خاضت القوى البحرية في الجمهورية العربية السورية لأول مرة في تاريخها الحديث معارك ضارية في حرب تشرين التحريرية بدأت في اليوم الأول لبداية هذه الحرب وانتهت في اليوم الذي انتهت فيه الحرب بين العرب وإسرائيل.
هذه الأعمال القتالية التي دارت في البحر وعلى الساحل جديرة بالاهتمام والدراسة، لأن طبيعة الصراع المسلح في البحر وعلى الساحل لها خصائصها المختلفة كل الاختلاف عن الصراع المسلح في البر والجو، وأهم هذه الخصائص:
1ـ سعة مسرح العمليات البحري.
2ـ طبيعة مسرح العمليات البحري (الوسط، الأنواء، الأعماق، إلخ...)
3ـ استخدام المناورة على نطاق واسع.
4ـ أهمية الأهداف الساحلية من الناحية الاستراتيجية وارتباطها بمسرح العمليات البحري الواسع.
وإذا علمنا أن البحرية السورية خاضت جميع معاركها ضد عدو متفوق في العتاد من الناحيتين الكمية والنوعية، وفي زمان ومكان كان العدو يختارهما، فإننا ندرك أهمية الدور المشرف الذي قامت به البحرية السورية في الدفاع عن مياهنا الإقليمية.
لقد قاتل رجال البحر بشرف ورجولة ولم يمكنوا العدو الإسرائيلي من تلويث شواطئ بلادنا. وفيما يلي تفاصيل المعارك الأربع التي جرت بين القوات البحرية السورية وقوات البحرية الإسرائيلية، وهي خير دليل على بطولات هؤلاء البحارة.
المعركة البحرية الأولى: =========
الزمان: ليلة 6- 7 تشرين الأول (( اوكتوبر)) عام 1973.
المكان: منطقة البحر المتوسط الواقعة بين جزيرة قبرص غرباً، ورأس البسيط إلى بانياس على الساحل العربي السوري شرقاً.
اسرائيل: 4-6 زوارق صواريخ + 10 كاسحات الغام + 2 طائرات عمودية بحرية + 6-8 وحدة غير معروفة
سير المعركة: =========
في الساعة 21,00 من يوم 6 تشرين الأول 1973، كانت الوحدات البحرية في مواقع انتشارها في الموانئ والمراسي، وكانت الزوارق والسفن المخصصة لأعمال المرور والدورية قد أخذت مكانها على خطوط الدورية، إلا زورقاً واحداً كان عليه أن يقوم بالتواجد على خط المرور بيروت - رأس جريكو، غير أنه لم ينجح في اتخاذ موقعه لعطل طارئ في أجهزة الاتصال.
كانت معلومات الاستطلاع تشير إلى أن وحدات بحرية معادية تبحر نحو الشمال دون أن يكون هناك أي تحديد لحجم هذه القوات ونوعها، وما هي وجهتها الحقيقية والأعمال القتالية التي ستنفذها.
انطلاقاً من هذه الحقائق وبعد حساب الزمن المتوقع لوصول هذه الوحدات إلى السواحل السورية، أعطيت الأوامر لقيادة زوارق الطوربيد والصواريخ بوضع الوحدات في درجة الاستعداد القتالي رقم واحد والخروج إلى البحر إلى نقاط التجمع الأكثر ملاءمة لخوض الأعمال القتالية.
أبحرت المجموعة الصاروخية المتمركزة في الموانئ الشمالية (اللاذقية وميناء البيضاء الحربي) باتجاه طرطوس، وعندما كانت هذه المجموعة في الموقع جنوب غرب اللاذقية مسافة 5ـ6 أميال أعلن قائد زورق الطوربيد الذي يقوم بالدورية على خط المرور رأس البسيط - رأس أندريا، عن اشتباكه بثلاثة زوارق معادية بالمدفعية.
واستمر في إعلان الموقف حتى فُقد الاتصال به، عندها أعلن مركز القيادة الرئيسي للقوى البحرية عن وجود وحدات بحرية معادية والاشتباك مع هذه الوحدات المعادية بزورق الدورية على خط البسيط - رأس أندريا، وأبلغ ذلك جميع الوحدات البحرية وصدر الأمر إلى كاسحة الألغام الموجودة غربي اللاذقية بالانسحاب باتجاه الشاطئ لتكون تحت حماية المدفعية الساحلية وبعيدة عن مسرح الاشتباكات البحرية القادمة بين الزوارق السورية ووحدات العدو البحرية المقتربة.
وفي الوقت ذاته، أعلنت مجموعة زوارق الصواريخ بقيادة المقدم البحري قاسم بيضون عن اكتشاف مجموعة أهداف باتجاه 275 مسافة 27 ميلاً من اللاذقية ومجموعة أهداف جنوب غربي اللاذقية، على مسافة 18 ميلاً. وكان واضحاً كل الوضوح أن مجموعة الأهداف الأولى هي نفسها التي كانت قد اشتبكت بزورق الدورية.
صدرت الأوامر من مركز القيادة الرئيسي إلى المجموعة الضاربة (مجموعة زوارق الصواريخ) بتدمير مجموعة الأهداف المكتشفة على مسافة 27 ميلاً اتجاه 275. قامت المجموعة الضاربة بتوجيه ضربة صاروخية على مجموعة الأهداف المعادية، ونفذت هذه الضربة بكل ثقة وتصميم. غير أن أحد صواريخ الزورق الرباعية لم ينطلق في أثناء المسير على خط سير القتال. فعزم قائد المجموعة وقائد الزورق على أن يصبا صواريخهما كلها على وحدات العدو فأعادوا الكرة وأطلقا الصواريخ رغم معرفته بما في ذلك من خطر كبير على انسحابها لاقتراب المسافة بينها وبين العدو.
وقد أعلن قائد المجموعة بكل ثقة وتأكيد عن أن نتيجة الضربة التي وجهت قد دمرت خمسة أهداف بحرية معادية رصدت إصاباتها على شاشة الرادار.
