حديث رجل الصواريخ السوفيتي الذي اسقط طائرة ماكين في فيتنام
18.11.2008 آخر تحديث [12:56]
AFP PHOTO
التقت صحيفة " موسكوفسكي كمسمولتس" رجل وحدة الصواريخ، المسئول عن وقوع جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الامريكية في الأسر في فيتنام. وقد علمنا بالنبأ المثير وهو ان الشخص الذي اسقط طائرة جون ماكين يرقد في المستشفى العسكري 442 الواقع في شارع سوفوروفسكي بروسبكت في بطرسبورغ حينما بلغت المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة ذروتها. وهناك، في المستشفى العسكري 422، إلتقينا يوري تروشيتشكين المقدم المتقاعد في القوات الصاروخية المضادة للطائرات.
بدأ تروشيتشكين قصته العجيبة بالقول- لقد وصلت الى فيتنام حين كانت هناك وحدات صاروخية مشتركة مع الفيتناميين.واديت الخدمة هناك بصفة ضابط توجيه في طاقم صاروخي. وكانت طائرات الامريكيين تنطلق من حاملة الطائرات " انتربرايز" المرابطة في خليج تونكين. وكلفنا بمهمة اسقاط الطائرات التي كانت تقصف جسر هام جونغ الشهير والوحيد الباقي سليما. وكان الفرنسيون قد بنوه، وتحيط به التلال من كل جانب. وكان تحليق الطائرة على ارتفاع منخفض فوق النهر يكاد يعني تعرضه الى فوهة مسدس. كما ان تحليقها على ارتفاع أكبر يجعلها في قبضة رجال المدافع المضادة للطائرات. اما لدى التحليق على ارتفاع أعلى فيجعلها هدفا للصواريخ. ولهذا فمهما تواصل القصف بقي الجسر مع هذا سليما.
وفي ذلك اليوم المشهود حين اسقطت طائرة جون ماكين كان طاقم المجمع الصاروخي المضاد للجو السوفيتي " س- 75" قد غادر الكابينة.
وقال تروشيتشكين:- كنا نعتزم الانصراف حين اشتد عويل صفارات الانذار مجددا.وكانت تقترب طائرتان من طراز فانتوم – 4. ولم يتبق لدينا من مجموع 6 صواريخ سوى صاروخين، فقد اطلقنا البقية. واطلق الفيتناميون الصاروخ الاول. لكن الصاروخ لم يبلغ هدفه وسقط في الادغال. ويبدو ان العطب اصاب ريش ذيل الصاروخ. وتوارت احدى الطائرتين خلف التلال اما الثانية فقد توجهت مباشرة نحو الجسر. فأطلقنا الصاروخ عليها.وقد تبين ان النقيب الطيار جون ماكين بالذات كان يقود هذه الطائرة. علما ان " الفانتوم" كانت قد افرغت حمولتها من القنابل والصواريخ- اي انها كانت فارغة. ولهذا فأنها لم تتحطم ولم تنفجر لدى اصابتها بصاروخنا. ويبدو انها اصيبت في ذيلها ولهذا لم تتمكن من التحليق الى الامام فقط. وتوجهت نحو خليج تونكين بأتجاه حاملة الطائرات . وحينما مرت بمحاذاة بطاريات المدافع المضادة للطائرات اضافوا اليها المزيد من الاصابات . وحلقت الطائرة حتى حقل الكاوتشوك على حافة المستنقع ثم سقطت. وافلح الطيار في الهبوط بالمظلة.
اي ان الطائرات اسقطت بفضلك انت بصفتط ضابط التوجيه؟
فقال تروشيتكين بتواضع :- بفضل التضبيط الجيد للمعدات. انني ضغطت على الزر فقط. وهذا ابسط شئ.
وقد عثرت مجموعة الاعتراض الفيتنامية على الطيار بسرعة.
واستعاد تروشيتكين ذكرياته قائلا: كانت ذراعه كلها ملطخة بالدماء.. بينما كان نفسه في حالة ذهول. وحسنا فعل ان تخلص من المسدس حين كان في الجو والا فأنهم كانوا قد اطلقوا عليه النار فورا.
وفيما بعد علمنا ما هي هوية الاسير. وقال يوري بتروفيتش:- لقد كانت اثمن غنيمة لدينا هي خوذة الطيار وعلامة مثبتة هناك كتب عليها :" انا مواطن امريكي وقعت في محنة وارجو مساعدتي"- بخمس لغات- . ووجدنا في حقيبة المظلة كتيبا رماديا يوضع هناك عادة. وطلبت من المترجم ان يستوضح ما كتب هناك . وانا اذكر الكمات :" المقدم الطيار جون ماكين". وقد اعدت المظلة من اجله قبل يوم من تحليقه...
