كيف تحمي كمينا من هجمات الارهابيين / المتمردين / ميليشيات مدربه علي حرب العصابات ؟
هذا الموضوع ليس انتقادا لاي جيش وطني هوجم كمينه بالقناصه او المفخخات او محاوله اختراق او قصف بمدفعيه تقليديه او صاروخيه ..
بل هي محاوله متواضعه من الكاتب لحل كل ما ذكر سابقا من هجمات تقوم بها الجماعات الارهابيه ضد جيوشنا الوطنيه ..
ولكبر الموضوع وتشعبه سيتم سرده علي حلقات تناقش كل حلقه خطر من المخاطر التي تهدد كمائن او مواقع ثابته للجيوش الوطنيه .
وسنبدا بالخطر الاول وهي القناصه ..
لعب سلاح القناصه ادوارا قويه في الحروب المختلفه علي مر التاريخ وبدا الاهتمام بهذا السلاح بعد آدائه دورا كبيرا في تكبيد الالمان خسائر فادحه علي الجبهه السوفيتيه في ستالينجراد وغيرها ..
ثم كان لها دورا بارزا في حرب فيتنام وكبد القناصه الفيتناميون الامريكان خسائر كبيره .
وانتهينا الي المقاومه العراقيه البطله والخسائر التي منيت بها القوات الامريكيه علي يد قناصه العراق واشهرهم جوبا ..
وهي سلاح المجموعات العسكريه القليله في مواجهه عدو اكبر متفوق في العدد والعتاد وهو مع مضادات الدروع والعبوات الناسفه اسلحه الحرب الحضريه بامتياز .
وسنعرض هنا منظومتين مضادتين للقناصه ..
احداهما فرنسيه والاخري امريكيه وسنبدا مع الفرنسيه .
بيلار ...
هي منظومه فرنسيه للكشف عن طلقات القناصه ونيران الاسلحه الصغيره .
اثبتت تلك المنظومه فعاليتها في المعارك واماكن الاشتباكات في البوسنه وكوسوفو .
المنظومه طورت ويتم تطويرها مع القوات الخاصه الامريكيه والجيش الاسترالي بالاضافه الي قوات حفظ السلام .
تتكون المنظومه بيلار من منظومه استشعار صوتيه مع جزء لا يتجزا من اجهزه الاستشعار والالكترونيات مع معالج اشاره ووحده تشغيل بحاسب محمول .
المنظومه متوافر للتركيب علي المواقع الثابته او المتحركه - مثل العربات والمدرعات - مع وجود نظام ضبط اساسي متضمن نظام خفض ضوضاء للبيئه المحيطه وهذه خلصه بتلك المركبه علي الاهداف المتحركه .
اما المنظومه المركبه علي المواقع الثابته Pilar–Mk-II فهي تحدد مكان الطلقه بهامش خطا زائد او ناقص اتنين درجه .
وتوفر المنظومه دقه في المدي بخمسين متر في المدي القصير وهامش خطا عشرين في المائه في المدي البعيد الذي يصل الي اعلي من كيلو ونصف الكيلو متر .
يتم توطين المنظومه لتوقع البصمه الصوتيه - الاسرع من الصوت - للطلقه الماره ..
مما يؤدي الي زياده مدي الكشف لاغلب التهديدات وعندما يتم ربطها ببرج المراقبه الخاص بالمنظومه يستخدم النظام البيانات الخاصه بالهدف ويتم توجيه الكاميرا آليا الي موقع القناص .
في معرض يوروساتوري 2006 ادخلت الشركه نسخه من المنظومه يتم وضعها علي العربات .
المنظومه الجديده يتم التحكم بها عن بعد ويتم وضعها علي العربه مع اجهزه عرض وبعض الاجهزه الاخري التي يتم وضعها علي العربه .
تم اجازه المنظومه للقوات الخاصه الامريكيه .
هناك نسخه متاحه الان للجنود المقاتلين في ارض المعركه .
