بسم الله الرحمن الرحيم،
اللهم صل على محمد وعلى ال مححمد وعلى صحبه ومن سار على منهجه الى يوم القيامة. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا واجزنا خير الجزاء وادخلنا الجنة ونجنا من النار. امين.
هذا الموضوع هو عن اكبر هزيمة تلقاها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. اجتياح القوات اليابانية لجزيرة سنغافورة واكتساح مقر قيادة شرق الإنديز.
نبدأ الموضوع،،
كان الحلفاء يكادون يفخرون بقوة تواجدهم في شرق آسيا من خلال قيادة عمليات الحلفاء في سنغفاورة. كان التواجد الانجليزي، الهولندي، الاسترالي والهندي طاغيا على الجزيرة. كانت بريطانيا وحدها قد وضعت ما لا يقل عن 80,000 جندي بريطاني على الجزيرة لأهميتها بالنسبة لهم.
في نهاية عام 1940 قرر الحلفاء ضرب حصار اقتصادي شامل على اليابان ومنعها من الاستفادة من حركة التجارة والنفط من خلال سنغافورة. كان الضغط الغربي على اليابان هدفه ايقاف توسع عملياتهم داخل الصين.
بدأت اليابان جهدا دلوماسيا كبيرا لتغيير موقف الحلفاء الا انهم اشترطوا وبوضوح ان تقوم اليابان بالانسحاب من الصين كشرط اساسي للتفاوض علي فتح التجارة التي يسيطر عليها الحلفاء في شرق آسيا مع اليابان.
قررت اليابان الاعداد لعملية مؤلمة للحلفاء تزيد من قدرتها على التفاوض او حتى كسر الحصار بالقوة في حال فشل المجهود الدبلوماسي. في ديسمبر عام 1940 ظهرت الحاجة الى كسر الحصار الغربي على اليابان بأي ثمن وتلقينهم درسا مؤلما.
كانت القيادة اليابانية تخطط لعمليات متتابعة ضد المصالح الامريكية، البريطانية، الهولندية والهندية بالتوازي لإجبارهم على ايقاف الحصار الاقتصادي. كانت الخطة الأولية هي القيام بغارات مكثفة بالطيران على المصالح الغربية لإجبارهم على التفاوض إلا أن اللحظة الأخيرة تسببت في تغيير كل شيء.
الجنرال تومويكوي يوماشيتا لديه حل أفضل:
إحتلال مقر قيادة الحلفاء نفسه وإخراجهم بالكامل من شرق آسيا!!
بالطبع لم يكن القادة العسكريين يرغبون في تشتيت المجهود الحربي للقوات اليابانية في الصين ولهذا فكروا في عمليات إيذائية محدودة تقوم بفرض شروط تفاوض جديدة على الحلفاء إلا أن الجنرال تومويوكي قال إن لديه خطة جريئة لاخراج الحلفاء بالكلية من شرق اسيا واحتكار النفوذ هناك لامبراطورية اليابان. والأغرب من ذلك أنه في عرضه لخطته قال إنه لن يحتاج لجندي واحد من الجنود اليابانيين في الصين.
وافقت القيادة اليابانية على الخطة وبدأت عمليات الاعداد لطرد النفوذ الاجنبي من شرق آسيا.
اليوم 8 ديسمبر 1941. الساعة الثانية عشرة ظهرا بدأت المقاتلات اليابانية طولة المدى بضرب مالايا وسنغافورة (تزامنت هذه العملية مع ضرب بيرل هاربور الامريكي). كان الحلفاء يجهلون أن اليابانيين لديهم مقاتلات قادرة على ضرب سنغافورة في ذلك الوقت. كان الضرب عنيفا وبلا رحمة. لم يفرق اليابانيين بين وسط المدينة والقاعدة البحرية وحقول الطيران. ضربوا كل شيء استطاعوا ضربه أول ثلاث ساعات من العملية. بعدها كان اليابانيين يتعمدون اثارة الانذار في سنغافورة. استمر التحرش الجوي والانذارات الكاذبة فترة طويلة قامت بالتأثير نفسيا على الجنود الانجليز حتي ان احدهم كتب في مذكراته: بعد ان سمعت انذارا باقتراب غارة جوية خرجت برشاشي الى وسط المدينة وبدأت أطلق النار عشوائيا في السماء.