وأخذت تظهر بعد ذلك مجموعات الأهداف البحرية المعادية على شاشات الرادارات الساحلية حيث رصدت مجموعة أهداف سريعة مكونة من ثلاثة أهداف على مسافة 18 ميلاً شمال غربي اللاذقية، ومجموعة أخرى مكونة من عشرة أهداف يسير كل هدفين منها، أحدهما قرب الآخر. وكانت هذه المجموعة بطيئة الحركة، والمجموعتان تسيران باتجاه ميناء اللاذقية. وأعلن في الوقت ذاته عن وجود ثلاث طائرات عمودية فوق مربض المدفعية الساحلية قرب قرية الشامية شمال اللاذقية، كما أعلن عن وجود أربع طائرات عمودية فوق منطقة جبلة. وأفادت المشاهدات البصرية أن صواريخ تطلق باتجاه منطقة وجود الكاسحة.
بدأت المدفعية الساحلية اشتباكها بالأهداف المعادية المتقدمة نحو ميناء اللاذقية بينما كانت هذه الأهداف تدخل المدى الأقصى للمدفعية الساحلية. وعند وصولها إلى مسافة9 - 10 أميال من الميناء، وتحت ضغط رمايات المدفعية الساحلية التي كانت كفاءتها في العمل عالية ومردودها ممتازاً، غيرت خط سيرها الجنوبي الشرقي واستمرت المدفعية بقصف الأهداف البحرية المعادية المتقدمة. انقسمت هذه الأهداف إلى مجموعتين، إحداهما مكونة من 6 أهداف سريعة خط سيرها باتجاه الجنوب الشرقي متحاشية رمايات مدفعيتنا الساحلية. وقد رصدت في المنطقة رمايات صواريخ معادية واشتباك بالمدفعية الخفيفة بين زوارقنا وزوارق العدو جنوب غربي جبلة وعلى مقربة من الساحل، وأثناء ذلك قطع الاتصال بمجموعة الزوارق الصاروخية.
في الساعة 00,40، بدأت الوحدات البحرية المعادية بالانسحاب من مسرح العمليات البحري. ثم رُصد عدد من الطائرات العمودية المعادية تعمل في منطقة الضربة التي قامت بها الزوارق الصديقة لمدة تزيد على الساعة بعد انسحاب الوحدات البحرية. كما رصدت وحدة بحرية كبيرة في المنطقة نفسها إلى جانب وحدة بحرية أخرى على مسافة 40 ميلاً شمال غربي اللاذقية.
الاستنتاج: ======
من تشكيل وحدات العدو البحرية والجوية وتقدير الموقف يمكننا أن نستنتج ما يلي:
1ـ أشرك العدو في هذه العملية 18-20 قطعة بحرية ومن 6- 8 طائرات عمودية. كان تقديرنا أن العدو يستهدف أحد الغرضين التاليين:
اقتحام ميناء اللاذقية وتدمير الوحدات البحرية الموجودة فيه وتدمير المنشآت وتعطيل المرفأ لفترة زمنية ثم الانسحاب.
القيام بإنزال بحري في جنوب اللاذقية، وهو الاحتمال الأضعف، لاسيما أن القوات التي يمكن أن يحملها العدو على السفن والزوارق التي رصدت على مسرح العمليات لا تتيح له القيام بمثل هذا العمل.
2ـ إن قيام العدو بهذه العملية وإشراك هذا العدد من القطع البحرية في اليوم الأول لبدء الأعمال القتالية دليل واضح على أنه قد حضَّر لهذه العملية قبل زمن لا يقل عن 48 ساعة في أي حالٍ من الأحوال.
3ـ استخدام العدو الطائرات العمودية على نطاق واسع لأغراض متعددة منها الاستطلاع، ومعرفة أماكن الوحدات البحرية الصديقة وكشفها، وإشغال القيادة البحرية السورية في أماكن بعيدة عن مسرح العمليات، إلخ...
4ـ فقد العدو بعض وحداته. وهو أمر رصدته وأثبتته الوحدات البحرية الصديقة التي نفذت الضربة، كما رصدت البحرية الصديقة أثناء انسحاب العدو أن محطته اللاسلكية الرئيسية تنادي خمس وحدات بحرية من وحداته، وتسأل الوحدات الأخرى التي اشتركت في المعركة عنها، إلا أنه لم يردها أي جواب من الوحدات الخمس المذكورة، وأجابت بقية الوحدات البحرية المعادية في آن واحد بأنها لا تعرف شيئاً عنها، كما التقط على الشاطئ السوري رداءا إنقاذ لبحارين إسرائيليين عليهما دماء.
5ـ سواء كان العدو سينفذ الاحتمال (أ) أو الاحتمال (ب)، فمما لا شك فيه أن مفاجأته بضربة صاروخية قوية من وحدات البحرية بعد أقل من 30 دقيقة من تماسه بها وهي تقوم بالمرور، ومن اتجاه غير متوقع، قد جعله في وضع حرج كل الحرج. كما أن نيران المدفعية الساحلية التي أسرعت بصب قذائفها على تشكيلاته بعنف وغزارة أثرت تأثيراً كبيراً على قراره، لاسيما أن دقة النيران وغزارتها كانتا تزدادان كلما اقترب العدو من الشواطئ.
إن هذه المعركة البحرية الصغيرة بحجمها، كانت كبيرة بنتائجها. فعلى الصعيد العسكري، لم يحقق العدو أهدافه العسكرية من هذه العملية على الرغم من اشتراك العدد الكبير من وحداته البحرية بها. كما أن القوات البحرية استطاعت في هذه المعركة أن تعرف الكثير عن تكتيك العدو وتشكيلاته وطريقة تنفيذه للأعمال القتالية، وعلى ضوء هذه المعركة غيرت أسلوبها في القتال معه. أما على الصعيد المدني، فقد كان ارتياح المواطنين واطمئنانهم، واضحين عندما شاهدوا وسمعوا صواريخ بحريتنا ومدفعيتها تصب الحمم على الأعداء وتدمر وحداته المعتدية.
الزمان: ليلة 10-11 تشرين الأول عام 1973.
المكان: على طول الساحل العربي السوري وعمقاً حتى 30 ميلاً.
القوات المشتركة في هذه المعركة =========
سورية: 5 زوارق صاروخية + 2 كتيبة دفاع ساحلية
اسرائيل: 3-6 زورق طوربيد + 4 زورق صواريخ + 1-2 غواصة + 4-6 حوامة بحرية + 1 سفن + 4 وحدة غير معروفة
سير المعركة: ======
في نهاية ذلك اليوم كان العدو قد قام بقصف القاعدة البحرية (الميناء البيضاء) وأعلن أنه دمر قيادة القوى البحرية. كانت الرادارات تعمل وفق خطتها، والمراقبة البصرية تأخذ دورها والآذان تصغي وتحصي كل صوت وكل حركة على الشاطئ وفي البحر.
