أحاديث فى الجنة من صحيح السنة

إنضم
17 يوليو 2010
المشاركات
3,855
التفاعل
8,333 32 1
يَجْمَعُ اللهُ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ لمِيقاتِ يومٍ معلومٍ، قِيامًا أربعين سَنَةً، شاخِصَةً أبصارُهُم، يَنتَظرون فصْلَ القضاءِ... فذَكَر الحديثَ إلى أنْ قال: ثُمَّ يَقولُ- يعني: الرَّبَّ تبارَك وتعالى-: ارْفَعوا رُؤُوسَكُم، فيَرْفَعون رُؤُوسَهُم، فيُعطيهِم نورَهُم على قَدْرِ أعمالِهِم، فمِنهُم مَن يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الجبلِ العظيمِ يَسْعَى بيْن يَدَيْهِ، ومِنهُم مَن يُعْطَى نورَهُ أَصْغَرَ مِن ذلكَ، ومِنهُم مَن يُعْطَى مِثْلَ النَّخلةِ بيمينِهِ، ومِنهُم مَن يُعْطَى (نورًا) أَصْغَرَ مِن ذلكَ، حتَّى يَكونَ آخِرُهُمْ رَجُلًا يُعْطَى نورَهُ على إبهامِ قَدَمِهِ، يُضِيءُ مَرَّةً ويُطْفِئُ مَرَّةً، فإذا أَضاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ (فمَشَى)، وإذا أُطفِئَ قام.(قال: والرَّبُّ عزَّ وجلَّ أمامَهُم، حتَّى يَمُرَّ في النَّارِ، فيَبْقَى أَثَرُهُ كحَدِّ السَّيْفِ؛ دَحْضٌ مَزَلَّةٌ. قال: ويَقولُ: مُرُّوا، فيَمُرُّون على قَدْرِ نورِهِم، مِنهُم مَن يَمُرُّ كطَرْفةِ العَيْنِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ كالبَرْقِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ كالسَّحابِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ كانقِضاضِ الكوكبِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ كالرِّيحِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ كشَدِّ الفَرَسِ، ومِنهُم مَن يَمُرُّ كشَدِّ الرَّجُلِ، حتَّى يَمُرَّ الَّذي يُعطَى نورَهُ على إبهامِ قَدَمِهِ يَحْبُو على وجْهِهِ ويَدَيْهِ ورِجْلَيْهِ، تَخِرُّ يَدٌ وتَعْلَقُ يَدٌ، وتَخِرُّ رِجْلٌ وتَعْلَقُ رِجْلٌ، وتُصِيبُ جَوانِبَهُ النَّارُ، فلا يَزالُ كذلكَ حتَّى يَخْلُصَ، فإذا خَلَصَ وَقَفَ عليها، فقال: الحمدُ للهِ الَّذي أَعطاني ما لم يُعْطِ أَحَدًا؛ إذْ نَجَّاني منها بعد إذْ رأيْتُها. قال: فيُنطَلَقُ به إلى غَدِيرٍ عندَ بابِ الجَنَّةِ فيَغتَسِلُ، فيَعُودُ إليهِ رِيحُ أهْلِ الجَنَّةِ وألوانُهُم، فيَرَى ما في الجَنَّةِ مِن خِلالِ البابِ، فيَقولُ: ربِّ أَدْخِلْني الجَنَّةَ. فيَقولُ (اللهُ) لهُ: أَتسألُ الجَنَّةَ وقد نَجَّيْتُكَ مِنَ النَّارِ؟ فيَقولُ: ربِّ اجعَلْ بيْني وبيْنها حِجابًا؛ لا أَسمَعُ حَسِيسَها. قال: فيَدخُلُ الجَنَّةَ، ويَرَى- أو: يُرْفَعُ له مَنزِلٌ- أمامَ ذلكَ، كأنَّ ما هو فيهِ إليهِ حُلْمٌ، فيَقولُ: ربِّ أَعطِني ذلكَ المَنزلَ. فيَقولُ لهُ: لعلَّكَ إنْ أَعطَيْتُكَهُ تَسألُ غَيْرَهُ؟ فيَقولُ: لا وعِزَّتِكَ، لا أَسأَلُكَ غَيْرَهُ، أنَّى مَنزِلٌ أَحسَنُ مِنهُ؟! فيُعطاهُ، فيَنْزِلُهُ، ويَرَى أمامَ ذلكَ مَنزِلًا كأنَّ ما هو فيهِ بالنِّسبةِ إليهِ حُلْمٌ، قال: ربِّ أَعطِني ذلكَ المَنزِلَ! فيَقولُ اللهُ- تبارَكَ وتعالى- لهُ: فلعلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَهُ تَسألُ غَيْرَهُ؟ فيَقولُ: لا وعِزَّتِكَ، لا أَسأَلُكَ غَيْرَهُ، أنَّى مَنزِلٌ أَحسَنُ مِنهُ؟! فيُعطاهُ فيَنْزِلُهُ. قال: ويَرَى أوْ: يُرْفَعُ له أمامَ ذلكَ مَنزِلٌ آخَرُ، كأنَّما هو إليهِ حُلْمٌ، فيَقولُ: أَعطِني ذلكَ المَنزِلَ، فيَقولُ اللهُ- جَلَّ جَلالُهُ-: فلعلَّكَ إنْ أَعْطَيْتُكَهُ تَسألُ غَيْرَهُ، قال: لا وعِزَّتِكَ لا أَسألُ غَيْرَهُ، وأيُّ مَنزِلٍ يَكونُ أَحْسَنَ مِنهُ؟! قال: فيُعطاهُ فيَنْزِلُهُ، ثُمَّ يَسْكُتُ. فيَقولُ اللهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ-: ما لكَ لا تَسألُ؟ فيَقولُ: ربِّ، قد سألْتُكَ حتَّى استَحْيَيْتُكَ، وأَقسَمْتُ لكَ حتَّى استَحْيَيْتُكَ، فيَقولُ اللهُ- جَلَّ ذِكْرُهُ-: ألم تَرْضَ أنْ أُعطِيَكَ مِثْلَ الدُّنيا منذُ خَلَقْتُها إلى يومِ أَفنَيْتُها وعشَرةَ أضعافِهِ؟ فيَقولُ: أَتَهْزَأُ بي وأنتَ رَبُّ العِزَّةِ؟! فيَضْحَكُ الرَّبُّ تعالى مِن قولِهِ. قال: فرأيْتُ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ إذا بَلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ ضَحِكَ، فقال له رَجُلٌ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، قد سمِعْتُكَ تُحَدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا، كلَّما بَلَغْتَ هذا المكانَ ضَحِكْتَ، فقال: إنِّي سمِعْتُ رسولَ اللهِ يُحَدِّثُ هذا الحديثَ مِرارًا كلَّما بَلَغَ هذا المكانَ مِن هذا الحديثِ ضَحِكَ حتَّى تَبْدُوَ أضراسُهُ. قال: فيَقولُ الرَّبُّ- جَلَّ ذِكْرُهُ-: لا، ولكنِّي على ذلكَ قادِرٌ، سَلْ. فيَقولُ: أَلحِقْني بالنَّاسِ، فيَقولُ: الْحَقْ بالنَّاسِ. فيَنطَلِقُ يَرْمُلُ في الجَنَّةِ، حتَّى إذا دنا مِنَ النَّاسِ رُفِعَ له قَصْرٌ مِن دُرَّةٍ؛ فيَخِرُّ ساجِدًا، فيُقالُ لهُ: ارفَعْ رأسَكَ، ما لكَ؟ فيَقولُ: رأيْتُ ربِّي- أو :تراءَى لي ربِّي-، فيُقالُ لهُ: إنَّما هو مَنزِلٌ مِن مَنازِلِكَ. قال: ثُمَّ يَلْقَى رَجُلًا فيَتهَيَّأُ للسُّجودِ له، فيُقالُ لهُ: مَهْ! ما لَكَ؟ فيَقولُ: رأيْتُ أنَّكَ مَلَكٌ مِنَ المَلائكةِ، فيَقولُ: إنَّما أنا خازِنٌ مِن خُزَّانِكَ، وعبْدٌ مِن عَبِيدِكَ، تحتَ يَدَيَّ ألْفُ قَهْرَمانٍ على مِثْلِ ما أنا عليهِ. قال: فيَنطَلِقُ أمامَهُ حتَّى يَفتَحَ له القَصْرَ. قال: وهو مِن دُرَّةٍ مُجَوَّفةٍ، سَقائِفُها وأبوابُها وأغلاقُها ومَفاتيحُها منها، تَستَقبِلُهُ جوهرةٌ خَضراءُ مُبَطَّنةٌ بحَمراءَ، فيها سبعون بابًا، كلُّ بابٍ يُفضِي إلى جوهرةٍ خَضراءَ مُبَطَّنةٍ بحمراءَ، كلُّ جوهرةٍ تُفضِي إلى جوهرةٍ على غيرِ لَونِ الأخرى، في كلِّ جوهرةٍ سُرُرٌ وأزواجٌ ووصائِفُ، أَدناهُنَّ حَوْراءُ عَيْناءُ، عليها سبعون حُلَّةً، يُرَى مُخُّ ساقِها مِن وراءِ حُلَلِها، كَبِدُها مِرْآتُهُ، وكَبِدُهُ مِرْآتُها، إذا أَعرَضَ عنها إعراضَةً ازدادَتْ في عَيْنِهِ سبعين ضِعفًا عمَّا كانت قَبْلَ ذلكَ، وإذا أَعرَضَتْ عنُه إعراضةً ازدادَ في عَيْنِها سبعين ضِعفًا عمَّا كان قَبْلَ ذلكَ، فيَقولُ لها: واللهِ لقد ازدَدْتِ في عَيْني سبعين ضِعفًا، وتَقولُ لهُ: وأنتَ واللهِ لقد ازدَدْتَ في عَيْني سبعين ضِعْفًا. فيُقالُ لهُ: أَشرِفْ، فيُشْرِفُ، فيُقالُ لهُ: مُلْكُكَ مَسِيرةُ مِئةِ عامٍ، يَنْفُذُهُ بَصَرُكَ. قال: فقال عُمَرُ: ألا تَسمَعُ ما يُحَدِّثُنا ابنُ أُمِّ عبْدٍ يا كَعْبُ عن أَدْنَى أهلِ الجَنَّةِ مَنزِلًا، فكيف أَعلاهُم؟! قال: يا أميرَ المؤمنينَ، ما لا عَيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، إنَّ اللهَ- جَلَّ ذِكْرُهُ- خَلَقَ دارًا، جَعَل فيها ما شاءَ مِنَ الأزواجِ والثَّمراتِ والأَشرِبَةِ، ثُمَّ أَطبَقَها فلم يَرَها أَحَدٌ مِنَ خَلْقِهِ، لا جِبريلُ ولا غَيْرُهُ مِنَ المَلائكةِ. ثُمَّ قرأَ كَعْبٌ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: 17]. قال: وخَلَقَ دُونَ ذلكَ جَنَّتَيْنِ، وزَيَّنَهُما بما شاءَ، وأَراهُمَا مَن شاءَ مِن خَلْقِهِ، ثُمَّ قال: فمَن كان كِتابُهُ في عِلِّيِّينَ نَزَلَ في تلكَ الدَّارِ الَّتي لم يَرَها أَحَدٌ، حتَّى إنَّ الرَّجُلَ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ لَيَخرُجُ فيَسِيرُ في مُلْكِهِ، فلا تَبقَى خَيْمةٌ مِن خِيَمِ الجَنَّةِ إلَّا دَخَلَها مِن ضَوْءِ وجْهِهِ، فيَستَبْشِرون بريحِهِ فيَقولون: واهًا لهذا الرِّيحِ! هذا ريحُ رَجُلٍ مِن أهلِ عِلِّيِّينَ قد خَرَج يسيرُ في مُلْكِهِ. قال: وَيْحَكَ يا كَعْبُ، إنَّ هذهِ القُلوبَ قدِ استَرسَلَتْ فاقبِضْها. فقال كَعْبٌ: والَّذي نفْسي بيدِهِ، إنَّ لجَهَنَّمَ يومَ القيامةِ لَزَفْرَةً ما مِن مَلَكٍ مُقَرَّبٍ ولا نبيٍّ مُرْسَلٍ إلَّا خَرَّ لرُكْبَتَيْهِ، حتَّى إنَّ إبراهيمَ خليلَ اللهِ لَيَقولُ: ربِّ، نفْسي نفْسي، حتَّى لو كان لكَ عَمَلُ سبعين نبيًّا إلى عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أنْ لا تَنْجُوَ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب

