دخل الجاسوس البريطاني لورنس العرب "عمره 30 عاما" لدمشق، مدعوما بقبائل عربية موالية للشريف حسين، قامت باخراج العثمانيين من دمشق، لتحتلها فرنسا بعد سنة ونصف
حال دخول لورنس دمشق توجه الى ضريح صلاح الدين قرب الجامع الأموي بدمشق وأخذ الاكليل النحاسي الذي أهداه الامبراطور غليوم الثاني خلال زيارته دمشق العام 1898 معتبرا اياه من غنائم الحرب وأهداه الى المتحف الامبراطوري الحربيImperial war museum في لندن
وقد علّق على ذلك كتابة:" ان صلاح الدين لم يعد بحاجة اليه".
الإكليل الذي وضعه الامبراطور غليوم على قبر صلاح الدين بدمشق
لورنس العرب هذه الشخصية الفذّة والغامضة متعدّدة الجوانب والمواهب التي عرفت بلادنا حقّ المعرفة وشاركت في تحريرها أثناء الحرب العالمية الأولى.
ولا زال هناك علامات استفهام كثيرة حولها رغم مرور ثلاثة أرباع القرن على رحيلها. و بمناسبة مرور خمسة وسبعون عاما على وفاة لورنس العرب جاءت هذه الدراسة ..
لورنس العرب
حياة لورنس ===
ولد ادوار توماس لورنس العام 1888 في احدى قرى مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة، وكان الولد الثاني لخمسة أخوة، واستقرت عائلته في مدينة اكسفورد، وكان منذ صغره يحبّ الآثار ويجمع النقود المعدنية والفخار وهو في العاشرة من العمر.
واشباعا لهوايته للتاريخ والآثار تجوّل في أنحاء انكلترا وفرنسا وزار قلاعها الهامة مما شجعه على اختيار موضوع "فن العمارة العسكرية لدى الصليبيين" للحصول على شهادة البكالوريوس وقد نالها بدرجة شرف من جامعة اكسفورد، وقد ترك بحق كتابا رائعا عن القلاع الصليبية في الشرق ومقارنتها مع قلاع الغرب اثر زيارته بلاد الشام العام 1910 بتشجيع من دافيد هوغارت، حيث زار 36 قلعة من أصل 50 قلعة.
وكتب في رسالة لأمه ان أجمل قلعة في سورية هي قلعة صاوون (حاليا قلعة صلاح الدين باللاذقية)وأجمل قلعة في العالم هي قلعة الحصن Crack des chevaliers.
قلعة الحصن بحمص
أُرسل لورنس لاحقا للمشاركة في البعثة البريطانية للتنقيب عن الآثار في كركميش(قرب جرابلس) شمال حلب حيث كان الألمان يعملون في مد الخط الحديدي برلين – بغداد وينشئون أول جسر له على الفرات عند جرابلس.
وكان يساعد رئيس البعثة هوجارت ومن بعده السير ليونارد وولي ويشرف على عمل 200 عامل.
لورنس في جرابلس كركميش ( يسار الصورة )
ألمّ جيدا باللغة العربية وتجوّل في مدن وقرى المنطقة وتعرّف على قبائلها.
وقد كلّفته وزارة الخارجية البريطانية العام 1914 بالذهاب مع "ليونارد وولي" الى صحراء سيناء لتزويدها بخرائط ومخططات المنطقة وصولا الى العقبة.
وقد قدّما تقريرهما باسم "الصحراء زين".
وقد مهّد هذا العمل للورنس السبيل للانضمام الى مكتب "الاستخبارات البريطاني" في القاهرة.
من الذكريات عن لورنس بحلب وجود فاتورة باسمه معروضة في صالون فندق بارون حيث كان ينزل، وقد ذكر لي مالك الفندق ارمني حلبي هو كوكو مظلوميان ان لورنس لم يكن يحتفظ بأكثر من ألف كتاب في مكتبته، فاذا جاءه كتاب جديد كان يوزّع احد كتبه القديمة.
فاتورة لورنس في فندق بارون بحلب
أما الدكتور أدولف بوخه رئيس جمعية العاديات فقد قال عن لورنس انه كان خجولا وقد تعرّف عليه خلال مرافقته رئيس بعثة التنقيب في كركميش ليونارد وولي في محاضرة قدّمها بحلب عن الحثّيين خلال عمله في تل كركميش.