وقد جلب يوري تروشيتكين هذا الكتيب معه حتى لدى عودته الى الاتحاد السوفيتي سوية مع الصور الفوتوغرافية التي سنحت له الفرصة لألتقاطها بصورة شبه سرية في فيتنام فقد حظر على الخبراء السوفيت التقاط الصور الفوتوغرافية.. لكن هذه الوثيقة الفريدة فقدت لدى الانتقال من ريجا الى بطرسبورغ . وبقيت الصور الفوتوغرافية فقط – ويبدو فيها الطاقم الذي اسقط " فانتوم" ماكين. ويثبت في بزات الطيارين الامريكيين عادة جهاز احساس خاص كان يبث شارات الاستغاثة الى حاملة الطائرات لدى حدوث حالة طارئة للطائرة. وبعد تلقي هذه الاشارة تبدأ علمية الانقاذ.
وتحدث تروشيتكين عن الحيل العسكرية فقال :" ان الفيتناميين كانوا يعرفون ذلك. وكانوا ينتزعون هذا الجهاز من كتف الطيار ويتركونه على اغصان الاشجار وينصبون كمينا وينتظرون مجئ "الطائرة بدون طيار" ومن ثم يمطرونها بنيرانهم".وقال لدى استعراض ذكرياته:
-عندما غادرت فيتنام كان عدد الاسرى الامريكيين بقدر عدد ايام السنة – 365. وفي يوم اغسطس/آب من كل عام – وهو يوم بدء قصف فيتنام كان يجري اخراجهم في مسيرة في شوارع هانوي ، كما فعلنا مع الالمان في حينه. واذا وقع طيار اسقطت طائرته فوق قرية فيتنامية قبل ان تعثر عليه مجموعة القاء القبض عليه فأنه عادة يكون ميتا. فقد كان الفلاحون يجهزون عليه بمعاولهم...
- متى سمعت عن ماكين مرة أخرى ؟
- عندما تولى منصب محافظ اريزونا. فقد شاهدت في النشرة الاخبارية كيف جلس شاب في مقعد طائرة وفكرت بأن هذا الوجه معروف لدي جدا. وعندئذ تذكرت الكتيب في المظلة.. وحسنا ان ماكين لم يصبح رئيسا. فقد قال رجال الحراسة في المعسكر آنذاك انه يكره الروس اشد الكره. اذ كان يعرف انه اسقط بواسطة صاروخنا. لذا فأن العلاقات بين امريكا وروسيا كانت ستفسد حتما لو تولى ماكين هذا المنصب..
18.11.2008 آخر تحديث [12:56]
التقت صحيفة " موسكوفسكي كمسمولتس" رجل وحدة الصواريخ، المسئول عن وقوع جون ماكين المرشح السابق للرئاسة الامريكية في الأسر في فيتنام. وقد علمنا بالنبأ المثير وهو ان الشخص الذي اسقط طائرة جون ماكين يرقد في المستشفى العسكري 442 الواقع في شارع سوفوروفسكي بروسبكت في بطرسبورغ حينما بلغت المعركة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة ذروتها. وهناك، في المستشفى العسكري 422، إلتقينا يوري تروشيتشكين المقدم المتقاعد في القوات الصاروخية المضادة للطائرات.
بدأ تروشيتشكين قصته العجيبة بالقول- لقد وصلت الى فيتنام حين كانت هناك وحدات صاروخية مشتركة مع الفيتناميين.واديت الخدمة هناك بصفة ضابط توجيه في طاقم صاروخي. وكانت طائرات الامريكيين تنطلق من حاملة الطائرات " انتربرايز" المرابطة في خليج تونكين. وكلفنا بمهمة اسقاط الطائرات التي كانت تقصف جسر هام جونغ الشهير والوحيد الباقي سليما. وكان الفرنسيون قد بنوه، وتحيط به التلال من كل جانب. وكان تحليق الطائرة على ارتفاع منخفض فوق النهر يكاد يعني تعرضه الى فوهة مسدس. كما ان تحليقها على ارتفاع أكبر يجعلها في قبضة رجال المدافع المضادة للطائرات. اما لدى التحليق على ارتفاع أعلى فيجعلها هدفا للصواريخ. ولهذا فمهما تواصل القصف بقي الجسر مع هذا سليما.
وفي ذلك اليوم المشهود حين اسقطت طائرة جون ماكين كان طاقم المجمع الصاروخي المضاد للجو السوفيتي " س- 75" قد غادر الكابينة.