الساعة ال 15:00 بدأ الانزال الياباني في مالاي وتايلاند. كان إجمالي تعداد القوات اليابانية التي تم حشدها لهذه العملية يقترب من 30 ألف مقاتل يواجهون قوات الحلفاء التي كان قوامها 100 ألف مقاتل. حاولت تايلاند مقاومة الانزال الياباني إلا أنها سرعان ما استسلمت. استمر التقدم الياباني في تايلاند حتى الوصول الى مضيق جاهور في مالاي. تعرضت القوات الاسترالية المدافعة عن الجزء الماقبل من الشريط المائي في مالاي إلى موجة جنونية من اطلاق النار من القوات اليابانية مما دفعهم للانسحاب من مواقعهم وتفجير الجسر القائم على الشريط المائي. هذا التفجير عطل التقدم الياباني لمدة أسبوع.
كانت قوات الحلفاء واثقة من قدرتها على ايقاف الزحف الياباني إلا أن القادة اليابانيية قرروا تركيز كل قوتهم في هجوم يشبه رأس الحربة كلما واجهتهم قوة مسلحة اخترقوها. الاهم من ذلك كان التفوق الجوي الياباني الكاسح وعدم اكتراثهم نهائيا بالضحايا من المدنيين. بلغ عدد ضحايا المدنيين بسبب ضرب الطيران والمدفعية حوالي مليون مدني!
كانت العملية تقتضي أن يحرم اليابانيين قوات الحلفاء من قاعدة التموين والإمداد التي تحتوي على الطعام والماء في Burkit Timah في اسرع وقت ممكن. وبالفعل استطاعت القوات اليابانية من احتلال قاعدة الامداد والتموين في يوم 11 فبراير 1942.
بعد حرمان الحلفاء من قاعدة التموين الخاصة بهم عمد اليابانيين إلى تأمين مصدر المياه في سنغافورة. ومع ان اليابانيين استطاعوا السيطرة عليه الا انهم لم يوقفوا المياه عن المدنيين ولا عن استخدام الحلفاء. ذلك اليوم أصدر الجنرال الياباني نداء لقيادة الحلفاء يطالبهم فيها بإيقاف المقاومة لأنهم لن يستطيعوا إيقاف الزحف الياباني. رفض الحلفاء النداء الياباني واستمرت المعارك.
في ليلة ال 14 من فبراير شنت القوات اليابانية أشرس هجوم في تاريخ الصراع بين الحلفاء واليابانيين بغرض كسر الطوق حول مقر قيادة الحلفاء في سنغفاورة. كان الحلفاء في وضع صعب للغاية، فمع زيادتهم العددية ثلاثة أضعاف القوات اليابانية الا انهم أصابهم نقص حاد في الطعام والشراب والوقود لعرباتهم فيما اليابانيين يستغلون الامدادات الخاصة بالحلفاء لتموين أنفسهم.
جنود يابانيون يحتمون خلف دبابة يابانية في معركة احتلال سنغافورة
اجتمعت قيادة قوات الحلفاء في سنغافورة يوم 15 فبراير ووقعوا الاستسلام للقوات اليابانية وانتهاء القتال الساعة ال 10 مساء ذلك اليوم.
الجنرال الياباني يوماشيتا يقبل استسلام قوات الحلفاء للقوات اليابانية.
بعد الدخول الى وسط المدينة. انتصار القوات اليابانية على قوات الحلفاء. دبابة Mitsubishi type 95ha-go
منيت بريطانيا وحدها ب 50 ألف أسير في أيدي اليابانيين وآلاف القتلى بينما قام اليابانيون بإعدام الكثير من الجنود الهنود الذين اعتبروهم خونة وبعد توقف القتال تلك الليلة هرب قائد القوات الاسترالية في الظلام الى استراليا خوفا من الاستهداف الياباني متهما قائد قوات الحلفاء بسوء إدارة المعركة.
عملية إعدام الجنود الهنود
استسلام قوات الحلفاء للقوات اليابانية
معدات تركها جنود الحلفاء وهربوا
كان سقوط سنغافورة "قلعة بريطانيا في شرق آسيا" صدمة كبيرة لدى الحلفاء بل ان ونستون تشرشل دعى الحلفاء إلى "التوحد في مواجهة الهزيمة".
امتلأت الصحافة بفاجعة سقوط قيادة الحلفاء في شرق آسيا واحتفل اليابانيون بطرد الحلفاء من شرق آسيا واحتكار النفوذ هناك لأنفسهم.