وفي الساعة 23,00 من يوم 10 تشرين ظهرت على شاشات الرادار أهداف صغيرة في مناطق متفرقة على الساحل، لاسيما أمام مينائي اللاذقية وطرطوس.كما أعلن عن وجود وحدات بحرية صغيرة رُصدت بالسمع وبالبصر إلى شمال اللاذقية وجنوبي طرطوس.
كان اكتشاف هذه الوحدات يشير إلى اقتراب نشوب المعركة. لذلك رفعت درجة استعداد جميع الوحدات لخوض الأعمال القتالية.
وفي الساعة 00,50 يوم 11/10، أعلن عن اكتشاف مجموعة أهداف مكونة من 6 أهداف جنوب غربي اللاذقية على مسافة 25 ميلاً.
وفي الساعة 1,05 - 1,10 من التاريخ ذاته، ظهرت في آن واحد مجموعات الأهداف التالية، نعددها من الشمال إلى الجنوب:
• مجموعة 3- 4 أهداف إلى شمال غربي اللاذقية، على مسافة 20 ميلاً.
• مجموعة 3 أهداف إلى غربي أم الطيور (طرنجة) شمال اللاذقية ، على مسافة 17 ميلاً.
• مجموعة 3- 4 أهداف إلى غربي رأس ابن هانئ على مسافة 12 ميلاً.
• مجموعة 4- 6 أهداف إلى شمال غربي طرطوس، على مسافة 17 ميلاً.
أعلن عن اكتشاف طائرات عمودية فوق منطقة اللاذقية وطرطوس وبانياس، كما أعلن عن سماع تفجيرات في البحر في مواقع متفرقة.
وبعد قيام قيادة البحرية بتحليل الموقف أصدرت الأوامر لمجموعة زوارق الصواريخ المتمركزة في اللاذقية (زورق صاروخي رباعي + زورقي صواريخ ثنائية) لتوجيه ضربات بالصواريخ إلى المجموعات المعادية المتقدمة نحو ميناء اللاذقية من الشمال والشمال الغربي، كما أصدرت الأوامر في آن واحد إلى سرب زوارق صواريخ (2 زورق صواريخ ثنائي) يتمركز في طرطوس لتوجيه ضربة بالصواريخ إلى مجموعة الأهداف المتقدمة نحو بانياس.
في الساعة 1,35 قامت مجموعة زوارق الصواريخ في منطقة اللاذقية بتوجيه ضربات صاروخية إلى الأهداف المحددة وأعلنت عن إصابة 3 أهداف رصدت بالرادار. وبدأت بالانسحاب نحو الميناء بعد أن نفذت ضرباتها الصاروخية.
وبينما كانت الزوارق المعادية توجه صواريخها إليها، اشتبكت مدفعية الزوارق بالصواريخ المعادية وهي تتفاداها بالمناورة الماهرة. وقد تمكنت، بفضل يقظة القادة ومهارتهم، على الرغم من كثافة نيران مدفعية العدو وصواريخه، من دخول الميناء سالمة.
ونخص بالذكر، الزورق الصاروخي الرباعي الذي تعرض لأربعة صواريخ معادية، تمكن من إسقاط اثنين منها بمدفعيته وتفادي اثنين آخرين بالمناورة الماهرة.
وفي أثناء انسحاب زوارقنا إلى ميناء اللاذقية بدأت مدفعيتنا الساحلية بفتح نيرانها على وحدات العدو البحرية التي حاولت تدمير زوارقنا، وتدمير خزانات البترول في اللاذقية وتدمير ميناء اللاذقية في محاولات يائسة استمرت قرابة الساعة الكاملة، انكفأت بعدها مرتدة تحت ضغط نيران المدفعية الساحلية بدون أن تتمكن من تحقيق أي من أهدافها: (خزانات البترول - المرفأ -الوحدات البحرية التي وجهت ضربتها).
وعلى الرغم من استماتة العدو في تحقيق أهداف هجومه، تمكنت نيران مدفعيتنا الساحلية من رده على أعقابه، واعترف العدو بإصابة أربعة من أهدافه. شاركت المدفعية المضادة للطائرات في الرمي على الأهداف البحرية المعادية ضمن مديات الرمي وكان ذلك مجدياً وفعالاً، إذ تحقق التعاون بوضوح.
وبينما كانت هذه المعركة تدور في القطاع الشمالي كانت تدور معركة مشابهة لها في القطاع الجنوبي (بانياس وطرطوس)، فقد قام سرب زوارق الصواريخ بتوجيه ضربة إلى الأهداف المتقدمة نحو طرطوس وأعلن عن تحقيق إصابة هدف معاد رصدت على شاشة الرادار وانسحب سرب الزوارق السورية باتجاه طرطوس حيث لحقت به زوارق معادية محاولة تدميره. إلا أن المدفعية الساحلية فتحت نيرانها على الزوارق المعادية وأجبرتها على التراجع.
وحاولت مجموعة مكونة من زورقين معاديين قصف خزانات البترول في طرطوس إلا أن المدفعية الساحلية فتحت نيرانها على هذه الزوارق وأجبرتها على الانسحاب بعد إخفاقها في تحقيق مهمتها.
وفي الساعة 1,45، أعلن أن خزانات البترول في بانياس قد قصفت من البحر وأن النيران بدأت تشتعل فيها، كما أن وحدة بحرية عادت وقصفت الخزانات مرة ثانية في الساعة 2,30.
بدأت الوحدات المعادية بالانسحاب من مسرح العمليات البحري في الساعة 2,40 من صباح يوم 11/10/1973، وانتهى الرصد الراداري لجميع الأهداف على مسرح العمليات في الساعة 3,40 من اليوم ذاته.
استنتاج: =======
تعد هذه المعركة أكبر معركة بحرية خاضتها القوى البحرية العربية السورية ودامت فترة زمنية كبيرة إذا ما قيست بالمعارك البحرية الأخرى.
وبالمقابل أشرك العدو 14- 16 وحدة بحرية وفقاً للرصد الراداري و4- 6 طائرات عمودية. وقد اتبع العدو الإسرائيلي الأسلوب التالي:
1ـ استطلع العدو مسرح العمليات بطائراته العمودية، كما أنزل زوارق صغيرة، (يحتمل أنها من الغواصات)، لاستطلاع رسو الوحدات البحرية السورية ومناطقها.
