1. تأسيس القوات الجوية الملكية السعودية وتطورها
عقب فتح الحجاز أولى الملك عبدالعزيز اهتماماً كبيراً بقوة الطيران، نظراً للدور الذي لعبته هذه القوة أثناء الحرب العالمية الأولى وما تلاها من حروب. وأصبح لدى جلالته قناعة بأن هذه القوة أضحت مطلباً ملحاً لحماية المملكة، خاصة وأنه رأى تأثيرها في قواته أثناء تقدمها لفتح مدينة جدة. وعقب الاستيلاء على الحجاز، حصل الملك عبدالعزيز على خمس طائرات من طراز D-H9، كانت ضمن الغنائم التي استولى عليها. وقد كانت تلك الطائرات في حالة لا تسمح باستخدامها، لذلك تم التعاقد مع طيارين وفنيين أجانب للقيام بمهام الطيران والصيانة ريثما يتم تأهيل كوادر وطنية. ولم يكتف جلالته بهذا العدد من الطائرات، فتعاقد عام 1348هـ مع الحكومة البريطانية على شراء المزيد من نوعي D - H9، إضافة إلى شراء طائرات من نوع WESATLAND WAPITI.
كانت القوات الجوية أول إنشائها، تابعة لمكتب شؤون الطيران في وزارة الدفاع بمدينة جدة. وعندما توسعت هذه القوة وتطورت، تم تأسيس سلاح الطيران الملكي السعودي في 15 صفر 1372هـ، ورُفع علم السلاح على أول حظيرة للطائرات في مطار جدة، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لهذا السلاح.
وفي عهد الملك سعود تواصل الاهتمام بالقوة الجوية، وأكمل جلالته مسيرة والده. فتم الحصول على عددٍ من الطائرات القتالية، وطائرات النقل التي شملت طائرات CHIPMUNK، وطائرات TEXANT - 6 وطائرات T - 34 وطائرات C - 47 وطائرات T - 28 وطائرات VAMPIRE ولاهتمام جلالته بالطيران، زار إيطاليا والتقى أبناءه الطيارين المبتعثين وحثهم على بذل المزيد من الجهد لكي يعودوا إلى وطنهم ويساهموا في حمايته. ونظراً لأهمية وجود مصدر وطني يتم من خلاله إعداد الطيارين والفنيين وتأهيلهم، فقد اُفتتحت مدارس سلاح الطيران في جدة. وخرّجت هذه المدارس عدداً من الدورات، ثم نُقلت إلى الظهران تحت مسمى جديد هو "وحدة تدريب القتال".
وعندما تولى الملك فيصل الحكم، أولَى القوة الجوية جُلّ اهتمامه، وكان عاشقاً للطيران ومشجعاً له. وكان رئيساً لجمعية الطيران، وكان كثيراً ما يرافق الطيارين في رحلاتهم الداخلية. وخلال حكمه نُقلت مديرية سلاح الطيران من جدة إلى الرياض، وتم شراء المزيد من الطائرات. وركّز الملك فيصل اهتمامه على حماية أجواء البلاد، ورسم خطة للنهوض بهذا السلاح حتى يواكب ركب التقدم، ويوائم روح العصر ومتطلباته. لذلك جرى التعاقد مع الحكومة البريطانية لشراء منظومة جوية مكونة من طائرات LIGHTNING الأسرع من الصوت، وطائرات HAWKER HUNTER، وبعض الرادارات، والعديد من صواريخ أرض ـ جو. ولم يغفل جلالته الحاجة إلى إيجاد رجال قادرين على استخدام هذه الأسلحة والأجهزة المتطورة، فأُعلن عن إنشاء كلية الملك فيصل الجوية. وكان هذا الحدث إيذاناً بعهد جديد، وتطور عام في مسيرة القوات الجوية الملكية السعودية.
وفي عهد الملك خالد تواصلت المسيرة، وحصلت المملكة على أحدث الطائرات والنُظم والمعدات في العالم، عن طريق إبرام العديد من المشروعات مع الدول الغربية الصديقة، كما حصلت على طائرات F - 5 وطائرات F - 15 المقاتلة.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد، تضاعفت أعداد الطائرات عن طريق إبرام العديد من العقود والمشروعات. وشمل ذلك الحصول على طائرات الإنذار المبكر AWACS، وطائرات التورنيدو، بنوعيها الدفاعي والهجومي، والعديد من طائرات النقل، وطائرات الاستطلاع، وطائرات البحث والإنقاذ، والطائرات المخصصة في مجال التدريب. كما تم في عهده تطوير وتحديث مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، التي ضاهت في تقنيتها ما لدى الدول المتقدمة. وخلال مسيرة القوات الجوية تم استحداث العديد من القواعد، التي جرى تجهيزها بما تحتاجه من المعدات والأنظمة الجوية، التي تخدم سير العمل فيها. وقد شكّلت هذه القواعد قوة دفاعية، تنطلق منها الطائرات على اختلاف أنواعها لأداء مهامها القتالية والتدريبية. كما أعدت القوات الجوية عدداً من المطارات المتقدمة لكي تصبح جاهزة لاستقبال الطائرات المقاتلة أثناء الأزمات أو التمارين المشتركة. وليس أدل على ذلك من الدور الذي قامت به هذه المطارات أثناء حرب تحرير الكويت، إذ كانت منطلقاً لطائرات القوات المتحالفة
2. مشروعات القوات الجوية
تأسست أغلب منظومات القوات الجوية على المشروعات. فمن المشروعات التي تم تنفيذها مشروع "البساط السحري"، وهو عقد وقع مع الحكومة البريطانية في عام 1965م للحصول على طائرات Lighting، وطائرات الهوكرهنتر Hawker Hunter، وبعض الرادارات والصواريخ المضادة للطائرات. ثم مشروع "صقر السلام" مع الحكومة الأمريكية للحصول على عدة أنواع من طائرات F - 5 المقاتلة. تلا ذلك مشروع "شمس السلام" مع الحكومة الأمريكية، الذي تم بموجبه الحصول على أفضل الطـائرات الدفاعية، وهـي طـائرات F - 15، ثم عقد آخر مع الحكومة الأمريكية أيضاً، هو مشروع " درع السلام " للحصول على مجموعة من الرادارات، تغطي جميع مناطق المملكة؛ إضافة إلى إنشاء مراكز القيادة والسيطرة والاتصالات في جميع القواعد الجوية، وربطها ببعضها حتى تقدم صورة عن الوضع الجوي القائم للقادة الأرضيين. وتمشياً مع خطط القوات الجوية لتطوير وسائل الإنذار المبكر، أُبرم عقد مع الحكومة الأمريكية لمشروع " حارس السلام "، ويتم بموجبه الحصول على طائرات الإنذار المبكر AWACS، وطائرات التزود بالوقود في الجو، وقد وُقّع أخيراً عقد مع الحكومة البريطانية هو مشروع " اليمامة "، الذي تم بموجبه الحصول على عدد من طائرات TORNADO الهجومية والدفاعية، وكذلك طائرات التدريب من نوع HAWK، وطائرات PC - 9، وبعض طائرات النقل.