حين بدأ انسحاب القوات العثمانية عن دمشق وضواحيها متوجهين إلى الشمال السوري في 30 أيلول سبتمبر 1918 قام الأمير محمد سعيد الجزائري وأخيه الامير عبد القادر الجزائري أبناء علي باشا ابن الأمير عبد القادر الجزائري وأبناء عمهما، على رأس مفارز من المغاربة العساكر اللذين فضلو البقاء بدمشق وعدم الانسحاب والذين يدينون بالولاء للأمير المذكور، يطوفون المدينة محافظةً على أمنها وهدوءها واطمئنان سكانها. والواقع أنهما أنقذا دمشق من النهب والفوضى عند انسحاب الأتراك منها في 30 أيلول، فقد وزعا إتباعهما المغاربة في مختلف إحياء المدينة، وصار هؤلاء الأتباع يجولون على خيولهم في إحياء المدينة وخاصة أحياء اليهود والمسيحيين، وكان لهم أثر فعال في نشر الأمن والطمأنينة بين السكان.
كان آخر من انسحب من الأتراك هو وكيل الوالي الأميرالاي " بهجت بك "، وقد اجتمع قبيل انسحابه " بشكري باشا الأيوبي " وسلمه إدارة المدينة، ولكن الأيوبي وجد أن الأمير سعيد الجزائري قد تولى الإدارة في المدينة فعلاً فلم يشأ أن يتنازعه عليها.
وكان الأمير سعيد قد رفع العلم العربي على بناية السراي في ساحة المرجة وأنزل العلم العثماني، وأعلن قيام حكومة مؤقتة برئاسته ضمت السادة "شكري الأيوبي، شاكر الحنبلي، فارس الخوري، جميل الألشي، سعدي كحالة" وعمد إلى تثبيت ركائز حكمه،
فبعد لحظات من إعلان مجلس الشورى على تسليمه للأمير سعيد الجزائري منصب الرئاسة قام بتحرير البرقيات إلى كافة المدن السورية الأخرى ليزف إليها الخبر من جهة وليدفعها إلى الانطواء تحت سلطة دمشق من جهة أخرى، بالنص التالي " بناءً على انسحاب الحكومة التركية، فقد تأسست الحكومة العربية الهاشمية على دعائم الشرف، طمئنوا العموم، وأعلنوا أن الحكومة باسم الحكومة العربية "
وحافظ أثناء مدة رئاسته القصيرة على الأموال والأرواح وادخر أموالاً تقدر بنصف مليون ليرة عثمانية حفظت وسلمت للأمير فيصل بعد قدومه إلى دمشق .
وكان سعيد الجزائري يدّعي أنه اتفق مع الأمير فيصل على أن يعلن استقلال سورية بمجرد خروج الأتراك من دمشق دون أن ينتظر وصول فيصل إليها. وذلك خوفاً من تدخل جيوش أخرى، في اليوم التالي الأول من تشرين الأول دخلت طلائع القوات العربية مع البريطانيين ممثلين بلورانس إلى دمشق.
عندما وصلت الجيوش البريطانية والهندية والاسترالية والعربية إلى مشارف دمشق. كانت مخاوف الجنرال اللنبي من غضبة الجماهير السورية الرافضه لأي وجود إنجليزي والخلفية العقائدية لمساندة الحكم الإسلامي.
بحث لورنس مع الأمير فيصل بن الشريف الهاشمي كيفية اقناع السوريين بتأييد الأنجليز في مواجهة الأتراك.
كانت لجنة الأمير فيصل التي يترأسها "علي رضا باشا الركابي " و"شكري باشا الأيوبي" في دمشق تستعد لإدارة شؤون المدينة حال انهيار الحكم التركي تفاديا لفراغ سياسي قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبه من الأمير فيصل.
قرر لورنس والشريف ناصر -أحد حلفاء الامير فيصل- إرسال أحد رجال الشريف ناصر لفتح قناة اتصال بين لورنس واللجنه. فوجئ مبعوث الشريف ناصر بأن "علي رضا" قد أرسل من قبل الأتراك لقيادة الجيش التركي المنسحب من منطقة الجليل بعد تقدم الفرقة الأسترالية بقيادة "شوفيل" وأن "شكري باشا الأيوبي" قد تلقى دعما هائلا من الأخوين الأميرين الجزائريين "عبد القادر" و"محمد سعيد" احفاد الامير عبد القادر الجزائري لتشكيل حكومة وطنية بدمشق ورفع الأعلام أمام الجيش التركي والألماني المنسحب.
الأمير سعيد الجزائري حاكماً مؤقتا لمدينة دمشق مع اخيه و بعض الوجهاء والمشايخ في داره عام 1918
بيان من الأمير سعيد الجزائري يعلن فيه سقوط العهد العثماني في سورية وقيام حكومة مؤقتة عام 1918
حيث شكل حكومة مؤقتة برئاسته قبل دخول الأمير فيصل لدمشق حيث تأخر دخوله ...ثم مالبث ان حصل الصراع بين آل الجزائري والأمير فيصل على حكم سورية انتهى بانتصار عسكري للأمير فيصل عبر التدخل البريطاني ولورانس والفرنسيين