2ـ شكل العدو قواته على أساس مجموعات ضاربة صغيرة تتكون كل مجموعة من 3-6 وحدات.
3ـ ظهرت المجموعات الحقيقية في وقت واحد على شاشات الرادارات وفي أضعف مناطق الكشف الراداري.
4ـ استخدم العدو الطائرات العمودية كأهداف بحرية للتشويش، كما استخدمها لتصحيح رمي المدفعية، ولعمليات الإنقاذ وكذلك للدلالة على مكان وحداتنا البحرية.
5ـ استهدف العدو المنشآت البترولية في اللاذقية وبانياس وطرطوس، كما استهدف مينائي اللاذقية وطرطوس، وقد خطط لتنفيذ هذه الأعمال بتوقيت واحد.
6ـ استخدم العدو التشويش الراداري واستخدم الأهداف الكاذبة كما استخدم المحادثات الخداعية.
7ـ أخفق العدو في تحقيق أي من أهدافه واستطاع فقط إصابة خزانات البترول في بانياس.
8ـ تم اكتشاف مجموعات العدو في الوقت المناسب.
9ـ تمكنت وحداتنا البحرية من توجيه ضرباتها إلى وحدات العدو البحرية وإصابتها، وتمكنت من الانسحاب إلى قواعدها مستفيدة من دروس المعركة الأولى ومبرهنة على حنكة كبيرة.
10ـ استطاعت المدفعية الساحلية تغطية انسحاب زوارق الصواريخ الصديقة وأربكت العدو عند مهاجمتها الزوارق السورية.
11ـ تمكنت المدفعية الساحلية من إحباط مهمة زوارق العدو عند اقترابه من الشاطئ، ولم تمكنه من اتخاذ مواقع إطلاق، حتى أن بعض رشقات المدفعية التي وجهها إلى خزانات البترول أتت بعيدة جداً عن الخزانات، بينما استطاع أن يحقق نجاحاً في ضرب خزانات البترول في بانياس على الرغم من توجيه ضربة بالصواريخ إلى وحدات الحماية المتقدمة نحو بانياس.
وبصورة عامة يمكننا القول أن إغارة العدو التي حُشد لها عدد كبير من الوحدات البحرية، ساعدتها في ذلك الغواصات والحوامات، لم تتمكن إلا من تنفيذ جزء بسيط من المهام المسندة إليها. وكان ذلك بسبب يقظة وحدات البحرية وجاهزيتها العالية بزوارقها ومدفعيتها الساحلية. وقد أثبتت هذه المعركة دور المدفعية الساحلية الهام في صد الإغارات البحرية عن الساحل.
المكان: الساحل العربي السوري من الحدود اللبنانية جنوباً وحتى طرطوس شمالاً وعمقاً في البحر حتى 20 ميلاً.
القوات المشتركة في هذه المعركة =========
سورية: 2 زورق صواريخ + 4 سرايا مدفعية ساحلية
اسرائيل : 2 غواصة + 7-8 وحدة مجهولة سريعة + 5-6 قارب صغير + 3 طائرة عمودية
سير المعركة: ========
بدأت ترد إلى مركز القيادة الرئيسي للبحرية معلومات تنبئ عن اكتشاف أهداف بحرية صغيرة شوهدت بالنظر وبالرادارات، كما أعلن عن اكتشاف طائرات عمودية فوق مناطق اللاذقية وبانياس وطرطوس. واستمر ورود المعلومات عن الأهداف بدون انقطاع مدة خمس ساعات أسندت خلالها قيادة البحرية مهمة البحث عن الزوارق الصغيرة المعلن عنها إلى زوارق الطوربيد في الاتجاهات الخطرة ولكنها لم تعثر على أي منها.
في الساعة 23,30، أُعلن عن رصد مجموعتي أهداف بحرية، الأولى إلى غربي الخرابة ـ الحدود على مسافة 10 أميال، والثانية إلى غربي الحميدية على مسافة 17 ميلاً. كما رصد هدف واحد غربي العريضة على مسافة 7 أميال.
بعد تحليل الموقف وحساب خطوط السير والسرعات، صدرت الأوامر لسرب زوارق صواريخ ثنائي في طرطوس لتنفيذ ضربة بالصواريخ على مجموعة الأهداف جنوب غرب طرطوس، كما صدرت الأوامر لكتيبة المدفعية الساحلية السورية بفتح النار على الأهداف المعادية المقتربة من الساحل عند دخولها المدى المجدي للسلاح.
وفي الساعة 00,05 من تاريخ 12/10، نفذ سرب زوارق الصواريخ رشقة ثنائية وأعلم عن تدمير هدف رصد بالرادار. ولم يتمكن الزورق الثاني من إطلاق صواريخه لغزارة النيران والصواريخ التي وجهت إلى السرب بعد إطلاق الصواريخ من زورق القيادة.
واستطاع الزورق الذي نفذ الإطلاق الإفلات من صواريخ العدو بالمناورة والمدفعية وكذلك الزورق الثاني. غير أنه ارتطم في أثناء مناورته بحاجز الأمواج فتعطل، وفي آن واحد، بدأت المدفعية الساحلية بفتح النار على الأهداف البحرية المعادية لتحمي انسحاب الزوارق الصديقة ولتدمر الزوارق المعادية المقتربة من الساحل، إذ أن إحدى الوحدات المعادية حاولت رمي خزانات البترول في طرطوس، فأرغمتها نيران المدفعية الساحلية على الانسحاب بعد أن أخفقت في تنفيذ مهمتها.
واستمرت معركة المدفعية مع الوحدات البحرية المعادية زهاء 45 دقيقة، انسحب بعدها العدو.
الاستنتاج: =====
حاول العدو إشغال القيادة فترة زمنية طويلة قبل أن يبدأ أعماله القتالية ليجعل الجو متوتراً على المستويات كلها.
كان هدف العدو تدمير خزانات البترول في طرطوس وكذلك ميناء طرطوس والوحدات البحرية التي تخرج إلى البحر لملاقاته.
استخدم العدو وحدات سريعة للأعمال القتالية وكذلك استخدم التشويش الراداري والأهداف الخداعية.
أثبتت المدفعية الساحلية للمرة الثانية قدرتها على مقارعة الأهداف البحرية المعادية، وحالت دون تنفيذ مهامها.
