بينما يضم المنتدى عضوا باسم قاهر الكراغلة نكاية في الجزائريين من اصل عثماني أقدم لكم احد ابطال الجزائر العثمانية المجاهد العظيم حامي حمى الاسلام وقاهر الصليبيين طورغود باشا :
وحش البحار الضاري طُرْغُودْ باشا العثماني
الملك الغير المتوج للبحر الأبيض المتوسط
أحد أفضل جنرالات عصره
كانموجودا في كل مكان ، ولا تجده في أي مكان
القائد الذي لا يتراجع ولا يهزم
كان على مستوى بربروس من حيث إمارة البحر ، ويفوق دوريا
سلوا عنه
البحر المتوسط بأسره
بجميع شواطئه
وجميع موانيه
وجميع جزره ، بل كل صخرة فيه
الأسبان ، الفرنسيين ، الإيطاليين ، اليونانيين ، بل كل نصارى أوروبا
ليبيا بأسرها ، تونس الخضراء ، بل الشمال الإفريقي كله
شارلكان ملك إسبانيا فلطالما أوجعه وأضج مضجعه
فيليب ملك إسبانيا الذي ضاق ولم يهنأ له نوم بسبب أخبار انتصاراته على قواده
أندريا دوريا فخر البحرية الصليبية الذي مات غما وكمدا من انتصاراته عليه
جين دوريا ( ابن أخ اندريا دوريا ) يجيبكم وما جِربة عنا ببعيد
دون جوان أمير البحر الصليبي وما فعله الوحش به من أفاعيل
لافاليت المعلم الأعظم لفرسان مالطا الذي نذر حياته كلها لقتال الوحش الضاري
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وبعد :
أهدي هذه الكلمات إلى :
كل مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين
كل أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين
الدولة العثمانية
المجاهدين العظماء الأتقياء الأنقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن
سلاطين البحار ( الإخوة بربروسا )
وحش البحار الضاري طورغود باشا العثماني
وأخيرا إلى :
كل مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) الى المفتخر باسم عضويته قاهر الكراغلة جعل الله كل الكراغلة خصومه يوم القيامة يوم لا ظل فيه الا ظله هو ومن سمح باسم عضويته
* توطئــــــــــة *
- إخواني الأعزاء يسعدني وبكل فخر وبعد طول انتظار أن أقدم لكم ترجمة أحد أعلام الإسلام والمسلمين ، أحد سادات القادة والفاتحين ، أحد الغُرّ الميامين ، وحش البحار الضاري بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ( طرغود باشا العثماني ) .
- وكنت قد بدأت بترجمة موجزة لسلاطين البحار ( الإخوة بربروسا ) منذ ووعدتكم أن أترجم لخير الدين بربروسة رحمه الله ، ولكن بعد تدبر وتفكر وجدت أن سيرة وحش وحوش البحار تحتاج لجهد كبير جدا حتى تخرج بالشكل اللائق به ، ومع ذلك أحببت أن اسلي إخواني لحين الانتهاء من ترجمة ( وحش وحوش البحار خير الدين بربروسة ) بترجمة
وحش البحر الأبيض المتوسط طرغود باشا رحمه الله .
اعتذار واجب : أرجو من إخواني توسيع صدورهم عند قراءتهم للموضوع ، لأن سيرة الرجل لن يستطيع الواحد منا التقاط أنفاسه من فرط ما فيها من أحداث كثيرة ومتلاحقة ، وأعتذر عن طول الموضوع ، ولكن من باب أن نوفي أهل الخير بعض حقهم وجزاكم الله خيرا
* مولد وحش البحار ونشأته *
- اسمه في المصادر التركية طرغود ، وفي المصادر العربية درغوث ، وفي أخرى طرغول .
- ولد طرغود في قرية تابعة للواء منتشة ( موغلة ) في سنة ( 890 هـ - 1485م ) .
- دخل في البحرية كجندي بحري ( لوند ) عادي في سن مبكرة جدا تقارب سن الطفولة ، وفي الوقت الذي لفت فيه انتباه السلطان قرقرود ( الأخ الأكبر للسلطان سليم الأول ) ، كان شابا عمره 25 سنة ملاحا لسفينة .
- كان قد اندفع في شبابه إلى حياة البحر بدافع حب المغامرات ، فاشتغل طرغود أولا ملاحا بسيطا ثم مدفعيا ، واشتهر في أعماله كلها واظهر تفوقا ومقدرة ، ثم سرعان ما وجه غزواته ناحية البحار الشرقية للبحر المتوسط باعثا الرعب في سفن البندقية في بحر الأرخبيل ، وسرعان ما انضم إلى الإخوة بربروس وأصبح الذراع الأيمن لخير الدين بربروس .
- كان رحمه الله يهاجم سواحل إيطاليا وكورسيكا سردينيا إذا لم يجد في البحر ما يهاجم أو يأسره ، ولا يرجع أبدا إلى قاعدته إلا وسفنه محملة بالأسرى والغنائم من النصارى .
- أصبح أولا قائدا لسفينة عروج بربروس ثم ( خير الدين باشا ) ثم أصبح قائدا لقطعة من الأسطول .
- قدم خير الدين باشا ( عند مجيئه على استانبول لتعيينه قائدا للقوات البحرية ) في سنة ( 941هـ - 1534م ) طرغود الذي تعاظمت شهرته ، على السلطان سليمان القانوني كأحد أميرلاته الـ19 ، كان عمره آنذاك 48 سنة - منح القانوني ، طرغود رئيس رتبة لواء بحري وأصبح اسمه في الوثائق العثمانية الرسمية ( طرغود جه بك ) . قام بإدارة الصاعقة البحرية لسنوات طويلة ، يلي بربروس خير الدين باشا مباشرة من حيث الشهرة ، وكان صهر لبربروس كذلك ( زوج ابنته ) .
نظرا لمزاجه وعدم رعايته قواعد التشريفات ، لم يحصل على رتبة قبودان دوريا
( مشير – قائد القوات البحرية ) ، ولم يتمكن من دخول الديوان الهمايوني ، لكنه بقى محافظا على صفته كرئيس حقيقي للبحارة الأتراك .
- رافق خير الدين بربروس في حملاته وغزواته وكان الساعد الأيمن طوال حياته وكان قائد الاحتياط في الأسطول العثماني في معركة ( بروزة البحرية ) الخالدة .
* سقوط الوحش أسيرا في أيدي الصليبيين سنة 1540م *
- في سنة (947هـ - 1540م ) وفي أثناء إحدى غاراته على جزيرة كورسيكا سقط طرغود أسيرا في يد ( جانيتينو دوريا ) حفيد دوريا أميرال الأسطول الاسباني . سيق طرغود مكبلا أمام الأميرال الصغير فوق سفينة القيادة ، وكان دوريا الصغير لم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره ، واستصغر طرغود هذا القائد وغضب وحنق أن يقع أسيرا في قبضة هذا الفتى الأمرد مكبل الرجلين بالحديد .
- ولا حظ دوريا الصغير استخفاف طرغود به فقام بضربه بالسياط فضربه ضربا مبرحا وأهينت كرامته وربط بالسواري ، وبقي طرغود في الأسر أربع سنوات مربوطا في مجاديف أندريا دوريا .
- ظلت حكومة الأستانة تلح على شارل كوينت في إطلاق سراح طرغود ، وكان السلطان نفسه والوزير الأكبر مهتمين اهتماما بالغا بأمر تخليص طرغود من الأسر .
* خير الدين يقود الأسطول العثماني ويحرر طرغود رغم انف الجنويين " يا لعزة الإسلام يوم أن كان له رجال " *
- نتيجة لذلك قام ( خير الدين بربروس ) بقيادة 100 سفينة من سفن الأسطول ورسى أمام سواحل ليقوريا ( إيطاليا ) ليجبر حكومة جنوة على تسليم طرغود مهددا إياها بضربها ودك مينائها ومهاجمة سفنها إذا امتنعت عن تسليمه .
- أمام هذا التهديد وخوفا من التعرض لنقمة العثمانيين قام الجنويين بإطلاق سراح الوحش من الأسر ، وعاد البطل إلى أسطوله ورجاله ولم يزده الأسر والضيم الذي لاقاه غلا إصرارا على المضي في عمله دون هوادة أو خوف ، فقام بتكوين أسطولا قوامه 14 سفينة غزا به سواحل نابولي ، ثم طرد الأسبان من سوسة ، والمنسيتر وسفاقص ( التونسية ) واحتلها وكان يسعى إلى احتلال المهدية ليجعل منها قاعدة لأعماله البحرية .
- في سنة ( 953هـ - 1546م ) فقدت الأمة الإسلامية جمعاء أسطورة البحار ( رعب البحر المتوسط ) قائد أساطيل الإسلام ( خير الدين بربروسة ) رحمه الله رحمة واسعة ، ودفن في ضريحه الذي بناه في استانبول مطلا على البحر ( سبحان الله عاش حياته كلها في البحر ، ويموت ويدفن بجانبه ) وظل الأسطول العثماني كلما خرج للغزو يحي خير الدين رحمه الله بضرب مدافعه كلها وظل هذا الأمر إلى قبل سقوط الخلافة بفترة بسيطة .
- وبالرغم من ذلك لم تنكسر شوكة العثمانيين بموت الأسطورة ، وقيد ( الله عز وجل ) من يقوم بالأمر من بعده وكان الوحش الضاري طرغود باشا رحمه الله .
قبر وحش وحوش البحار خير الدين بربروس وبجانبه ابنه الامير حسن بن خير الدين
* طرغود ومهدية *
- في فبراير (1550م – 957هـ ) خرج طرغود في 36 سفينة واتجه بها نحو المهدية واحتلها دون صعوبة بمساعدة سكانها العرب .
- كانت قاعدته جزيرة ( جربة ) . تمكن على مر الزمن من الاستيلاء على أربعة أخماس القطر التونسي وحشر السلطان الحفصي في مدينة تونس وضواحيها .
- احتل ميناء بنزرت . لكنه أولى اهتماما خاصا بتحصين قلعة مهدية في الجنوب كقاعدة بحرية ، بصورة ممتازة .
- كان عروج رئيس قد فتح من قبل مدينة مهدية ( مدينة العرش الفاطمية القديمة ) . فشلت كل المحاولات الاسبانية – الحفصية المختلفة حتى ( 957هـ - 1550م ) في إخراج طرغود من مهدية . كان طرغود في ربيع هذه السنة ، أولا في خليج ( بلنسية ) ثم في جزر البليئار . كان في مهدية كل من عيسى رئيس ، وابن أخ طرغود ( حصار رئيس ) . شوهد عند ذلك أسطول ( اندريا دوريا ) المكون من 47 قطعة أمام مهدية ( 28يوليو1550م – 957هـ ) وكان طرغود يقض الشتاء في جربة .
خريطة لتونس
* سقوط المهدية في أيدي أندريا دوريا سنة ( 957هـ - 1550م ) *
- في سنة ( 957هـ - 1550م ) قام ( شارل كوينت ) بإرسال قائده الأثير ( أندريا دوريا ) في 47 سفينة وقيل 43 لمطاردة طرغود وكسر شوكته وإضعاف قوته .
- جاء دوريا إلى مهدية بعد أن اخذ ( المنستير ) من الأتراك ومعه جيش بقيادة نائب الملك في صقلية ( دون جوان دوفيجا ) ، وكان السلطان الحفصي قد انضم كذلك إلى هذا الجيش . أما حامية عيسى رئيس كانت تتكون من 2300 جندي بحري تركي و5000 خيال عربي .
- أطلقت مدافع الأعداء حتى 26 أغسطس 7000 قذيفة .
- كان يوم 10 من سبتمبر اليوم الـ 43 من الحصار . كانت قد انفتحت ثغرات واسعة . دل ( إبراهيم برات ) من تجار المهدية المشهورين الصليبيين على أماكن الأسوار التي تركها الأتراك مفتوحة ، لقاء دراهم .
- دخل العدو إلى القلعة وذبح وقطع المسلمين . وأسر عيسى رئيس مع 70 من جنود بحريته وهم مثخنون بالجراح .( سيتخلصون من الأسر بعد مدة عن طريق المبادلة ) .
- أخذ سكان الصليبيون سكان المدينة البالغ عددهم 7000 كعبيد .
- أدرك الأسبان بعد ذلك عدم إمكان احتفاظهم بمهدية ،مما جعلهم يقومون بهدم قلعتها من أساسها في بداية سنة ( 962هـ - 1554م ) وانسحبوا عنها.
