ترك برس
كثفتتركيا في السنين الأخيرة من مساعداتها الخارجية سواء الإنسانية والإغاثية، أو التنموية أو العسكرية، محاولة بذلك مد جسور التواصل بينها وبين الدول التي تتلقى المساعدات، وساعية لإحياء تقليد متجذر في تقاليد الدولة التركية حديثاً والعثمانية قديماً، حتى غدت تركيا على قائمة أكبر المانحين الدوليين للمساعدات الإنسانية، وذلك ضمن استراتيجية تجمع بين الأبعاد الإنسانية والأمنية والسياسية في العلاقات الدولية.
ومنذ أن وصل حزب العدالة والتنميةالحاكم إلى السلطة في تركيا، بدأت سياسة أنقرة الخارجية تتشكل على أسس جديدة، وأقرت قطيعة مع السياسات الانعزالية السابقة، في إطار مشروع يطلق عليه داخلياً اسم "تركيا الجديدة".
وشهدت السنوات القليلة الماضية ازدياد نقاط حضور الجيش التركي في عدد من دول العالم ولا سيما في الشرق الأوسط وإفريقيا، كانت المنح العسكرية التركية قد سبقت هذا الحضور بسنوات، وتمكنت أنقرة نتيجة لهذه المنح ولأسباب أخرى من تأسيس تحالفات عميقة أهلتها لتكون طرفاً خارجياً موثوقاً به ويعتمد عليه في المجال العسكري.
وفي هذا الإطار نشرت صحيفة "ديلي صباح" التركية، تقريراً حول الدول المستفيدة من المساعدات العسكرية التركية، وأبرز هذه الدول:
لبنان
سلمت تركيا بتاريخ 21 آذار/ مارس الجاري الجيش اللبناني ما يقرب من 147 قطعة غيار للدبابات ولناقلات الجنود المدرعة، بحسب ما أعلنه السفير التركي في لبنان خلال حفل التسليم الذي أقامه الجيش اللبناني في مقره ببيروت.
وقال السفير إن هذه المنحة التي وصلت قيمتها إلى نحو مليون دولار أمريكي تأتي ضمن اتفاقية "المساعدات الخارجية العسكرية اللوجستية" المبرمة بين البلدين عام 2010، لافتاً إلى إدراج لبنان في "برنامج المساعدة العسكرية الخارجية التركي" عام 2015.
وتعهدت أنقرة خلال مؤتمر روما 2 بمنح لبنان معدات عسكرية بقيمة 7 ملايين دولار أمريكي، وتشمل التعهدات قيام تركيا بإنشاء "الفوج النموذجي" (قوات خاصة لبنانية) سيتم إنشاؤه في جنوب لبنان.
الصومال
افتتحت تركيا، بتاريخ 30 أيلول/ سبتمبر 2017 قاعدة عسكرية جديدة لها في الصومال، هي الأكبر لها في العالم، وقد كلف بناء هذه القاعدة نحو 50 مليون دولار. وستتكفل القاعدة التركية بتدريب قرابة 10 آلاف جندي صومالي.
ومن خلال تلك القاعدة، تسعى تركيا إلى إعطاء جهاز الشرطة الصومالي طابعاً مؤسساتياً فضلًا عن إعادة هيكلته، وذلك بغية محاربة جماعة "الشباب" الإرهابية، وإحكام السيطرة على أنحاء البلاد.
السودان
خلال زيارةالرئيس التركي رجب طيب أردوغانفي 26 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2017، إلى السودان أعلن البلدان توقيع اتفاقيات عسكرية تخص أمن البحر الأحمر، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "لدينا توجيهات رئاسية لتقديم الدعم للأمن والشرطة والجانب العسكري للسودان. ونواصل تطوير العلاقات في مجال الصناعات الدفاعية".
أذربيجان
وقعت تركيا عام 2005 مع أذربيجان على اتفاق يقضي بتقديم أنقرة مساعدات على شكل منحة بموجب بروتوكول بقيمة 2.1 مليون دولار، إلى باكو.
وقالت السفارة التركية في باكو إن المنحة ستستخدم في تدريب العسكريين الأذرييجانيين بمراكز التدريب العسكري التابعة للقوات المسلحة التركية ولحلف شمال الأطلسي "ناتو".
وكانت تركيا قد قدمت في وقت سابق وفي العام نفسه مساعدات عسكرية بقيمة 3.28 ملايين دولار، شملت آليات وأجهزة اتصالات لاسلكية حديثة.
أوكرانيا
وقعت تركيا وأوكرانيا في 5 كانون الثاني/ يناير 2017 على بروتوكول للتعاون العسكري تمنح أنقرة بموجبه 3.1 ملايين دولار مساعدات عسكرية للجيش الأوكراني تخصص لشراء معدات عسكرية تركية ومواد ذات استخدام مزدوج لتلبية احتياجات الجيش الأوكراني، وذلك بحسب ما ذكرت السفارة الأوكرانية في أنقرة.
العراق
وصلت إلى مطار المثنى في العاصمة العراقية بغداد يوم الثلاثاء الموافق 3 آذار/ مارس 2015 طائرتا شحن من طراز C-130 تحملان مساعدات عسكرية تركية.
وقام السفير التركي لدى العراق، فاروق قايمقجي، بتسليم المساعدات إلى مسؤولي وزارة الدفاع العراقية.
كما ذكرت السفارة التركية في بغداد في بيان لها، أن "تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب العراق الصديق والشقيق، حكومة وشعبا، في مكافحته للإرهاب، سواء في إطار التحالف الدولي ضد داعش، أو على المستوى الثنائي".
إقليم شمال العراق
أرسلت الحكومة التركية في شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2014 عدداً من الشاحنات المحملة بالمساعدات العسكرية إلى إقليم شمال العراق، في حين أعلن الأمين العام لوزارة البيشمركة، القوات العسكرية التابعة للإقليم، أن تلك المساعدات تأتي لمساعدتها في معركتها ضد تنظيم "داعش".
وأعلن الأمين العام لوزارة البيشمركة جبار الياور في تصريح صحفي أن "تركيا تساهم في تدريب قوات البيشمركة وتقديم بعض المستلزمات الضرورية لها".
أفغانستان
منحت تركيا الجيش الوطني الأفغاني معدات عسكرية بقيمة 50 مليون دولار، ومساعدات صحية بقيمة 184 ألفا، وذلك على مدار سنوات طويلة من مشاركة الجيش التركي في مهمة قوات الناتو في أفغانستان منذ عام 2001.
وشمل الدعم التركي تدريب 17 ألفا و500 جندي أفغاني حتى هذا اليوم، 3500 منهم جُلبوا إلى تركيا وتلقوا تعليمهم فيها.
تكتل دول الساحل
خلال زيارته إلى موريتانيا في 3 آذار/ مارس الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نواكشوط مساهمة بلاده بـ 5 ملايين دولار لتمويل القوة العسكرية التي شكلتها خمسة بلدان إفريقية، وهي: مالي وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر وتشاد.