وهكذا لم يستطع العدو تحقيق أي هدف من أهدافه على الرغم من إصراره ومحاولاته المتكررة التي انتهت بالإخفاق.
المكان: الساحل العربي السوري من اللاذقية شمالاً وحتى طرطوس جنوباً.
القوات المشتركة في هذه المعركة ==========
سورية : 3 زوارق صواريخ
اسرائيل : 1 سفينة قيادة + 8-9 وحدة بحرية غير معروفة + 4-6 طائرات عمودية
سير المعركة: =======
بدأت هذه المعركة عندما أعلن في الساعة 23,00 من يوم 23 تشرين الأول من عام 1973 على مسافة 20 ميلاً شمال غربي طرطوس، وفي آن واحد عن اكتشاف مجموعة أهداف بحرية مكونة من 8 أهداف بحرية على مسافة 24 ميلاً غربي بانياس، ومتجهة إليها. ثم انفصل منها زورقان اتجها إلى اللاذقية بخط سير شمال شرقي، كما أُعلن عن وجود طائرات عمودية فوق مناطق طرطوس - بانياس - اللاذقية.
عمم هذا الموقف، وأصدرت قيادة البحرية الأوامر إلى زورق صواريخ رباعي في طرطوس لتوجيه ضربة بالصواريخ إلى الأهداف المتقدمة نحو بانياس، وكذلك أصدرت الأمر إلى زورق صواريخ ثنائي من اللاذقية بتوجيه ضربة بالصواريخ إلى الأهداف المتقدمة إلى جنوبي اللاذقية، وأصدرت الأوامر إلى زورق صواريخ ثنائي آخر من اللاذقية بضرب الأهداف المعادية، المشاهدة أمام بانياس، عند انسحابها ووصولها إلى منطقة تتيح الإطلاق عليها.
في الساعة 23,45، رُصدت وحدات بحرية تقوم بالرمي على خزانات النفط في بانياس وطائرات عمودية تضيء جو المعركة وتقوم أيضاً بقصف الخزانات.
نفذت زوارق الصواريخ رشقتين ثنائيتين في وقت واحد من الجنوب (طرطوس)، ومن الشمال (اللاذقية) ثم تلتهما رشقة ثنائية من الجنوب على الأهداف المحددة. أُعلن بعدها عن إصابة وحدتين رصدتا بالرادار وشوهدتا بالعين المجردة من نقاط المراقبة على الساحل وعادت الوحدات السورية إلى قواعدها سالمة.
في الساعة 1,35 من يوم 24/10/1973 بدأت وحدات العدو البحرية التي قصفت خزانات النفط في بانياس، بالانسحاب وتجمعت في النقطة 12 ميلاً غربي بانياس واتجهت غرباً.
استمر وجود الطائرات العمودية على طول الساحل، من طرطوس إلى اللاذقية، حتى الساعة 2,15 واشتبكت المدفعية المضادة وكذلك الصواريخ المضادة المتمركزة في اللاذقية بهذه الطائرات. وفي الساعة 1,15، فتحت النار على طائرة عمودية مرت فوق محطة الرادار في الرويسة.
الاستنتاج: ======
1ـ دلت المعركة على ما يشوب الوحدات البحرية المعادية المهاجمة من ضعف واضح، على الرغم من كثافة الطائرات العمودية التي ساعدتها في تنفيذ مهمتها.
2ـ لم تنجح الوحدات البحرية في قصف خزانات النفط في بانياس لأن الوحدات التي نجحت في الاقتراب من الشاطئ غير مزودة بمدفعية ذات أعيرة كبيرة.
3ـ إن الطائرة العمودية هي التي استطاعت قصف الخزانات بعد أن أضاءت جو المعركة، لأن الوحدات البحرية المعادية أخفقت في تنفيذ مهمتها.
4ـ من المحتمل، والحالة هذه أن لا يكون الهدف الرئيسي للوحدات البحرية المعادية قصف خزانات البترول، وإنما جر الوحدات البحرية السورية لمعركة مع الطائرات العمودية والزوارق.
5ـ إن مفاجأة العدو برشقات الصواريخ التي أصابت منه مقتلاً، والتي وجهت إليه من اتجاهين مختلفين (اللاذقية - طرطوس) في آن واحد، حالت دون تنفيذ مهمته.
6ـ لم تصب الخزانات إلا من الاتجاهين الشمالي والجنوبي. وهذا ما يثبت أن الاتجاه البحري لم يستطع الرمي على الخزانات. وقد جاء في تقرير اللجنة المشكلة لهذه الغاية أنها لم تعثر على أي آثار لرمايات المدفعية من اتجاه البحر.
7ـ استطاعت وحداتنا البحرية الاشتباك بوحدات البحرية من اتجاهين مختلفين في آن واحد. وهذا ما أربك قيادته، لاسيما أن تركيز العدو كان باتجاه اللاذقية، بينما كانت الضربة الرئيسية من اتجاه طرطوس.
8ـ أكثر العدو من استخدام الشهب في هذه المعركة ولم يستخدم الأهداف الرادارية الخداعية، بل وحدات صغيرة أمام موانئ طرطوس والبيضاء، واستخدم أيضاً التشويش الراداري مما حال دون تنفيذ المهمة الملقاة على عاتق الزورق الصاروخي الثنائي.
9ـ اتصفت هذه المعركة بهدوء أعصاب القادة المنفذين وتصميمهم الكامل على تدمير العدو والانتقام لأرواح الشهداء الأبطال.
10ـ رغم إصابة قائد أحد الزوارق وسبعة من عناصره أثناء دخوله الميناء فقد تمكن بأعصاب حديدية من الدخول بسلام منقذاً زورقه وطاقمه بعد أن أدى واجبه.
تميزت أعمال العدو القتالية في البحر بالنقاط التالية:
1ـ تفوق العدو بوسائط الاستطلاع المباشر التي كانت تعمل أثناء المعركة دون انقطاع (طائرات عمودية - غواصات - إلخ..).
2ـ مقدرة وحداته البحرية على البقاء في البحر فترات زمنية كبيرة دليل على تمتعها بإمكانات فنية جيدة.
