شئ مسلي الحقيقة إن الواحد يجلس في هدوء و يراقب في صمت و تأمل كل النقاشات و الأفعال و ردود الأفعال اللي دارت خلال ال 3 سنوات اللي فاتوا بخصوص موضوع تعاقد سلاح الجو المصري على ال MIG-35 ولا ال MIG-29M2
فعلا كان شئ مسلي و أحيانا كان بيبقى كوميدي ، خاصة لما كان بيتم تناوله من بعض الأشقاء كنوع من تصفية الحسابات بين الصفحات العسكرية العربية من جهة و الصفحات العسكرية المصرية من جهة ثانية
الموضوع كله بدأ في 2013 ، السنة دي كانت بداية إنطلاق عملية تطوير و إحلال عملاقة في سلاح الجو المصري
في السنة دي سلاح الجو المصري كان بدأ سلسلة مفاوضات مع شركة Sukhoi الروسية عشان يتعاقد على سرب أو أكثر من مقاتلة ال SU-35 الروسية
في الوقت دا ال SU-35 كانت أفضل مرشح شرقي موجود قدام سلاح الجو المصري ، طالما عايز يتعاقد على مقاتلة متخصصة لعمليات السيطرة الجوية ، خاصة إنها كانت المقاتلة الشرقية الوحيدة اللي من نفس فئة مقاتلة ال F-15I الإسرائيلية ، عشان نكون أكثر دقة فهي من نفس فئة نسخة ال F-15C Baz الإسرائيلية اللي هي برضه متخصصة لعمليات السيطرة الجوية عندهم
بالتزامن مع إنطلاق المفاوضات مع شركة Sukhoi ، سلاح الجو المصري كان بيتفاوض في نفس الوقت مع شركة روسية تانية ، شركة MIG ، الهدف من التفاوض في البداية كان التعاقد على أعداد كبيرة من المقاتلة الجديدة بتاعتهم ال MIG-29M/M2
http://www.vedomosti.ru/newspaper/articles/2013/11/15/migi-vernutsya-v-egipet
في الوقت دا سلاح الجو المصري كان بيمتلك أعداد كبيرة جدا من مقاتلات كان المفروض إنها تخرج من الخدمة من وقت طويل زي ال MIG-21 و ال J-7 و ال Mirage-5 اللي المفروض إنها خرجت من الخدمة من معظم جيوش العالم
لكن طبعا لما نتكلم عن سلاح الجو المصري فدي مسألة مختلفة إلى حد ما
الجيش المصري عامة بكل فروعه سواء سلاح جو أو بحرية أو دروع أو دفاع جوي ، معروف عالميا بإنه من سابع المستحيلات إنه يحيل أي نظام تسليحي إلى التقاعد إلا لما يحصل على أقصى إستفادة عملياتية منه بنسبة لن تقل بأي حال من الأحوال عن يمكن 300% ، هنا أنا مش ببالغ بالعكس أعتقد إنها كمان نسبة أقل من النسبة الحقيقية
العقيدة التسليحية المصرية معروف عنها إنها دايما بتستخدم أي سلاح بصورة تتجاوز قدرات السلاح نفسه بحيث إنها تستخرج منه أقوى إمكاناته و قدراته بشكل قد يعجز عنه صانع السلاح نفسه و دي حقيقة أثبتتها التجربة المصرية مع الأسلحة السوفيتية في نهاية ستينيات و بداية سبعينيات القرن اللي فات
في الواقع دي ميزة مشتركة بين سلاح الجو المصري و سلاح الجو الهندي اللي برضه بيشتغل مع الأنظمة التسليحية بتاعته بنفس الشكل