وقد ارسل لورنس العام 1911 الى مصر للتدرّب على التنقيب عن الآثار الفرعونية مع العالم فلندز بتريFlendes Betry وكان الجنرال أللنبي من أشد المعجبين بعالم الآثار لورنس.
لورنس و تهريب آثار جرابلس ( كركميش ) ===========
وعاد لورنس الى كركميش وبقي فيها حتى العام 1913 ويقال انه اشترك في تهريب بعض الآثار الحثية التي عثر عليها وكان ذلك بمعرفة القنصل البريطاني بحلب.
عرف لورنس أثناء عمله في كركميش سحر الشرق وتعلم فيها ألف باء العمل الاستخباراتي وعرف نفسية سكان المناطق التي زارها من قبائل وعشائر وسواها ما أهّله للانضمام الى مكتب استخبارات القاهرة الذي التحق به برتبة كابتن في 9 كانون الأول 1914.
دور لورنس في الثورة العربية الكبرى ======
وقد سعى لورنس للانتقال من مكتب الاستخبارات التابع الى وزارة الحربية الى ملاك "المكتب العربي" التابع الى وزارة الخارجية والذي أهدافه المعلنة هي
" دراسة وتطوير السياسة البريطانية حول الشؤون العربية وجمع المعلومات"
بينما الأهداف غير المعلنة هي:
"التعاون مع العرب واستغلال الشعور القومي لاشعال ثورة عربية ضد العثمانيين".
لورنس فيدمشق =========
لن ندخل بالعمق في تفصيل دور لورنس وأعماله في المكتب العربي وسعيه للوصول والعمل كضابط اتصال مع الأمير فيصل والقوات العربية ودوره الكبير أو الصغير في احتلال المواقع والمحطات وتفجير أجزاء من الخط الحديدي الحجازي ومحطاته وجسوره وتأمينه العتاد والأموال تمهيدا لفتح الطريق الى دمشق...
بل سننتقل مباشرة الى مشارف دمشق، بعدما تحصّنت القوات العثمانية في موقع "الكسوة" جنوب دمشق واندحرت أمام القوات العربية.
وفي الساعة السادسة من صباح 1 تشرين الأول 1918 دخلت القوات العربية دمشق من الجهة الجنوبية ودخلتها القوات الأسترالية من الجهة الغربية وهناك من يقول ان القوات الاسترالية دخلت دمشق أولا، ويذكر ايلي خضّوري ان القوات العربية دخلت دمشق منتصف يوم 30 أيلول 1918 .
وقد دخل لورنس دمشق برفقة كل من الشريف ناصر، ممثلا الأمير فيصل، والشيخ عودة أبي تايه و الشيخ نوري الشعلان وسلطان الأطرش ونوري السعيد واستقبلوا بالهتاف والزهور.
لورنس لحظة دخوله لدمشق
دعم لورنس لأنصار فيصل بدمشق =======
كان بدمشق اتجاهان تمثل أحدهما بالأمير محمد سعيد الجزائري وأخيه عبد القادر الجزائري من احفاد الأمير عبدالقادر الجزائري اللذين ظلو في سورية وقد رفع محمد سعيد العلم العربي على سراي الحكومة حال مغادرة القوات العثمانية دمشق، وأعلن قيام حكومة مؤقتة باسم الملك حسين، رغم ان وكيل الوالي العثماني سلّم ادارة المدينة الى شكري باشا الأيوبي الذي لم يرد مزاحمة سعيد الجزائري على السلطة.
اما الاتجاه الآخر فكان من مؤيدي الأمير فيصل ينتظرون قدومه لاعلانه زعيما لهم وكانوا برئاسة علي رضا باشا الركابي. وقد أخذ لورنس بالعمل للتخلص من الجزائريين وتسليم السلطة الى مؤيدي الأمير فيصل.
وفي 2 تشرين الثاني 1918 وبحضور جميع الاقطاب السياسيين دخل لورنس ونوري السعيد واتهم الأميرين الجزائريين بالخيانة وميولهما للفرنسيين والعثمانيين وعزلهما، وأعلن تشكيل حكومة برئاسة على رضا باشا الركابي ونوري السعيد قائداً للقوات المسلّحة. ويعتقد ان لورنس كان وراء اغتيال الأمير عبد القادر الجزائري (الحفيد ) الذي اغتيل في 7 تشرين الثاني 1918، كما اعتقل أخوه محمد سعيد الجزائري.