3ـ استخدام العدو لوحداته البحرية بوتيرة عالية جداً وهذا ما يحمل على الاستنتاج أنه يملك طواقم إضافية أو أن لديه وحدات أكثر عدداً مما هو معروف، لاسيما أن حالة البحر في كثير من أيام المعارك لم تكن تلائم عمل هذه الوحدات. ولم تكن تستطيع، هي وأطقمها من الخروج مرة ثانية أو في اليوم التالي مباشرة (أعطال، إنهاك الطاقم.. إلخ..).
4ـ استخدام العدو في معظم معاركه، لاسيما التي أشرك فيها عدداً كبيراً من الوحدات، قيادة متحركة تتمركز بعيداً عن مسرح العمليات، كما استخدم التشويش الراداري واللاسلكي والأهداف الخداعية استخداماً واسعاً.
5ـ خطط العدو أعماله القتالية لكي تتم على أساس قيامه بها في ساعات الظلام ليضمن نجاح التشويش الراداري واللاسلكي والأهداف الخداعية. وغطى هذه الناحية باستخدام الحوامات والزوارق المطاطية والغواصات واستغنى في آن واحد عن استخدام الطيران على الاتجاه البحري في أثناء أعماله القتالية في البحر (تغطية ودعم.. إلخ..).
6ـ استخدام العدو الطائرات العمودية في جميع معاركه البحرية، استخداماً واسعاً ولأغراض متعددة، وكان لاستخدام هذه الطائرات العمودية أثر كبير بل وأساسي في نجاحه في بعض المهام حتى أنه عهد إليها بتنفيذ إحدى المهام الموكلة للوحدات البحرية، عندما فشلت هذه في تنفيذها: (ضرب خزانات البترول في بانياس تاريخ 24/10/1973).
على الرغم من هذه المميزات التي أتاحها العدو لوحداته، يمكن القول أنها لم تستطع تنفيذ المهام المحددة لها على الساحل العربي السوري. ولو استعرضنا المعارك البحرية، التي دارت والأعمال القتالية التي لم يرد ذكرها في المعارك البحرية،
لرأينا أن مهام العدو تركزت على ما يلي:
1ـ تدمير خزانات البترول في كل من ميناء اللاذقية وميناء بانياس وميناء طرطوس.
2ـ تدمير كل من ميناء اللاذقية وميناء طرطوس بمحاولات متعددة، استخدم فيها أسلحة مختلفة (ضفادع بشرية، صواريخ، مدفعية، وحدات اقتحام).
3ـ تدمير الوحدات البحرية سواء في عرض البحر أو في قواعدها.
4ـ منع وحداتنا من الوصول إلى سواحله وخطوط مواصلاته البحرية.
5ـ عرقلة خطوط مواصلاتنا البحرية (منع الإمداد بالذخيرة والأسلحة القادمة من الاتجاه البحري).
ولقد استطاعت وحدات القوى البحرية السورية إحباط أعمال العدو في تنفيذ هذه المهام كما تميزت أعمالها القتالية بما يلي:
1ـ السيطرة الكاملة على جميع الوحدات الموجودة في البحر وعلى الساحل.
2ـ قيادة جميع الأعمال القتالية قيادة مركزية.
3ـ تغيير الخطط وفقاً لمعطيات الموقف.
4ـ الجاهزية القتالية العالية وإرادة القتال في كل المستويات.
5ـ استخدام المدفعية الساحلية ودورها البارز في منع العدو من تحقيق مهامه على الساحل.
6ـ تعاون الأسلحة البحرية في تنفيذ مهمة واحدة (مدفعية ساحلية، وحدات الدفاع المحلي، زوارق طوربيد، زوارق صواريخ... إلخ..).
ولكن العدو استطاع بأعماله التعرضية منع وحداتنا من الوصول إلى سواحله وخطوط مواصلاته البحرية، وذلك بإشغال وحداتنا البحرية بشكل متواصل. كما استطاع الوصول إلى هدف ساحلي واحد (خزانات البترول في بانياس) بعد إغارة مركزة على جميع الأهداف الحيوية الساحلية، ولقد حاول إعادة ضربها ثانية يوم 24/10/1973، فأخفق ونال عقابه.
خاضت القوى البحرية في الجمهورية العربية السورية لأول مرة في تاريخها الحديث معارك ضارية في حرب تشرين التحريرية بدأت في اليوم الأول لبداية هذه الحرب وانتهت في اليوم الذي انتهت فيه الحرب بين العرب وإسرائيل.
هذه الأعمال القتالية التي دارت في البحر وعلى الساحل جديرة بالاهتمام والدراسة، لأن طبيعة الصراع المسلح في البحر وعلى الساحل لها خصائصها المختلفة كل الاختلاف عن الصراع المسلح في البر والجو، وأهم هذه الخصائص:
1ـ سعة مسرح العمليات البحري.
2ـ طبيعة مسرح العمليات البحري (الوسط، الأنواء، الأعماق، إلخ...)
3ـ استخدام المناورة على نطاق واسع.
4ـ أهمية الأهداف الساحلية من الناحية الاستراتيجية وارتباطها بمسرح العمليات البحري الواسع.
وإذا علمنا أن البحرية السورية خاضت جميع معاركها ضد عدو متفوق في العتاد من الناحيتين الكمية والنوعية، وفي زمان ومكان كان العدو يختارهما، فإننا ندرك أهمية الدور المشرف الذي قامت به البحرية السورية في الدفاع عن مياهنا الإقليمية.
لقد قاتل رجال البحر بشرف ورجولة ولم يمكنوا العدو الإسرائيلي من تلويث شواطئ بلادنا. وفيما يلي تفاصيل المعارك الأربع التي جرت بين القوات البحرية السورية وقوات البحرية الإسرائيلية، وهي خير دليل على بطولات هؤلاء البحارة.
المعركة البحرية الأولى: =========
الزمان: ليلة 6- 7 تشرين الأول (( اوكتوبر)) عام 1973.
المكان: منطقة البحر المتوسط الواقعة بين جزيرة قبرص غرباً، ورأس البسيط إلى بانياس على الساحل العربي السوري شرقاً.
اسرائيل: 4-6 زوارق صواريخ + 10 كاسحات الغام + 2 طائرات عمودية بحرية + 6-8 وحدة غير معروفة
سير المعركة: =========
في الساعة 21,00 من يوم 6 تشرين الأول 1973، كانت الوحدات البحرية في مواقع انتشارها في الموانئ والمراسي، وكانت الزوارق والسفن المخصصة لأعمال المرور والدورية قد أخذت مكانها على خطوط الدورية، إلا زورقاً واحداً كان عليه أن يقوم بالتواجد على خط المرور بيروت - رأس جريكو، غير أنه لم ينجح في اتخاذ موقعه لعطل طارئ في أجهزة الاتصال.