لكن حتى سلاح الجو المصري لازم ييجي عليه وقت و يكون مجبر على إحالة الأنظمة التسليحية القديمة إلى التقاعد ، و دا اللي كان لازم هيحصل سواء عاجلا أو آجلا مع أساطيل ال MIG-21 و ال J-7 و ال Mirage-5
بس المشكلة إن الأساطيل دي كانت بتتضمن أعداد كبيرة جدا من المقاتلات ، حوالي 33 مقاتلة MIG-21 و 60 مقاتلة J-7 و 80 مقاتلة Mirage-5
المشكلة هنا مش في إحالة الكم دا من المقاتلات دي للتقاعد ، المشكلة هنا إن سلاح الجو المصري بدأ خطة التطوير بتاعته في وقت متأخر جدا لدرجة إن الأساطيل اللي هتخرج من الخدمة هتسيب مكانها فراغ كبير في قوة سلاح الجو المصري لإن مفيش أساطيل جديدة موجودة عشان تدخل مكانها و تحل محلها
بالمناسبة نقدر نشيل من دماغنا أسطول ال Mirage-5 من الموضوع لإن أعداد الرافال بتبتدي تزيد بشكل يدعو للإطمئنان على الأساطيل الفرنسية في سلاح الجو المصري ، لكن المشكلة مكانتش في الأساطيل الفرنسية ، المشكلة كانت في الأساطيل الروسية
الحل الوحيد اللي كان متاح قدام سلاح الجو المصري كان إنه لازم يتعاقد على عدد كبير من المقاتلات ولازم المقاتلات دي تكون على درجة عالية و متقدمة جدا من التطور فضلا عن إنها لازم تكون منتمية للجيل 4++ ، اللي يعتبر حلقة الوصل بين مقاتلات الجيل الرابع و مقاتلات الجيل الخامس
من بين كل المقاتلات الروسية ، كان في مقاتلتين 2 بس هما اللي تنطبق عليهم الشروط دي ، مقاتلة ال MIG-29M/M2 ، و مقاتلة ال MIG-35
الإتنين بينتموا للجيل 4++
الإتنين بيتميزوا بحزمة تسليحية قوية جدا و تنوع ممتاز في الذخائر سواء في ذخائر الإشتباك الجوي أو ذخائر القصف الجوي
الإتنين بيتميزوا بحزمة حرب إلكترونية متقدمة جدا ، مع تفوق ظاهر لل MIG-35 في مجال الحرب الإلكترونية على ال MIG-29M/M2
الإتنين بيتميزوا بقدرات كبيرة جدا على المناورة مخلياهم من أخطر الخصوم اللي أي طيار ممكن يفكر إنه يدخل معاهم في إشتباك WVR أو Dogfight
لكن الفرق بينهم إن ال MIG-29M/M2 كانت أقرب و أكثر جاهزية للإنتاج الكمي من ال MIG-35 اللي كانت لسه في مرحلة تطوير خطوط الإنتاج الخاصة بيها ، طبعا كل دا و إحنا لسه بنتكلم في 2013
لكن في منتصف المفاوضات على ال MIG-29M/M2 ، شركة MIG إقترحت تطوير الصفقة و التفاوض على ال MIG-35 بدلا من ال MIG-29M/M2
التطور دا في المفاوضات حصل سنة 2015 ، في الوقت اللي شركة MIG كانوا عاملين حسابهم إن ال MIG-35 هتخلص مراحل التطوير و الإختبار و تكون دخلت على مرحلة الإنتاج الكمي سنة 2016 ، يعني بعد سنة واحدة من تاريخ تطوير التفاوض إلى ال MiG-35
http://www.migavia.ru/index.php/ru/...bezopasilis-ot-katastroficheskikh-posledstvij