ومع حثّ وزارة الخارجية البريطانية ومكتب القاهرة على تطبيق اتفاقية سايكس – بيكو وعدم فسح المجال أمام لورنس وفيصل بالسيطرة على دمشق، وهو يكره الفرنسيين، دخل الجنرال أللنبي دمشق كما دخلها بالقطار فيصل في الوقت نفسه، وتم اللقاء بينهما بوجود لورنس وأُفهم فيصل:
" بأن فرنسا هي الدولة التي ستتولى الحماية على سورية، وان فيصل سيحكم سورية باستثناء فلسطين ولبنان بصفته ممثلا عن ملك الحجاز، وان السيادة العربية على سورية الداخلية فقط ولا علاقة لها بلبنان، ولتسهيل ذلك سيلتحق بفيصل ضابط اتصال فرنسي".
أعلن فيصل معارضته الشديدة فافهمه أللنبي انه هو قائد الجيوش وفيصل ضابط في قيادته وعليه الالتزام بالأوامر.
عندها اضطر الأمير فيصل للانسحاب، وشعر لورنس ان مهمته انتهت.
لقد كان يعلم بالاتفاقية لكنه أنكر معرفته بها أمام فيصل، وطلب لورنس من أللنبي السماح له بالمغادرة.
وقد كتب الى أحد اصدقائه:
" وصلنا دمشق كما كنا نتمنّى، وهناك كان عليّ أن أترك العرب، وانه لمؤسف حقا أن أذهب. وأعتقد انه من الخطأ أن أبقى معهم".
يتساءل المرء : لماذا ترك لورنس دمشق، وكان يُنتظر منه أن يبقى الى جانب الأمير فيصل؟
هناك من يقول انه كجاسوس بريطاني أدّى مهمته بنجاح وحال انتهائها طُلب منه أن يغادر.
وهناك من يقول انه كان يشعر بالتعب والارهاق النفسي والجسمي،
وهناك من يقول انه غادر بسبب الألم وتأنيب الضمير، اذ كان مخلصا للعرب ولم يستطع تحقيق أي شيء لمصلحتهم وان مخططاته لابعاد فرنسا التي يكرهها عن سورية باءت بالفشل.
ويأتي في صالح القول الأخير انه بعد مغادرته دمشقفي 4 تشرين الأول 1918، رفض قبول وسام الخدمة الممتازة ووسام الحمام الممنوحين من الملك جورج الخامس، ربما احتجاجا على عدم اخلاص الحكومة البريطانية في التعامل مع العرب أو لعدم أخذها بخططه لمعالجة القضية العربية.
دور لورنس في سياسة بريطانيا ومؤتمر الصلح في باريس 1919 ========
ذهب الأمير فيصل ممثلا والده الشريف الحسين الى مؤتمر الصلح في باريس بتاريخ 22 تشرين الثاني و 1918 و استقبله لورنس في مرسيليا.
وقد رفض لورنس الأوسمة التي منحته اياها فرنسا ابان الثورة العربية مما أثار حنق الفرنسيين.
وكان لورنس يقيم في جناح فيصل يرتدي الملابس العربية عندما يرافق الوفد العربي (وكان فيه نوري السعيد ورستم حيدر وتحسين قدري وأحمد قدري وفائز الغصين) ويبدّلها بالزي الرسمي البريطاني عندما يكون مع وفد بلاده.
لورنس خلف الملك فيصل مرتديا لباس الجيش العربي
وفي 13 آب 1919 اتفق كليمنصو ولويد جورج على انسحاب القوات البريطانية من سورية (عدا فلسطين) ومن كيليكيا، على أن تحل محلها القوات العربية في سورية الداخلية والقوات الفرنسية في الساحل السوري وكيليكيا، ووضع ولاية الموصل وفلسطين والعراق وشرقي الأردن تحت السيطرة البريطانية.
وكُلّف لورنس باقناع فيصل بقبول هذا الاتفاق.
وعلى أساس هذا الاتفاق نزلت قوات غورو الفرنسية في ساحل سورية وكيليكيا بدل القوات البريطانية مما أدى الى صدامات بين الأهالي والقوات الفرنسية، فعاد فيصل الى سورية وعقد المؤتمر السوري العام ونصّب فيصل ملكا على سورية في 8 آذار 1920.
فرض الانتداب (اتفاقية سان ريمو 1920) ==================
ردّا على ذلك دعا مجلس الحلفاء الأعلى الى اجتماع في سان ريمو في 25 نيسان 1920 تقرر فيه تطبيق مبدأ الانتداب؛ يوضع العراق وسورية الطبيعية تحت الانتداب وتقسّم سورية الى ثلاثة أجزاء وينفّذ وعد بلفور في فلسطين.
