تناول تقرير في شبكة الجزيرة القطرية، افتتاح
تركيا معسكر تدريب عسكري في الصومال، هو الأكبر من نوعه خارج البلاد، بهدف مساعدة الصومال في إعادة بناء قواته، ولكي تحجز هي موقعها الحيوي ضمن سباق قوى عالمية على التمدد وكسب النفوذ.
وأشار تقرير الجزيرة إلى أن دور تركيا يتنامى في الصومال منذ سنوات، خاصة في المجالات الإنسانية والسياسية والتنموية، لكنه اتخذ هذه المرة بعدا آخر بانفتاح المعسكر التدريبي الكبير.
رئيس هيئة الأركان العامة
للجيش التركي خلوصي أكار، قال في كلمة له خلال الافتتاح: "بعد تركيا تعتبر هذه القاعدة التدريبية الأكبر من نوعها خارج البلاد نحن كحكومة تركيا وجيشها مصممون على تقديم كل الدعم اللازم وكل ما يتوفر لنا للأشقاء في الصومال".
ويهدف المعسكر الذي استغرق تشييده أكثر من سنتين إلى بناء قوات مدربة على المهارات القتالية وتزويدها بالمعدات اللازمة بالإضافة إلى تخريج مسؤولين عسكريين أكثر تنظيما واستعدادا وهو أمر قد يساعد الحكومة الصومالية في التغلب على المشاكل الأمنية.
من جهته، قال رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، إن أكبر عقبة تعترض الحكومة الصومالية هي الانفلات الأمني والإرهاب من أجل ضبط الأمن والاستقرار ودحر الإرهاب لابد من جيش صومالي مؤهل هذه القاعدة ستمكننا من تحقيق هذا الهدف.
وتزامن إنشاء معسكر مع تحديات أمنية تواجهها الحكومة الصومالية متماثلة في تهديدات حركة شباب المجاهدين وسوء الأوضاع الاقتصادية الذي يعرقل محاولاتها لإعادة بناء قواتها.
أمّا قائد القوات المسلحة الصومالية الجنرال أحمد جمعالي، فأشار إلى أن "من المشاكل التي عانيناها خلال الفترة الماضية عدم القدرة على تجهيز وتسليح مجندين بعد تدريبهم الأشقاء الأتراك يوفرون لنا في هذه القاعدة التدريب والتسليح معا".
يعاني الصومال منذ عام 91 من القرن الماضي من هشاشة المؤسسات العسكرية وذلك ما جعل الحكومة الصومالية تعتمد على القوات الإفريقية في حماية المواقع المهمة وتأمين المقار الحكومية.
وقالت الجزيرة إن المعسكر التركي هو أول معسكر تدريب من نوعه من حيث المساحة وتجهيز وتأمل الحكومة الصومالية أن يكون عاملا مساعدا لتأهيل الجيش الصومالي ورفع قدراته كي يتمكن من تحمل مسؤولية الأمن في البلاد.
من جهة أخرى، أشار تقرير ثان للجزيرة إلى أن تركيا تحجز من الصومال بوابة القرن الإفريقي موقعها الحيوي ضمن سباق قوى عالمية على التمدد وكسب النفوذ، حيث توجت أنقرة جهودها بافتتاح أكبر قواعدها العسكرية في الخارج بعد نحو عامين من الاهتمام والعطف شبه المتفرد على البلد الإفريقي المنهار.
معسكر ضخم يمتد على نحو أربعمائة هكتار أقيم جنوب العاصمة مقديشو مهمته الأساسية المعلنة تدريب الجيش الصومالي وفق مسؤولي البلدين.. ويتوق الصومال إلى أن تكون القاعدة التركية رافعة لإعادة تشكيل قواته المسلحة بعد أكثر من ربع قرن على تفككها واستئثار جماعات مسلحة وأمراء حرب بتركة الرئيس الأسبق محمد سياد بري.
وتقول مقديشو إن أكثر من عشرة آلاف عسكري سيخضعون للتدريب على أيدي ضباط أتراك ما يعزز جهود الجيش الصومالي في محاربة الجماعات المتشددة وعلى رأسها حركة الشباب المجاهدين التي شنت أحدث هجماتها في العاصمة قبل يوم واحد من تدشين المنشأة العسكرية التركية.
من زاوية تركيا يبدو الحدث متجاوزا مجرد التعاون الثنائي وتدريب القوات الصومالية، فالقاعدة تجعل تركيا واحدة من دول قلائل لها قواعد عسكرية في إفريقيا كالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بحسب الجزيرة.
وإذا كانت تلك الدول ذات وجود تاريخي معهود فإن الوجود التركي ربما يناظر وجودا طارئا على المنطقة، ففي جيبوتي على المدخل الجنوبي للبحر الأحمر افتتحت الصين قبل شهرين قاعدة عسكرية لها خارج حدودها.
كما تعتزم اليابان توسيع قاعدتها العسكرية في جيبوتي لموازنة ما تعتبره نفوذا صينيا متزايدا في المنطقة.
وبإنشاء قاعدتها في الصومال تبدو تركيا كمن يبعث برسائل لأطراف مختلفة خصوما وأصدقاء بأنها قادرة على التحرك بعيدا رغم خذلان الحليف الأطلسي واكتفائها بحرائق المنطقة الملتهبة من سوريا إلى كردستان العراق.
في سياق متصل، يقول تقرير صادر عن "مركز دراسات الاقتصاد والسياسة الخارجية"، إن الصومال مازال في صميم المنظور الجيو - سياسي التركي في القارة الافريقية في العقد الأول من القرن الـ21 وكانت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لهذا البلد في 2011 - حين كان رئيسا للوزراء في تركيا - نقطة تحول للعلاقات الثنائية المزدهرة بين
أنقرة و مقديشو.