لكن للأسف الأزمة السياسية لروسيا مع الغرب عامة مضافا ليها الأزمة الأوكرانية مضافا ليها هي كمان نجاح روسيا في ضم القرم ضمن حدودها مضافا ليها تدخل الروس عسكريا في الأزمة السورية و ما ترتب عنه من إرباك للخطط الأمريكية هناك ، كل دا كان له تبعات إقتصادية سلبية على الإقتصاد الروسي في إطار العقوبات الإقتصادية اللي بتفرضها أوروبا و أمريكا على روسيا كنوع من التصعيدات الإنتقامية اللي تعتبر محاولات لتركيع روسيا قدام إرادة الناتو
التصعيدات الإقتصادية الغربية ضد روسيا إنعكست آثارها على المشروعات العسكرية الروسية ، و من ضمنها ال MIG-35
شركة MIG كانت بتخطط لمواصلة عمليات التطوير الخاصة بال MIG-35 لحد ما تبقى جاهزة للدخول في مرحلة الإنتاج الكمي بحلول 2016 ، لكن العقوبات الإقتصادية على روسيا أدت إلى تأثر الميزانية الخاصة بشركة MIG سلبا و بالتالي أصيب مشروع ال MIG-35 بنقص في التمويل
للسبب دا شركة MIG قررت إنها تأجل مرحلة الإنتاج الكمي لل MIG-35S لحد 2018 و دا اللي قاله الجنرال فيكتور بونداريف قائد سلاح الجو الروسي ، ناخد بالنا إن نسخة ال MIG-35S هي النسخة الخاصة بسلاح الجو الروسي ، بينما النسخ اللي كان سلاح الجو المصري متعاقد عليها هي ال MIG-35 و ال MIG-35D و دول كان ليهم معاد تاني لمرحلة الإنتاج الكمي و التسليم
على 2017 كان أثر العقوبات الإقتصادية الغربية على روسيا كان زاد و إنعكس أكتر على مشروع ال MIG-35 لدرجة إن شركة Rosboronexport الروسية المسئولين عن تنظيم الصادرات العسكرية الروسية قالوا إن ال MIG-35 هتكون متاحة للإنتاج الكمي سنة 2020
بس المشكلة إن سلاح الجو المصري مش هينفع يستنى لحد 2020 عشان يبتدي يستلم ال MIG-35
هنا شركة MIG إقترحت حل ممتاز للخروج من المعضلة دي ، بحيث إنهم يحافظوا على العقد بتاعهم مع سلاح الجو المصري و يسلموه أول دفعة من المقاتلات بتاعته في 2017 حسب الإتفاق ، و في نفس الوقت يكملوا في جدول تطوير خطوط الإنتاج الخاصة ال MIG-35 لحد 2020 زي ما هما حددوا
شركة MIG إستغلوا حقيقة إن ال MIG-35 هي في الواقع نسخة مطورة من ال MIG-29M/M2 مبنية على نفس الهيكل و بتستخدم نفس المحرك ، إستغلوا حقيقة إن الإختلافات بينهم تقتصر على منظومة التهديف البصري و منظومة الملاحة و الرادار
شركة MIG قرروا إنهم هيخلصوا العقد المصري الخاص بال MIG-35 من خلال خط إنتاج كان خاص سابقا بال MIG-29M/M2 و تم تعديله عشان يناسب تجهيزات الأفيونكس الخاصة بال MIG-35
دا السبب اللي كان بيخلي الصفحات العسكرية المصرية لما تتكلم عن المقاتلة دي يدمجوا الإسمين مع بعض لإنها فعلا مختلفة عن النموذج التجريبي الأولي لل MIG-35 اللي إتعرض على سلاح الجو الهندي في مناقصة ال MMRCA و هنا الإختلاف يكمن في أبعاد الهيكل ، و في النفس الوقت مختلفة أيضا عن ال MIG-29M/M2 اللي سلاح الجو المصري و السوري كانوا بيتفاوضوا عليها و هنا الإختلاف يكمن في أنظمة الأفيونكس و الرادار
