهزامية.
-4الدعوة لمواصلة الكفاح والصمود وعدم اليأس وحث الناس على المساهمة الإيجابية في المعركة كل في موقعه، فالعامل والموظف والفلاح كل يستطيع أن يضرب بمعوله في الإنتاج الذي يرتد أثره ولا شك على الجندي الرابض على خط النار، فان الجهاد في الإنتاج لا يقل أهمية ولا شرفا عن الجهاد في ساحة القتال.
-5الاهتمام بالتدريب العسكري وكذا على أساليب الدفاع المدني، لان التدريب من شانه أن يبعث على الثقة بالنفس والاعتزاز بها كما يقوي الإحساس بالقدرة على مواجهة الخطر وعلى تزكية روح المبادرة في مهاجمة والحاق الهزيمة به.
-6التوعية المستمرة لأفراد الجيش بنوايا العدو وأهمية الدفاع عن الوطن ويلاحظ أن أي نقص في الإعلام لجنودنا ما هو إلا مدخل للدعاية التخريبية للعدو.
7- تنمية العلاقات الودية والصريحة بين القادة والمقاتلين حتى تسهل مكافحة الدعاية التخريبية للعدو، واستغلال جماعات الإعلام في الوحدات لمعاونة القائد في تنفيذ مهام توعية الأفراد وهم أفراد منتقمين من بين المقاتلين على درجة عالية من الكفاءة والذكاء والشجاعة ويحظون بإعجاب زملائهم.
-8بث الروح الهجومية لدى المقاتلين أثناء التدريب وكذا الانضباط العسكري وروح الفريق وهي عوامل فعالة لمكافحة الدعاية التخريبية للعدو
 
استخدام "هتلر" للحرب النفسية

نظراً لأهمية الحرب النفسية، فلقد أنشأ لها "هتلر" وزارة خاصة بالدعاية والتنوير أو الإرشاد [The Ministry of Popular Enlightement and Propaganda]، وعين وزيراً لها هو "جوزيف جوبيل" [Joseph Goebbels]، واستخدما ما نطلق عليه اليوم الطريق السطحي في الإقناع من أجل إقناع الجمهور المستهدف من دعايتها
وفي بعض الأحيان كانا يخاطبان عواطف الناس، كما اعتمدا على تكرار إطلاق بعض الشعارات، ولم تكن هذه الدعاية تهتم كثيراً بالمبادئ الأخلاقية محتجاً في ذلك بأن النصر هو أهم الأهداف وهو الانتصار "الكاسح"، كما كانت تذهب إليه دعاية النازية، ولكن في واقع الحال؛ انتهت بهزيمة منكرة لألمانيا ومن معها من دول المحور - إيطاليا واليابان

ومن هذه المبادئ المستخدمة في الدعاية الألمانية ما يلي
1- الاعتماد على غربلة أو تصفية المادة المراد إرسالها، بحيث تحقق الهدف النفسي منها، ومؤدى ذلك أنه لا يلزم بالضرورة سرد الحقائق كلها أو كما هي في الواقع، بل إن الواقعة الواحدة يمكن تجزئتها واستقطاع جزء واحد منها واستعماله.
ولقد تمكنت النازية من تحقيق ذلك بعد سيطرتها على أجهزة الإعلام الجماهيرية أو وسائل الاتصال الجماهيرية، وتشمل الآن الإذاعة والتلفاز والصحف والمجلات والدوريات والسينما والمسرح والمعارض والمهرجانات، بحيث لا يصل إلى الناس - سواء في الداخل أو في الخارج - إلا المعلومات "المفلترة" أو المنقاة أو المصفاة والمختارة خصيصاً لتحقيق الأثر النفسي.
وسيراً في طريق السيطرة على الصحافة؛ كان الصحافيون يتم اختيارهم بدقة شديدة من أصحاب الولاء للفكر النازي، وكانوا يخضعون للعقاب أو نيل الثواب والجزاء بصورة منتظمة بناء على جهودهم في خدمة النازية أو السماح لبعضهم بالاطلاع على بعض الحقائق أو القصص، وكانت صورة شائعة عن الشخصية النازية تصفها بالجسارة والشجاعة والإقدام عن طريق عرض الشعارات والملصقات ذات القدرة العالية على جذب الانتباه، وكانت الرسائل الموالية للنازية تمتزج مع برامج التسلية الشيقة والمشهورة .

