إهداء لرواد المنتدى .. ملف الصاروخ الأمريكي FGM-148 Javelin باللغة العربية ومن الشركة الأم Raytheon
صمم هذا السلاح وفق تقنية "أطلق وأنسى" fire-and-forget ، بمعني قدرة الصاروخ على الإقفال lock-on على الهدف قبل الإطلاق ثم يكون التوجيه تلقائياً . ويأخذ الصاروخ مسار الهجوم السقفي top-attack على الأهداف المدرعة ، حيث يضرب المنطقة الأقل سمكاً وتدريعاً . كما يمكن استخدام الصاروخ في نمط الهجوم المباشر direct-attack تجاه المباني والتحصينات ، بالإضافة لقدرات نسبية تجاه المروحيات . إن وحدة إلكترونيات التوجيه في الصاروخ تضطلع بمهمتين ، الأولى هي السيطرة على رأس الباحث وتوجيهه نحو الهدف ، والثانية هي إرسال إشارات لقسم تشغيل السيطرة لقيادة الصاروخ باتجاه هدفه خلال مرحلة الطيران . وفي حين توفر بطارية الليثيوم الداخلية Lithium battery الطاقة الكهربائية اللازمة لتجهيزات الصاروخ أثناء طيرانه ، فإن أربعة زعانف متحركة ذيلية ، وستة أجنحة ثابتة في وسط جسم الصاروخ تتولى السيطرة على طيرانه حتى وصوله لمداه الأقصى البالغ 2500 م . ويتوفر للنظام وحدة سيطرة على الإطلاق (CLU) مجهزة بمنظاري رؤية ، أحدهما نهاري بقوة تكبير 4 أضعاف لرؤية الهدف ومراقبة ساحة المعركة ، وآخر ليلي لتحويل صورة الهدف بالإشعاع تحت الأحمر إلى صورة مرئية مضيئة للرامي visible-light image ، مع قدرات الرؤية في حالات الظلام والضباب والدخان والتشويش الإشعاعي .
يطلق الصاروخ بزاوية 18 درجة ، بعدها يستطيع جافلين في نمط الهجوم العمودي بلوغ ارتفاع 150 م ، حيث يرتفع الصاروخ بحدة للأعلى climb sharply ، ليطير بعدها بشكل مستقيم ، ثم يغطس للأسفل ليضرب هدفه بشكل قوسي نحو قمته الضعيفة (يجب تنشيط الباحث أولاً وتحفيزه activated) مع مسافة اشتباك دنيا تبلغ 150 م . وفي نمط الهجوم المباشر ينطلق الصاروخ بارتفاع منخفض lower altitude يصل إلى 50 م (يجب أن يبرد الرأس الحربي أولاً قبل الإطباق على الهدف) ثم ينحني ويميل في اتجاه طيرانه نحو الأسفل لينقض على هدفه بشكل مباشر في مقدمته أو مؤخرته أو الجوانب ، علماً أن مسافة الاشتباك الدنيا في هذا النمط من التوجيه تبلغ 65 م .
يستخدم الرامي وحدة السيطرة على الإطلاق CLU لإيجاد وتمييز الهدف ، ثم ينقل الصورة لباحث الصاروخ العامل بالأشعة تحت الحمراء للإطباق والقفل على الهدف (يعمل باحث الصاروخ ضمن الأشعة تحت الحمراء طويلة الموجة Long-wave infrared من 8-12 مايكرو) يستمر باحث الصاروخ في التركيز على الهدف ومتابعة تحركاته المحتملة ، حيث يقوم بالتقاط صورة جديدة له كل ثانية ، ويقوم بمطابقتها بصورة الهدف المخزنة في ذاكرة الصاروخ ، ومن ثم تغيير اتجاه طيرانه وزاوية هجومه attack angles change في حالة تغيير الهدف لمكانه .. مجموعة الباحث مغلفة بقبة زجاجية شفافة ، التي تسمح بسقوط شعاع الأشعة تحت الحمراء على مصفوفة المستوى البؤري Focal plane array . إذ يمر شعاع الأشعة تحت الحمراء من خلال القبة ، وبعد ذلك من خلال العدسات التي تقوم بدورها بتركيز طاقة الشعاع . إن طاقة الأشعة تحت الحمراء يتم عكسها عن طريق مرايا خاصة باتجاه المصفوفة . وتعالج المصفوفة الإشارات الصادرة عن الكاشفات detectors وترسل الإشارات لوحدة تعقب الصاروخ . وجدير بالذكر أن المصفوفة وكاشفات الأشعة تحت الحمراء يجب أن تبرد باستمرار ، ولهذا الغرض فإن قنينة غاز صغيرة مضغوط ، متوفرة في النظام من أجل ضمان عملية التبريد لفترة زمنية تبلغ نحو 19 ثانية .