حصار المهدية بتونس
- تأثر الديوان الهمايوني من سقوط مهدية وأرسل إلى شارل كوينت رسالة شديدة اللهجة . فأجاب الإمبراطور بأن حربه ضد قرصان وليست ضد الأتراك .
* في جربة يفعل بأندريا دوريا الأفاعيل *
- في ( مارس 1551م – 958هـ ) وبعد سقوط المهدية حاول اندريا دوريا القبض على طرغود فقام بضرب جربة وهاجمها بـ150 سفينة ولكن وبالرغم من أن طرغود لم يكن مستعدا للقتال استعدادا كافيا ، فإنه لم يقف مكتوف اليدين فقام بجمع رجاله واستعان بسكان الجزيرة وأخذ يصب نيران مدافعه على الأسطول الصليبي وفاجأ أسطورة البحيرة الصليبية بعمل لم يكن يتوقعه في أبشع كوابيسه ، ففي ظلام الليل قام طرغود ببناء قلعة صغيرة في رأس الجزيرة ونصب عليها المدافع وأخذ يصلي أسطول دوريا بنيران مدافعه .
- وجد دوريا نفسه في خطر داهم فبعث إلى ( نائب الملك في صقلية ) طالبا إمداده بأسطوله وطلب الطلب ذاته من ملك نابولي ، فلم يتأخر رؤوس الصليبين في نجدة دوريا وبعثوا بجميع قطع أساطيلهم ورجالهم لمساعدته .
- كان وحش البحار عظيما حقا ، فقد كان يتتبع حركت أسطول دوريا وكان واقفا على جميع أسراره ، وكان ينتظر أن يقوم دوريا بحملة قوية عليه في الجزيرة ، فلجأ وحش البحار إلى حيلة تظهر جليا براعته ومقدرته الفائقة في الشئون الحربية وقام بالانسحاب بأسطوله إلى الناحية الأخرى من الجزيرة بواسطة مزالق مدهونة ولم يستطع دوريا القبض عليه مما أثار دهشته وجنونه مما فعله طرغود به ( فكان رحمه الله موجودا في كل مكان ولا تجده في أي مكان لله دره ) .
حصار جربة
- في ( ربيع 1551م – 958هـ ) تم استدعاء طرغود إلى الديوان الهمايوني مع عقدائه السبعة إلى استانبول وكان معهم ( قلج علي الذي سيصبح قائد الأسطول العثماني في المستقبل القريب ) ، وتم وضع تحت إمرته ( 90 سفينة حربية – 90 سفينة نقل ) وتم تكليفه بالإغارة على سواحل النصارى في البحر المتوسط .
* حملة صقلية *
- قام طرغود بالإغارة على صقلية وقام بإنزال 1500 مقاتل من جنود البحرية واحتل ميناء ( أوجتا ) على مقربة من شمال ( سيرا قوسا ) وذلك بعد مقاومة استمرت يومين مما أسفر عن هزيمة القوات الصليبية التي جائت لدعم صقلية بقيادة ( دون هيرنان دو فيجا ) .
* حملة مالطا / وفتح جوزو ) *
- في ( 16يولية1551م – 958هـ ) قام طرغود بالإغارة على مالطا وقام بالاستيلاء على جزيرة ( جوزو ) وأسر كافة سكانها البالغ عددهم ( 7000 شخص ) ، واركبوا البواخر ووضعت في الجزيرة حامية عسكرية .
- في أثناء ذلك حاولت اسبانيا دعم مالطا فهبت عاصفة شديدة أغرقت 8 سفن من الأسطول الأسباني وغرق 1500 اسباني بالقرب من جزيرة ( لامبيدوسا ) .
* حملة طرابلس الغرب / فتح طرابلس وتحريرها من أيدي فرسان مالطا ) *
- سقطت طرابلس الغرب في أيدي الأسبان في سنة ( 916هـ - 1510م ) ، وظلت بحوزتهم إلى أن قام البابا بالتوسط لدى ( شارل كوينت ) ملك إسبانيا في إعطائها لـ ( فرسان مالطا ) ألد أعداء المسلمين تقديرا لجهودهم في الحملات والحروب الصليبية وذلك بعد خروجهم مكللين بعار الهزيمة والخزي من رودس على يد السلطان سليمان القانوني سنة ( 939هـ -1522م ) .
- استدعى السلطان سليمان القانوني طرغود إلى اسطنبول وطلب منه فتح طرابلس تحت قيادة (سنان باشا ) الذي زوده بأسطول قوي بلغ 120 سفينة ، وأهدى طرغود مصحفا شريفا وسيفا مرصعا ، فقبل طرغود هذه المهمة الغالية خصوصا لعلمه ما يعانيه أهل طرابلس من قسوة اليوحنيين الحاقدين ، وقام بالتبرع بخمسين سفينة حربية من ممتلكاته الخاصة لدعم الأسطول .
قام سنان باشا وطرغود ببدء الحملة ،في هذه الأثناء استطاع المسلمون العثمانيون السيطرة على غالبية ليبيا بما في ذلك ( برقة ) ونجحوا في تأسيس قاعد في( تاجورا ) التي تبعد مسافة 20كم عن طرابلس وظلت تحت ولاية ( مراد أغا ) .
- كان قائد ( تاجورا ) القائد الهمام ( مراد أغا ) الذي ظل يشن الهجمة تلو الأخرى على المدينة ، وبالرغم من ذلك لم يستطع أخذها من النصارى ، ولكنه ومع ذلك منع وحد من تقدم النصارى إلى الأجزاء الداخلية للبلاد .
- بدأت الحملة على طرابلس في أيام 9-10-11 ، وضرب الحصار حول طرابلس بقيادة سنان باشا يساعده طرغود ومراد أغا في إدارة العمليات الحربية ، وظل العثمانيون يقذفون المدينة ليلا ونهارا حتى اضطر الفرسان إلى التسليم بعد أن قذف الله في قلوبهم الرعب والخوف من العثمانيين .
- في ( 15أغسطس1551م – 958هـ ) استطاع طرغود باشا بـ ( 40 مدفعا – 6000 جندي ) الاستيلاء على طرابلس وهزم الفرسان هزيمة ساحقة وأجلاهم عنها ، بالرغم من الدفاع المستميت لحاكمها الفرنسي ( جاسبر دي فالير ) ومعاونه ( داشكو سيشي ) .
- ومنذ هذا التاريخ أصبحت طرابلس الغرب ثان إيالة عثمانية بحرية في المغرب الإسلامي ، وتولى إمرتها ( مراد أغا ) ، ومن بعده طرغود باشا رحمهما الله .
* موقعة بونزا البحرية * طرغود & أندريا دوريا *
بونزا وما أدراك ما بونزا
وحش البحار يهزم دوريا أسطورة البحرية الصليبية ويجبره على الفرار
أندريا دوريا
- توطئـــــــــــة -
- في ( 28سبتمبر1551م – 958هـ ) أعلن ( شارل كوينت ) ملك إسبانيا الحرب على فرنسا ، فخرج طرغود من مركز لوائه ببروزة ، وأقلع بأسطول مكون من 112 قطعة بحرية ورسى بـ ( بوزولي ) ضاحية نابولي الغربية .
- كان بصحبته السفير الفرنسي ( دار مونت ) ، وكلف طرغود من الباب العالي بالدفاع عن فرنسا وتقديم الدعم البحري لها ضد اسبانيا ( بالرغم من أن طرغود كان يكره الفرنسيين جدا لنكثهم العهود بصفة مستمرة ) .
- بــــونــزا -
- نتيجة للتحالف العثماني الفرنسي سار ( أندريا دوريا ) بأسطوله والتقى بالأسطول العثماني بناحية جزيرة ( بونزا ) في مياه خليج ( جيتا ) في ( 5أغسطس1552م – 960هـ ) .
- دارت رحى المعركة بين الطرفين ، وظل الأمر كذلك حتى هزم الأسطول الصليبي هزيمة نكراء على أيدي الأسطول العثماني ، ولقن طرغود دوريا درسا قاسيا ، من خلال اسر 7 سفن وتدمير العديد من سفن أسطوله ، جاء نتيجة ذلك أن قام دوريا بالانسحاب تفاديا لزيادة الخسائر في الأرواح والمعدات .
- مـا بـعـد بـــونــزا -
- بعد انتصار بونزا قام طرغود بفتح جزيرة ( كابري ) المواجهة لنابولي بعد أن سيطر على بحر ( تيران ) مدة شهرين .
- في سنة (961هـ - 1553م ) فتح طرغود باشا مدينة قفصة التونسية .
* طرغود يفتح ( كاتانيا ) ثان جزر صقلية و( كورسيكا ) ويبيد 7000مقاتل صليبي ، ويحرر 7000 أسير مسلم لله دره *
- تــوطــئـة –
- في ( 1فبراير1553م – 961هـ ) تم إبرام معاهدة ( استانبول ) بين الدولة العثمانية وفرنسا والتي بموجبها تم وضع الأسطول الفرنسي تحت قيادة العثمانيين في مقابل المساعدات البحرية العثمانية لفرنسا .
- على إثر ذلك تم ضم الأسطول الفرنسي إلى أسطول طرغود في بلاد المورة ( اليونان حاليا ) وارتفع عدد سفنه إلى 150 قطعة بحرية .
- فـتـح كـاتـانـيـا – بـاسـتـيـا –
- قام وحش البحار بالإغارة على ( كاتانيا ) بصقلية ، و( باستيا ) مركز كورسيكا ، واستطاع الاستيلاء على المدينة والقلعة بعد إبادة الجيش الصليبي المدافع عنها والبالغ عدده ( 7000 مقاتل ) إبادة تامة وقام بتخليص ( 7000 ) أسير مسلم كانوا مسجونين في الجزيرة لله دره من بطل .
- بعد السيطرة التامة على الجزيرة عاد طرغود إلى استانبول بعد أن سلم الجزيرة للفرنسيين ( للأسف ) الذين لم يستطيعوا الاحتفاظ بها طويلا فقد قام دوريا باستعادتها في أواخر سنة ( 1553م – 961هـ ) ولم يتمكن الفرنسيين من استعادتها إلا بعد مرور 200 سنة .
* طرغود وبيالة باشا ( قائد الأسطول العثماني ) *
- في سنة ( 962هـ - 1554م ) عين بيالة باشا قائدا للقوات البحرية وناظرا للبحرية ( قبودان دوريا ) برتبة لواء بحري وكان عمره 38 سنة .
* حملة كورسيكا الثانية *
- خرج بيالة في عام ( 962هـ - 1554م ) بموجب أمر سلطاني لاسترداد كورسيكا مرة أخرى وإعطائها للفرنسيين ، الذين كانوا قد أراقوا الكثير من ماء وجههم حتى يقدم لهم العثمانيون المساعدة .
- التقى بيالة باشا بأسطول طرغود ثم أسطول صالح رئيس ( والي الجزائر ) ، والأسطول الفرنسي بقيادة ( دو لاجارد ) ، فرسى في ميناء ( بومبنينو ) الإيطالي فقام بإنزال 3000 جندي وحاصر ( كالفي ) ، ولكنه غضب على الفرنسيين وجلى عن كورسيكا ولم يتمكن الفرنسيون من أخذها .
- في سنة ( 965هـ - 1557م ) استقال دوريا أسطورة البحرية الصليبية الذي تقدم في السن من قيادة القوات البحرية ، خصوصا بعد تخلي ( شارل كوينت ) عن العرش وانسحب إلى قصره الكبير في جنوه وأسند قيادة القوات البحرية الاسبانية إلى ابن أخيه ( جين دوريا ) الذي سيذوق العديد من الهزائم المريرة على أيدي وحوش البحار العثمانيون .
- وفي نفس العام ( 965هـ - 1557م ) فتح طرغود القيروان .
* حملة جزر الباليئار *
- في سنة ( 966هـ - 1558م ) التقى بيالة باشا مع طرغود باشا بأسطول مكون من 150 قطعة بحرية واحتل كامل جزر الباليئار .
* موقعة جربة البحرية *
يوم من أيام الإسلام كذات الصواري
أكبر وابرز المعارك البحرية في التاريخ العالمي
اكبر معركة بحرية جرت في البحار المفتوحة
- توطئة –
- في ظل هذه الأحداث المتوالية ، فقد أصبحت إسبانيا مضطرة لإثبات وجودها فوضعت نصب أعينها طرغود باشا وقاعدته الرئيسية بجزيرة جربة هدفا لها .