شكرا،
اللهم صل على محمد وعلى ال مححمد وعلى صحبه ومن سار على منهجه الى يوم القيامة. اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا واجزنا خير الجزاء وادخلنا الجنة ونجنا من النار. امين.
هذا الموضوع هو عن اكبر هزيمة تلقاها الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. اجتياح القوات اليابانية لجزيرة سنغافورة واكتساح مقر قيادة شرق الإنديز.
نبدأ الموضوع،،
كان الحلفاء يكادون يفخرون بقوة تواجدهم في شرق آسيا من خلال قيادة عمليات الحلفاء في سنغفاورة. كان التواجد الانجليزي، الهولندي، الاسترالي والهندي طاغيا على الجزيرة. كانت بريطانيا وحدها قد وضعت ما لا يقل عن 80,000 جندي بريطاني على الجزيرة لأهميتها بالنسبة لهم.
في نهاية عام 1940 قرر الحلفاء ضرب حصار اقتصادي شامل على اليابان ومنعها من الاستفادة من حركة التجارة والنفط من خلال سنغافورة. كان الضغط الغربي على اليابان هدفه ايقاف توسع عملياتهم داخل الصين.
بدأت اليابان جهدا دلوماسيا كبيرا لتغيير موقف الحلفاء الا انهم اشترطوا وبوضوح ان تقوم اليابان بالانسحاب من الصين كشرط اساسي للتفاوض علي فتح التجارة التي يسيطر عليها الحلفاء في شرق آسيا مع اليابان.
قررت اليابان الاعداد لعملية مؤلمة للحلفاء تزيد من قدرتها على التفاوض او حتى كسر الحصار بالقوة في حال فشل المجهود الدبلوماسي. في ديسمبر عام 1940 ظهرت الحاجة الى كسر الحصار الغربي على اليابان بأي ثمن وتلقينهم درسا مؤلما.
كانت القيادة اليابانية تخطط لعمليات متتابعة ضد المصالح الامريكية، البريطانية، الهولندية والهندية بالتوازي لإجبارهم على ايقاف الحصار الاقتصادي. كانت الخطة الأولية هي القيام بغارات مكثفة بالطيران على المصالح الغربية لإجبارهم على التفاوض إلا أن اللحظة الأخيرة تسببت في تغيير كل شيء.
الجنرال تومويكوي يوماشيتا لديه حل أفضل:
إحتلال مقر قيادة الحلفاء نفسه وإخراجهم بالكامل من شرق آسيا!!
بالطبع لم يكن القادة العسكريين يرغبون في تشتيت المجهود الحربي للقوات اليابانية في الصين ولهذا فكروا في عمليات إيذائية محدودة تقوم بفرض شروط تفاوض جديدة على الحلفاء إلا أن الجنرال تومويوكي قال إن لديه خطة جريئة لاخراج الحلفاء بالكلية من شرق اسيا واحتكار النفوذ هناك لامبراطورية اليابان. والأغرب من ذلك أنه في عرضه لخطته قال إنه لن يحتاج لجندي واحد من الجنود اليابانيين في الصين.
وافقت القيادة اليابانية على الخطة وبدأت عمليات الاعداد لطرد النفوذ الاجنبي من شرق آسيا.
اليوم 8 ديسمبر 1941. الساعة الثانية عشرة ظهرا بدأت المقاتلات اليابانية طولة المدى بضرب مالايا وسنغافورة (تزامنت هذه العملية مع ضرب بيرل هاربور الامريكي). كان الحلفاء يجهلون أن اليابانيين لديهم مقاتلات قادرة على ضرب سنغافورة في ذلك الوقت. كان الضرب عنيفا وبلا رحمة. لم يفرق اليابانيين بين وسط المدينة والقاعدة البحرية وحقول الطيران. ضربوا كل شيء استطاعوا ضربه أول ثلاث ساعات من العملية. بعدها كان اليابانيين يتعمدون اثارة الانذار في سنغافورة. استمر التحرش الجوي والانذارات الكاذبة فترة طويلة قامت بالتأثير نفسيا على الجنود الانجليز حتي ان احدهم كتب في مذكراته: بعد ان سمعت انذارا باقتراب غارة جوية خرجت برشاشي الى وسط المدينة وبدأت أطلق النار عشوائيا في السماء.
