كوميرسانت الروسية: تقديم موعد تسليم صواريخ "أس-400" لتركيا تنازلٌ روسي لا سابق له

إنضم
3 مارس 2018
المشاركات
1,327
التفاعل
2,812 0 0
الدولة
Zimbabwe
russian_s-400.png

ترك برس
قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن قرار تقديم موعد تسليم منظومة صواريخ "أس-400" الدفاعية المتطورة إلى تركيا، أصبح تنازلا لا سابق له من جانب موسكو.

وأعلنت سكرتارية الصناعة الدفاعية التركية الأربعاء الماضي، أن توريد أنظمة "أس-400 تريومف" الروسية للدفاع الجوي إلى تركيا سيبدأ في يوليو/تموز 2019، أي قبل 8 أشهر مما كان مخططا له سابقا.

وبحسب وكالة "RT"، فقد اعتبرت "كوميرسانت"، في تقرير لها، أن القرار بهذا الشأن تم اتخاذه أثناء المباحثات الأخيرة في أنقرة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.
وأشارت الصحيفة الروسية إلى أن موعد التسليم الجديد لن يشكل مشكلة بالنسبة للشركة الروسية المصنعة لهذه الأنظمة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من دائرة التعاون العسكري التقني أن مسألة تسريع تنفيذ العقد حول توريد أنظمة "أس-400" كانت من أهم محاور المباحثات التي أجراها الرئيس بوتين في تركيا.

قد أكد بوتين في كلمته في المؤتمر الصحفي المشترك مع أردوغان بعد المباحثات، أن مواعيد توريد المنظومات إلى تركيا ستسرع "بطلب من شركائنا الأتراك"، دون ذكر المواعيد المحددة.
من جهته صرح مستشار الصناعات الدفاعية التركي إسماعيل دمير، بأن توريد الدفعة الأولى من هذه الأنظمة إلى تركيا يجب أن يتم في يوليو عام 2019.

أما الإدارة الفدرالية للتعاون العسكري التقني الروسي فامتنعت عن التعليق على هذه المعلومات، في حين أعلن رئيس شركة "روس أوبورون اكسبورت" ألكسندر ميخييف، أن "موسكو ستعمل ما بوسعها لتنفيذ طلب الجانب التركي".

وعبر رئيس تحرير مجلة "Moscow Defense Brief" ميخائيل بارانوف، عن اعتقاده أن "العقد حول توريد أنظمة "اس-400" تحول بالنسبة للرئيس أردوغان إلى نوع من المشروع الرمزي لتحدي الولايات المتحدة التي تعارض هذه الصفقة".

من جهته أشار رئيس تحرير مجلة "تصدير الأسلحة" أندريه فرولوف، إلى أنه من المهم بالنسبة لتركيا الحصول على هذه الأنظمة لعرض "استقلالها في المجال الدفاعي".

في الوقت ذاته، اعتقد مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات رسلان بوجوف، أن موسكو لم تواجه أي صعوبات في "الإصغاء" لطلب أنقرة، إذ أنه سيساعد فيما بعد في تعزيز المواقع الروسية في سوق السلاح العالمية، إذ أن تركيا أصبحت رسميا أول دولة من حلف الناتو تشتري مثل هذه المنظومة الصاروخية الجدية.

أما مساعد الرئيس الروسي في مجال التعاون العسكري التقني فلاديمير كوجين، فقال إن المصالح الجيوسياسية لروسيا في هذه الصفقة واضحة تماما، إذ أنها تهتم بوجود وضع سياسي مستقر يمكن التنبؤ به في هذه الدولة المجاورة.

وكان العقد حول توريد 4 كتائب من أنظمة "أس-400 تريومف" بمبلغ نحو 2.5 مليار دولار إلى تركيا قد تم توقيعه في يوليو عام 2017.
 
ترك برس
أكد محللون عسكريون أن الإعلان عن تسريع وتيرة تسليم منظومة الدفاع الروسية إس 400 لأنقرة دليل على استقلالية القرار التركي، ويوجه رسالة حول حالة العلاقة بين موسكو وأنقرة في الوقت الحالي.
وقال مسعود حقي جاشين أستاذ العلاقات الدولية في أكاديمة القوات الجوية التركية وجامعة أوزيين، إن قرار موسكو بتسريع تسليم أنظمة S-400 بناء على طلب تركيا يوضح أن موسكو تتعامل مع احتياجات أنقرة بوصفها مسألة مهمة.
وأضاف جاشين في حديث لإذاعة سبوتنيك تورك، أن حصول تركيا على المنظومة الروسية يثبت أن تركيا دولة ذات سيادة وأنها تتخذ قرارات مستقلة فيما يتعلق بقدرات الدفاع الجوي، مشيرا إلى منظومة إس 400 ستصبح عنصرا قيما في النظام الدفاعي التركي وستلعب دورا مهما في الدفاع عن أول محطة للطاقة النووية في تركيا.
وفي تعليقه على بدء العمل في بناء محطة الطاقة النووية أك كويو في مدينة مرسين التي تبنيها شركة روس أتوم الروسية، قال جاشين إن هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته 20 مليار دولار يشير إلى مستوى جديد في التعاون بين روسيا وتركيا ، يتخطى مجرد التعاون في مجال النفط والغاز الطبيعي.
وأشار المحلل التركي إلى أن تركيا لم تستطع الحصول على على الطاقة النووية من الغرب على الرغم من طلبها على مدى السنوات الستين الماضية، ومن هنا جاءت موافقة روسيا على بناء المحطة النووية فرصة تاريخية لتركيا، وستساعد على تحسين العلاقات بين البلدين وتعزيز الثقة المتبادلة.
وشارك الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في تدشين محطة "أك كويو النووية التي ستنشئها روسيا في مدينة مرسين جنوب تركيا، وذلك خلال زيارة الرئيس الروسي لتركيا يوم الأربعاء الماضي.
ومن شأن هذه المحطة أن تلبي 10% من احتياجات تركيا من الطاقة الكهربائية، وستبنى لتستمر دورتها التشغيلية لمدة ستين عاما، ومن المقرر أن تنتهي أعمال بنائها عام 2023 الذي يوافق الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.
من جانبه اعتبر المحلل السياسي علي فايق دمير من جامعة "غالاطة" إن التعاون في مجال الطاقة بين موسكو وأنقرة جزء لا يتجزأ من علاقاتهما الثنائية، لافتا إلى إن مشرع محطة أك كويو سينقل العلاقات بين البلدين إلى مستوى جديد من الثقة المتبادلة.
 
عودة
أعلى