- لكن الوحش كان رابضا نائما وعينيه مفتوحتين ، فقد أتت إليه الأخبار بالاستعدادات الاسبانية ، فقام على الفور بإرسال اللواء البحري ( قلج علي ) رئيس إلى الديوان باستانبول وأخبرهم بأن النصارى يستعدون تحت إمرة أسبانيا لتجهيز أسطول هائل للقيام بعمل ما وربما كان هدفهم جربة .
- الجبهة الاسبانية -
- يعد الأسطول النصراني الذي تم تشكيله في ذلك الوقت أعظم أسطول نصراني تم تشكيله منذ بروزة من حيث التجهيزات والقادة والأشراف الذين انضموا إليه حيث تكون من : - 200 سفينة حربية .
- 30000 جندي .
- القيادة البحرية تحت إمرة ( جين اندريا دوريا ) .
- القيادة البرية تحت إمرة نائب الملك على صقلية ( دون جوان دي سيردا ) .
- الأسطول البابوي بقيادة الأمير ( فلامينو اورسليني ) .
- الأسطول الفرولنسي بقيادة ( أندريا جونزاج ) .
- سفن ألمانية – سفن مالطية ، جنوية ، سفن موناكو .
- خط سير الحملة الصليبية / تحرك الأسطول من صقلية في ( 10 فبراير 1560م – 986هـ ) ونظرا لسوء حالة الجو لم يتمكن من التجمع والوصول إلى جربة إلا في 2 مايو ، وأنزل جنوده في الجزيرة .
- عندما انزل الأسطول الصليبي قواته البرية تصدت لهم حامية الجزيرة والتي كان عددها ( 1000 جندي بحري ) لمدة خمس أيام متتالية ، فلما تيقنوا من عدم جدوى المقاومة وتفوق الأعداء العددي والتجهيزي قاموا بالانسحاب إلى طرابلس وأخذ الأسبان الجزيرة وشيدوا فيها قلعة عظيمة ووضعوا فيها حامية مكونة من ( 2200 جندي ) بقيادة ( دون آلفاروا دي ساندي ) .
- الجبهة العثمانية -
- في نفس الوقت عاد ( قلج علي ) مع سفينتين حربيتين إلى طرغود ، وفي إثره قام بيالة باشا بتجهيز الأسطول حتى يلحق بالأسبان قبل أن يحاصره طرابلس الغرب .
- عندما علم الأسبان بتحرك الأسطول العثماني آثروا انتظاره في جربة .
- خط سير الأسطول العثماني / انطلق بيالة باشا وبرفقته 120 سفينة حربية فضم إليه في الطريق 6 سفن حربية و24 سفينة نقل ، في نفس الوقت أمر بيالة باشا كل من طرغود باشا في طرابلس ، وحسن باشا ( بربروس ) في الجزائر أن يكونا على استعداد .
- في خلال 25 يوما وصل بيالة باشا إلى جربة ورسى على بعد ثلاثة أميال منها والتقى هناك بأمراء البحار وكان عمره وقتها ( 45 سنة ) .
- تم عقد مجلس بين أمراء البحر ، وتم الاتفاق على تطبيق خطة بربروس التي استعملها في ( بروزة ) .
- التشكيل العثماني –
- الجناح . - تحت قيادة أمير لواء أزميد البحري ( أولوج علي ) .
- الاحتياط . - تحت قيادة سيدي علي رئيس ( البالغ من العمر 53 سنة ) .
- الأساطيل الخفيفة . - تحت قيادة أمير لواء ميدللي قرقود أوغلو الدين مصطفى رئيس ( قائد الأسطول في عهد القانوني في حملته على رودس منذ 39 سنة ) .
- اللواء البحري غضنفر رئيس .
- قرقود أوغللو أحمد رئيس أمير لواء ( كارسي ) .
- كان عمر طرغود باشا آنذاك ( 75 سنة ) .
- المعركة -
- جرت معركة جربة بعد بروزة بـ 21 سنة و7 أشهر و16 يوما ، في يوم ( 14 مايو 1560م – رمضان 967هـ ) ، بالقرب من جزيرة جربة .
- التقى الطرفين ( المسلمين العثمانيين – أسطول التحالف الصليبي ) في معركة ضارية حامية الوطيس ، أظهر فيها الطرفين صبر وشدة وفداء ، ولكن ما هي إلا عدة ساعات حتى هزم المسلمون النصارى الحاقدين هزيمة ساحقة ماحقة .
- خسائر النصارى الصليبيين -
- هلك ما يقرب من 20 ألف جندي صليبي ، ما بين قتيل وغريق وأسير من إجمالي 30 ألف مقاتل ، غير الجدافة .
- غرق حوالي 70 سفينة صليبية .
- أسر العثمانيون 21 سفينة حربية ، و26 سفينة نقل وأصابوا بقية السفن الأخرى .
- خسائر العثمانيون –
- لم يخسر العثمانيون في هذه الملحمة أقل من 1000 مجاهد وبضع سفن قليلة .
- عندما وصل طرغود باشا إلى موقع المعركة وجد المعركة قد انتهت ، فلم يهدا الوحش الضاري إلا وقد قام بمطاردة فلول الأسطول النصراني في البحر لمدة يومين بـ 12 سفينة حربية فقط ، وكانت هذه المطاردات ناجحة جدا .
* جربة في التاريخ *
- تعتبر احد اكبر وأبرز المعارك الحربية البحرية في التاريخ العالمي .
- تعتبر اكبر معركة بحرية جرت في البحار المفتوحة
سطرها ببطولة وفداء
وتضحية وبلاء
وعظمة وكبرياء
وغيرة وانتماء
المسلمون العثمانيون الأبطال
لله درهم وجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا إلى أبد الدهر وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا والله اكبر والعزة للإسلام والمسلمين والذلة والمهانة والصغار لكل أعداء الدين
* دوريا أسطورة البحرية الصليبية يموت غما وكمدا بعد الهزيمة الساحقة *
- سيخلد التاريخ كيف أن ( أندريا دوريا ) فخر البحرية الصليبية في القرن السادس عشر كان وعمره ( 94 ) سنة في قصره الكائن بجنوة ينتظر خبر انتصار ابن أخيه الصغير ، وعندما علم بخبر الهزيمة الساحقة التي مني بها أسطول الشيطان على يد أسطول الرحمن بات طريح الفراش من فوره حتى مات من الغم والحزن في ( 25 نوفمبر 1560م – 968هـ ) . ذكرني هذا الموقف بمقولة رستم قائد الفرس في الفاروق ( أكل عمر كبدي ، أكل الله كبده ) .
* معركة جربة البرية ( القلعة ) *
- توطئة –
- قدمنا في كلامنا السالف ذكره أن النصارى قاموا ببناء قلعة حصينة في جربة وتركوا بها حامية من الجنود ، فلما انتهت المعركة البحرية لجأت فلول الفارين إلى القلعة وانضموا إلى الحامية وبلغ عددهم 8800 شخص بقيادة ( دون آلفاروا ) الذي أرسل إليه فيليب الثاني ملك إسبانيا رسالة مفادها عدم ترك القلعة حتى يموت آخر رجل منهم .
حصن الغازي مصطفى بتونس
- المعركة -
- قام بيالة باشا ووحش البحار طرغود باشا بمحاصرة قلعة جربة بـ 14 ألف جندي من البر والبحر ، وظل الحصار 63 يوما قدم فيها العثمانيون 1000 شهيد أكثرهم من الضباط .
- أطلق العثمانيون خلال هذه المدة 12 ألف طلقة مدفع ، وأكثر من 40 ألف سهم .
- تجلت وظهرت في هذه المعركة شجاعة وبطولة وحش البحار المسلم (قلج علي ) التلميذ النجيب لوحش البحار الضاري طرغود باشا رحمة الله عليهم جميعا وجميع أبطال وعلماء وسادات المسلمين .
- ظلت المعارك دائرة حتى استطاع العثمانيون إبادة حامية القلعة إبادة تامة ( تحقيقا وبرا بكلام فليب الثاني – بدون تعليق - ) والاستيلاء على القلعة في (30 يوليو 1560م -968هـ ) ، وتم أسر قائدها ( دون آلفاروا ) وتم إرساله إلى استانبول ومعه عدد كبير من أمراء البحر والجنرالات الذين أسروا في هذه المعركة الخالدة .
- برج الجماجم / برج الرؤوس –
- بعد النصر الكبير والفتح المبين قام طرغود ببناء برج من عظام وجماجم جثث الأسبان ليظل شاهدا على الهزيمة التي مني بها الصليبيون الحاقدون ، ولكي يذكرهم في كل وقت وفي كل حين وفوق أي أرض وتحت أي سماء بعاقبة من يقاتل المسلمون ويعتدي على مقدساتهم وديارهم ( فلا نامت أعين الجبناء ) .
- أقيم هذا البرج على الساحل الشمالي حذو برج الغازي مصطفى ،
برج الجماجم
- وتم هدم هذا المعلم في سنة ( 1265هـ - 1848م ) و ذلك عندما طلبت الطائفة النصرانية بجربة من باي تونس أنيسمح لهم باستخراج عظام و جماجم الجنود المسيحيين و دفنهم و تم استبدالالهيكل القديم بالنصب التذكاري.
- ما بعد جربــــــــة -
- بعد الانتصار المؤزر في جربة قدم كل من بيالة باشا وطرغود باشا إلى طرابلس بعد تحصين قلعة جربة ، فمكثا فيها 3 أيام وغادرا سويا في 10 أغسطس من نفس العام .
- احتفل الأسطول بعيد الأضحى في ( بروزة ) ووصل الأسطول إلى استانبول في ( 27 سبتمبر سنة 1560م -968هـ ) ،وكان يوما مشهودا تكدس فيه الشعب على السواحل للترحيب بالأسطول ، وكان السلطان مع الوزراء والسفراء الأجانب في قصر المراسم فقام الأسطول بتحية السلطان بإطلاق نيران مدافعه .
- قام بيالة في ذكرى المعركة ولمدة 3 سنوات متتالية بالخروج بالأسطول العثماني والقيام بعرض له ورفع الراية ( وذلك من باب قوله تعالى " ترهبون به عدو الله وعدوكم " ) .
- كان الذي ينوب عن الوحش الضاري في ( طرابلس ) أثناء خروجه للحملات وفي استانبول ( محمد باشا ) الذي قام بهذا الواجب مدة سنتين و7 أشهر .
* حملة مالطا الكبرى * واستشهاد وحش البحار الضاري في ملحمة خالدة سطرها بأعظم التضحيات ، وكتبها بمداد من دمائه الشريفة *
- مالطا –
- مالطا دولة أوروبية، وهي عبارة عن ثلاث جزر صغيرة تقع في البحر المتوسط، ومكتظة سكانيا جنوب صقلية في إيطاليا وإلى الشمال من تونس وليبيا. يطلق عليها البعض لقب "سويسرا البحر المتوسط". تقع مالطة جغرافياً ضمن قارة أفريقيا، لكنها سياسياً تقع ضمن قارة أوروبا.
- البلاد تتكون من ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي: مالطة ،غودش وكمونة، وجزر غير مسكونة .
- تعد مالطا نقطة إستراتيجية هامة في البحر المتوسط تيسر لمن سيطر عليها سهولة التنقل في البحر المتوسط والسيطرة على الملاحة فيه لموقعها المتميز والاستراتيجي الهام .
- مالطا وفرسان ( رودس ) –
- تعد طائفة فرسان رودس من أعتى الطوائف الصليبية كرها للإسلام والمسلمين ، وتاريخ الحروب والحملات الصليبية على المشرق الإسلامي يذخر بدمويتهم ووحشيتهم مع المسلمين .
- كان معقلهم في جزيرة رودس ذات الموقع الجغرافي والاستراتيجي الممتاز والتي لطالما حاول المسلمون منذ ركوبهم البحر السيطرة دون جدوى ، حتى يسر الله ( عز وجل ) فتح الجزيرة على أيدي القانوني القائد في سنة (929هـ - 1522م ) بعد حصار شاق وطويل .
- قام القانوني بإجلائهم عن رودس فظلوا يتنقلون بين العديد من المدن حتى أنعم عليهم طاغوت النصرانية ( شارل كوينت ) بجزيرة مالطا وجوزو الملاصقة لها لتكون مقرا لهم تقديرا لما قدموه من عظيم خدمات للنصرانية ( قتل وتشريد وذبح المسلمين وأكل جثثهم ) .
قلعة الفرسان بجزيرة رودس
* طرغد باشا & لافاليت *
- كان الأستاذ الأعظم (كبير الفرسان / الجراند ماستر ) لطائفة الفرسان في تلك الفترة فرنسي من إقليم بروفانس اسمه (جان دي لافاليت) ، انتسب على طائفة الفرسان عام ( 921هـ - 1515م ) وعمره 15 عاما .