وقال تروشيتشكين:- كنا نعتزم الانصراف حين اشتد عويل صفارات الانذار مجددا.وكانت تقترب طائرتان من طراز فانتوم – 4. ولم يتبق لدينا من مجموع 6 صواريخ سوى صاروخين، فقد اطلقنا البقية. واطلق الفيتناميون الصاروخ الاول. لكن الصاروخ لم يبلغ هدفه وسقط في الادغال. ويبدو ان العطب اصاب ريش ذيل الصاروخ. وتوارت احدى الطائرتين خلف التلال اما الثانية فقد توجهت مباشرة نحو الجسر. فأطلقنا الصاروخ عليها.وقد تبين ان النقيب الطيار جون ماكين بالذات كان يقود هذه الطائرة. علما ان " الفانتوم" كانت قد افرغت حمولتها من القنابل والصواريخ- اي انها كانت فارغة. ولهذا فأنها لم تتحطم ولم تنفجر لدى اصابتها بصاروخنا. ويبدو انها اصيبت في ذيلها ولهذا لم تتمكن من التحليق الى الامام فقط. وتوجهت نحو خليج تونكين بأتجاه حاملة الطائرات . وحينما مرت بمحاذاة بطاريات المدافع المضادة للطائرات اضافوا اليها المزيد من الاصابات . وحلقت الطائرة حتى حقل الكاوتشوك على حافة المستنقع ثم سقطت. وافلح الطيار في الهبوط بالمظلة.
اي ان الطائرات اسقطت بفضلك انت بصفتط ضابط التوجيه؟
فقال تروشيتكين بتواضع :- بفضل التضبيط الجيد للمعدات. انني ضغطت على الزر فقط. وهذا ابسط شئ.
وقد عثرت مجموعة الاعتراض الفيتنامية على الطيار بسرعة.
واستعاد تروشيتكين ذكرياته قائلا: كانت ذراعه كلها ملطخة بالدماء.. بينما كان نفسه في حالة ذهول. وحسنا فعل ان تخلص من المسدس حين كان في الجو والا فأنهم كانوا قد اطلقوا عليه النار فورا.
وفيما بعد علمنا ما هي هوية الاسير. وقال يوري بتروفيتش:- لقد كانت اثمن غنيمة لدينا هي خوذة الطيار وعلامة مثبتة هناك كتب عليها :" انا مواطن امريكي وقعت في محنة وارجو مساعدتي"- بخمس لغات- . ووجدنا في حقيبة المظلة كتيبا رماديا يوضع هناك عادة. وطلبت من المترجم ان يستوضح ما كتب هناك . وانا اذكر الكمات :" المقدم الطيار جون ماكين". وقد اعدت المظلة من اجله قبل يوم من تحليقه...
وقد جلب يوري تروشيتكين هذا الكتيب معه حتى لدى عودته الى الاتحاد السوفيتي سوية مع الصور الفوتوغرافية التي سنحت له الفرصة لألتقاطها بصورة شبه سرية في فيتنام فقد حظر على الخبراء السوفيت التقاط الصور الفوتوغرافية.. لكن هذه الوثيقة الفريدة فقدت لدى الانتقال من ريجا الى بطرسبورغ . وبقيت الصور الفوتوغرافية فقط – ويبدو فيها الطاقم الذي اسقط " فانتوم" ماكين. ويثبت في بزات الطيارين الامريكيين عادة جهاز احساس خاص كان يبث شارات الاستغاثة الى حاملة الطائرات لدى حدوث حالة طارئة للطائرة. وبعد تلقي هذه الاشارة تبدأ علمية الانقاذ.
وتحدث تروشيتكين عن الحيل العسكرية فقال :" ان الفيتناميين كانوا يعرفون ذلك. وكانوا ينتزعون هذا الجهاز من كتف الطيار ويتركونه على اغصان الاشجار وينصبون كمينا وينتظرون مجئ "الطائرة بدون طيار" ومن ثم يمطرونها بنيرانهم".وقال لدى استعراض ذكرياته:
-عندما غادرت فيتنام كان عدد الاسرى الامريكيين بقدر عدد ايام السنة – 365. وفي يوم اغسطس/آب من كل عام – وهو يوم بدء قصف فيتنام كان يجري اخراجهم في مسيرة في شوارع هانوي ، كما فعلنا مع الالمان في حينه. واذا وقع طيار اسقطت طائرته فوق قرية فيتنامية قبل ان تعثر عليه مجموعة القاء القبض عليه فأنه عادة يكون ميتا. فقد كان الفلاحون يجهزون عليه بمعاولهم...
- متى سمعت عن ماكين مرة أخرى ؟
- عندما تولى منصب محافظ اريزونا. فقد شاهدت في النشرة الاخبارية كيف جلس شاب في مقعد طائرة وفكرت بأن هذا الوجه معروف لدي جدا. وعندئذ تذكرت الكتيب في المظلة.. وحسنا ان ماكين لم يصبح رئيسا. فقد قال رجال الحراسة في المعسكر آنذاك انه يكره الروس اشد الكره. اذ كان يعرف انه اسقط بواسطة صاروخنا. لذا فأن العلاقات بين امريكا وروسيا كانت ستفسد حتما لو تولى ماكين هذا المنصب..