http://defense-update.com/20140422_egypt-interested-buying-24-mig-35s-russia.html
بس هنا لازم ناخد بالنا من حاجة مهمة جدا ، سلاح الجو الروسي نفسه حاليا عنده نموذجين مختلفين من ال MIG-35 و المشكلة إن الإختلاف بتاعهم في هيكل المقاتلة نفسه
النموذج الأول هو ال MIG-35 التجريبية صاحبة الترقيم 154 اللي شفناها في بداية ظهورها و هو نفس النموذج اللي إتعرض قبل كدا على سلاح الجو الهندي و خسر قدام الرافال ، و بعد كدا تم صرف النظر عنها
النمودج الثاني هو ال MIG-35 الفعلية صاحبة الترقيم 702 و اللي مبنية على هيكل ال MIG-29M/M2 و دا النموذج اللي سلاح الجو المصري تعاقد عليه في 2014 و هو نفس النموذج اللي سلاح الجو الروسي تعاقد عليه هو كمان لكن بتجهيزات مختلفة خاصة بيه منحته الإسم التعريفي MIG-35S و هيبتدي يستلمه في 2020
يعني إختصارا للفقرتين اللي فاتوا نقدر نستنتج إن شركة MIG ألغت تماما نسخة النموذج التجريبي الأصلي صاحب الترقيم 154 و ركزت كل شغلها على ال MIG-29M/M2 عشان تبقى هي الأساس اللي هيتم بناء تكنولوجيا و أفيونكس ال MIG-35 عليه و دا للنسخة الروسية و التصديرية على حد سواء
و بالمناسبة دي مش أول مرة الروس ينتجوا مقاتلة واحدة و يطلقوا عليها إسمين مختلفين و يعاملوا الإسمين على إنهم مقاتلتين مختلفتين
يعني مثلا ال SU-35 قبل ما يتم تعريفها بإسمها الحالي كانت معروفة بإسم SU-27M
نفس الشئ بالنسبة لل SU-30 اللي كان إسمها في البداية SU-27PU و بعدها التسمية تغيرت لاحقا للإسم الحالي بعد إضافة أجنحة الكانارد
أيضا نفس الشئ بالنسبة لل MIG-29M/M2 اللي كان إسمها سابقا MIG-33 قبل ما يتم منحها الإسم الحالي
لكن في رأي تاني بيقول إن المقاتلات المصرية هي فعلا مقاتلات MIG-29M/M2 ، مش MIG-35 ، ولا حتى MIG-29M/M2 مطورة بأفيونكس ال MIG-35 ، هي فقط مقاتلات MIG-29M/M2 صرفة لا أكثر ولا أقل
الرأي دا بيعتمد على حقيقة إن سلاح الجو المصري تعاقد مع شركة Phazatron على 22 رادار Zhuk-ME ، طبعا زي ما كل الناس عارفين فرادار ال Zhuk-ME هو الرادار الخاص بال MIG-29M/M2 ، بالتالي المعلومة دي دعمت فكرة إن سلاح الجو المصري تعاقد فعلا على ال MIG-29M/M2 ، لإن ال MIG-35 بتعتمد على رادار ال Zhuk-AE ، مش ال Zhuk-ME
لكن في معلومة تانية تسببت في تصدع الأساس اللي مبني عليه الرأي السابق