تغطي 360 درجه من المجال وتغطي اعيره من 5,65 الي العيار 20 مم بالاضافه الي قذائف الهاون والار بي جي .
بعد تحديد الهدف بثانيتين يتم تحديد مداه وارتفاعه.
اخذ الامريكان تلك المنظومه وبدئوا علي اساسها منظومتهم بوميرانج ..
وكانت اسس تطويرهم كالتالي ..
يتم تحديد القناص بعد ثانيه من اطلاقه الطلقه بدقه 15 درجه زياده او نقصان .
مراعاه وجود عامل خطا للطلقه من متر لثلاثين .
القدره علي رصد وتحديد مصدر النيران من بنادق الاي كي 47 ونيران الاسلحه الصغيره بامديه من 50 ل 150 متر .
آداء يعتمد عليه في البيئات الحضريه ذات الابنيه القصيره .
قادر علي العمل حينما يتم وضعه علي عربه تتحرك بسرعه 90 كم / الساعه سواء علي الطرق السريعه او القاسيه الغير ممهده .
القدره علي تحمل تاثير الرمال والمطر والصباب .
القدره علي توصيل معلومات انذاريه عن طريق الاعلان الصوتي و الضوئي .
المصفوفه الصوتيه والالكترونيه لابد ان تكن قابله للاستبدال في ميدان المعركه .
النموذج الاولي تم تطويره في 65 يوم .
من التحديات التي واجهت المطورين هي فلتره الضوضاء والاصوات التي تخرج من العربه ..
الضوضاء والاصوات تشمل صوت المحرك العالي والاصوات الخارجه من الراديو بالاضافه الي الاصوات المماثله لصوت طلقات الرصاص مثل اطلاق النيران المتبادل وايضا فلتره اصوات كوابح السياره .
تم اختبار عدد محدود من منظومات البوميرانج في معارك العراق ومع اضافه تطويرات اضافيه ادت الي ظهور نسخ من الجيل الثاني والثالث باسماء بوميرانج 2 ,3 .
وفي يونيو من العام 2008 تم عقد صفقه مع الجيش الامريكي بقيمه 74 مليون دولار امريكي لعدد 8131 منظومه بوميرانج مع قطع الغيار وتدريب الافراد .
مما سبق يتضح لنا مدي اهميه تواجد مثل تلك المنظومات في جيوشنا الوطنيه موزعه علي كمائننا وعرباتنا المدرعه .
بالطبع دون ان نغفل تواجد مراقبه مستمره من الطائرات بدون طيار للكمائن الثابته ومواقع الجيش .
بالاضافه الي تواجد مستمر من قناصه مزودين بقناصات باعيره وامديه اعلي .
واخيرا وليس بآخر وجب تدريب الافراد جندا وظباط وقاده علي اعمال احتياطيه عند اكتشاف قناص عدو في محيط كمين او موقع للجيش او عربه مدرعه وغيرها .
ومنها عدم ارتداء ما يشير الي الرتبه العسكريه فالظباط والقاده هدف مستمر .
بالاضافه الي ارتداء الواقي والخوذه بشكل مستمر فهم سيقللوا من فرص الاصابات المميته .
واخيرا اقناع الجند بان القناص لا يصطاده الا قناص مثله او تحديد مكانه او مكان الطلقه واستهداف موقعه بالهاون او المدفعيه او بدرون مسلح .
وبالتالي عدم جدوي محاولات بطوليه للجنود من استهداف القناص بالكلاشنكوف او متعدد او اي بندقيه ذات عيار اعلي لان له الافضليه في مثل تلك المعركه .
ان احاطه الكمين من مسافات اعلي من مدي القناصات العدوه بالغام مضاده للافراد خاصه في الاماكن المثلي لتمركز القناص العدو سيؤدي الي اصطيادهم او علي الاقل تصعيب مهمتهم الي اقصي حد .
