التصعيد الأخير من قِبل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعد حالة الهدوء التي سادت العلاقات مع جارته الجنوبية، وكذلك الولايات المتحدة، أثار حالة من عدم اليقين، تجاه إمكانية نجاح المفاوضات المرتقبة، وأيضاً القمة التاريخية بين كيم وترمب.
وقالت مجلة Time الأميركية إن ذلك يبدو مألوفاً، فقد ألغت كوريا الشمالية محادثاتها مع كوريا الجنوبية، التي كان من المقرر أن تتم الأربعاء 16 مايو/أيار 2018، وهددت بالانسحاب من قمة الشهر القادم (يونيو/حزيران 2018) مع الولايات المتحدة، وأكدت صعوبة التفاوض مع نظام ستاليني متحجر يتشبث بالسلطة منذ 7 عقود، من خلال التحول بين العداوة والتوافق مع القوى العالمية المتنوعة.
وكالة أنباء KCNA، التابعة لكوريا الشمالية، أعلنت عن الإلغاء المبدئي يوم الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، وأشارت إلى التدريبات المشتركة للقوات الجوية بين كوريا الجنوبية وأميركا، التي اعتبرتها بمثابة "استفزاز" وتدريب على الغزو. وقد أدانت كوريا الشمالية منذ وقت طويل، التدريبات العسكرية الأميركية-الكورية الجنوبية؛ ومع ذلك، فقد فاجأت تلك الخطوة العديد من المراقبين في كوريا، حيث ذكر كيم، في وقت سابق، أن المفاوضات سوف تستمر بغض النظر عن تلك التدريبات، بحسب المجلة الأميركية.
وفي غضون ذلك، ذكر أحد مسؤولي كوريا الشمالية، الأربعاء 16 مايو/أيار 2018، أن القمة بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب، المزمع انعقادها في 12 يونيو/حزيران 2018 بسنغافورة، سوف يتم إلغاؤها إذا ما استندت إلى مطالب "من جانب واحد" للتخلي عن الأسلحة النووية.
وذكر النائب الأول لوزير خارجية كوريا الشمالية يوم الأربعاء: "لم نعد نهتم بالمفاوضات التي يتمثل جوهرها في دفعنا نحو مواجهة مأزق. وسوف يضطرنا ذلك إلى إعادة النظر فيما إذا كنا سنقبل اجتماع القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة"، بحسب المجلة الأميركية.
لماذا هذا التطور المفاجئ؟
ويعد المضمون مختلفاً إلى حد كبير عن اجتماع الشهر الماضي (أبريل/نيسان 2018)، بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، حينما وعد الزعيم الكوري الشمالي بحقبة جديدة من التعاون. ويشير الخبراء إلى أن كيم ربما يحاول الآن دق إسفين بين سيول وواشنطن. وقد انتقد النائب الأول لوزير الخارجية أيضاً التعليقات الأخيرة التي أدلى بها جون بولتون، مستشار الأمن القومي بإدارة ترمب، الذي ذكر أنه يتعين على كوريا الشمالية اتباع "النموذج الليبي" لنزع السلاح النووي، من خلال "التفكيك الكامل للأسلحة بصورة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها".
تمت الإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي من خلال الدعم الأميركي رغم أن رضوخه لمطالب نزع السلاح النووي كان بمثابة عقبة تحول دون توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع كوريا الشمالية، وهو الاتفاق الذي شحذه قرار ترمب الأخير بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بصعوبة فائقة.
ويذكر البروفيسور ستيفن هاجارد، الخبير الكوري بمدرسة سان دييغو للسياسة العالمية، أن هناك تفسيرين يبرران عناد كوريا الشمالية: "أحدهما أن كيم يختبر إدارة ترمب ويرى ما إذا كان يستطيع الحصول على بعض التنازلات. والآخر هو أنه يشعر بالتشكك والتواطؤ، ويريد مخرجاً"، بحسب المجلة الأميركية.
وعلى أي حال، فإن الضجة التي أثيرت تسلط الضوء على اجتماع ترمب مع الزعيم الكوري الشمالي المتقلب، والذي برع -مثل والده وجده الشهيرين- في سياسة حافة الهاوية، حيث يتحول بين التهديدات والتلميحات الاسترضائية إلى انتزاع التنازلات.
وتعد قمة سنغافورة بمثابة أول اجتماع بين زعيمين طالت العداوة بينهما ولا توجد بين بلديهما أي علاقات دبلوماسية، ويظل كلاهما بصفة رسمية في حالة حرب؛ حيث إن الهدنة -وليست اتفاقية السلام- هي التي أنهت الحرب الكورية التي استمرت فيما بين عامي 1960 و1953. انعدام الثقة شديد. فقد وقَّعت كوريا الشمالية 5 اتفاقات لنزع السلاح النووي، ولكنها نكثت بها جميعاً.