- كان موجودا عند فتح القانوني لرودس سنة (929هـ - 1522م ) ، وكذلك عند الانتقال إلى مالطا في سنة (937هـ - 1530م ) .
- أسره العثمانيون في إحدى المعارك البحرية ، فعمل كأحد جدافة النصارى لسنوات عديدة في سفينة ( عبد الرحمن رئيس ) ، ثم تخلص من الأسر .
- أوقف حياته لقتال طرغود باشا ، وكان يجيد التكلم بخمس لغات أوروبية هذا بالإضافة لإجادته التركية والقليل من العربية .
- في ( 17 أغسطس 1557م – 965هـ ) تم انتخابه أستاذا أعظم لطائفة الفرسان .
لافليت
- لافاليت & العثمانيون -
- كانت جزر ( ليونسا – لامبادوسا ) ، بالإضافة لجزيرة ( جوزو ) تحت نفوذ الأتراك مدة طويلة . ورغم جهود لافاليت إلا انه لم يتمكن من إخراجهم من هذه الجزيرة الصغيرة .
- تنبأ لافاليت منذ سنوات بأن العثمانيون إن عاجلا وآجلا أن يقوموا بحملة كبرى على مالطا ، من أجل ذلك فقد قام بتجهيز الجزيرة بتحصينات تفوق تحصينات رودس وسدود وأنفاق يتاه فيها بحيث جعل من الجزيرة عش صقر داخل صخور .
- قام لافاليت الذي أرهقته الأساطيل العثمانية بالغارات المستمرة في كل سنة – إسبانيا قائلا : " إن هذه الصخرة لا تستأهل كل هذه التضحية ، وأنه يجب إخلاؤها وتركها على شكل تلال صخرية ليحتلها الأتراك ... " وأن يأخذوا جزيرة كورسيكا الأفضل صيانة في الشمال . وافق فيليب لكن جمهورية جنوة استرحمت الملك فعدل عن قراره ، فلم يكن على لافاليت بعد ذلك سوى الدفاع عن مالطا بأي ثمن .
- تسليح العثمانيون -
- القوات البحرية بقيادة ( بيالة باشا ) ، وتتكون من :
130 سفينة كبيرة وسفينة حرب .
11 كاليون ( سفينة حرب شراعية ) .
3 سفن من نوع قرة مرسل .
50 سفينة نقل
- القوات البرية بقيادة ( مصطفى باشا ) ، وتتكون من :
1300 جندي بحري .
16 ألف جندي مشاة . ( 4500 انكشاري – 3500 سباهي روملي – 8000 أناضولي ) .
175 مدفع حصار .
20 ألف قنطار بارود .
40 ألف طلقة .
10 آلاف معول .
10 آلاف مجرف ومهمات أخرى تعادلها في العدد .
* بداية الحملة *
- تحرك الأسطول العثماني من استانبول في ( 1 إبريل 1565م – 973هـ ) ، بعد أن حيا قبر ( خير الدين بربروس ) بمدافعه .
- وصل الأسطول في 19 إبريل ، وأنزل في الجزيرة خلال يومين 20 ألف جندي بعد قيام ( صالح باشا وابنه محمد باشا ) استطلاعا من البحر لمعرفة أحوال الجزيرة في وقت سابق لوقت الحملة .
- كان مصطفى باشا وعمره 70 سنة ، هو ابن عم السلطان سليمان ، لا يفهم في الأمور البحرية ، مغرور عنيد ، لكنه كان عسكريا بطلا برتبة مشير ، لم ينسجم معه بيالة باشا ، ولا مع طرغود الذي عين مستشارا له من قبل الديوان العالي الذي أمره بعدم الحيدة عن أوامر مصطفى باشا . ( وعدم الانسجام بين القادة كان سبب رئيسي في فشل الحملة وسيتضح لنا ذلك في السطور القادمة ) .
- كان لدى ( لافاليت ) 10.650 مقاتل كانوا يعتبرون وقتها أجود محاربي نصارى أوروبا ، هذا بالإضافة لاعتماده على الشعب الذي يستتر وراء الصخور ويدافع .
- جاء نتيجة تأخر قدوم طرغود باشا وانضمامه إلى القوات العثمانية ( كان معه 23 سفينة حربية – 2110 جندي من مشاة البحرية ) وحالة بيالة النفسية الغير هادئة إلى ارتكاب مصطفى باشا أخطاء تكتيكية ، فدرات معارك دموية استبسل فيها الطرفين حتى آخر رمق وقاتل فيها العثمانيون بضراوة .
* وسقط الوحش عن عمر يناهز الـ 80 عاما في الصفوف الأمامية للمجاهدين لله دره *
- أدى تأخر وصول طرغود باشا وحالة بيالة باش النفسية الغير هادئة ، إلى ارتكاب مصطفى باشا أخطاء تكتيكية ، فجرى قتال دموي بين الفريقين ، وفي الهجوم السادس أصيب طرغود باشا بشظية في رأسه ، وجرح بصورة بالغة ، واصطبغت لحيته البيضاء بلون احمر قاني . وقيل ( أصابته رحمه الله كورة قيل لم يصبه جسمها وإنما أصابه حرها – فنزل من حلقه دم كثير حتى استفرغ فمات ، وقيل أصاب جسمها جوفه فقطعت أمعاءه فدفنت هنالك ) .
- جاء في الحال كل من مصطفى باشا ، وأقرب صديق له ( محمد باشا بن صالح رئيس رحمه الله ) ، وتلميذه المحبوب ( قلج علي ) ، فتلا مصطفى بشا بعض آيات القرآن الكريم ، وما هي إلا عدة ساعات حتى أفضى إلى جوار ربه وحش البحار الذي لطالما جاب البحر المتوسط ذهابا وإيابا طيلة عمره مجاهدا غازيا في سبيل الله عن عمر يناهز الـ 80 سنة لله دره .
- تقرر نقله ودفنه في طرابلس التي خلصها هو وتلميذه ( قلج علي ) من ظلم النصارى الحاقدين فدفن بها وقبره الآن بمقربة من البحر بإزاء مسجده الذي ابتناه بها ( وسبحان الله يكون قبره بجانب البحر مثل خير الدين رحمه الله ، فهو قد عاش فيه طوال حياته وها هو يدفن بجانبه ) .
قبر طرغود باشا بطرابلس
- سمي الموضع الذي استشهد فيه طرغود حاليا باسم ( point dragut ) رأس طرغود . كانت الطلقات التي أطلقت على قلعة مالطا خلال الحصار وما يمثالها من الحاجيات التذكارية ، يلتقطها السياح منن الأرض ويأخذونها معهم للذكرى .
- ظلت المعارك دائرة وسقطت قلعة ( سانت إيلمو ) ، وبرج ( كاستيلا ) ولكن الإمدادات الأوروبية بدأت ترد على مالطا دون توقف وخسر العثمانيون خسائر فادحة أدت في النهاية إلى رفع الحصار بعد خسارة المسلمون لـ ( 800 مجاهد ) بين شهيد وجريح ومريض وأسير ، وبالرغم من رفع الحصار ورجوع الأسطول العثماني الإسلامي إلا أنهم لم يرحلوا إلا بعد أن قتلوا ( 8500 جندي نصراني – 260 فارس من فرسان مالطا من جملتهم البالغة 500 كلهم من الأشراف ) .
- رميت الجزيرة بـ ( 80 ألف طلقة مدفع ) ، وامتلأت كافة أطراف الجزيرة بأكوام الرماد . فبدأ ( لافاليت ) الإعمار من جديد واشترك 3000 عامل في البناء فبنى مدينة ( لافاليتا عاصمة مالطا الحالية ) الموجودة حاليا وتقع بجانب مدينة العربية التي بناها العرب قديما .
* طرغود في التاريــــخ *
توفى خير الدين بربروس ولم تعدم الدولة العثمانية بعده من يقود سفنها البحرية وألويتها إلى طريق النصر ومن يحفظ لها كرامتها في البحر الأبيض المتوسط ، فقد ظهر طرغود في هذا الحوض مظهرا كل يوم صنوفا من المقدرة الحربية والبسالة النادرة ويكتب صفحات خالدة له في تاريخ البحرية
سيذكر التاريخ كيف أن طرغود باشا من الذين صدق فيهم قوول القائل باع الثمين بلا ثمن ، فقد مضى مجاهدا طوال عمره مرابطا في البحر ، في أي وقت وفي أي مكان تجده يهب لنجدة المسلمين وتلبية صرخات استغاثاتهم ، وكان دائما مبغضا للكفر وأهله
شوكة توجع ظهورهم
وغصة تمزق حلوقهم
لله دره من مجاهد ، ولله دره من بطل
فقد كانت قصت حياته أسطورة نتحاكى بها نحن المسلمون
أسطورة كأساطير قادة المسلمين العظام
كخالد ومسلمة وغيرهم كثير
جزاه الله عنا وعنا الإسلام خير الجزاء
رحمة الله عليه وعلى شهداء وسادات وقادات الإسلام
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
تمثال لطرغود باشا فى اسطنبول
أولئك آبائى فجئنى بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ
* خـاتـمـــــــــة *
إخواني في الله إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم كان هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ، إنه لحري بنا أن نطلع على تاريخنا فكله
مجد وفخار
وعزة وكرامة
ومنعة وسؤدد وبطولة
وفداء وشجاعة
وإقدام وشهامة
ومرؤة وكرم
وعطف وبر
وخير كثير لم تتحلى به أمة ممن كانت قبلنا
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
اللهم أذل الشرك والمشركين
اللهم عليك بمن حارب الدين
اللهم استعملنا لنصرة لدينك
اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك
آميييييييييييين
الفقير إلى عفو ربه
( أمير البحار : بابا عروج )
حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم , بشرط ذكر المصدر حين نقل الموضوع
* المصادر والمراجع *
1- تاريخ الدولة العثمانية العلية . ( محمد فريد بك المحامي )
طــ دار النفائس ( الطبعة الأولى / 1401هـ - 1981م ) ( صـ249 ) .
2- تاريخ الدولة العثمانية العلية . ( إبراهيم بك حليم – مفتش أوقاف دمنهور - )
طــ مؤسسة الكتب الثقافية ( الطبعة الأولى / 1408هـ - 1988م ) ( صـ94) .
3- تاريخ الدولة العثمانية . ( يلماز ايزتونا )
طــ منشورات مؤسسة فيصل للتمويل تركيا ( الطبعة الأولى / 1408هـ - 1988م ) ( صـ296) – صـ309 حتى صـ322 باختصار .
4- تاريخ الدولة العثمانية . ( د/ محمد على الصلابي ) (صـ301-303 باختصار) .
طــ دار الفجر والتراث ( الطبعة الأولى / 1425ه – 2004م ) .
5- تاريخ الدولة العثمانية . ( د/ علي حسون )
طـ المكتب الإسلامي ( الطبعة الرابعة / 1423هـ - 2002م ) ( صـ64 ) .
6- تاريخ سلاطين بنو عثمان من نشأتهم حتى الآن . ( يوسف بك أصاف ) .
طــ مكتبة مدبولي ( الطبعة الأولى / 1415هـ - 1995م ) ( صـ65-66 ) .
7- تاريخ تونس . ( محمد الهادي الشريف ) .
طــ دار سراب للنشر ( الطبعة الثالثة / 1409هـ - 1993م ) ( صـ65-66 ) .
8- الأسبان وفرسان القديس يوحنا في طرابلس . ( عمر محمد الباروني ) .
طــ مطبعة ماجي بطرابلس( الطبعة الأولى / 1952م ) ( صـ118-122 باختصار ) ( صـ126-137 باختصار ) .
9- تاريخ طرابلس الغرب ( التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار ) . ( ابن غلبون الطرابلسي ) .
طــ المطبعة السلفية بالقاهرة ( الطبعة الأولى / 1349هـ ) ( صـ94-98 ) .
10- المستهل في تاريخ طرابلس الغرب . ( احمد بك النائب الأنصاري الطرابلسي ) .
طــ مكتبة الفرجاني بطرابلس الغرب ليبيا ( صـ189-209-210 ) .
11- الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث . ( د / إسماعيل ياغي ) .
طــ مكتبة العبيكان ( الطبعة الأولى / 1415هـ - 1995م ) ( صـ74 ) .
12- تاريخ الجزائر في القديم والحديث . ( مبارك بن محمد الميلي ) .
طــ مكتبة النهضة الجزائرية ( صـ79 ) .