الساعة ال 15:00 بدأ الانزال الياباني في مالاي وتايلاند. كان إجمالي تعداد القوات اليابانية التي تم حشدها لهذه العملية يقترب من 30 ألف مقاتل يواجهون قوات الحلفاء التي كان قوامها 100 ألف مقاتل. حاولت تايلاند مقاومة الانزال الياباني إلا أنها سرعان ما استسلمت. استمر التقدم الياباني في تايلاند حتى الوصول الى مضيق جاهور في مالاي. تعرضت القوات الاسترالية المدافعة عن الجزء الماقبل من الشريط المائي في مالاي إلى موجة جنونية من اطلاق النار من القوات اليابانية مما دفعهم للانسحاب من مواقعهم وتفجير الجسر القائم على الشريط المائي. هذا التفجير عطل التقدم الياباني لمدة أسبوع.
كانت قوات الحلفاء واثقة من قدرتها على ايقاف الزحف الياباني إلا أن القادة اليابانيية قرروا تركيز كل قوتهم في هجوم يشبه رأس الحربة كلما واجهتهم قوة مسلحة اخترقوها. الاهم من ذلك كان التفوق الجوي الياباني الكاسح وعدم اكتراثهم نهائيا بالضحايا من المدنيين. بلغ عدد ضحايا المدنيين بسبب ضرب الطيران والمدفعية حوالي مليون مدني!
كانت العملية تقتضي أن يحرم اليابانيين قوات الحلفاء من قاعدة التموين والإمداد التي تحتوي على الطعام والماء في Burkit Timah في اسرع وقت ممكن. وبالفعل استطاعت القوات اليابانية من احتلال قاعدة الامداد والتموين في يوم 11 فبراير 1942.
بعد حرمان الحلفاء من قاعدة التموين الخاصة بهم عمد اليابانيين إلى تأمين مصدر المياه في سنغافورة. ومع ان اليابانيين استطاعوا السيطرة عليه الا انهم لم يوقفوا المياه عن المدنيين ولا عن استخدام الحلفاء. ذلك اليوم أصدر الجنرال الياباني نداء لقيادة الحلفاء يطالبهم فيها بإيقاف المقاومة لأنهم لن يستطيعوا إيقاف الزحف الياباني. رفض الحلفاء النداء الياباني واستمرت المعارك.
في ليلة ال 14 من فبراير شنت القوات اليابانية أشرس هجوم في تاريخ الصراع بين الحلفاء واليابانيين بغرض كسر الطوق حول مقر قيادة الحلفاء في سنغفاورة. كان الحلفاء في وضع صعب للغاية، فمع زيادتهم العددية ثلاثة أضعاف القوات اليابانية الا انهم أصابهم نقص حاد في الطعام والشراب والوقود لعرباتهم فيما اليابانيين يستغلون الامدادات الخاصة بالحلفاء لتموين أنفسهم.
جنود يابانيون يحتمون خلف دبابة يابانية في معركة احتلال سنغافورة
اجتمعت قيادة قوات الحلفاء في سنغافورة يوم 15 فبراير ووقعوا الاستسلام للقوات اليابانية وانتهاء القتال الساعة ال 10 مساء ذلك اليوم.
الجنرال الياباني يوماشيتا يقبل استسلام قوات الحلفاء للقوات اليابانية.
بعد الدخول الى وسط المدينة. انتصار القوات اليابانية على قوات الحلفاء. دبابة Mitsubishi type 95ha-go
منيت بريطانيا وحدها ب 50 ألف أسير في أيدي اليابانيين وآلاف القتلى بينما قام اليابانيون بإعدام الكثير من الجنود الهنود الذين اعتبروهم خونة وبعد توقف القتال تلك الليلة هرب قائد القوات الاسترالية في الظلام الى استراليا خوفا من الاستهداف الياباني متهما قائد قوات الحلفاء بسوء إدارة المعركة.
عملية إعدام الجنود الهنود
استسلام قوات الحلفاء للقوات اليابانية
معدات تركها جنود الحلفاء وهربوا
كان سقوط سنغافورة "قلعة بريطانيا في شرق آسيا" صدمة كبيرة لدى الحلفاء بل ان ونستون تشرشل دعى الحلفاء إلى "التوحد في مواجهة الهزيمة".
امتلأت الصحافة بفاجعة سقوط قيادة الحلفاء في شرق آسيا واحتفل اليابانيون بطرد الحلفاء من شرق آسيا واحتكار النفوذ هناك لأنفسهم.
شكرا،
التعديل الأخير: