نظرية التصعيد لخفض التصعيد

[عبدالجبار العمار]

نظرية التصعيد لخفض التصعيد
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية واستخدام السلاح النووي من قبل الولايات المتحدة في هيروشيما وناكزاكي اصبحت تمتلك قوة الردع التي لاتجابه حتى تمكن الاتحاد السوفيتي من تفجير قنبلته النووية بعد عدة سنوات وبذلك اصبح الردع المتبادل بين الشرق والغرب وخاصة خلال الحرب الباردة وسيلة لحفظ السلام الدولي وبرغم ظهور قوة نووية جديدة على الساحة الدولية كبريطانيا وفرنسا واسرائيل والباكستان والهند واخيرا كوريا الشمالية ومحاولات دول اخرى لدخول نادي الردع النووي كالعراق وايران ومع انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تراجع الردع النووي كثيرا وهيمنة الولايات المتحدة على مجلس الامن واصدار الكثير من القرارات لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل وخاصة ضد الدول التي لاتتفق مع الولايات المتحدة في وجهات النظر . ولكن مع عودة روسيا الاتحاية وريثة الاتحاد السوفيتي ووقوفها على قدميها من جديد كقطب دولي مؤثر عسكريا واقتصاديا بدأت رياح الحرب الباردة تهب من جديد ليرتجف العالم خوفا من الشتاء النووي الذي قد يخيم على الكرة الارضية ويبيد الجنس البشري .لكن هذه الايام يبدو ان رياح الحرب الباردة اشد قسوة بسبب الصواريخ والتجارب النوية الكورية الشمالية التي يبدو انها لاترتعد من الردع الامريكي هل هو جنون العظمة ام انها اصبحت قوة عظمى لايهما مهاترات الكابوي الامريكي . خلال الاشهر القليلة الماضية قام البنتاغون بلعبة حرب لبيان امكانية خوض حرب نووية ورغم ان نتائجها لم تعلن الا ان الاجراءات التي تقوم بها الولايات المتحدة توحي الى الكثير . لانريد ان نطلق تخمينات لاتستند الى حقائق ملموسة . قبل شهر قام رئيس اركان القوة الجوية الامريكية بجولة على اربع قواعد جوية نووية امريكية وطلب من منتسبي هذه القواعد التفكير بطرق جديدة وامكانية استخدام السلاح النووي كوسيلة للردع والتلويح باستخدامها فعليا . السؤال الان هو كيف ستكون هذه الحرب القادمة هل ستكون تقليدية ولكن باستخدام اسلحة نووية محدودة القدرة ان الجواب على هذا السؤال يمكن ان نجده في الطلب الاخير الذي قدمه سلاح الجو الامريكي الى شركتين امريكيتين مختصة بتصنيع الاسلحة لانتاج صواريخ كروز تحمل عتادا نوويا يبدو ان الامريكان يفكرون باستخدام هذا السلاح الجديد كوسيلة لخفض التصعيد في الازمات الناشئة مع القوى الجديدة الناشئة ككوريا الشمالية وايران من خلال تدعيم مثلث الردع ( القاصفات السوقية - الصوايخ العابرة للقارات - الغواصات ) هل ستكون هذه الصواريخ داعمة لاضلاع هذا المثلث او ستضيف اليه ضلعا اخر ويتحول الى مربع الردع الذي سيستخدم كوسيلة للتصعيد من جل خفض التصعيد هل ستنجح هذه النظرية مع الرواد الجدد للنادي النووي الذين لايعرفوا اسرار الردع لهذا النادي كما يقال بالمصطلح العسكري العراقي مستجدين .