2- تعمد إقناع الناس بأن انجلترا تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة، ومن القلاقل السياسية، أو عدم الاستقرار السياسي.

3- عرض الأفلام التي توضح اتفاق الشعب مع "هتلر" وسياسته.

4- خلق صورة من مشاعر العظمة والسمو لدى الشعب الألماني، ومن أجل تحقيق هذا الغرض تم بناء استديوهات كبيرة، واستخدمت لعقد اللقاءات والمقابلات بين الناس لإقناع الناس بأن للنازيين أصولاً ثقافية عريقة وقوية في الماضي، وذلك لإقناع الناس بقوة النازية.

5- تكوين جماعات من الشبيبة موالية لـ "هتلر"، يدينون بالولاء للنازية، وكانوا يتميزون بارتداء القمصان البنية اللون كشعار لهم.

6- الاستفادة من حالة الخوف والإحباط التي ترتبت عن خوض ألمانيا الحرب العالمية الأولى، والتي تركتها تعاني أشد المعاناة من الصعوبات الاقتصادية، وشعور الناس بعدم الأمان حول المستقبل، ولذلك ابتكر "هتلر" فكرة؛ أن اليهود هم الذين تسببوا في امتصاص الاقتصاد الألماني ومصادره أو منابعه، وبذلك لفظ المجتمع الألماني اليهود بينما توحد الشعب الألماني معاً.

7- استخدام الراديو أثناء الحرب العالمية الثانية، من طرفي النزاع على حد سواء، بقصد إضعاف معنويات العدو، واستخدم النازي بعض الخونة من الإنجليز في الإذاعة، كما استخدمتهم اليابان لهذا الغرض، تم استخدام هذه الإذاعات والبرامج الإذاعية إلى جانب إسقاط المنشورات والكتيبات والأوراق والصور من الطيران.

8- إثارة حرب الأعصاب التي كان النازي يشنها قبيل توجيه عدوانه نحو الشعوب الأوروبية، بالادعاء بأن الأقلية الألمانية في البلد المستهدف تم القبض عليهم وتوجيه الاتهامات، وأن الجيش الألماني يقف على أهبة الاستعداد للرد الصارم على ذلك، مثل هذه الدعاية أو حرب الأعصاب هذه كانت تستهدف إضعاف العدو، وجعله في حالة من الحيرة والتردد والانقسام على نفسه.

9- تصوير "هتلر" في صورة الأب العطوف والقائد الكفء والمحارب الفذ، وأن كل مشاكل الأمة تجد حلها في الالتفاف حول هذا القائد العسكري الخبير، فكانت صورته كالأب المتواضع، وأن الشعب كله يقف من ورائه، كما يقال الآن في بعض المجتمعات "زعيم الأمة"، أو "حبيب الشعب" "راعي الشباب"، "نصير الحق"

واستخدم الحلفاء مناهجهم في الحرب النفسية والدعائية ضد دول المحور والتي ركزت جهودها لمقاومة أو مكافحة دعاية الأعداء، ولخفض معنويات القوات المسلحة الألمانية والإيطالية واليابانية، والنيل من معلومات المدنيين، وفي نفس الوقت كانت تعمل هذه الدعاية لتقوية الروح المعنوية في الداخل، وتقوية الدوافع نحو الحرب.
 
الحرب النفسية أصبحت سمة أساسية من سمات كل الحروب الحديثة، ولقد استخدمت بتوسع في الحروب الحديثة الآتية:

1- حرب الفيتنام .
2- حرب الكورية .
3- حرب جزيرة الفوكلاند .
4- حرب الخليج .
5- حرب يوغسلافيا .
6- حرب افغانستان ضد حركة طالبان الحاكمة .
7- الحرب ضد العراق .
 
