حوادث 1844 م : عندما أسلم مطران اللاذقية للأرثوذكس ثم ارتد فسقط من مأذنة الجامع
=======================
اتّفق في زمن أسقفية أرتاميوس على اللاذقية، سنة 1844م، أن شهر الخوري عبد الله، أحد كهنة الروم الأرثوذكس في المدينة،إسلامه
سبب إسلامه.
====
سبب ذلك أنّه كان في اللاذقية وكيل لقنصل دولة اليونان في ولاية بيروت العثمانية اسمه ديمتري مقيم في اللاذقية . هذا كان متأهِّلاً في بلاده. وقد جاء إلى اللاذقية وادّعى أنّ زوجته، في وطنه، ماتت وطلب الزواج من صبيّة لاذقانية نصرانية ارثوذكسية اسمها كاترين كانت ابنة الكاهن ميخائيل النحّال.
وكانت اللاذقية سنجق لواء تتبع لولاية بيروت ....
لم يعطه المطران أرتاميوس إذناً بذلك. قال له أن يأتي بشهادة من مطران مدينته اليونانية تعلن صحّة وفاة زوجته. وحدث أن غاب المطران ارتاميوس عن المدينة لبعض الوقت. فما كان من ديمتري سوى أن أقنع الخوري عبد الله نائب ارتاميوس بإجراء خدمة زواجه من كاترين.
لا ندري كيف اقتنع الخوري بالقيام بهذا العمل من دون إذن مطرانه. ربما أخذ ديمتري على عاتقه أمر تغطية الخوري لدى المطران لِمَا له من دالة عليه. أنّى يكن الأمر فقد أُجري الإكليل وأخذ ديمتري كاترين إلى خاصته.
وما إن مضت أيّام قليلة حتى حضر ابن ديمتري من زوجته الأولى ففوجئ بأنّ أباه تزوّج لأنّ أمّه كانت لا تزال على قيد الحياة.
فلما عاد المطران ارتاميوس من سفره وعلم بذلك أصدر حرماً شمل ديمتري وكاترين والخوري عبد الله وكل مَن يخالط، من المؤمنين النصارى ، أحداً من الثلاثة أو يكلّمه أو يقبله في بيته.
فكان الخوري عبد الله يطوف على كل صغير وكبير في المدينة يسأله التوسّط في أمره لدى المطران. فلم يلق غير الخيبة لأنّ الجميع كانوا يحوِّلون وجوههم عنه ويرفضون أن يكلِّموه. استمر على ذلك أيّاماً حتى ضاقت به الدنيا ولم يعد يطيق احتمالاً.
فمضى الخوري عبد الله إلى مشايخ المسلمين باللاذقية وعرض أمامهم أن يُسلِم، فقبلوه بالترحاب وأقاموا له احتفالاً. ثمّ بعد أيام من إسلامه طافوا به في مدينة اللاذقية ، في أحد أيام الآحاد وكانوا جمعاً غفيراً، لأجل ختانته، وهم يعزفون بآلات الطرب ويضربون الطبول ويطلقون البنادق.
وماحصل بعد فترة هو أنّ الخوري بعدما أَسلم لم يدخل الايمان لقلبه ولم يكن مقتنعاً باسلامه حاول أن يرتدّ عن الاسلام فلم يجد إلى ذلك سبيلاً. وكان كل يوم يقف أمام كاتدرائية مار جرجس باللاذقية ويقول: “ يا كنيسة الربّ محبّتك في القلب ”. ولشدّة تاثّره نظم قصيدة وأخذ يغنّيها، .
وفي ذات يوم سمعه المسلمون ينشدها في مئذنة الجامع المغربي باللاذقية ،فصعدوا اليه وحصلت مشاجرة انتهت بسقوطه من أعلى مأذنة الجامع فوقع ومات. وقد أخذه المسيحيّون ودفنوه في كنيسة مار سابا. .
مطلع قصيدته:
==
“الله أكبر. حَيَّ على الصلاة. حَيَّ على الفَلاح.
كنت خوري وكان لي بالسَحَر قدّاس
كنت إحمل جسد سيدي واندار (( دور )) بين الناس
لما دخل برأسي عسكر الوسواس خالفت قولك سيدي وأصبحت خلف الناس
الله أكبر. حَيَّ على الصلاة. حَيَّ على الفلاح.
يا نفسي كوني حزينة وابكي بكا الزلاّت
وتأسفي يا نفسي على يلي مضى وفات
يا نفسي كوني حزينة وابكي بكا المحزون على اللي بدل ثوب الصبايا بالجوهر المكنون
الله أكبر. حَيَّ على الصلاة. حَيَّ على الفلاح.
يا نفسي كوني شرّيرة وأشرّ الناس
وادفني ذاتك بين الأنجاس
موطنك هناك بعد ما بدلت جوهر الأديان بجهنّم النار”