وحش البحار الضاري طُرْغُودْ باشا العثماني
الملك الغير المتوج للبحر الأبيض المتوسط
أحد أفضل جنرالات عصره
كانموجودا في كل مكان ، ولا تجده في أي مكان
القائد الذي لا يتراجع ولا يهزم
كان على مستوى بربروس من حيث إمارة البحر ، ويفوق دوريا
سلوا عنه
البحر المتوسط بأسره
بجميع شواطئه
وجميع موانيه
وجميع جزره ، بل كل صخرة فيه
الأسبان ، الفرنسيين ، الإيطاليين ، اليونانيين ، بل كل نصارى أوروبا
ليبيا بأسرها ، تونس الخضراء ، بل الشمال الإفريقي كله
شارلكان ملك إسبانيا فلطالما أوجعه وأضج مضجعه
فيليب ملك إسبانيا الذي ضاق ولم يهنأ له نوم بسبب أخبار انتصاراته على قواده
أندريا دوريا فخر البحرية الصليبية الذي مات غما وكمدا من انتصاراته عليه
جين دوريا ( ابن أخ اندريا دوريا ) يجيبكم وما جِربة عنا ببعيد
دون جوان أمير البحر الصليبي وما فعله الوحش به من أفاعيل
لافاليت المعلم الأعظم لفرسان مالطا الذي نذر حياته كلها لقتال الوحش الضاري
بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وبعد :
أهدي هذه الكلمات إلى :
كل مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين
كل أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين
الدولة العثمانية
المجاهدين العظماء الأتقياء الأنقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن
سلاطين البحار ( الإخوة بربروسا )
وحش البحار الضاري طورغود باشا العثماني
وأخيرا إلى :
كل مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) الى المفتخر باسم عضويته قاهر الكراغلة جعل الله كل الكراغلة خصومه يوم القيامة يوم لا ظل فيه الا ظله هو ومن سمح باسم عضويته
* توطئــــــــــة *
- إخواني الأعزاء يسعدني وبكل فخر وبعد طول انتظار أن أقدم لكم ترجمة أحد أعلام الإسلام والمسلمين ، أحد سادات القادة والفاتحين ، أحد الغُرّ الميامين ، وحش البحار الضاري بكل ما تعنيه الكلمة من معاني ( طرغود باشا العثماني ) .
- وكنت قد بدأت بترجمة موجزة لسلاطين البحار ( الإخوة بربروسا ) منذ ووعدتكم أن أترجم لخير الدين بربروسة رحمه الله ، ولكن بعد تدبر وتفكر وجدت أن سيرة وحش وحوش البحار تحتاج لجهد كبير جدا حتى تخرج بالشكل اللائق به ، ومع ذلك أحببت أن اسلي إخواني لحين الانتهاء من ترجمة ( وحش وحوش البحار خير الدين بربروسة ) بترجمة
وحش البحر الأبيض المتوسط طرغود باشا رحمه الله .
اعتذار واجب : أرجو من إخواني توسيع صدورهم عند قراءتهم للموضوع ، لأن سيرة الرجل لن يستطيع الواحد منا التقاط أنفاسه من فرط ما فيها من أحداث كثيرة ومتلاحقة ، وأعتذر عن طول الموضوع ، ولكن من باب أن نوفي أهل الخير بعض حقهم وجزاكم الله خيرا
* مولد وحش البحار ونشأته *
- اسمه في المصادر التركية طرغود ، وفي المصادر العربية درغوث ، وفي أخرى طرغول .
- ولد طرغود في قرية تابعة للواء منتشة ( موغلة ) في سنة ( 890 هـ - 1485م ) .
- دخل في البحرية كجندي بحري ( لوند ) عادي في سن مبكرة جدا تقارب سن الطفولة ، وفي الوقت الذي لفت فيه انتباه السلطان قرقرود ( الأخ الأكبر للسلطان سليم الأول ) ، كان شابا عمره 25 سنة ملاحا لسفينة .
- كان قد اندفع في شبابه إلى حياة البحر بدافع حب المغامرات ، فاشتغل طرغود أولا ملاحا بسيطا ثم مدفعيا ، واشتهر في أعماله كلها واظهر تفوقا ومقدرة ، ثم سرعان ما وجه غزواته ناحية البحار الشرقية للبحر المتوسط باعثا الرعب في سفن البندقية في بحر الأرخبيل ، وسرعان ما انضم إلى الإخوة بربروس وأصبح الذراع الأيمن لخير الدين بربروس .
- كان رحمه الله يهاجم سواحل إيطاليا وكورسيكا سردينيا إذا لم يجد في البحر ما يهاجم أو يأسره ، ولا يرجع أبدا إلى قاعدته إلا وسفنه محملة بالأسرى والغنائم من النصارى .
- أصبح أولا قائدا لسفينة عروج بربروس ثم ( خير الدين باشا ) ثم أصبح قائدا لقطعة من الأسطول .
- قدم خير الدين باشا ( عند مجيئه على استانبول لتعيينه قائدا للقوات البحرية ) في سنة ( 941هـ - 1534م ) طرغود الذي تعاظمت شهرته ، على السلطان سليمان القانوني كأحد أميرلاته الـ19 ، كان عمره آنذاك 48 سنة - منح القانوني ، طرغود رئيس رتبة لواء بحري وأصبح اسمه في الوثائق العثمانية الرسمية ( طرغود جه بك ) . قام بإدارة الصاعقة البحرية لسنوات طويلة ، يلي بربروس خير الدين باشا مباشرة من حيث الشهرة ، وكان صهر لبربروس كذلك ( زوج ابنته ) .
نظرا لمزاجه وعدم رعايته قواعد التشريفات ، لم يحصل على رتبة قبودان دوريا
( مشير – قائد القوات البحرية ) ، ولم يتمكن من دخول الديوان الهمايوني ، لكنه بقى محافظا على صفته كرئيس حقيقي للبحارة الأتراك .
- رافق خير الدين بربروس في حملاته وغزواته وكان الساعد الأيمن طوال حياته وكان قائد الاحتياط في الأسطول العثماني في معركة ( بروزة البحرية ) الخالدة .
* سقوط الوحش أسيرا في أيدي الصليبيين سنة 1540م *
- في سنة (947هـ - 1540م ) وفي أثناء إحدى غاراته على جزيرة كورسيكا سقط طرغود أسيرا في يد ( جانيتينو دوريا ) حفيد دوريا أميرال الأسطول الاسباني . سيق طرغود مكبلا أمام الأميرال الصغير فوق سفينة القيادة ، وكان دوريا الصغير لم يبلغ الرابعة والعشرين من عمره ، واستصغر طرغود هذا القائد وغضب وحنق أن يقع أسيرا في قبضة هذا الفتى الأمرد مكبل الرجلين بالحديد .
- ولا حظ دوريا الصغير استخفاف طرغود به فقام بضربه بالسياط فضربه ضربا مبرحا وأهينت كرامته وربط بالسواري ، وبقي طرغود في الأسر أربع سنوات مربوطا في مجاديف أندريا دوريا .
- ظلت حكومة الأستانة تلح على شارل كوينت في إطلاق سراح طرغود ، وكان السلطان نفسه والوزير الأكبر مهتمين اهتماما بالغا بأمر تخليص طرغود من الأسر .
* خير الدين يقود الأسطول العثماني ويحرر طرغود رغم انف الجنويين " يا لعزة الإسلام يوم أن كان له رجال " *
- نتيجة لذلك قام ( خير الدين بربروس ) بقيادة 100 سفينة من سفن الأسطول ورسى أمام سواحل ليقوريا ( إيطاليا ) ليجبر حكومة جنوة على تسليم طرغود مهددا إياها بضربها ودك مينائها ومهاجمة سفنها إذا امتنعت عن تسليمه .
- أمام هذا التهديد وخوفا من التعرض لنقمة العثمانيين قام الجنويين بإطلاق سراح الوحش من الأسر ، وعاد البطل إلى أسطوله ورجاله ولم يزده الأسر والضيم الذي لاقاه غلا إصرارا على المضي في عمله دون هوادة أو خوف ، فقام بتكوين أسطولا قوامه 14 سفينة غزا به سواحل نابولي ، ثم طرد الأسبان من سوسة ، والمنسيتر وسفاقص ( التونسية ) واحتلها وكان يسعى إلى احتلال المهدية ليجعل منها قاعدة لأعماله البحرية .
- في سنة ( 953هـ - 1546م ) فقدت الأمة الإسلامية جمعاء أسطورة البحار ( رعب البحر المتوسط ) قائد أساطيل الإسلام ( خير الدين بربروسة ) رحمه الله رحمة واسعة ، ودفن في ضريحه الذي بناه في استانبول مطلا على البحر ( سبحان الله عاش حياته كلها في البحر ، ويموت ويدفن بجانبه ) وظل الأسطول العثماني كلما خرج للغزو يحي خير الدين رحمه الله بضرب مدافعه كلها وظل هذا الأمر إلى قبل سقوط الخلافة بفترة بسيطة .
- وبالرغم من ذلك لم تنكسر شوكة العثمانيين بموت الأسطورة ، وقيد ( الله عز وجل ) من يقوم بالأمر من بعده وكان الوحش الضاري طرغود باشا رحمه الله .
قبر وحش وحوش البحار خير الدين بربروس وبجانبه ابنه الامير حسن بن خير الدين
* طرغود ومهدية *
- في فبراير (1550م – 957هـ ) خرج طرغود في 36 سفينة واتجه بها نحو المهدية واحتلها دون صعوبة بمساعدة سكانها العرب .
- كانت قاعدته جزيرة ( جربة ) . تمكن على مر الزمن من الاستيلاء على أربعة أخماس القطر التونسي وحشر السلطان الحفصي في مدينة تونس وضواحيها .
- احتل ميناء بنزرت . لكنه أولى اهتماما خاصا بتحصين قلعة مهدية في الجنوب كقاعدة بحرية ، بصورة ممتازة .
- كان عروج رئيس قد فتح من قبل مدينة مهدية ( مدينة العرش الفاطمية القديمة ) . فشلت كل المحاولات الاسبانية – الحفصية المختلفة حتى ( 957هـ - 1550م ) في إخراج طرغود من مهدية . كان طرغود في ربيع هذه السنة ، أولا في خليج ( بلنسية ) ثم في جزر البليئار . كان في مهدية كل من عيسى رئيس ، وابن أخ طرغود ( حصار رئيس ) . شوهد عند ذلك أسطول ( اندريا دوريا ) المكون من 47 قطعة أمام مهدية ( 28يوليو1550م – 957هـ ) وكان طرغود يقض الشتاء في جربة .
خريطة لتونس
* سقوط المهدية في أيدي أندريا دوريا سنة ( 957هـ - 1550م ) *
- في سنة ( 957هـ - 1550م ) قام ( شارل كوينت ) بإرسال قائده الأثير ( أندريا دوريا ) في 47 سفينة وقيل 43 لمطاردة طرغود وكسر شوكته وإضعاف قوته .
- جاء دوريا إلى مهدية بعد أن اخذ ( المنستير ) من الأتراك ومعه جيش بقيادة نائب الملك في صقلية ( دون جوان دوفيجا ) ، وكان السلطان الحفصي قد انضم كذلك إلى هذا الجيش . أما حامية عيسى رئيس كانت تتكون من 2300 جندي بحري تركي و5000 خيال عربي .
- أطلقت مدافع الأعداء حتى 26 أغسطس 7000 قذيفة .
- كان يوم 10 من سبتمبر اليوم الـ 43 من الحصار . كانت قد انفتحت ثغرات واسعة . دل ( إبراهيم برات ) من تجار المهدية المشهورين الصليبيين على أماكن الأسوار التي تركها الأتراك مفتوحة ، لقاء دراهم .
- دخل العدو إلى القلعة وذبح وقطع المسلمين . وأسر عيسى رئيس مع 70 من جنود بحريته وهم مثخنون بالجراح .( سيتخلصون من الأسر بعد مدة عن طريق المبادلة ) .
- أخذ سكان الصليبيون سكان المدينة البالغ عددهم 7000 كعبيد .
- أدرك الأسبان بعد ذلك عدم إمكان احتفاظهم بمهدية ،مما جعلهم يقومون بهدم قلعتها من أساسها في بداية سنة ( 962هـ - 1554م ) وانسحبوا عنها.
حصار المهدية بتونس
- تأثر الديوان الهمايوني من سقوط مهدية وأرسل إلى شارل كوينت رسالة شديدة اللهجة . فأجاب الإمبراطور بأن حربه ضد قرصان وليست ضد الأتراك .