وهكذا زحف الجيش الفرنسي على دمشق (معركة ميسلون) وألزم فيصل على مغادرة البلاد وقضي على استقلال الدولة العربية في سورية.
وعقد مؤتمر القاهرة (12-30 آذار 1921) لاعادة النظر بالسياسة البريطانية ودراسة كيفية تنصيب فيصل على العراق بعد خروجه من دمشق، وتنصيب حاكم على شرق الأردن وتخفيض الانفاق العسكري بتخفيض القوات البريطانية في العراق واقامة قواعد عسكرية للمحافظة على الأمن الداخلي.
دور لورنس في تعيين فيصل ملكا على العراق ====
كان فيصل يعمل مخلصا من أجل أمته وارتأى البريطانيون نقل مركز الجذب من دمشق الى بغداد وتنصيب حاكم موال لهم.
وكان لورنس يرى الأمير فيصل أفضل من أخيه عبدالله .
وهكذا بويع فيصل ملكا على العراق في 2 آب 1921 وكان الفضل في ذلك للورنس.
لورنس باللباس العربي الكامل
وتتتابع وتيرة الأحداث ويعين عبدالله ملكا على شرق الأردن، ويغادر لورنس عمّان والبلاد العربية الى غير رجعة في 8 كانون الثاني 1922.
وفاة لورنس هل كانت مدبرة =============
في صباح 17 أيار 1935 ذهب على دراجته النارية للاتصال بصديق للحضور لتناول طعام الغداء معه وجلب بعض المستلزمات، ويفاجأ وهو في طريق العودة الى بيته بصبيين يقودان دراجتين ناريتين لم يستطع تجاوز احداهما فانحرفت دراجته على يسار الطريق وسقط فاقد الوعي مهشم الجمجمة.
لورنس على دراجته
نقل الى مستشفى وبقي في غيبوبة ثلاثة أيام وفارق الحياة في الساعة 8:15 من صباح 19 أيار 1935.
أجري تحقيق حول طريقة الوفاة وتقرر انها تمت بشكل غير مقصود.
وهناك من قائل انها كانت مدبرة من مصلحة الاستخبارات البريطانية أو من جهات أخرى ايرلندية أو ألمانية.
لم يستطع الرأي العام البريطاني ان يستوعب موت شخصية أسطورية فذة مثل لورنس بحادثة اصطدام بسيطة ومفاجئة.
حضر الجنازة ونستون تشرشل ودفن في كنيسة القرية في مورتن.
مات لورنس وكان أحد الرموز التي صنعت عظمة بريطانيا ووجودها في الشرق العربي.
جمعية أصدقاء لورنس ==========
أعلمني أحد السياح البريطانيين الذين قصدوا سورية ان هناك جمعية باسم "أصدقاء لورنس" تضم 400 عضوا في انكلترا وحوالي 200 عضوا خارج انكلترا في أنحاء العالم تبحث دوما في ما هو جديد حول حياة لورنس الغريبة وملابسات المراحل التي عاشها، وتصدر مجلة فصلية عن أعماله والمستجدات حول حياته .
لورنس العرب
ويعتقد أعضاء هذه الرابطة ان لورنس لم يأخذ حقه من الدراسة بعد.
وأنوّه ان الترجمة الصحيحة لاسم Laurence of Arabia هي "لورنس العربية" وليس "لورنس العرب"، وذلك نسبة الى المنطقة التي كانت مسرحا للأحداث التي عاشها وعاصرها بدءا من الجزيرة العربية والعقبة ودرعا والأردن.. أي الولاية الرومانية المسمّاة "العربية" Arabia التي تأسّست العام 105 م وعاصمتها بصرى بعد قضاء الامبراطور تراجان على دولة الأنباط.
المهندس عبد الله حجار
من المراجع :
- لورنس والقضية العربية تأليف حسام علي محسن المدامغة 2007، دمشق
- ذكريات سورية والعهد الفيصلي ، يوسف الحكيم طبعة ثالثة، 1986، بيروت
بيان من الأمير سعيد الجزائري يعلن فيه سقوط العهد العثماني في سورية وقيام حكومة عربية عام 1918
حيث شكل حكومة مؤقتة برئاسته قبل دخول الأمير فيصل لدمشق حيث تأخر دخوله ...ثم مالبث ان حصل الصراع بين آل الجزائري والأمير فيصل على حكم سورية انتهى بانتصار عسكري للأمير فيصل عبر التدخل البريطاني
عندما وصلت الجيوش البريطانية والهندية والاسترالية والعربية إلى مشارف دمشق. كانت مخاوف الجنرال اللنبي من غضبة الجماهير السورية الرافضه لأي وجود إنجليزي والخلفية العقائدية لمساندة الحكم الإسلامي.