الصفحة أو الرقم: 3704 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
 
أنَّ النَّاسَ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، هل نَرى ربَّنا يومَ القيامَةِ؟ قال: هل تُمارونَ في القَمرِ ليلةَ بدرٍ، لَيس دونَه حِجابٌ؟ قالوا: لا يا رَسولَ اللهِ، قال: فَهل تُمارونَ في الشَّمسِ لَيس دونَها سَحابٌ؟ قالوا: لا، قال: فإنَّكم تَرونَه كذلكَ؛ يُحشَر النَّاسُ يومَ القيامَةِ، فيَقولُ: مَن كان يَعبُدُ شيئًا فلْيَتَّبِعْ، فمِنهُم مَن يَتَّبِعُ الشَّمسَ، ومِنهُم مَن يَتَّبِعُ القَمرَ، ومِنهُم مَن يَتَّبِعُ الطَّواغيتَ، وتَبقى هَذه الأُمَّةُ فيها مُنافِقوها، فيَأتِيهم اللهُ فيَقولُ: أنا ربُّكُم، فيَقولونَ: هذا مَكانُنا حتَّى يَأتيَنا ربُّنا، فإذا جاء ربُّنا عَرَفْناه، فيَأتيهمُ اللهُ فيَقولُ: أنا ربُّكم، فيَقولون: أنتَ ربُّنا، فيَدعوهُم، فيُضرَبُ الصِّراطُ بينَ ظَهرانَيْ جَهنَّمَ، فأَكونُ أوَّلَ مَن يَجوزُ مِنَ الرُّسلِ بأُمَّتِه، ولا يَتكلَّمُ يَومئِذٍ أَحدٌ إلَّا الرُّسلُ، وكَلامُ الرُّسلِ يَومئِذٍ: اللَّهمَّ سلِّمْ سلِّمْ، وفي جَهنَّمَ كَلاليبُ، مثلُ شَوكِ السَّعْدانِ، هَل رَأيتُم شَوكَ السَّعدانِ؟ قالوا: نَعَم، قال: فإنَّها مِثلُ شَوكِ السَّعدانِ، غيرَ أنَّه لا يَعلَمُ قَدْرَ عِظَمها إلَّا اللهُ، تَخطَفُ النَّاسَ بِأَعمالِهم؛ فمِنهُم مَن يُوبَقُ بِعَملِه، ومِنهُم مَن يُخَردَلُ ثُمَّ يَنْجو، حتَّى إذا أرادَ اللهُ رَحمةَ مَن أراد مِن أَهلِ النَّارِ، أَمرَ اللهُ المَلائكةَ أنْ يُخرِجوا مَن كان يَعبُدُ اللهَ، فيُخرِجونَهم ويَعرِفونَهم بآثارِ السُّجودِ، وحرَّم اللهُ على النَّارِ أنْ تَأكُلَ أثَرَ السُّجودِ، فيُخرَجونَ منَ النَّارِ، فكُلُّ ابنِ أدمَ تَأكُلُه النَّارُ إلَّا أثرَ السُّجودِ، فيُخرَجونَ مِنَ النَّار قدِ امتُحِشوا، فيُصَبُّ عليهم ماءُ الحياةِ، فيَنبُتون كَما تَنبُت الحِبَّةُ في حَميلِ السَّيلِ، ثُمَّ يَفرُغ اللهُ منَ القَضاءِ بينَ العِبادِ، ويَبْقى رَجلٌ بينَ الجنَّةِ والنَّارِ، وهوَ آخِرُ أهلِ النَّارِ دُخولًا الجنَّةَ، مُقبِلٌ بِوَجهِهِ قِبَلَ النَّارِ، فيَقولُ: يا ربِّ، اصرِفْ وَجهي عنِ النَّارِ؛ قدْ قَشَبَني ريحُها، وأَحرَقَني ذَكاؤُها، فيَقولُ: هل عَسَيتَ إن فُعِل ذلكَ بكَ أن تَسأَلَ غيرَ ذلكَ؟ فيَقولُ: لا وعِزَّتِك، فيُعطي اللهُ ما يَشاءُ مِن عهدٍ وميثاقٍ، فيَصرِفُ اللهُ وَجهَه عنِ النَّارِ، فإذا أَقبَلَ بِه على الجنَّةِ، رَأى بَهْجَتَها سكَتَ ما شاء اللهُ أنْ يَسكُتَ، ثُمَّ قال: يا ربِّ، قَدِّمْني عِندَ بابِ الجنَّةِ، فيَقولُ اللهُ لَه: أَلَيس قد أَعْطَيتَ العُهودَ والميثاقَ، أنْ لا تَسأَلَ غيرَ الَّذي كُنتَ سَأَلتَ؟ فيَقولُ: يا ربِّ، لا أَكونُ أَشْقى خَلقِك! فيَقولُ: فَما عَسيتَ إن أُعطيتَ ذلكَ أن لا تَسألَ غيرَهُ؟ فيَقولُ: لا وعِزَّتِك، لا أَسأَلُ غيرَ ذلك، فيُعطي ربَّه ما شاء مِن عَهدٍ وميثاقٍ، فيُقدِّمُه إلى بابِ الجنَّةِ، فإذا بَلَغ بابَها، فَرَأى زَهْرتَها، وما فيها منَ النَّضْرةِ والسُّرورِ، فيَسكُتُ ما شاء اللهُ أن يَسكُتَ، فيَقولُ: يا ربِّ، أَدخِلْني الجنَّةَ، فيَقولُ اللهُ: وَيحَك يا بنَ آدمَ، ما أَغدَرَك! أَليسَ قد أَعطَيتَ العَهدَ والميثاقَ أن لا تَسأَلَ غيرَ الَّذي أُعطِيتَ؟ فيَقولُ: يا ربِّ، لا تَجعَلْني أَشْقى خَلقِك! فيَضحَكُ اللهُ عزَّ وجلَّ مِنه، ثُمَّ يَأذَنُ لَه في دُخولِ الجنَّةِ، فيَقولُ: تَمَنَّ، فيَتَمنَّى حتَّى إذا انقَطَعتْ أُمنيَّتُه، قال اللهُ عزَّ وجلَّ: مِن كذا وكَذا، أَقبلَ يُذكِّرُه ربُّه، حتَّى إذا انتَهت بِه الأمانيُّ، قال اللهُ تَعالى: لكَ ذلكَ ومِثلُه مَعه. قال أبو سَعيدٍ الخُدريُّ لأَبي هُريرةَ رَضيَ اللهُ عنهُما: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قال: قال اللهُ: لكَ ذلكَ، وعَشَرَةُ أَمثالِه! قال أبو هُريرَةَ: لم أَحفَظْ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم إلَّا قَولَه: لكَ ذلكَ ومِثلُه مَعه. قال أبو سَعيدٍ: إنِّي سَمِعتُه يَقولُ: ذلكَ لكَ، وعَشَرةُ أَمثالِه.

الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 806 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | شرح الحديث
 
إني لأعلمُ آخرَ أهلِ النارِ خروجًا منها وآخرَ أهلِ الجنةِ دخولًا الجنةَ رجلٌ يخرجُ من النارِ حبوًا فيقال له اذهب فادخلِ الجنةَ فيأتيها فيُخيَّلُ إليه أنها ملْأَى فيرجعُ فيقول يا ربِّ وجدتُها ملْأَى فيقول اللهُ اذهب فادخلِ الجنةَ فيأتيها فيُخيَّلُ إليه أنها ملْأَى فيرجعُ فيقول يا ربِّ وجدتُها ملْأَى فيقولُ اللهُ سبحانَه اذهب فادخلِ الجنةَ فيأتيها فيُخيَّلُ إليه أنها ملْأَى فيرجعُ فيقول يا ربِّ إنها ملْأَى فيقول اللهُ اذهب فادخلِ الجنةَ فإنَّ لك مثلَ الدنيا وعشرةَ أمثالها أو إنَّ لك مثلَ عشرةِ أمثالِ الدنيا فيقولُ أتسخرُ بي أو أتضحكُ بي وأنت المَلِكُ قال فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ ضحك حتى بدت نواجذُه فكان يقال هذا أدنى أهلِ الجنةِ منزلًا

الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه

الصفحة أو الرقم: 3517 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 5119
 
يجمع الله الناس يومَ القيامة في صعيد واحد، ثم يطلع عليهم رب العالمين، فيقول : ألا يتبع كل إنسان ما كانوا يعبدون ؟ فيمثل لصاحب الصليب صليبه، ولصاحب التصاوير تصاويره، ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون، فيطلع عليهم رب العالمين، فيقول : ألا تتبعون الناس ؟ فيقولون : نعوذ بالله منك، نعوذ بالله منك، الله ربنا، وهذا مكاننا، حتى نرى ربنا، وهو يأمرهم ويثبتهم، قالوا : وهل نراه يا رسولَ اللهِ ؟ قال : وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا : لا يا رسولَ اللهِ، قال : فإنكم لا تضارون في رؤيته تلك الساعة، ثم يتوارى، ثم يطلع، فيعرفهم نفسه ثم يقول : أنا ربكم فاتبعوني، فيقوم المسلمون، ويوضع الصراط، فيمر عليه مثل جياد الخيل والركاب، وقولهم عليه : سلم سلم، ويبقى أهل النار، فيطرح منهم فيها فوج، فيقال : هل امتلأت ؟ فتقول : هل من مزيد ؟ ثم يطرح فيها فوج فيقال : هل امتلأت ؟ فتقول : هل من مزيد ؟ حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها، وأزوى بعضها إلى بعض، ثم قال : قط ؟ قالتْ : قط قط، فإذا أدخل الله أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، أتي بالموت ملببا، فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة وأهل النار ثم يقال : يا أهل الجنة، فيطلعون خائفين، ثم يقال : يا أهل النار ! فيطلعون مستبشرين، يرجون الشفاعة، فيقال لأهل الجنة ولأهل النار : هل تعرفون هذا ؟ فيقول هؤلاء وهؤلاء : قد عرفناه هو الموت الذي وكل بنا، فيضجع فيذبح ذبحا على السور، ثم يقال : يا أهل الجنة ! خلود لا موت، ويا أهل النار ! خلود لا موت

الراوي : أبو هريرة | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي

الصفحة أو الرقم: 2557 | خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح | شرح الحديث
 
إذا صار أهلُ الجنَّةِ إلى الجنَّةِ ، وأهلُ النَّارِ إلى النَّارِ ، جيء بالموتِ حتَّى يُجعَلَ بين الجنَّةِ والنَّارِ ، ثمَّ يُذبَحُ ، ثمَّ يُنادي منادٍ : يا أهلَ الجنَّةِ لا موتَ ، ويا أهلَ النَّارِ لا موتَ ، فيزدادُ أهلُ الجنَّةِ فرحًا إلى فرحِهم ، ويزدادُ أهلُ النَّارِ حزنًا إلى حزنِهم

الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم: 6548 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 5416
 
سأَل موسى ربَّه: ما أدْنَى أهْلِ الجنَّةِ مَنزلةً؟ قال: هو رَجلٌ يَجيءُ بعدَما أُدخِل أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ، فيُقالُ له: ادْخُلِالجنَّةَ، فيقولُ: أيْ ربِّ، كيف وقد نزَل النَّاسُ مَنازِلَهم، وأَخَذوا أخَذاتِهم؟ فيُقالُ له: أتَرضى أن يَكونَ لك مِثلُ مُلْكِ مَلِكٍ مِن مُلوكِ الدُّنيا؟ فيقولُ: رَضيتُ ربِّ، فيقولُ: لك ذلك، ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه ومِثلُه، فقال في الخامِسةِ: رضيتُ ربِّ، فيقولُ: هذا لَك وعشَرةُ أمثالِه، ولك ما اشتهَتْ نَفسُك ولذَّتْ عينُك، فيقولُ: رَضيتُ ربِّ. قال: ربِّ، فأعلاهم مَنزلةً؟ قال: أولئك الَّذين أردتُ، غرَستُ كرامَتَهم بيَدي، وخَتَمتُ عليها، فلم ترَ عَينٌ ولَم تَسمَعْ أذُنٌ ولَم يَخطُرْ على قَلبِ بشَرٍ، قال: ومِصْداقُه في كتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]؛ الآيةَ. وفي رِوايةٍ: سمِعْتُ الشَّعبيَّ يَقولُ: سمِعتُ المُغيرةَ بنَ شُعبةَ يقولُ على المنبَرِ: إنَّ موسى عليه السَّلامُ سأَل اللهَ عزَّ وجلَّ عن أخسِّ أهلِ الجنَّةِ مِنها حظًّا؟ وساق الحَديثَ بنَحوِه.