هو إن سلاح الجو المصري تعاقد على رادارات ال Zhuk-ME بسبب إن رادار ال Zhuk-AE لسه غير جاهز للإنتاج الكمي بسبب تأخيرات في عمليات التطوير و مشاكل في خط الإنتاج بتاعه في شركة Phazatron و للسبب دا إنتاجه هيتأخر كمان سنة أو سنتين ، و لإن سلاح الجو المصري لا يمتلك رفاهية الإنتظار لسنة أو لسنتين فالقيادة المصرية إضطرت للتعاقد على الرادار الجاهز في الوقت الحالي و لحسن الحظ إن الرادار الجاهز في الوقت دا كان ال Zhuk-ME
أما رادار ال Zhuk-AE الأصلي الخاص بال MIG-35 فلما يصل لمرحلة الإنتاج الكمي وقتها سلاح الجو المصري يقدر يتعاقد عليه و يشيل رادارات ال Zhuk-ME و يشغل مكانها رادارات ال Zhuk-AE
معلومة ثالثة تثبت إن الرأي دا هو في الواقع أقرب إلى التخمين و التوقع منه إلى المعلومة الحقيقية ، إن سلاح الجو المصري تعاقد مع شركة Phazatron على 22 رادار Zhuk-ME فقط !! ، رغم إنه تعاقد مع شركة MIG على 46 مقاتلة MIG-29M/M2
دا معناه إننا قدام إحتمالين
الإحتمال الأول إن من بين ال 46 مقاتلة اللي تعاقدنا عليهم ، هيبقى في 24 مقاتلة على الأقل أصلا من غير رادار ، طبعا دا إحتمال قمة في السذاجة و اللا-واقعية و نقدر نستبعده و إحنا مستريحين
الإحتمال الثاني إن بحلول الوقت اللي يكون تم دمج ال 22 رادار Zhuk-ME على أول 22 مقاتلة هنكون وصلنا لسنة 2020 ، و بالتالي هيكون رادار ال Zhuk-AE الأصلي الخاص بال MIG-35 جاهز للإنتاج الكمي ، و هنا يبتدي سلاح الجو المصري يتعاقد على أعداد جديدة من ال Zhuk-AE عشان يدمجها على ال 24 مقاتلة الباقيين إضافة إلى رادارات جديدة عشان يعيد دمجها على أول 22 مقاتلة بعد إزالة رادارات ال Zhuk-ME ، و هو الإحتمال الأكثر منطقية
ممكن حد يضع إحتمال إن سلاح الجو المصري تعاقد على ال 22 رادار Zhuk-ME فقط كدفعة أولى و ال 24 رادار المتبقيين هيتعاقد عليهم كدفعة ثانية ، إحتمال منطقي ، لكنه مش صحيح
السبب هو إن سلاح الجو المصري لما تعاقد مع شركة Klimov عشان يستورد محركات ال RD-33MK الخاصة بمقاتلات ال MIG-35 ، تعاقد على 92 محرك كلهم على دفعة واحدة ، فلو كان هيتعاقد على رادارات ال Zhuk-ME على دفعات منفصلة ، كان الأجدر بيه إنه يتعاقد على محركات ال RD-33MK كمان على دفعات منفصلة بنفس نمط الدفعات الخاصة برادارات ال Zhuk-ME
دا المصدر الخاص بالتعاقد على محركات ال RD-33MK
http://www.avia500.ru/files/Otchet_ob_itogax_golosovania_2016.pdf
لكن من فترة واحد من الأدمنز في أحد الصفحات العسكرية العربية كان وضع طرح - و ليس إحتمال لإنه لا يرقى لدرجة الإحتمال أصلا - جديد شديد الغرابة لدرجة تثير الضحك إلى درجة الهستيريا
الأدمن دا قال إن شركة MiG في الواقع خدعت سلاح الجو المصري و (نصبت) على المصريين و أوهمتهم إنهم تعاقدوا معهم على ال MiG-35 لكنهم في الواقع هيصدروا ليهم ال MiG-29M/M2 على أساس إنها ال MiG-35 !!!