بحث لورنس مع الأمير فيصل كيفية اقناع السوريين بتأييد الأنجليز في مواجهة الأتراك.
كانت لجنة الأمير فيصل التي يترأسها "علي رضا" و"شكري باشا الأيوبي" فيدمشق تستعد لإدارة شؤون المدينة حال انهيار الحكم التركي تفاديا لفراغ سياسي قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبه من الأمير فيصل.
قرر لورنس والشريف ناصر -أحد حلفاء الامير فيصل- إرسال أحد رجال الشريف ناصر لفتح قناة اتصال بين لورنس واللجنه. فوجئ مبعوث الشريف ناصر بأن "علي رضا" قد أرسل من قبل الأتراك لقيادة الجيش التركي المنسحب من منطقة الجليل هربا من مواجهة الفرقة الأسترالية بقيادة "شوفيل" وأن "شكري باشا الأيوبي" قد تلقى دعما هائلا من الأخوين الجزائريين "عبد القادر" و"محمد سعيد" لتشكيل حكومة وطنية ورفع الأعلام أمام الجيش التركي والألماني المنسحب. كان لورنس يكره الأخويين الجزائريين بشده حيث وصفهم بضيق نظرتهم وتعصبهم الديني وبأنهم كانوا يساعدون الأتراك عندما كانت الغلبه لهم.
دخل لورنس مع الشريف ناصر إلى دمشق مع ظهور أول الصباح. وكان الشريف ناصر يتلهف لدخول المدينة في المساء إلا أن لورنس حذره من ذلك لخطورة الظلام وأقنعه بأن ذلك ليس من مكانة الشريف ناصر بل عليه دخول دمشقفي وضح النهار. اتجه الشريف ناصر صوب سراي الحكومة.
علم لورنس أن الجنرال "شوفيل" قد وصل إلى جنوب دمشق فأسرع إليه يطلب منه أن يبقى يومين خارج المدينة لتهيئة الأوضاع ومنعا لإثارة الجماهير.
أصدر لورنس قراره بتعيين شكري باشا الأيوبي حاكما عسكريا ونوري السعيد قائدا للقوات المسلحه ساعيا بشتى الطرق لتهميش دور الأخويين الجزائريين. مما دفع الأخوين لمحاولة اغتيال لورنس لولا تدخل الشيخ "نوري شعلان" -أحد حلفاء الأمير فيصل- وعودة أبو تايه واعلانهم أن لورنس تحت حمايتهم.
حاول الأخوان اثارة القلاقل عن طريق تنظيم ثورة جماهيرية كبيرة بعد اثارة الجماهير واقناعه بأن الحكومة الجديدة عميلة للأجانب وأن الهدف منها انهاء الخلافه الإسلامية.
سارع لورنس إلى "نوري السعيد" الذي قام بنشر الفرق العسكرية في المناطق الاستراتيجية في المدينة والقبض على كل من يتظاهر ضد الحاكم العسكري "شكري باشا الأيوبي". بعد استتباب الأمن وفي صباح اليوم التالي وصل الجنرال اللنبي إلى دمشق بمرافقة الجنرال كلايتون والجنرال كونواليس وقد أظهروا جميعا امتنانهم للورنس.
تبع ذلك وصول الأمير فيصل إلى دمشق وقد حرص لورنس على استقباله لدى وصوله على متن القطار. هنا طلب لورنس من الجنرال اللنبي بالسماح له بالعودة إلى إنجلترا بعد انتهاء مهمته وتحقيق اهدافه. وأمام اصرار لورنس سمح له اللنبي بالعودة.
ع الأقل لم يرتكبوا مجازر كالتي ارتكبها العثمانيين
ليكن بعلمك هناك طريقة إعدام تركية قذرة تنفذ بالعرب لا اريد ذكرها من قذارتها ناهيك سرقتهم من حجرة النبي وقولهم ان النبي تركي والعياذ بالله
اللهم لك الحمد ان تخلصاً من العثمانيين و رحم الله أبناء القبائل العربية الأبطال