اختبارات كيم التي استفزت أميركا
وبحسب المجلة الأميركية، ففي العام الماضي (2017)، اختبرت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً مزوَّداً برأس نووي، يعتقد الخبراء أنه يستطيع عبور القارات وصولاً إلى الولايات المتحدة، ما شجع رئيس الولايات المتحدة على التهديد بتوجيه ضربة جوية، وفرض 3 جولات جديدة من العقوبات الأممية. وذكرت الدائرة الداخلية للسياسة الخارجية الجديدة لترمب، والمتمثلة في بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، مراراً، أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً.
ويتزايد خطر الحرب إلى حد كبير في حالة إخفاق المحادثات. ومع ذلك، يذكر كريستوفر جرين، كبير محللي شؤون شبه الجزيرة الكورية بالمجموعة الدولية للأزمات، أن أحدث مناورات كوريا الشمالية قد صُممت لكسب النفوذ. ويقول: "لا أعتقد أن ظهور كوريا الشمالية في مظهر المترنح سوف يفيدها كثيراً. ومن سوء التصرف أن يشعر الجميع بأنهم يائسون أو أنهم لا يستطيعون الانسحاب من المحادثات"، بحسب المجلة الأميركية.
وهذا هو الأسلوب الذي يتعين على ترمب -المفاوض الجيد- أن يقدّره، حيث إنه تحدث عن الانسحاب من المحادثات بكل احترام إذا لم يرُق له مسارها. ومع ذلك، يؤدي ذلك الارتباك إلى التشكك في فكرة أننا نتعامل حاليا مع زعيم كوريا الشمالية الذي فقد الأمل في الاصطفاف.
ويذكر بروس كلنجر، مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق والمحلل الحالي بمؤسسة التراث المحافظة، أنه عقد اجتماعات مع مسؤولي كوريا الجنوبية، يوم الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، سيطرت عليها المخاوف من أن يوافق ترمب، الذي يتوق إلى حفر اسمه في كتب التاريخ، على الكثير من الأمور خلال محادثاته مع كيم. ومع ذلك، يتعاملون بإمكانية أن يكون كيم مثل أسلافه تماماً، بحسب المجلة الأميركية.
ويقول كلنجر: "في السياق السوفييتي، ظننا أننا ننتقل من خروشوف وبريجنيف، حيث كانا يركلان المائدة بالأحذية ويرتديان البزات غير المناسبة، إلى غورباتشوف المتأنق صاحب العلاقات العامة. والآن، يبدو أننا نعود إلى سكان كهوف الماضي".
https://arabicpost.net/politics/middle_east/2018/05/16/زعيم-كوريا-الشمالية-كان-على-وشك-القبول/
وقالت مجلة Time الأميركية إن ذلك يبدو مألوفاً، فقد ألغت كوريا الشمالية محادثاتها مع كوريا الجنوبية، التي كان من المقرر أن تتم الأربعاء 16 مايو/أيار 2018، وهددت بالانسحاب من قمة الشهر القادم (يونيو/حزيران 2018) مع الولايات المتحدة، وأكدت صعوبة التفاوض مع نظام ستاليني متحجر يتشبث بالسلطة منذ 7 عقود، من خلال التحول بين العداوة والتوافق مع القوى العالمية المتنوعة.
وكالة أنباء KCNA، التابعة لكوريا الشمالية، أعلنت عن الإلغاء المبدئي يوم الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، وأشارت إلى التدريبات المشتركة للقوات الجوية بين كوريا الجنوبية وأميركا، التي اعتبرتها بمثابة "استفزاز" وتدريب على الغزو. وقد أدانت كوريا الشمالية منذ وقت طويل، التدريبات العسكرية الأميركية-الكورية الجنوبية؛ ومع ذلك، فقد فاجأت تلك الخطوة العديد من المراقبين في كوريا، حيث ذكر كيم، في وقت سابق، أن المفاوضات سوف تستمر بغض النظر عن تلك التدريبات، بحسب المجلة الأميركية.
وفي غضون ذلك، ذكر أحد مسؤولي كوريا الشمالية، الأربعاء 16 مايو/أيار 2018، أن القمة بين كيم والرئيس الأميركي دونالد ترمب، المزمع انعقادها في 12 يونيو/حزيران 2018 بسنغافورة، سوف يتم إلغاؤها إذا ما استندت إلى مطالب "من جانب واحد" للتخلي عن الأسلحة النووية.
وذكر النائب الأول لوزير خارجية كوريا الشمالية يوم الأربعاء: "لم نعد نهتم بالمفاوضات التي يتمثل جوهرها في دفعنا نحو مواجهة مأزق. وسوف يضطرنا ذلك إلى إعادة النظر فيما إذا كنا سنقبل اجتماع القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة"، بحسب المجلة الأميركية.