* في جربة يفعل بأندريا دوريا الأفاعيل *
- في ( مارس 1551م – 958هـ ) وبعد سقوط المهدية حاول اندريا دوريا القبض على طرغود فقام بضرب جربة وهاجمها بـ150 سفينة ولكن وبالرغم من أن طرغود لم يكن مستعدا للقتال استعدادا كافيا ، فإنه لم يقف مكتوف اليدين فقام بجمع رجاله واستعان بسكان الجزيرة وأخذ يصب نيران مدافعه على الأسطول الصليبي وفاجأ أسطورة البحيرة الصليبية بعمل لم يكن يتوقعه في أبشع كوابيسه ، ففي ظلام الليل قام طرغود ببناء قلعة صغيرة في رأس الجزيرة ونصب عليها المدافع وأخذ يصلي أسطول دوريا بنيران مدافعه .
- وجد دوريا نفسه في خطر داهم فبعث إلى ( نائب الملك في صقلية ) طالبا إمداده بأسطوله وطلب الطلب ذاته من ملك نابولي ، فلم يتأخر رؤوس الصليبين في نجدة دوريا وبعثوا بجميع قطع أساطيلهم ورجالهم لمساعدته .
- كان وحش البحار عظيما حقا ، فقد كان يتتبع حركت أسطول دوريا وكان واقفا على جميع أسراره ، وكان ينتظر أن يقوم دوريا بحملة قوية عليه في الجزيرة ، فلجأ وحش البحار إلى حيلة تظهر جليا براعته ومقدرته الفائقة في الشئون الحربية وقام بالانسحاب بأسطوله إلى الناحية الأخرى من الجزيرة بواسطة مزالق مدهونة ولم يستطع دوريا القبض عليه مما أثار دهشته وجنونه مما فعله طرغود به ( فكان رحمه الله موجودا في كل مكان ولا تجده في أي مكان لله دره ) .
حصار جربة
- في ( ربيع 1551م – 958هـ ) تم استدعاء طرغود إلى الديوان الهمايوني مع عقدائه السبعة إلى استانبول وكان معهم ( قلج علي الذي سيصبح قائد الأسطول العثماني في المستقبل القريب ) ، وتم وضع تحت إمرته ( 90 سفينة حربية – 90 سفينة نقل ) وتم تكليفه بالإغارة على سواحل النصارى في البحر المتوسط .
* حملة صقلية *
- قام طرغود بالإغارة على صقلية وقام بإنزال 1500 مقاتل من جنود البحرية واحتل ميناء ( أوجتا ) على مقربة من شمال ( سيرا قوسا ) وذلك بعد مقاومة استمرت يومين مما أسفر عن هزيمة القوات الصليبية التي جائت لدعم صقلية بقيادة ( دون هيرنان دو فيجا ) .
* حملة مالطا / وفتح جوزو ) *
- في ( 16يولية1551م – 958هـ ) قام طرغود بالإغارة على مالطا وقام بالاستيلاء على جزيرة ( جوزو ) وأسر كافة سكانها البالغ عددهم ( 7000 شخص ) ، واركبوا البواخر ووضعت في الجزيرة حامية عسكرية .
- في أثناء ذلك حاولت اسبانيا دعم مالطا فهبت عاصفة شديدة أغرقت 8 سفن من الأسطول الأسباني وغرق 1500 اسباني بالقرب من جزيرة ( لامبيدوسا ) .
* حملة طرابلس الغرب / فتح طرابلس وتحريرها من أيدي فرسان مالطا ) *
- سقطت طرابلس الغرب في أيدي الأسبان في سنة ( 916هـ - 1510م ) ، وظلت بحوزتهم إلى أن قام البابا بالتوسط لدى ( شارل كوينت ) ملك إسبانيا في إعطائها لـ ( فرسان مالطا ) ألد أعداء المسلمين تقديرا لجهودهم في الحملات والحروب الصليبية وذلك بعد خروجهم مكللين بعار الهزيمة والخزي من رودس على يد السلطان سليمان القانوني سنة ( 939هـ -1522م ) .
- استدعى السلطان سليمان القانوني طرغود إلى اسطنبول وطلب منه فتح طرابلس تحت قيادة (سنان باشا ) الذي زوده بأسطول قوي بلغ 120 سفينة ، وأهدى طرغود مصحفا شريفا وسيفا مرصعا ، فقبل طرغود هذه المهمة الغالية خصوصا لعلمه ما يعانيه أهل طرابلس من قسوة اليوحنيين الحاقدين ، وقام بالتبرع بخمسين سفينة حربية من ممتلكاته الخاصة لدعم الأسطول .
قام سنان باشا وطرغود ببدء الحملة ،في هذه الأثناء استطاع المسلمون العثمانيون السيطرة على غالبية ليبيا بما في ذلك ( برقة ) ونجحوا في تأسيس قاعد في( تاجورا ) التي تبعد مسافة 20كم عن طرابلس وظلت تحت ولاية ( مراد أغا ) .
- كان قائد ( تاجورا ) القائد الهمام ( مراد أغا ) الذي ظل يشن الهجمة تلو الأخرى على المدينة ، وبالرغم من ذلك لم يستطع أخذها من النصارى ، ولكنه ومع ذلك منع وحد من تقدم النصارى إلى الأجزاء الداخلية للبلاد .
- بدأت الحملة على طرابلس في أيام 9-10-11 ، وضرب الحصار حول طرابلس بقيادة سنان باشا يساعده طرغود ومراد أغا في إدارة العمليات الحربية ، وظل العثمانيون يقذفون المدينة ليلا ونهارا حتى اضطر الفرسان إلى التسليم بعد أن قذف الله في قلوبهم الرعب والخوف من العثمانيين .
- في ( 15أغسطس1551م – 958هـ ) استطاع طرغود باشا بـ ( 40 مدفعا – 6000 جندي ) الاستيلاء على طرابلس وهزم الفرسان هزيمة ساحقة وأجلاهم عنها ، بالرغم من الدفاع المستميت لحاكمها الفرنسي ( جاسبر دي فالير ) ومعاونه ( داشكو سيشي ) .
- ومنذ هذا التاريخ أصبحت طرابلس الغرب ثان إيالة عثمانية بحرية في المغرب الإسلامي ، وتولى إمرتها ( مراد أغا ) ، ومن بعده طرغود باشا رحمهما الله .
* موقعة بونزا البحرية * طرغود & أندريا دوريا *
بونزا وما أدراك ما بونزا
وحش البحار يهزم دوريا أسطورة البحرية الصليبية ويجبره على الفرار
أندريا دوريا
- توطئـــــــــــة -
- في ( 28سبتمبر1551م – 958هـ ) أعلن ( شارل كوينت ) ملك إسبانيا الحرب على فرنسا ، فخرج طرغود من مركز لوائه ببروزة ، وأقلع بأسطول مكون من 112 قطعة بحرية ورسى بـ ( بوزولي ) ضاحية نابولي الغربية .
- كان بصحبته السفير الفرنسي ( دار مونت ) ، وكلف طرغود من الباب العالي بالدفاع عن فرنسا وتقديم الدعم البحري لها ضد اسبانيا ( بالرغم من أن طرغود كان يكره الفرنسيين جدا لنكثهم العهود بصفة مستمرة ) .
- بــــونــزا -
- نتيجة للتحالف العثماني الفرنسي سار ( أندريا دوريا ) بأسطوله والتقى بالأسطول العثماني بناحية جزيرة ( بونزا ) في مياه خليج ( جيتا ) في ( 5أغسطس1552م – 960هـ ) .
- دارت رحى المعركة بين الطرفين ، وظل الأمر كذلك حتى هزم الأسطول الصليبي هزيمة نكراء على أيدي الأسطول العثماني ، ولقن طرغود دوريا درسا قاسيا ، من خلال اسر 7 سفن وتدمير العديد من سفن أسطوله ، جاء نتيجة ذلك أن قام دوريا بالانسحاب تفاديا لزيادة الخسائر في الأرواح والمعدات .
- مـا بـعـد بـــونــزا -
- بعد انتصار بونزا قام طرغود بفتح جزيرة ( كابري ) المواجهة لنابولي بعد أن سيطر على بحر ( تيران ) مدة شهرين .
- في سنة (961هـ - 1553م ) فتح طرغود باشا مدينة قفصة التونسية .
* طرغود يفتح ( كاتانيا ) ثان جزر صقلية و( كورسيكا ) ويبيد 7000مقاتل صليبي ، ويحرر 7000 أسير مسلم لله دره *
- تــوطــئـة –
- في ( 1فبراير1553م – 961هـ ) تم إبرام معاهدة ( استانبول ) بين الدولة العثمانية وفرنسا والتي بموجبها تم وضع الأسطول الفرنسي تحت قيادة العثمانيين في مقابل المساعدات البحرية العثمانية لفرنسا .
- على إثر ذلك تم ضم الأسطول الفرنسي إلى أسطول طرغود في بلاد المورة ( اليونان حاليا ) وارتفع عدد سفنه إلى 150 قطعة بحرية .
- فـتـح كـاتـانـيـا – بـاسـتـيـا –
- قام وحش البحار بالإغارة على ( كاتانيا ) بصقلية ، و( باستيا ) مركز كورسيكا ، واستطاع الاستيلاء على المدينة والقلعة بعد إبادة الجيش الصليبي المدافع عنها والبالغ عدده ( 7000 مقاتل ) إبادة تامة وقام بتخليص ( 7000 ) أسير مسلم كانوا مسجونين في الجزيرة لله دره من بطل .
- بعد السيطرة التامة على الجزيرة عاد طرغود إلى استانبول بعد أن سلم الجزيرة للفرنسيين ( للأسف ) الذين لم يستطيعوا الاحتفاظ بها طويلا فقد قام دوريا باستعادتها في أواخر سنة ( 1553م – 961هـ ) ولم يتمكن الفرنسيين من استعادتها إلا بعد مرور 200 سنة .
* طرغود وبيالة باشا ( قائد الأسطول العثماني ) *
- في سنة ( 962هـ - 1554م ) عين بيالة باشا قائدا للقوات البحرية وناظرا للبحرية ( قبودان دوريا ) برتبة لواء بحري وكان عمره 38 سنة .
* حملة كورسيكا الثانية *
- خرج بيالة في عام ( 962هـ - 1554م ) بموجب أمر سلطاني لاسترداد كورسيكا مرة أخرى وإعطائها للفرنسيين ، الذين كانوا قد أراقوا الكثير من ماء وجههم حتى يقدم لهم العثمانيون المساعدة .
- التقى بيالة باشا بأسطول طرغود ثم أسطول صالح رئيس ( والي الجزائر ) ، والأسطول الفرنسي بقيادة ( دو لاجارد ) ، فرسى في ميناء ( بومبنينو ) الإيطالي فقام بإنزال 3000 جندي وحاصر ( كالفي ) ، ولكنه غضب على الفرنسيين وجلى عن كورسيكا ولم يتمكن الفرنسيون من أخذها .
- في سنة ( 965هـ - 1557م ) استقال دوريا أسطورة البحرية الصليبية الذي تقدم في السن من قيادة القوات البحرية ، خصوصا بعد تخلي ( شارل كوينت ) عن العرش وانسحب إلى قصره الكبير في جنوه وأسند قيادة القوات البحرية الاسبانية إلى ابن أخيه ( جين دوريا ) الذي سيذوق العديد من الهزائم المريرة على أيدي وحوش البحار العثمانيون .
- وفي نفس العام ( 965هـ - 1557م ) فتح طرغود القيروان .
* حملة جزر الباليئار *
- في سنة ( 966هـ - 1558م ) التقى بيالة باشا مع طرغود باشا بأسطول مكون من 150 قطعة بحرية واحتل كامل جزر الباليئار .
* موقعة جربة البحرية *
يوم من أيام الإسلام كذات الصواري
أكبر وابرز المعارك البحرية في التاريخ العالمي
اكبر معركة بحرية جرت في البحار المفتوحة
- توطئة –
- في ظل هذه الأحداث المتوالية ، فقد أصبحت إسبانيا مضطرة لإثبات وجودها فوضعت نصب أعينها طرغود باشا وقاعدته الرئيسية بجزيرة جربة هدفا لها .
- لكن الوحش كان رابضا نائما وعينيه مفتوحتين ، فقد أتت إليه الأخبار بالاستعدادات الاسبانية ، فقام على الفور بإرسال اللواء البحري ( قلج علي ) رئيس إلى الديوان باستانبول وأخبرهم بأن النصارى يستعدون تحت إمرة أسبانيا لتجهيز أسطول هائل للقيام بعمل ما وربما كان هدفهم جربة .
