أعلنت سويسرا الأحد أن لا أمل في نجاة أي من العشرين راكبا الذين كانوا على متن الطائرة العسكرية "القديمة" التي تحطمت السبت في منطقة جبلية شرق البلاد. وهذا من أسوأ حوادث الطيران في سويسرا منذ سنوات لكنه واحد من ثلاثة حوادث تحطم طائرات شهدها البلد في ثمانية أيام فقط.
قالت شرطة "كانتون غريزون" في شرق سويسرا اليوم الأحد إن 20 شخصا وهم جميع ركاب الطائرة العسكرية "القديمة" التي تحطمت بعد ظهر السبت في منطقة جبلية، لقوا حتفهم، فيما يتم التحقيق في سبب سقوط الطائرة.
وصرحت المتحدثة باسم الشرطة أنيتا سنتي في مؤتمر صحافي عقدته في بلدة "فليمس" عند سفح جبل "بيز سيغناس" الذي يبلغ ارتفاعه حوالي ثلاثة آلاف متر، "تؤكد الشرطة بحزن أن جميع الركاب العشرين قتلوا".
من جهتها، أعلنت الشرطة أن الطائرة كانت تقل خلال تحطمها طاقتها القصوى، أي 17 راكبا وثلاثة من أفراد الطاقم، هم أحد عشر رجلا وتسع نساء بينهم زوجان من النمسا مع ابنهما
وموقع التحطم حدد في السفح الغربي لجبل "بيز سيغناس" على ارتفاع نحو 2540 مترا في كانتون غريزون (شرق). والسبت شاركت خمس مروحيات في عمليات الإنقاذ.
وقال أندرياس توبلر قائد الشرطة في كانتون غريزون "لم يعد ثمة أمل بالعثور على أي ناج".
إلى ذلك، فتحت وزارة العدل السويسرية تحقيقا بالتعاون مع الدائرة السويسرية للتحقيق الأمني ووزارة العدل في كانتون غريزون لتحديد أسباب الحادث.
وأوردت وسائل إعلام سويسرية أن الركاب كانوا عائدين من رحلة سياحية في مدينة "لوكارنو" في جنوب البلاد بعدما وصلوا إليها صباح الجمعة، وكانوا متجهين إلى مطار "دوبندورف" العسكري قرب زوريخ، على أن يصلوا إليه الساعة 16،50- 14،50 ت غ.
ونقلت صحيفة "20 مينتس" عن شاهد كان موجودا في منطقة الحادث أن "مسار الطائرة تحول 180 درجة نحو الجنوب وتحطمت على الأرض، مشيرا إلى أن الحطام تناثر "ضمن منطقة محدودة" ما يجعل فرضية وقوع انفجار أمرا مستبعدا.
لا صندوق أسود!
وهذا النوع من الطائرات القديمة غير مزود بصندوق أسود أو صندوق بيانات أو مسجل صوت، ما يعني أن التحقيق سيستند فقط إلى الشهادات وتحليل الحطام.
وأوضح دانيال كنيش من دائرة التحقيق الأمني أن طاقم الطائرة لم يتسن له الوقت لطلب المساعدة نافيا أن تكون درجات الحرارة المرتفعة قد تسببت بالحادث، وأن الطائرة سقطت بشكل عمودي تقريبا من السماء عند سرعة كبيرة نسبيا.
وهذا النوع من الطائرات مزود بثلاثة محركات من نوع "جانكرز جي يو52 إتش بي-إتش أو تي"، تم تصنيعها في 1939 بألمانيا، وهي ملك شركة "جي يو-اير" التي أسسها في 1982 أصدقاء لسلاح الجو السويسري.
من جهة أخرى، أكد كورت فالدماير رئيس شركة "جي يو إير" لوسائل الإعلام أن الطائرة لم تكن تواجه أي مشكلة تقنية وقد أخضعت للصيانة في تموز/يوليو. وتابع أن طاقمها يمتلك خبرة واسعة حيث إن قائد الطائرة ومساعده هما في الستينات من العمر.
وقالت شركة شركة "جي يو-إير" على موقعها إنها تشعر ب"الحزن العميق" مقدمة التعازي "لعائلات وأصدقاء الطاقم والركاب". مؤكدة أنه قد تم تعليق رحلات الشركة.
ثلاثة حوادث تحطم في أسبوع واحد!
وأشارت الشركة إلى أنها تستخدم أسطولا صغيرا من أربع طائرات "جانكر" صنعت جميعها في 1939 ويتم تأجيرها. وقادة تلك الطائرات هم من الطيارين العسكريين السابقين والمحترفين وجميعهم متطوعون.
وطائرة "جانكرز جي يو52 إتش بي-إتش أو تي" مصنوعة من الفولاذ وصنعتها شركة "جونكرز" الألمانية في ثلاثينات وخمسينات القرن الماضي. واستخدمت للنقل العسكري وكقاذفة خلال الحرب العالمية الثانية.
وعلى موقعها الإلكتروني تحدثت الشركة عن حادث آخر وقع في 1987 في مطار كوبلينز في ألمانيا، إلا أن أحدا لم يصب بأذى.
وهذا الحادث هو بمثابة أسوأ حادث طيران في سويسرا منذ سنوات ولكنه واحد من ثلاثة حوادث تحطم طائرات شهدها البلد في ثمانية أيام. فالسبت تحطمت طائرة سياحية سويسرية كانت تقل زوجين وطفليهما في غابة في كانتون نيفالد واندلعت فيها النيران على الفور. ولم ينج أحد.
وفي 27 تموز/يوليو لقي أربعة أشخاص مصرعهم في تحطم طائرة صغيرة عند اصطدامها بقمة جبل جليدي في كانتون فاليه الجنوبي.