استخدام المنهج العلمي في الحرب الدعائية

على الرغم من وجود محاولات قليلة في استخدام الحرب النفسية والدعاية قبل الحرب العالمية الأولى، إلا أن الدعاية أصبحت عنصراً رئيساً من عناصر الحرب في أواخر الحرب العالمية الأولى، مستخدمة المنهج العلمي وتقنيات العلم الحديث.
ولكن هذا الاتجاه لم يصل إلى إنجلترا إلا في صيف عام 1918، حيث تم إنشاء قسم خاص للرد على دعاية العدو، كما تكونت لجنة قومية لهذا الغرض، وتشكلت من أعضاء من إنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية أنشأ الرئيس الأمريكي "ودرو ولسون" [Woodrow Wilson] لجنة للمعلومات العامة في عام 1917م، تلك اللجنة التي استطاعت الاستفادة من المعلومات والخبرات المطبقة في الدعاية التجارية، ومن فنون الإعلان المختلفة المعروفة في ذلك الوقت كي تشن دعايتها إلى كل من المجتمع الأمريكي في الداخل وللأجانب المشاهدين والمستمعين في الخارج.
ولم يكن الراديو قد استعمل في الاتصالات الجمعية، ولذلك كان الاعتماد على الصحف والمجلات والنشرات والملصقات والأفلام والخطباء العامين والكتيبات والمقالات والكراسات الصغيرة.
فالدعاية توجه إلى
-1
خارج البلاد لبث روح الهزيمة في الخصم.
2- داخل البلاد لتدعيم الروح المعنوية ومساندة الجيش والدولة في قضيتها.
 
الهدف من شن هذه الدعاية تحقيق الأهداف الآتية -
1- لتعبئة وإثارة الشعور بالكراهية والحقد والسخط وتوجيه هذه المشاعر نحو العدو، وخفض حالة العدو المعنوية وتثبيط همته.
2- لإقناع أبناء المجتمع الداخلي بأحقية قضيتهم ومشروعيتها وعدالتها، وكذلك الحلفاء المشتركين في الحرب. ولتنمية الروح القتالية والاحتفاظ بهذه الروح.
3- لتنمية مشاعر الصداقة والود مع المجتمعات أو الدول المحايدة، ولغرس الاعتقاد في أذهانهم بأن الحلفاء على حق، بل إنهم في النهاية سوف يحققون النصر، وإذا أمكن حثهم على تقديم المساعدة والتأييد والتعضيد وتعاونهم الفاعل والإيجابي والمثمر مع الحلفاء.
4- لتنمية حالة الصداقة والود مع الأمم أو الدول التي تحارب معنا وتقوية هذه الروح.

وأياً كانت المناهج المستخدمة في هذه الحرب الدعائية - سواء ما كان منها في جانب الحلفاء أو دول المحور = فإن الفكرة الأساسية من الحرب النفسية؛ كانت تنمية اتجاهات مؤيدة وقوية داخل المجتمع وكذلك تنمية المشاعر والآراء والمعتقدات الموالية للحلفاء، مع تكوين اتجاهات معادية ومعارضة نحو العدو باعتباره كياناً خطراً علينا وباعتباره خارجاً عن أمتنا، أي صب المشاعر العدوانية على عدو خارج عن المجتمع.
والإنسان بطبعه يميل إلى الالتحام والالتصاق بجماعته عندما يواجه الإحباط أو الفشل أو الخطر أو القلق، والمجتمع يتوحد ويتماسك ويأتلف عندما تواجهه الأخطار الخارجية، ومؤدى ذلك أن الدعاية تستهدف تنمية مشاعر الحب ومشاعر الكره، ولا يوجد شيء أقوى من الحرب في كسر الحواجز الطبقية أو الطائفية والدينية وتنمية مشاعر الوحدة، ويؤدي ذلك إلى تنمية مشاعر الود والصداقة والتعاون داخل المجتمع الواحد والكيان الواحد، ذلك لأن مشاعر العدوان السابقة التي كانت توجه نحو الداخل، وكذلك مشاعر السخط أو الحنق أو النقد تخرج وتنطلق لتوجه إلى عدو خارجي أو خارج عن الذات، ولذلك يلاحظ بوادر الانقسام بعد انتهاء الحرب، كما حدث في اتحاد الأمة الجزائرية والأمة الأفغانية ضد عدو خارجي ثم سرعان ما دب الخلاف بين رفقاء السلاح بعد انتهاء معركتهم من العدو الخارجي.
وفي زمن الحرب تقوى مشاعر حب الوطن أو الوطنية، وتعلو فوق كافة المذاهب السياسية أو الاقتصادية كالشيوعية أو الاشتراكية أو الماركسية.