- الجبهة الاسبانية -
- يعد الأسطول النصراني الذي تم تشكيله في ذلك الوقت أعظم أسطول نصراني تم تشكيله منذ بروزة من حيث التجهيزات والقادة والأشراف الذين انضموا إليه حيث تكون من : - 200 سفينة حربية .
- 30000 جندي .
- القيادة البحرية تحت إمرة ( جين اندريا دوريا ) .
- القيادة البرية تحت إمرة نائب الملك على صقلية ( دون جوان دي سيردا ) .
- الأسطول البابوي بقيادة الأمير ( فلامينو اورسليني ) .
- الأسطول الفرولنسي بقيادة ( أندريا جونزاج ) .
- سفن ألمانية – سفن مالطية ، جنوية ، سفن موناكو .
- خط سير الحملة الصليبية / تحرك الأسطول من صقلية في ( 10 فبراير 1560م – 986هـ ) ونظرا لسوء حالة الجو لم يتمكن من التجمع والوصول إلى جربة إلا في 2 مايو ، وأنزل جنوده في الجزيرة .
- عندما انزل الأسطول الصليبي قواته البرية تصدت لهم حامية الجزيرة والتي كان عددها ( 1000 جندي بحري ) لمدة خمس أيام متتالية ، فلما تيقنوا من عدم جدوى المقاومة وتفوق الأعداء العددي والتجهيزي قاموا بالانسحاب إلى طرابلس وأخذ الأسبان الجزيرة وشيدوا فيها قلعة عظيمة ووضعوا فيها حامية مكونة من ( 2200 جندي ) بقيادة ( دون آلفاروا دي ساندي ) .
- الجبهة العثمانية -
- في نفس الوقت عاد ( قلج علي ) مع سفينتين حربيتين إلى طرغود ، وفي إثره قام بيالة باشا بتجهيز الأسطول حتى يلحق بالأسبان قبل أن يحاصره طرابلس الغرب .
- عندما علم الأسبان بتحرك الأسطول العثماني آثروا انتظاره في جربة .
- خط سير الأسطول العثماني / انطلق بيالة باشا وبرفقته 120 سفينة حربية فضم إليه في الطريق 6 سفن حربية و24 سفينة نقل ، في نفس الوقت أمر بيالة باشا كل من طرغود باشا في طرابلس ، وحسن باشا ( بربروس ) في الجزائر أن يكونا على استعداد .
- في خلال 25 يوما وصل بيالة باشا إلى جربة ورسى على بعد ثلاثة أميال منها والتقى هناك بأمراء البحار وكان عمره وقتها ( 45 سنة ) .
- تم عقد مجلس بين أمراء البحر ، وتم الاتفاق على تطبيق خطة بربروس التي استعملها في ( بروزة ) .
- التشكيل العثماني –
- الجناح . - تحت قيادة أمير لواء أزميد البحري ( أولوج علي ) .
- الاحتياط . - تحت قيادة سيدي علي رئيس ( البالغ من العمر 53 سنة ) .
- الأساطيل الخفيفة . - تحت قيادة أمير لواء ميدللي قرقود أوغلو الدين مصطفى رئيس ( قائد الأسطول في عهد القانوني في حملته على رودس منذ 39 سنة ) .
- اللواء البحري غضنفر رئيس .
- قرقود أوغللو أحمد رئيس أمير لواء ( كارسي ) .
- كان عمر طرغود باشا آنذاك ( 75 سنة ) .
- المعركة -
- جرت معركة جربة بعد بروزة بـ 21 سنة و7 أشهر و16 يوما ، في يوم ( 14 مايو 1560م – رمضان 967هـ ) ، بالقرب من جزيرة جربة .
- التقى الطرفين ( المسلمين العثمانيين – أسطول التحالف الصليبي ) في معركة ضارية حامية الوطيس ، أظهر فيها الطرفين صبر وشدة وفداء ، ولكن ما هي إلا عدة ساعات حتى هزم المسلمون النصارى الحاقدين هزيمة ساحقة ماحقة .
- خسائر النصارى الصليبيين -
- هلك ما يقرب من 20 ألف جندي صليبي ، ما بين قتيل وغريق وأسير من إجمالي 30 ألف مقاتل ، غير الجدافة .
- غرق حوالي 70 سفينة صليبية .
- أسر العثمانيون 21 سفينة حربية ، و26 سفينة نقل وأصابوا بقية السفن الأخرى .
- خسائر العثمانيون –
- لم يخسر العثمانيون في هذه الملحمة أقل من 1000 مجاهد وبضع سفن قليلة .
- عندما وصل طرغود باشا إلى موقع المعركة وجد المعركة قد انتهت ، فلم يهدا الوحش الضاري إلا وقد قام بمطاردة فلول الأسطول النصراني في البحر لمدة يومين بـ 12 سفينة حربية فقط ، وكانت هذه المطاردات ناجحة جدا .
* جربة في التاريخ *
- تعتبر احد اكبر وأبرز المعارك الحربية البحرية في التاريخ العالمي .
- تعتبر اكبر معركة بحرية جرت في البحار المفتوحة
سطرها ببطولة وفداء
وتضحية وبلاء
وعظمة وكبرياء
وغيرة وانتماء
المسلمون العثمانيون الأبطال
لله درهم وجزاهم الله عنا وعن الإسلام خيرا إلى أبد الدهر وإلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا والله اكبر والعزة للإسلام والمسلمين والذلة والمهانة والصغار لكل أعداء الدين
* دوريا أسطورة البحرية الصليبية يموت غما وكمدا بعد الهزيمة الساحقة *
- سيخلد التاريخ كيف أن ( أندريا دوريا ) فخر البحرية الصليبية في القرن السادس عشر كان وعمره ( 94 ) سنة في قصره الكائن بجنوة ينتظر خبر انتصار ابن أخيه الصغير ، وعندما علم بخبر الهزيمة الساحقة التي مني بها أسطول الشيطان على يد أسطول الرحمن بات طريح الفراش من فوره حتى مات من الغم والحزن في ( 25 نوفمبر 1560م – 968هـ ) . ذكرني هذا الموقف بمقولة رستم قائد الفرس في الفاروق ( أكل عمر كبدي ، أكل الله كبده ) .
* معركة جربة البرية ( القلعة ) *
- توطئة –
- قدمنا في كلامنا السالف ذكره أن النصارى قاموا ببناء قلعة حصينة في جربة وتركوا بها حامية من الجنود ، فلما انتهت المعركة البحرية لجأت فلول الفارين إلى القلعة وانضموا إلى الحامية وبلغ عددهم 8800 شخص بقيادة ( دون آلفاروا ) الذي أرسل إليه فيليب الثاني ملك إسبانيا رسالة مفادها عدم ترك القلعة حتى يموت آخر رجل منهم .
حصن الغازي مصطفى بتونس
- المعركة -
- قام بيالة باشا ووحش البحار طرغود باشا بمحاصرة قلعة جربة بـ 14 ألف جندي من البر والبحر ، وظل الحصار 63 يوما قدم فيها العثمانيون 1000 شهيد أكثرهم من الضباط .
- أطلق العثمانيون خلال هذه المدة 12 ألف طلقة مدفع ، وأكثر من 40 ألف سهم .
- تجلت وظهرت في هذه المعركة شجاعة وبطولة وحش البحار المسلم (قلج علي ) التلميذ النجيب لوحش البحار الضاري طرغود باشا رحمة الله عليهم جميعا وجميع أبطال وعلماء وسادات المسلمين .
- ظلت المعارك دائرة حتى استطاع العثمانيون إبادة حامية القلعة إبادة تامة ( تحقيقا وبرا بكلام فليب الثاني – بدون تعليق - ) والاستيلاء على القلعة في (30 يوليو 1560م -968هـ ) ، وتم أسر قائدها ( دون آلفاروا ) وتم إرساله إلى استانبول ومعه عدد كبير من أمراء البحر والجنرالات الذين أسروا في هذه المعركة الخالدة .
- برج الجماجم / برج الرؤوس –
- بعد النصر الكبير والفتح المبين قام طرغود ببناء برج من عظام وجماجم جثث الأسبان ليظل شاهدا على الهزيمة التي مني بها الصليبيون الحاقدون ، ولكي يذكرهم في كل وقت وفي كل حين وفوق أي أرض وتحت أي سماء بعاقبة من يقاتل المسلمون ويعتدي على مقدساتهم وديارهم ( فلا نامت أعين الجبناء ) .
- أقيم هذا البرج على الساحل الشمالي حذو برج الغازي مصطفى ،
برج الجماجم
- وتم هدم هذا المعلم في سنة ( 1265هـ - 1848م ) و ذلك عندما طلبت الطائفة النصرانية بجربة من باي تونس أنيسمح لهم باستخراج عظام و جماجم الجنود المسيحيين و دفنهم و تم استبدالالهيكل القديم بالنصب التذكاري.
- ما بعد جربــــــــة -
- بعد الانتصار المؤزر في جربة قدم كل من بيالة باشا وطرغود باشا إلى طرابلس بعد تحصين قلعة جربة ، فمكثا فيها 3 أيام وغادرا سويا في 10 أغسطس من نفس العام .
- احتفل الأسطول بعيد الأضحى في ( بروزة ) ووصل الأسطول إلى استانبول في ( 27 سبتمبر سنة 1560م -968هـ ) ،وكان يوما مشهودا تكدس فيه الشعب على السواحل للترحيب بالأسطول ، وكان السلطان مع الوزراء والسفراء الأجانب في قصر المراسم فقام الأسطول بتحية السلطان بإطلاق نيران مدافعه .
- قام بيالة في ذكرى المعركة ولمدة 3 سنوات متتالية بالخروج بالأسطول العثماني والقيام بعرض له ورفع الراية ( وذلك من باب قوله تعالى " ترهبون به عدو الله وعدوكم " ) .
- كان الذي ينوب عن الوحش الضاري في ( طرابلس ) أثناء خروجه للحملات وفي استانبول ( محمد باشا ) الذي قام بهذا الواجب مدة سنتين و7 أشهر .
* حملة مالطا الكبرى * واستشهاد وحش البحار الضاري في ملحمة خالدة سطرها بأعظم التضحيات ، وكتبها بمداد من دمائه الشريفة *
- مالطا –
- مالطا دولة أوروبية، وهي عبارة عن ثلاث جزر صغيرة تقع في البحر المتوسط، ومكتظة سكانيا جنوب صقلية في إيطاليا وإلى الشمال من تونس وليبيا. يطلق عليها البعض لقب "سويسرا البحر المتوسط". تقع مالطة جغرافياً ضمن قارة أفريقيا، لكنها سياسياً تقع ضمن قارة أوروبا.
- البلاد تتكون من ثلاث جزر مأهولة بالسكان هي: مالطة ،غودش وكمونة، وجزر غير مسكونة .
- تعد مالطا نقطة إستراتيجية هامة في البحر المتوسط تيسر لمن سيطر عليها سهولة التنقل في البحر المتوسط والسيطرة على الملاحة فيه لموقعها المتميز والاستراتيجي الهام .
- مالطا وفرسان ( رودس ) –
- تعد طائفة فرسان رودس من أعتى الطوائف الصليبية كرها للإسلام والمسلمين ، وتاريخ الحروب والحملات الصليبية على المشرق الإسلامي يذخر بدمويتهم ووحشيتهم مع المسلمين .
- كان معقلهم في جزيرة رودس ذات الموقع الجغرافي والاستراتيجي الممتاز والتي لطالما حاول المسلمون منذ ركوبهم البحر السيطرة دون جدوى ، حتى يسر الله ( عز وجل ) فتح الجزيرة على أيدي القانوني القائد في سنة (929هـ - 1522م ) بعد حصار شاق وطويل .
- قام القانوني بإجلائهم عن رودس فظلوا يتنقلون بين العديد من المدن حتى أنعم عليهم طاغوت النصرانية ( شارل كوينت ) بجزيرة مالطا وجوزو الملاصقة لها لتكون مقرا لهم تقديرا لما قدموه من عظيم خدمات للنصرانية ( قتل وتشريد وذبح المسلمين وأكل جثثهم ) .
قلعة الفرسان بجزيرة رودس
* طرغد باشا & لافاليت *
- كان الأستاذ الأعظم (كبير الفرسان / الجراند ماستر ) لطائفة الفرسان في تلك الفترة فرنسي من إقليم بروفانس اسمه (جان دي لافاليت) ، انتسب على طائفة الفرسان عام ( 921هـ - 1515م ) وعمره 15 عاما .