كانت معلومات الاستطلاع تشير إلى أن وحدات بحرية معادية تبحر نحو الشمال دون أن يكون هناك أي تحديد لحجم هذه القوات ونوعها، وما هي وجهتها الحقيقية والأعمال القتالية التي ستنفذها.
انطلاقاً من هذه الحقائق وبعد حساب الزمن المتوقع لوصول هذه الوحدات إلى السواحل السورية، أعطيت الأوامر لقيادة زوارق الطوربيد والصواريخ بوضع الوحدات في درجة الاستعداد القتالي رقم واحد والخروج إلى البحر إلى نقاط التجمع الأكثر ملاءمة لخوض الأعمال القتالية.
أبحرت المجموعة الصاروخية المتمركزة في الموانئ الشمالية (اللاذقية وميناء البيضاء الحربي) باتجاه طرطوس، وعندما كانت هذه المجموعة في الموقع جنوب غرب اللاذقية مسافة 5ـ6 أميال أعلن قائد زورق الطوربيد الذي يقوم بالدورية على خط المرور رأس البسيط - رأس أندريا، عن اشتباكه بثلاثة زوارق معادية بالمدفعية.
واستمر في إعلان الموقف حتى فُقد الاتصال به، عندها أعلن مركز القيادة الرئيسي للقوى البحرية عن وجود وحدات بحرية معادية والاشتباك مع هذه الوحدات المعادية بزورق الدورية على خط البسيط - رأس أندريا، وأبلغ ذلك جميع الوحدات البحرية وصدر الأمر إلى كاسحة الألغام الموجودة غربي اللاذقية بالانسحاب باتجاه الشاطئ لتكون تحت حماية المدفعية الساحلية وبعيدة عن مسرح الاشتباكات البحرية القادمة بين الزوارق السورية ووحدات العدو البحرية المقتربة.
وفي الوقت ذاته، أعلنت مجموعة زوارق الصواريخ بقيادة المقدم البحري قاسم بيضون عن اكتشاف مجموعة أهداف باتجاه 275 مسافة 27 ميلاً من اللاذقية ومجموعة أهداف جنوب غربي اللاذقية، على مسافة 18 ميلاً. وكان واضحاً كل الوضوح أن مجموعة الأهداف الأولى هي نفسها التي كانت قد اشتبكت بزورق الدورية.
صدرت الأوامر من مركز القيادة الرئيسي إلى المجموعة الضاربة (مجموعة زوارق الصواريخ) بتدمير مجموعة الأهداف المكتشفة على مسافة 27 ميلاً اتجاه 275. قامت المجموعة الضاربة بتوجيه ضربة صاروخية على مجموعة الأهداف المعادية، ونفذت هذه الضربة بكل ثقة وتصميم. غير أن أحد صواريخ الزورق الرباعية لم ينطلق في أثناء المسير على خط سير القتال. فعزم قائد المجموعة وقائد الزورق على أن يصبا صواريخهما كلها على وحدات العدو فأعادوا الكرة وأطلقا الصواريخ رغم معرفته بما في ذلك من خطر كبير على انسحابها لاقتراب المسافة بينها وبين العدو.
وقد أعلن قائد المجموعة بكل ثقة وتأكيد عن أن نتيجة الضربة التي وجهت قد دمرت خمسة أهداف بحرية معادية رصدت إصاباتها على شاشة الرادار.
وأخذت تظهر بعد ذلك مجموعات الأهداف البحرية المعادية على شاشات الرادارات الساحلية حيث رصدت مجموعة أهداف سريعة مكونة من ثلاثة أهداف على مسافة 18 ميلاً شمال غربي اللاذقية، ومجموعة أخرى مكونة من عشرة أهداف يسير كل هدفين منها، أحدهما قرب الآخر. وكانت هذه المجموعة بطيئة الحركة، والمجموعتان تسيران باتجاه ميناء اللاذقية. وأعلن في الوقت ذاته عن وجود ثلاث طائرات عمودية فوق مربض المدفعية الساحلية قرب قرية الشامية شمال اللاذقية، كما أعلن عن وجود أربع طائرات عمودية فوق منطقة جبلة. وأفادت المشاهدات البصرية أن صواريخ تطلق باتجاه منطقة وجود الكاسحة.
بدأت المدفعية الساحلية اشتباكها بالأهداف المعادية المتقدمة نحو ميناء اللاذقية بينما كانت هذه الأهداف تدخل المدى الأقصى للمدفعية الساحلية. وعند وصولها إلى مسافة9 - 10 أميال من الميناء، وتحت ضغط رمايات المدفعية الساحلية التي كانت كفاءتها في العمل عالية ومردودها ممتازاً، غيرت خط سيرها الجنوبي الشرقي واستمرت المدفعية بقصف الأهداف البحرية المعادية المتقدمة. انقسمت هذه الأهداف إلى مجموعتين، إحداهما مكونة من 6 أهداف سريعة خط سيرها باتجاه الجنوب الشرقي متحاشية رمايات مدفعيتنا الساحلية. وقد رصدت في المنطقة رمايات صواريخ معادية واشتباك بالمدفعية الخفيفة بين زوارقنا وزوارق العدو جنوب غربي جبلة وعلى مقربة من الساحل، وأثناء ذلك قطع الاتصال بمجموعة الزوارق الصاروخية.
في الساعة 00,40، بدأت الوحدات البحرية المعادية بالانسحاب من مسرح العمليات البحري. ثم رُصد عدد من الطائرات العمودية المعادية تعمل في منطقة الضربة التي قامت بها الزوارق الصديقة لمدة تزيد على الساعة بعد انسحاب الوحدات البحرية. كما رصدت وحدة بحرية كبيرة في المنطقة نفسها إلى جانب وحدة بحرية أخرى على مسافة 40 ميلاً شمال غربي اللاذقية.