ومازالت هذه الأهداف قائمة حتى الآن في كل الحروب -

وقصارى القول
إن الحرب النفسية لا تعرف حدود الزمان والمكان، فهي تمارس قبل الحرب لإعداد عقول الناس لها، وأثناء الحرب لرفع الحالة القتالية وزيادة الاعتقاد في عدالة القضية التي نحارب من أجلها، وبعد الحرب لتدعيم مكاسبها وترسيخها.
كذلك فإن الحرب النفسية ذات طبيعة مستترة، فهي تعمل في الخفاء ومن وراء ستار ولا تظهر بصورة علنية سافرة، وقد تمارس في شكل خبر أو قصة أو واقعة أو رواية أو مسرحية أو شائعة.
ولا تعرف الحدود الجغرافية؛ لأنها تمارس عبر الأثير، وتنطلق لتجوب العالم كله. وهي وإن كانت لا تستخدم الأساليب العسكرية إلا أن تأثيرها قويا في النيل من معنويات الخصم وعزيمته وإضعاف إرادته
 
خصائص الحرب الدعائية الحديثة

أنها لا تمارس فقط في المجال العسكري وإنما في كافة مجالات الحياة العصرية السياسية والاقتصادية والدبلوماسية والثقافية أو الفكرية أو العقائدية أو الإيدولوجية.
ولنجاحها لابد من اعتمادها على العلم والمنهج العلمي، ومن ذلك دراسة اتجاهات وظروف المجتمع الذي توجه إليه، ومعرفة التربية التي يحتمل أن تنمو فيها وتنتشر وتزدهر الشائعات، وتلقى الشائعات قبولاً إذا كانت تشبع حاجات الناس مع المعرفة بحقائق الأمور وأسباب الأحداث والوقائع، ولذلك تنتشر في جو الغموض وحيث يحدث التعتيم الإعلامي عن تفسير الأحداث الجارية.
وهي أكثر نجاحاً إذا راعت المستوى العقلي، والثقافي، والتعليمي لمن توجه إليه، وإذا استخدمت وسائل جذب الانتباه، واعتمدت على التكرار غير الممل وعلى التشويق، وإذا كان مصدرها جذاباً أو مقبولاً من قبل الجمهور المستهدف، وإذا كان مصدر ثقتهم. وتنطبق عليها شروط التعليم الجيد وشروط الإعلام الجيد وشروط الإقناع الجيد.

وكما تشن للهجوم فإنها أيضاً تتصدى للدعاية المعادية بالرد عليها وبيان زيفها وبطلانها
 
المصدر
الاخوة فالله
المجموعة 73 مؤرخين
مؤسسة ثقافية لنشر الوعي بالبطولات المصرية
*** مشهرة برقم 10257 لسنه 2016 ***​
 
ولماذا نقول ذلك علي غير المسلمين

واخوتنا العرب في المنتدى من غير المصريين مثلهم تماما

وكما قال النبي محمد واذا انتم قلة

;););):LOL::LOL::LOL:
 
الحرب النفسية واجهها الشعب السعودي
وحول قنوات وشخصيات واصحاب حسابات
مادة للسخرية
 
ولماذا نقول ذلك علي غير المسلمين

واخوتنا العرب في المنتدى من غير المصريين مثلهم تماما

وكما قال النبي محمد واذا انتم قلة

;););):LOL::LOL::LOL:
قراتها 4 مرات. ومفهمتش حاجة :D:D
 
ولماذا نقول ذلك علي غير المسلمين

واخوتنا العرب في المنتدى من غير المصريين مثلهم تماما

وكما قال النبي محمد واذا انتم قلة

;););):LOL::LOL::LOL:
قراتها 4 مرات. ومفهمتش حاجة :D:D
 
عودة
أعلى