اختفى العالم الألماني هاينز كروغ في 11 سبتمبر 1962 حيث خرج من مكتبه دون عودة.
التفاصيل الأخرى الوحيدة المعروفة لشرطة ميونيخ هي أن كروغ قد يكون على الارجح ذهب إلى القاهرة مثل العشرات من علماء الصواريخ النازيين الآخرين حيث تم توظيفه من قبل مصر لمساعدتها على تطوير أسلحة متطورة.
العالم الألماني هاينز كروغ
ادعت صحيفة HaBoker الإسرائيلية أن المصريين قد خطفوا هاينز لمنعه من التعامل مع إسرائيل و كان "التسريب" محاولة من جانب الحكومة الإسرائيلية لمنع المحققينفي فرضية ان يكون للصهيانة يد في عملية اختفائه.
واستناداً إلى مقابلات مع ضباط سابقين في الموساد ومع إسرائيليين لديهم إمكانية الوصول إلى أرشيف الموساد من السنوات الخمسين الماضية أصبح من المعروف الآن أن كروغ قد قُتِل على يد إسرائيل لتخويف العلماء الألمان الذين يعملون لصالح مصر حسبما أفادت به فورورد نيوز.
التفاصل المدهشة اكثر هي اكتشاف من ارتكب جريمة القتل حيث تبين أن أوتو سكورزني أحد عملاء الموساد وكان أيضاً ضابطا برتبة مقدم في جهازالWaffen-SS النازي وهو أحد الرجال المفضلين لدى هتلر من بين قادته حيث منح الفوهرر سكورزني وسام Knight’s Cross of the Iron Cross و هو أرفع وسام في الجيش الألماني لقيادته العملية التي أنقذت Benito Mussolini من آسره في عام 1943.
بحلول عام 1962 كان سكورزيني يعمل لحساب الموساد .
إحدى أولويات الموساد العليا كانت وقف العلماء الألمان من العمل على برنامج الصواريخ المصري تلقى كروغ وعلماء ألمان آخرون رسائل تهديد لعدة أشهر قبل وفاته و في ألمانيا تلقوا مكالمات هاتفية في منتصف الليل تحثهم على عدم العمل مع البرنامج المصري و في مصر تلقى بعضهم رسائل مفخخة.
و كان كروغ على راس قائمة أهداف الموساد.
خلال الحرب العالمية الثانية كان كروغ عضوا في فريق من العلماء البارزين في Peenemünde وهي منطقة اختبار على ساحل بحر البلطيق حيث عمل كبار العلماء الألمان هناك تحت قيادة فيرنر فون براون هناك قاموا بهندسة الصواريخ المستخدمة في عمليات Baby Blitz التي كان لها تأثير كبير على إنجلترا في النصف الثاني من عام 1944.
و كان لديهم أهداف أكبر لبناء صواريخ بمدى أطول ودقة أفضل و مع مزيد من القوة.
وفقا لملفات الموساد دعا فون براون كروغ وعلماء آخرين للانضمام إليه في أمريكا بعد 10 سنوات من نهاية الحرب كان فون براون يقود برنامجاً لتطوير الصواريخ في الولايات المتحدة وقد أصبح أحد المؤسسين لبرنامج الفضاء التابع لناسا بدلاً من ذلك اختار كروغ خيارًا أكثر ربحًا: العمل في مصر مع البروفيسور الألماني فولفغانغ بيلز مع علماء آخرين عملوا في منطقة Peenemünde هناك قاموا بإعداد برنامج صاروخي سري.
كدت المكالمات الهاتفية و التهديدات التي وصلت كروغ تصيبه بالجنون لقد عرف هو وزملاؤه أن مصدرها اسرائيل و في عام 1960 اختطف عملاء إسرائيليون أدولف أيخمان أحد كبار المسؤولين- عن ما يسمى المحرقة- في الأرجنتين و تمكنوا من تهريبه إلى القدس-فلسطين المحتلة- حيث تمت محاكمته وإعدامه.
عرف كروغ أن الإسرائيليين قادمون إليه أيضاً هذا هو السبب الذي جعله يربط الصلة مع سكورزيني البطل النازي و الرجل الوحيد القادر على انقاذه.
في اليوم الذي اختفى فيه كورغ تقول المصادر انه ترك العمل لمقابلة سكورزني.
بعد المقابلة تحول كروغ و سكورزني على متن سيارة مرسيدس بيضاء شمالا من ميونخ وقال سكورزني إنه رتب مع ثلاثة حراس شخصيين كانوا يتبعون السيارة من الخلف للتامين توقف الموكب في الغابة في مكان آمن للدردشة وعندما وصلوا إلى هناك أُعدم كروغ - بدون محاكمة ودون حتى إدانة رسمية و كان منفذ العملية بطل ألمانيا الذي تمكنت إسرائيل من تحويله إلى عميل سري.
بعد إطلاق النار على كروغ قام الإسرائيليون الثلاثة بصب حامض على جسده بعد انتظار تفاعل الحمض قاموا بدفن الرفات في حفرة محفورة سابقاً غطوا القبر بالكلس للحفاظ الرئحة و ابعادها عن كلاب البحث.
اشرف على العملية يتسحاق شامير الذي اصبح رئيس وزراء و كان يراس وقت تنفيذ العملية وحدة العمليات الخاصة بالموساد. واحد من الثلاثة الآخرين كذلك كان زفي "بيتر" مالكين الذي شارك في عملية اختطاف كان أيخمان في الأرجنتين و تمت العملية تحت اشراف يوسف "جو" رعنان كبير مسؤولي الوكالة في ألمانيا وكان الثلاثة قد فقدوا العديد من أقاربهم في المحرحة حسب ادعائهم.
استخدم الإسرائيليون سكورزني للوصول إلى أقرب ما يمكن من العلماء النازيين العاملين في مصر.