دائما حين اريد البحث عن مقدمة لموضوع يخص الدبابات لا اجد افضل من هذا التقديم للاستاذ انور الشراد
الذي لا اجد افضل من تقديمه لمفهوم الدبابات
تعبير أو مصطلح "دبابة" Tank قدم أولاً إلى تلك العربة التي طورت في بريطانيا وأطلق عليها الكلمة الإنكليزية tank وتعني الخزان أو الصهريج في محاولة لكتم سر برنامج إعدادها. مصممي هذه العربة كانوا يأملون بأن يعتقد جواسيس العدو بأن ما يتابعونه ويلاحقونه هو مجرد خزان ماء كان قيد التطوير بدلاً من سلاح جديد. هذا السلاح أو Mark I المعروفة باسم "الأم" Mother بعد اكتماله، استخدم أولاً من قبل البريطانيين في معركة "السوم" Somme العام 1916 لكسر جمود حرب الخنادق trench warfare التي كانت مستمرة منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى، حيث قدمت الدبابة لعبور واجتياز حقول الطين والحفر الناتجة عن القصف في ساحة المعركة، وكذلك اختراق التحصينات السلكية wire fortifications والتغلب على الخنادق. لقد نجح السلاح الجديد رغم كل التوقعات في إنجاز ما صمم من أجله وعبر الخنادق و"الأرض المحايدة" no man's land من الجبهة الغربية، وقمع نيران أسلحة العدو. بعدها لاحظ الجنرال البريطاني "شارلز فولير" Charles Fuller خلال تفاصيل معركة "كمباري" Cambrai (فولير كان يومها برتبة ضابط أركان وخطط لهجوم كمباري العام 1917، ثم خطط للعمليات الهجومية بالدبابات بعد ذلك في خريف العام 1918. وفي العام 1919 دعا لتبنى مكننة الجيش بالكامل fully mechanized إلا أن أفكاره في هذا المجال لم تطبق حينها)، أن القيمة السائدة للدبابة كانت في تأثيرها المعنوي moral effect وهذا ظهر بشكل واضح وجلي بأن الخوف والرعب وليس الدمار والتحطيم كان الهدف الحقيقي ونهاية القوات المسلحة. وعلى الرغم من عدم تطوير المذهب المناسب أو الملائم suitable doctrine لتوظيف الدبابة، كما أن استخدامها أخفق في تغيير الطبيعة والسمة الساكنة للحرب (عانت الدبابة من مشاكل الثقة والاعتمادية الميكانيكية الحادة، فانتهت أغلبية المكاسب في أن تكون العربة مفقودة نتيجة إخفاق المشاة في متابعتها، أو بسبب توقفها نتيجة الأعطال) إلا أن إمكانيات الدبابات كانت قد اكتشفت وطبيعة الحرب لم تعد ذاتها مستقبلاً.
في هذا الموضوع سنتطرق فيه الى ستة دبابات المانية تاريخية فعلى الرغم من بطء البدء في اعتماد الدبابات فقد أصبح الألمان في نهاية المطاف أسياد الحرب المدرعة ، مع بعض من أكثر المركبات فعالية في الحرب العالمية الثانية.