لماذا هذا التطور المفاجئ؟
ويعد المضمون مختلفاً إلى حد كبير عن اجتماع الشهر الماضي (أبريل/نيسان 2018)، بين كيم ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن، حينما وعد الزعيم الكوري الشمالي بحقبة جديدة من التعاون. ويشير الخبراء إلى أن كيم ربما يحاول الآن دق إسفين بين سيول وواشنطن. وقد انتقد النائب الأول لوزير الخارجية أيضاً التعليقات الأخيرة التي أدلى بها جون بولتون، مستشار الأمن القومي بإدارة ترمب، الذي ذكر أنه يتعين على كوريا الشمالية اتباع "النموذج الليبي" لنزع السلاح النووي، من خلال "التفكيك الكامل للأسلحة بصورة يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها".
تمت الإطاحة بالدكتاتور الليبي معمر القذافي من خلال الدعم الأميركي رغم أن رضوخه لمطالب نزع السلاح النووي كان بمثابة عقبة تحول دون توصل الولايات المتحدة إلى اتفاق مع كوريا الشمالية، وهو الاتفاق الذي شحذه قرار ترمب الأخير بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه بصعوبة فائقة.
ويذكر البروفيسور ستيفن هاجارد، الخبير الكوري بمدرسة سان دييغو للسياسة العالمية، أن هناك تفسيرين يبرران عناد كوريا الشمالية: "أحدهما أن كيم يختبر إدارة ترمب ويرى ما إذا كان يستطيع الحصول على بعض التنازلات. والآخر هو أنه يشعر بالتشكك والتواطؤ، ويريد مخرجاً"، بحسب المجلة الأميركية.
وعلى أي حال، فإن الضجة التي أثيرت تسلط الضوء على اجتماع ترمب مع الزعيم الكوري الشمالي المتقلب، والذي برع -مثل والده وجده الشهيرين- في سياسة حافة الهاوية، حيث يتحول بين التهديدات والتلميحات الاسترضائية إلى انتزاع التنازلات.
وتعد قمة سنغافورة بمثابة أول اجتماع بين زعيمين طالت العداوة بينهما ولا توجد بين بلديهما أي علاقات دبلوماسية، ويظل كلاهما بصفة رسمية في حالة حرب؛ حيث إن الهدنة -وليست اتفاقية السلام- هي التي أنهت الحرب الكورية التي استمرت فيما بين عامي 1960 و1953. انعدام الثقة شديد. فقد وقَّعت كوريا الشمالية 5 اتفاقات لنزع السلاح النووي، ولكنها نكثت بها جميعاً.
اختبارات كيم التي استفزت أميركا
وبحسب المجلة الأميركية، ففي العام الماضي (2017)، اختبرت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً مزوَّداً برأس نووي، يعتقد الخبراء أنه يستطيع عبور القارات وصولاً إلى الولايات المتحدة، ما شجع رئيس الولايات المتحدة على التهديد بتوجيه ضربة جوية، وفرض 3 جولات جديدة من العقوبات الأممية. وذكرت الدائرة الداخلية للسياسة الخارجية الجديدة لترمب، والمتمثلة في بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، مراراً، أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً.
ويتزايد خطر الحرب إلى حد كبير في حالة إخفاق المحادثات. ومع ذلك، يذكر كريستوفر جرين، كبير محللي شؤون شبه الجزيرة الكورية بالمجموعة الدولية للأزمات، أن أحدث مناورات كوريا الشمالية قد صُممت لكسب النفوذ. ويقول: "لا أعتقد أن ظهور كوريا الشمالية في مظهر المترنح سوف يفيدها كثيراً. ومن سوء التصرف أن يشعر الجميع بأنهم يائسون أو أنهم لا يستطيعون الانسحاب من المحادثات"، بحسب المجلة الأميركية.
وهذا هو الأسلوب الذي يتعين على ترمب -المفاوض الجيد- أن يقدّره، حيث إنه تحدث عن الانسحاب من المحادثات بكل احترام إذا لم يرُق له مسارها. ومع ذلك، يؤدي ذلك الارتباك إلى التشكك في فكرة أننا نتعامل حاليا مع زعيم كوريا الشمالية الذي فقد الأمل في الاصطفاف.
ويذكر بروس كلنجر، مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق والمحلل الحالي بمؤسسة التراث المحافظة، أنه عقد اجتماعات مع مسؤولي كوريا الجنوبية، يوم الثلاثاء 15 مايو/أيار 2018، سيطرت عليها المخاوف من أن يوافق ترمب، الذي يتوق إلى حفر اسمه في كتب التاريخ، على الكثير من الأمور خلال محادثاته مع كيم. ومع ذلك، يتعاملون بإمكانية أن يكون كيم مثل أسلافه تماماً، بحسب المجلة الأميركية.
ويقول كلنجر: "في السياق السوفييتي، ظننا أننا ننتقل من خروشوف وبريجنيف، حيث كانا يركلان المائدة بالأحذية ويرتديان البزات غير المناسبة، إلى غورباتشوف المتأنق صاحب العلاقات العامة. والآن، يبدو أننا نعود إلى سكان كهوف الماضي".
https://arabicpost.net/politics/middle_east/2018/05/16/زعيم-كوريا-الشمالية-كان-على-وشك-القبول/