الصاروخ جافلين مزود برأس حربي ترادفي tandem warhead من الشحنات المشكلة ، تكفل له اختراق الدروع التفاعلية المتفجرة ERA أولاً والدروع الرئيسة لاحقاً لنحو 800 ملم ، حيث جرى تطوير بطانة معدنية من طبقتين لصالح مخروط الشحنة المشكلة الابتدائية من مادة molybdenum ، وبطانة نحاسية لمخروط الشحنة الرئيسة ، تكفل أداء مميز لعملية تشكيل النفاث والاختراق . ولحماية الشحنة الرئيسة من انفجار وموجة عصف الشحنة الابتدائية ، جرى تزويد المنطقة الفاصلة بين الشحنتين بحاجز وقائي لمنع تأثيرات الصدمة . هذا الحاجز مزود بثقب في منتصفه ، للسماح بمرور النفاث ومنع تشتته واستهلاك طاقته .
يجهز الصاروخ جافلين بنظام يطلق عليه "إطلاق وتسليح إلكتروني آمن" Electronic Safe Arming and Fire ، ويقصد به إجراء سلسلة من فحوص السلامة على القذيفة خلال وبعد إطلاقها . ويبدأ عمل النظام ESAF مع ضغطة زناد الإطلاق من قبل الرامي وعمل محرك القذف لدفع الصاروخ خارج السبطانة ، وعند خروج الصاروخ من السبطانه ووصوله لنقطة التعجيل ، يطلق نظام ESAF إشارة التشغيل لمحرك الطيران الرئيس . يبدأ النظام مرة أخرى في فحص عمل القفل على الهدف target lock check والتأكد من جاهزية الصاروخ ورأسه الحربي لضرب قمة الهدف (ESAF يضطلع أيضاً بمهمة تحديد الفاصل الزمني الملائم لانفجار الشحنتين الناسفتين للرأس الحربي) .
يستخدم الصاروخ جافلين نظام إطلاق ناعم soft launch ، يضمن احتراق شحنة محرك القذف كاملة داخل السبطانة وقبل خروج الصاروخ منها ، وبذلك لا يتأثر الرامي بالغازات الساخنة . هذا النظام يوفر أيضاً اهتزاز وارتداد محدود لكتف الرامي . وبعد مغادرة الصاروخ للسبطانة وطيرانه لمسافة محددة ، فإنه يتم إشعال محرك الطيران الرئيس ، وتبرز أجنحة وزعانف الصاروخ للخارج ، لينطلق الصاروخ بعدها نحو هدفه بسرعة دون سرعة الصوت subsonic speed . ولأمان الرامي ، يوجد نظام لتحرير الضغط pressure release مستخدم مع وحدة إطلاق الصاروخ ، فعند إخفاق محرك القذف في العمل (وحتى لا يتسبب الأمر بانفجار عرضي) فإن الصاروخ يخرج تحت الضغط من الجزء الخلفي للسبطانة بعد تحطيم المسامير الخلفية . ويتكون فريق إطلاق الصاروخ من فردين اثنين هما الرامي وحامل الذخيرة ، وبينما الرامي يهدف ويطلق الصاروخ ، يقوم حامل الذخيرة بتفحص ومسح المنطقة المحيطة والتهديدات المحتملة ، وينتقل فريق الإطلاق بعد رمي الصاروخ الأول لموقع إطلاق آخر .
رابط تحميل الملف الإهداء ..