- كان موجودا عند فتح القانوني لرودس سنة (929هـ - 1522م ) ، وكذلك عند الانتقال إلى مالطا في سنة (937هـ - 1530م ) .
- أسره العثمانيون في إحدى المعارك البحرية ، فعمل كأحد جدافة النصارى لسنوات عديدة في سفينة ( عبد الرحمن رئيس ) ، ثم تخلص من الأسر .
- أوقف حياته لقتال طرغود باشا ، وكان يجيد التكلم بخمس لغات أوروبية هذا بالإضافة لإجادته التركية والقليل من العربية .
- في ( 17 أغسطس 1557م – 965هـ ) تم انتخابه أستاذا أعظم لطائفة الفرسان .
لافليت
- لافاليت & العثمانيون -
- كانت جزر ( ليونسا – لامبادوسا ) ، بالإضافة لجزيرة ( جوزو ) تحت نفوذ الأتراك مدة طويلة . ورغم جهود لافاليت إلا انه لم يتمكن من إخراجهم من هذه الجزيرة الصغيرة .
- تنبأ لافاليت منذ سنوات بأن العثمانيون إن عاجلا وآجلا أن يقوموا بحملة كبرى على مالطا ، من أجل ذلك فقد قام بتجهيز الجزيرة بتحصينات تفوق تحصينات رودس وسدود وأنفاق يتاه فيها بحيث جعل من الجزيرة عش صقر داخل صخور .
- قام لافاليت الذي أرهقته الأساطيل العثمانية بالغارات المستمرة في كل سنة – إسبانيا قائلا : " إن هذه الصخرة لا تستأهل كل هذه التضحية ، وأنه يجب إخلاؤها وتركها على شكل تلال صخرية ليحتلها الأتراك ... " وأن يأخذوا جزيرة كورسيكا الأفضل صيانة في الشمال . وافق فيليب لكن جمهورية جنوة استرحمت الملك فعدل عن قراره ، فلم يكن على لافاليت بعد ذلك سوى الدفاع عن مالطا بأي ثمن .
- تسليح العثمانيون -
- القوات البحرية بقيادة ( بيالة باشا ) ، وتتكون من :
130 سفينة كبيرة وسفينة حرب .
11 كاليون ( سفينة حرب شراعية ) .
3 سفن من نوع قرة مرسل .
50 سفينة نقل
- القوات البرية بقيادة ( مصطفى باشا ) ، وتتكون من :
1300 جندي بحري .
16 ألف جندي مشاة . ( 4500 انكشاري – 3500 سباهي روملي – 8000 أناضولي ) .
175 مدفع حصار .
20 ألف قنطار بارود .
40 ألف طلقة .
10 آلاف معول .
10 آلاف مجرف ومهمات أخرى تعادلها في العدد .
* بداية الحملة *
- تحرك الأسطول العثماني من استانبول في ( 1 إبريل 1565م – 973هـ ) ، بعد أن حيا قبر ( خير الدين بربروس ) بمدافعه .
- وصل الأسطول في 19 إبريل ، وأنزل في الجزيرة خلال يومين 20 ألف جندي بعد قيام ( صالح باشا وابنه محمد باشا ) استطلاعا من البحر لمعرفة أحوال الجزيرة في وقت سابق لوقت الحملة .
- كان مصطفى باشا وعمره 70 سنة ، هو ابن عم السلطان سليمان ، لا يفهم في الأمور البحرية ، مغرور عنيد ، لكنه كان عسكريا بطلا برتبة مشير ، لم ينسجم معه بيالة باشا ، ولا مع طرغود الذي عين مستشارا له من قبل الديوان العالي الذي أمره بعدم الحيدة عن أوامر مصطفى باشا . ( وعدم الانسجام بين القادة كان سبب رئيسي في فشل الحملة وسيتضح لنا ذلك في السطور القادمة ) .
- كان لدى ( لافاليت ) 10.650 مقاتل كانوا يعتبرون وقتها أجود محاربي نصارى أوروبا ، هذا بالإضافة لاعتماده على الشعب الذي يستتر وراء الصخور ويدافع .
- جاء نتيجة تأخر قدوم طرغود باشا وانضمامه إلى القوات العثمانية ( كان معه 23 سفينة حربية – 2110 جندي من مشاة البحرية ) وحالة بيالة النفسية الغير هادئة إلى ارتكاب مصطفى باشا أخطاء تكتيكية ، فدرات معارك دموية استبسل فيها الطرفين حتى آخر رمق وقاتل فيها العثمانيون بضراوة .
* وسقط الوحش عن عمر يناهز الـ 80 عاما في الصفوف الأمامية للمجاهدين لله دره *
- أدى تأخر وصول طرغود باشا وحالة بيالة باش النفسية الغير هادئة ، إلى ارتكاب مصطفى باشا أخطاء تكتيكية ، فجرى قتال دموي بين الفريقين ، وفي الهجوم السادس أصيب طرغود باشا بشظية في رأسه ، وجرح بصورة بالغة ، واصطبغت لحيته البيضاء بلون احمر قاني . وقيل ( أصابته رحمه الله كورة قيل لم يصبه جسمها وإنما أصابه حرها – فنزل من حلقه دم كثير حتى استفرغ فمات ، وقيل أصاب جسمها جوفه فقطعت أمعاءه فدفنت هنالك ) .
- جاء في الحال كل من مصطفى باشا ، وأقرب صديق له ( محمد باشا بن صالح رئيس رحمه الله ) ، وتلميذه المحبوب ( قلج علي ) ، فتلا مصطفى بشا بعض آيات القرآن الكريم ، وما هي إلا عدة ساعات حتى أفضى إلى جوار ربه وحش البحار الذي لطالما جاب البحر المتوسط ذهابا وإيابا طيلة عمره مجاهدا غازيا في سبيل الله عن عمر يناهز الـ 80 سنة لله دره .
- تقرر نقله ودفنه في طرابلس التي خلصها هو وتلميذه ( قلج علي ) من ظلم النصارى الحاقدين فدفن بها وقبره الآن بمقربة من البحر بإزاء مسجده الذي ابتناه بها ( وسبحان الله يكون قبره بجانب البحر مثل خير الدين رحمه الله ، فهو قد عاش فيه طوال حياته وها هو يدفن بجانبه ) .
قبر طرغود باشا بطرابلس
- سمي الموضع الذي استشهد فيه طرغود حاليا باسم ( point dragut ) رأس طرغود . كانت الطلقات التي أطلقت على قلعة مالطا خلال الحصار وما يمثالها من الحاجيات التذكارية ، يلتقطها السياح منن الأرض ويأخذونها معهم للذكرى .
- ظلت المعارك دائرة وسقطت قلعة ( سانت إيلمو ) ، وبرج ( كاستيلا ) ولكن الإمدادات الأوروبية بدأت ترد على مالطا دون توقف وخسر العثمانيون خسائر فادحة أدت في النهاية إلى رفع الحصار بعد خسارة المسلمون لـ ( 800 مجاهد ) بين شهيد وجريح ومريض وأسير ، وبالرغم من رفع الحصار ورجوع الأسطول العثماني الإسلامي إلا أنهم لم يرحلوا إلا بعد أن قتلوا ( 8500 جندي نصراني – 260 فارس من فرسان مالطا من جملتهم البالغة 500 كلهم من الأشراف ) .
- رميت الجزيرة بـ ( 80 ألف طلقة مدفع ) ، وامتلأت كافة أطراف الجزيرة بأكوام الرماد . فبدأ ( لافاليت ) الإعمار من جديد واشترك 3000 عامل في البناء فبنى مدينة ( لافاليتا عاصمة مالطا الحالية ) الموجودة حاليا وتقع بجانب مدينة العربية التي بناها العرب قديما .
* طرغود في التاريــــخ *
توفى خير الدين بربروس ولم تعدم الدولة العثمانية بعده من يقود سفنها البحرية وألويتها إلى طريق النصر ومن يحفظ لها كرامتها في البحر الأبيض المتوسط ، فقد ظهر طرغود في هذا الحوض مظهرا كل يوم صنوفا من المقدرة الحربية والبسالة النادرة ويكتب صفحات خالدة له في تاريخ البحرية
سيذكر التاريخ كيف أن طرغود باشا من الذين صدق فيهم قوول القائل باع الثمين بلا ثمن ، فقد مضى مجاهدا طوال عمره مرابطا في البحر ، في أي وقت وفي أي مكان تجده يهب لنجدة المسلمين وتلبية صرخات استغاثاتهم ، وكان دائما مبغضا للكفر وأهله
شوكة توجع ظهورهم
وغصة تمزق حلوقهم
لله دره من مجاهد ، ولله دره من بطل
فقد كانت قصت حياته أسطورة نتحاكى بها نحن المسلمون
أسطورة كأساطير قادة المسلمين العظام
كخالد ومسلمة وغيرهم كثير
جزاه الله عنا وعنا الإسلام خير الجزاء
رحمة الله عليه وعلى شهداء وسادات وقادات الإسلام
والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
تمثال لطرغود باشا فى اسطنبول
أولئك آبائى فجئنى بمثلهم *** إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ
* خـاتـمـــــــــة *
إخواني في الله إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم كان هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ، إنه لحري بنا أن نطلع على تاريخنا فكله
مجد وفخار
وعزة وكرامة
ومنعة وسؤدد وبطولة
وفداء وشجاعة
وإقدام وشهامة
ومرؤة وكرم
وعطف وبر
وخير كثير لم تتحلى به أمة ممن كانت قبلنا
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
اللهم أذل الشرك والمشركين
اللهم عليك بمن حارب الدين
اللهم استعملنا لنصرة لدينك
اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك
آميييييييييييين
الفقير إلى عفو ربه
( أمير البحار : بابا عروج )
حقوق الطبع محفوظة لكل مسلم , بشرط ذكر المصدر حين نقل الموضوع
* المصادر والمراجع *
1- تاريخ الدولة العثمانية العلية . ( محمد فريد بك المحامي )
طــ دار النفائس ( الطبعة الأولى / 1401هـ - 1981م ) ( صـ249 ) .
2- تاريخ الدولة العثمانية العلية . ( إبراهيم بك حليم – مفتش أوقاف دمنهور - )
طــ مؤسسة الكتب الثقافية ( الطبعة الأولى / 1408هـ - 1988م ) ( صـ94) .
3- تاريخ الدولة العثمانية . ( يلماز ايزتونا )
طــ منشورات مؤسسة فيصل للتمويل تركيا ( الطبعة الأولى / 1408هـ - 1988م ) ( صـ296) – صـ309 حتى صـ322 باختصار .
4- تاريخ الدولة العثمانية . ( د/ محمد على الصلابي ) (صـ301-303 باختصار) .
طــ دار الفجر والتراث ( الطبعة الأولى / 1425ه – 2004م ) .
5- تاريخ الدولة العثمانية . ( د/ علي حسون )
طـ المكتب الإسلامي ( الطبعة الرابعة / 1423هـ - 2002م ) ( صـ64 ) .
6- تاريخ سلاطين بنو عثمان من نشأتهم حتى الآن . ( يوسف بك أصاف ) .
طــ مكتبة مدبولي ( الطبعة الأولى / 1415هـ - 1995م ) ( صـ65-66 ) .
7- تاريخ تونس . ( محمد الهادي الشريف ) .
طــ دار سراب للنشر ( الطبعة الثالثة / 1409هـ - 1993م ) ( صـ65-66 ) .
8- الأسبان وفرسان القديس يوحنا في طرابلس . ( عمر محمد الباروني ) .
طــ مطبعة ماجي بطرابلس( الطبعة الأولى / 1952م ) ( صـ118-122 باختصار ) ( صـ126-137 باختصار ) .
9- تاريخ طرابلس الغرب ( التذكار فيمن ملك طرابلس وما كان بها من الأخبار ) . ( ابن غلبون الطرابلسي ) .
طــ المطبعة السلفية بالقاهرة ( الطبعة الأولى / 1349هـ ) ( صـ94-98 ) .
10- المستهل في تاريخ طرابلس الغرب . ( احمد بك النائب الأنصاري الطرابلسي ) .
طــ مكتبة الفرجاني بطرابلس الغرب ليبيا ( صـ189-209-210 ) .
11- الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث . ( د / إسماعيل ياغي ) .
طــ مكتبة العبيكان ( الطبعة الأولى / 1415هـ - 1995م ) ( صـ74 ) .
12- تاريخ الجزائر في القديم والحديث . ( مبارك بن محمد الميلي ) .
طــ مكتبة النهضة الجزائرية ( صـ79 ) .