الراوي : المغيرة بن شعبة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم

الصفحة أو الرقم: 189 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | شرح الحديث
 
إِنَّ العبدَ المؤْمن إذا كان في انْقِطَاعٍ من الدُّنْيَا، وإِقْبالٍ من الْآخِرَةِ، نزل إليه من السَّمَاءِ ملائكةٌ بِيضُ الوجُوهِ، كأَنَّ وجوهَهُمُ الشمسُ ، معهُمْ كفنٌ من أكْفَانِ الجنَّةِ، وحَنُوطٌ من حَنُوطِ الجَنَّةِ ، حتى يَجْلِسُوا منه مَدَّ البَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ المَوْتِ حتى يَجلِسَ عندَ رأسِه فيَقولُ : أيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إلى مغْفِرةٍ من اللَّهِ ورِضْوَانٍ، فتخْرُجُ تَسِيلُ كما تسِيلُ القَطْرَةُ من فِي السِّقَاءِ ، فيَأْخذُها ، فإذا أخَذَها ، لم يَدَعُوها في يَدِه طَرْفَةَ عَيْنٍ، حتى يَأْخُذُوها فيَجْعَلُوهَا في ذلكَ الكَفَنِ وفي ذلكَ الحَنُوطِ ، فيَخْرُجُ منها كأَطيَبِ نَفْخَةِ مِسْكٍ، وُجِدَتْ على وجْهِ الأرضِ، فيَصْعَدُونَ بِها فلا يمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ، إلَّا قالُوا: ما هذا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فيقولُونَ : فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَحْسَنِ أسمائِه التي كانُوا يُسَمُّونَه بها في الدُّنْيَا – حتى ينْتَهُوا بها إلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحون له فَيُفْتَحُ له ، فيُشَيِّعُهُ من كلِّ سماءٍ مُقَرَّبُوها إلى السماءِ التِي تلِيها ، حتى يُنتَهَي إلى السماءِ السابِعةِ ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ : اكْتُبُوا كِتابَ عبدِي في علِّيِّينَ ، وأَعِيدُوا عَبدِي إلى الأرضِ ، فإِنِّي مِنها خَلَقتُهم ، وفِيها أُعِيدُهُم ، ومِنها أُخْرِجُهم تارةً أُخْرَى . فتُعادُ رُوحُه ، فيَأتِيهِ مَلَكانِ ، فيُجْلِسانِه ، فيَقولانِ له : مَن ربُّكَ ؟ فيقولُ : رَبِّيَ اللهُ ، فيَقولانِ له : ما دِينُكَ ؟ فيَقولُ : دِينِيَ الإِسلامُ ، فيَقولانِ له : ما هذا الرجلُ الذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فيَقولُ : هو رسولُ اللهِ ، فيَقولانِ له ومَا عِلْمُكَ ؟ فيَقولُ : قَرأتُ كِتابَ اللهِ فآمَنتُ به وصَدَّقْتُ ، فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ أنْ صَدَقَ عَبدِي ، فَأفْرِشُوه من الجنةِ ، وألْبِسُوهُ من الجنةِ ، وافْتَحُوا له بابًا إلى الجنةِ ، فيَأتِيهِ من رَوْحِها وطِيبِها ، ويُفسحُ له في قَبرِهِ مَدَّ بَصرِهِ ، ويَأتِيهِ رَجلٌ حَسَنُ الوَجهِ ، حَسنُ الثِّيابِ ، طَيِّبُ الرِّيحِ ، فيَقولُ : أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ ، هذا يَومُكَ الذي كُنتَ تُوعَدُ ، فيقولُ لهُ : مَن أنتَ ؟ فوجْهُكَ الوَجْهُ يَجِيءُ بِالخيرِ ، فيَقولُ : أنَا عَملُك الصالِحُ ، فيَقولُ : رَبِّ أقِمِ السَّاعَةَ ، رَبِّ أقِمِ الساعَةَ ، وإنَّ العبدَ الكافِرَ إذا كان في انقِطَاعٍ من الدنيا، وإقبالٍ من الآخِرةِ ، نزل إليه من السماءِ ملائكةٌ سُودُ الوجُوهِ معَهُمُ المُسُوحُ ، فيجلِسُونَ منه مَدَّ البَصَرِ ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الموتِ حتى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: يَا أيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إلى سَخَطٍ من اللَّهِ وغَضَبٍ ، فَتَفْرُقُ في جَسَدِهِ فيَنتَزِعُهَا كَما يُنتَزَعُ السَّفُّودُ من الصُّوفِ المَبْلُولِ ، فيَأْخذَها ، فإذا أخذَها لَم يَدعُوها في يَدِهِ طَرْفَةَ عَينٍ حتى يَجْعَلُوهَا في تِلْكَ الْمُسُوحِ ، يخرجُ منها كأَنْتَنِ ريحِ جِيفَةٍ، وُجِدَتْ على ظَهْرِ الأَرضِ فيصْعَدُونَ بِها، فلا يَمُرُّونَ بها على مَلَكٍ من الملائِكَةِ إلَّا قَالُوا: ما هذا الرُّوحُ الْخَبِيثُ؟ فيَقُولُونَ: فُلَانُ بنُ فُلَانٍ بأَقْبَحِ أسْمَائِهِ التي كان يُسَمَّى بِهَا في الدُّنْيَا، حتى يَنْتَهِيَ بِهَا إلى سمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لهُ، فلا يُفْتَحُ لهُ، ثُمَّ قَرَأَ لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّمَاءِ قال : فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: اكْتُبُوا كِتَابَه في سِجِّينٍ في الْأَرْضِ السُّفْلَى، قال : فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا، قال : فتُعَادُ رُوحُهُ في جَسَدِهِ، ويَأْتِيهِ ملَكَانِ فَيُجْلِسَانِه، فيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: ومَا دِينُكَ؟، فَيَقُولُ: هَاهَا لا أدْرِي فيَقُولانِ له : ما هذا الرَّجلُ الذي بُعِثَ فِيكُم ؟ فيَقولُ : هَاه هَاه لا أدْرِي ، فيُنادِي مُنادٍ من السماءِ : أنْ كَذَبَ عَبدِي ، فأفْرِشُوهُ من النارِ، وافْتَحُوا له بابًا إلى النَّارِ، قال : فَيَأْتِيهِ من حَرِّهَا وسَمُومِهَا، ويُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ، حتى تَخْتَلِفَ عَلَيْهِ أضْلَاعُهُ، ويَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ، وقَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هذا يَوْمُكَ الذي كُنْتُ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ، فَيَقُولُ: أنا عَمَلُكَ الخَبِيثُ فيَقُولُ: ربِّ لا تُقِمِ السَّاعةَ

الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع

الصفحة أو الرقم: 1676 | خلاصة حكم المحدث : صحيح | انظر شرح الحديث رقم 84483
 
إذا دخلَ أَهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ نادى منادٍ: يا أَهلَ الجنَّةِ إنَّ لَكم عندَ اللَّهِ موعدًا يريدُ أن ينجِزَكُموه فيقولون: ما هو؟ ألم يبيِّضْ وجوهَنا ويثقِّلْ موازينَنا ويدخلْنا الجنَّةَ ويُجِرْنا من النَّارِ؛ فيَكشفُ الحجابَ فينظرونَ إليْهِ فما أعطاهم شيئًا أحبَّ إليْهم من النَّظرِ إليْهِ

الراوي : صهيب بن سنان | المحدث : ابن تيمية | المصدر : مجموع الفتاوى

الصفحة أو الرقم: 6/449 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
 
عودة
أعلى