الاستنتاج: ======
من تشكيل وحدات العدو البحرية والجوية وتقدير الموقف يمكننا أن نستنتج ما يلي:
1ـ أشرك العدو في هذه العملية 18-20 قطعة بحرية ومن 6- 8 طائرات عمودية. كان تقديرنا أن العدو يستهدف أحد الغرضين التاليين:
اقتحام ميناء اللاذقية وتدمير الوحدات البحرية الموجودة فيه وتدمير المنشآت وتعطيل المرفأ لفترة زمنية ثم الانسحاب.
القيام بإنزال بحري في جنوب اللاذقية، وهو الاحتمال الأضعف، لاسيما أن القوات التي يمكن أن يحملها العدو على السفن والزوارق التي رصدت على مسرح العمليات لا تتيح له القيام بمثل هذا العمل.
2ـ إن قيام العدو بهذه العملية وإشراك هذا العدد من القطع البحرية في اليوم الأول لبدء الأعمال القتالية دليل واضح على أنه قد حضَّر لهذه العملية قبل زمن لا يقل عن 48 ساعة في أي حالٍ من الأحوال.
3ـ استخدام العدو الطائرات العمودية على نطاق واسع لأغراض متعددة منها الاستطلاع، ومعرفة أماكن الوحدات البحرية الصديقة وكشفها، وإشغال القيادة البحرية السورية في أماكن بعيدة عن مسرح العمليات، إلخ...
4ـ فقد العدو بعض وحداته. وهو أمر رصدته وأثبتته الوحدات البحرية الصديقة التي نفذت الضربة، كما رصدت البحرية الصديقة أثناء انسحاب العدو أن محطته اللاسلكية الرئيسية تنادي خمس وحدات بحرية من وحداته، وتسأل الوحدات الأخرى التي اشتركت في المعركة عنها، إلا أنه لم يردها أي جواب من الوحدات الخمس المذكورة، وأجابت بقية الوحدات البحرية المعادية في آن واحد بأنها لا تعرف شيئاً عنها، كما التقط على الشاطئ السوري رداءا إنقاذ لبحارين إسرائيليين عليهما دماء.
5ـ سواء كان العدو سينفذ الاحتمال (أ) أو الاحتمال (ب)، فمما لا شك فيه أن مفاجأته بضربة صاروخية قوية من وحدات البحرية بعد أقل من 30 دقيقة من تماسه بها وهي تقوم بالمرور، ومن اتجاه غير متوقع، قد جعله في وضع حرج كل الحرج. كما أن نيران المدفعية الساحلية التي أسرعت بصب قذائفها على تشكيلاته بعنف وغزارة أثرت تأثيراً كبيراً على قراره، لاسيما أن دقة النيران وغزارتها كانتا تزدادان كلما اقترب العدو من الشواطئ.
إن هذه المعركة البحرية الصغيرة بحجمها، كانت كبيرة بنتائجها. فعلى الصعيد العسكري، لم يحقق العدو أهدافه العسكرية من هذه العملية على الرغم من اشتراك العدد الكبير من وحداته البحرية بها. كما أن القوات البحرية استطاعت في هذه المعركة أن تعرف الكثير عن تكتيك العدو وتشكيلاته وطريقة تنفيذه للأعمال القتالية، وعلى ضوء هذه المعركة غيرت أسلوبها في القتال معه. أما على الصعيد المدني، فقد كان ارتياح المواطنين واطمئنانهم، واضحين عندما شاهدوا وسمعوا صواريخ بحريتنا ومدفعيتها تصب الحمم على الأعداء وتدمر وحداته المعتدية.
معركة اللاذقية البحرية حرب تشرين 1973 أول معركة بحرية عربية -اسرائيلية
====
معركة اللاذقية هي معركة بحرية حدثت في اليوم الثاني من حرب تشرين ( اكتوبر ) 1973 بين البحرية السورية من جهة والبحرية الاسرائيلية من جهة اخرى
وتعد هذه المعركة الاولى في التاريخ التي يتم التواجه بين الطرفين بزوارق صواريخ بحر بحر ( سطح سطح )
والاولى التي يتم فيها استخدام الحرب الالكترونية
بدات الحرب عندما انطلقت 5 سفن من البحرية الاسرائبليلة من مرفا حيفا باتجاه السواحل السورية فتم ارسال زورق استطلاع سوري فتمت مهاجمته واغراقه على الفور
توجه الاسطول الاسرائيلي بعدها وهاجم كاسعة الغام سورية واغرقها ايضاً الى ان وصل للاسطول السوري كاملاً
كان قوام البحرية السورية 6 سفن منها 3 زوارق صواريخ اثنين من نوع كومار وواحد من نوع اوسا سوفيتية الصنع
كان مدى صواريخ الستيكس التي تحملها الزوارق السورية ضعف مدى الصواريخ الاسرائيلية وهذا ما اعطى الدافع للبحرية السورية للمواجهة فتقدمت السفن السورية للمواجهة واطلقت كافة صواريخها باتجاه السفن الاسرائيلية الا ان كانت الولايات المتحدة قد زودت السفن الاسرائيلية بتقنيات تشويش على صواريخ وتعد هذه اول مرة بالتاريخ تستخدم الحرب الالكترونية بحرب حقيقية ,,فتم التشويش على جميع الصواريخ السورية المطلقة ولم يصب اي منها الهدف
فتقدمت السفن الاسرائيلية واغرقت جميع السفن السورية مع طواقمها ويقال ان هناك احدى السفن نجت وهربت الى ميناء اللاذقية وعادت كافة السفن الاسرائيلية الى ميناء حيفا دون اي خدش
هذه المعركة هي المعركة الاولى للبحرية السورية منذ تاسيسها عام 1950 وللاسف لم تكن لمصلحتها
عدد القطع البحرية التي اشتركت في المعركة من جانب اسرائيل اكثر من 5 العدد الحقيقي هو 20 وكانت مدعومة بالمروحيات وهدا ماجاء في الرواية السورية والزوارق الاسرائيلية التي شاركت في الهجوم كانت حديثة جدا من نوع ساعر 3 وكانت مزودة بصواريخ جبرايل ومنظومات الكترونية حديثة وكان من اهداف اسرائيل تدمير ميناء الاذقية والمدفعية الساحلية كان لها دور في التصدي اما مسألة وقوع خسائر في الجانب الاسرائيلي فهو غير معروف والمواقع الغربية تعرض نفس الرواية الاسرائيلية
اما الان سوريا تعتمد عل الصواريخ البحرية بر-سطح وسطح سطح وتقريبا هدا هو الاسلوب المتبع في جميع افرع الجيش السوري