لكن للأسف الطرح دا أغفل مجموعة من النقاط ذات أهمية قاتلة
مبدأيا الطرح دا بيقول إن شركة MiG هتصدر لسلاح الجو المصري 46 مقاتلة MiG-29M/M2 على أساس إنهم MiG-35 ، أنا مش هنتكلم كتير عن أطقم الفنيين و المهندسين المصريين اللي بيفحصوا أي نظام تسليحي يدخل الخدمة في الجيش المصري عموما مش بس القوات الجوية و بيدققوا في كل صغيرة و كبيرة بل و أحيانا يضيفوا تعديلات تقنية خاصة بيهم في بعض الأنظمة زي ما حصل قبل كدا في صفقة ال K-8E و زي ما حصل من فترة قريبة في صفقة مروحيات ال Ka-52 لما سلاح الجو المصري إضاف تعديل لمدفع المروحية لمنعه من إصابة الهيكل الأمامي للمروحية نفسها زي ما كان بيحصل مع المروحيات الروسية من نفس النوع
بالإضافة لكدا دي صفقة طائرات مقاتلة رايحة لخدمة قوة جوية دولية ، دي مش صفقة منتجات زراعية لمتجر خضر أو فاكهة عشان الشركة المنتجة تقدر تخدع المتعاقد في المنتجات اللي بيتم تسليمها
ثانيا شركة MiG أصلا مش هتحتاج إنها تخدع سلاح الجو المصري عشان تصدر له ال MiG-29M/M2 على إعتبار إنها MiG-35 زي ما الطرح بيقول ، لإن ببساطة سلاح الجو المصري كان بيتفاوض فعلا على ال MiG-29M/M2 من البداية في 2013 قبل ما شركة MiG تقترح تطوير المفاوضات إلى ال MiG-35 ، فالسؤال هنا إزاي شركة MiG هتنصب على سلاح الجو المصري عشان يتعاقد على مقاتلة هو نفسه كان مخطط إنه يتعاقد عليها من البداية ؟!!!!! هنا إيه الدافع أصلا لمحاولة النصب ؟!!!!
ثالثا شركات الصناعات الدفاعية و شركات الأسلحة بصفة عامة ، أهم و أخطر عنصر في رأسمالهم هو السمعة التسويقية ، السمعة التسويقية هي العنصر اللي يقدر يرفع أي شركة سلاح إلى سابع سماء في سوق السلاح العالمي، و هي العنصر اللي يقدر يخسف بيها سابع أرض
لو إتعرف عن شركة صناعات دفاعية إنها فكرت أو حاولت تخدع متعاقد ما أو تخل باتفاقها معاه بتكون ألنتيجة إن سمعتها التسويقية بتنهار ، إنهيار السمعة التسويقية بيكون مقدمة حتمية لإنهيار الشركة أو إعلان إفلاسها أو بيعها لشركات أخرى ، قدامنا أمثلة ميتة لشركات حصلت ليها النهاية المأساوية دي زي شركة North American Aviation و شركة McDonnell Douglas اللي تم السيطرة عليها من شركة Boeing بعد إنهيارها و شركة Matra الفرنسية اللي تم السيطرة عليها من شركة MBDA
فبالتالي شركة MiG مش بالغباء الكافي إنهم يرتكبوا خطأ قاتل زي دا ، خاصة إنهم جربوا العواقب الكارثية بتاعته لما صدروا لسلاح الجو الجزائري عدد من مقاتلات ال MiG-29SMT و المهندسين الجزائريين إكتشفوا وجود عيوب فنية و تقنية أثبتت لاحقا إن المقاتلات دي كانت مستعملة من قبل و القيادة الجزائرية أرسلتها مرة تانية لروسيا و طلبت توضيح من شركة MiG ، كانت النتيجة إن سلاح الجو الجزائري تسبب في فضيحة عالمية لشركة MiG تسببت في خسائر للشركة تقدر بالملايين
بالتالي شركة MiG مش بالغباء الكافي إنهم يكرروا نفس الخطأ مرتين خاصة إنهم عارفين اللي حصل ليهم آخر مرة ، فضلا عن كدا إنهم خسروا التعاقد السوري على ال MiG-29M/M2 بسبب ظروف الحرب السورية ، فبالتالي مفيش عندهم إستعداد إنهم يخسروا أي تعاقد تاني بمحاولة زي دي ، لإنهم عارفين إن سمعتهم التسويقية العالمية على المحك
رابعا نسخة ال MiG-35 الأخيرة و النهائية اللي ظهرت السنة اللي فاتت و ظهرت تاني في معرض MAKS 2017 مطابقة في أبعاد الهيكل و المحركات لل MiG-29M/M2 ، دا معناه إننا بحسب الطرح دا فإحنا قدام فرضية بتقول إن شركة MiG نصبت مش بس على سلاح الجو المصري فقط ، لكنهم كمان نصبوا على سلاح الجو الروسي هو الآخر ، و أوهموا سلاح الجو الروسي إنه تعاقد على ال MiG-35 بينما هو في الحقيقة تعاقد على ال MiG-29M/M2 ، طبعا الفرضية دي بحسب الطرح اللي وضعه أحد أدمنز الصفحات العسكرية العربية الشقيقة
عامة للأسف الموضوع دا لن يتم حسمه بصورة نهائية و قاطعة إلا بعد حوالي سنتين أو أكثر من الوقت الحالي ، لما رادار ال Zhuk-AE يكون دخل إلى خطوط الإنتاج الكمي بصورة رسمية على سنة 2020 ، وقتها نقدر نحكم لما سلاح الجو المصري يتعاقد عليه ، لكن شخصيا أنا لا أعتقد إننا مضطرين إننا ننتظر طول الوقت دا
بالنسبة لسلاح الجو المصري فالإسم نفسه مش هيفرق كتير إن كان MIG-29M/M2 أو MIG-35 ، لإن ببساطة سلاح الجو المصري اللي تعاقد على الرافال أكيد مش هيفضل منتظر من 2013 لحد 2017 عشان في الآخر يتعاقد على مقاتلة أقل منها شأنا أو قدرة
الفكرة بإختصار إن سلاح الجو المصري تعاقد على ال MiG-29M/M2 عشان تكون هي رأس الرمح في الأسراب الإعتراضية الخاصة بسلاح الجو المصري
كون إن مقاتلة معينة يتقال عليها إنها هتبقى رأس الرمح الإعتراضي المصري معناه إنها هتبقى خط الدفاع الأول قدام أساطيل ال F-15I و ال F-16I الخاصة بسلاح الجو الإسرائيلي ، يعني المقاتلة دي هتواجه أخطر قوة جوية ضاربة في الشرق الأوسط بكل تفوقهم الكمي بكل تفوقهم التكنولوجي
سلاح الجو المصري مش هيسند الدور دا و المهمة دي إلى مقاتلة ، إلا لو صفاتها الأيروديناميكية و حزمتها التسليحية و أنظمة الحرب الإلكترونية الخاصة بيها و منظومات الأفيونكس بتاعتها أثبتت فعليا إنها أكثر من مؤهلة لتولى الدور دا في صفوف أساطيل مقاتلات سلاح الجو المصري
للسبب دا إحنا كهواة عسكريين شايفين إننا مطمئنين تماما بالنسبة للضيف الجديد في خدمة سلاح الجو المصري أيا كان إسمه MiG-29 أو MiG-29M/M2 أو MiG-35 مش هتفرق بالنسبة لينا كتير لإن دي عادة الروس في إطلاق أسماء مختلفة على نفس المقاتلة زي ما قلت سابقا
سلاح الجو المصري يا سادة حاليا بيخوض أخطر سباق تسلح في تاريخ المنطقة العربية و الشرق أوسطية ، سلاح الجو المصري حاليا في موقف لا يسمح له إلا بالتعاقد على الأفضل المتاح في سوق السلاح العالمي ، دي حقيقة واقعة مش مجرد كلام مرسل
عدوك الرئيسي حاليا تعاقد و بيتعاقد و لسه هيتعاقد على عدد مهول من الصفقات التسليحية عشان يضمن إنه يظل في الصدارة و يظل هو المسيطر على سماء المنطقة العربية ، الخصم دا هو اللي جدير بتركيزك و إنتباهك ، يبقى مفيش أي داعي أو هدف في إنك تشتت نفسك بالإستماع إلى أي ابواق تحاول إنها تقنعك - عبثا - إنك أقل من قيمتك الحقيقية لإنهم أصلا المفروض يكونوا خارج حسابات و المفروض إن انت كمان تكون خارج حساباتهم
خصمك الرئيسي موجود جنبك على حدودك الشرقية ، يبقى تسيبك من أي عداوات لا طائل منها مع أي أطراف تانية و تركز على ما يستحق التركيز عليه
المصدر : صفحة الملتقى العربى الاستراتيجى